على يده حتى دخل دار طلحة وهي رجّاس (١) من الناس فقال له : يا طلحة! ما هذا الأمر الّذي وقعت فيه (٢)؟!
فقال : يا أبا الحسن بعد ما مس الحزام الطّبيين ، فانصرف عليّ ولم يحر إليه شيئا حتّى أتى بيت المال ، فقال افتحوا هذا الباب ، فلم يقدر على المفاتيح فقال : اكسروه فكسر باب بيت المال ، فقال : أخرجوا المال ، فجعل يعطي الناس فبلغ الّذين في دار طلحة الّذي صنع عليّ ، فجعلوا يتسلّلون إليه حتّى ترك طلحة وحده ، وبلغ عثمان الخبر فسرّ بذلك ، ثمّ أقبل طلحة يمشي عائدا إلى دار عثمان ... فلمّا دخل عليه قال : يا أمير المؤمنين! أستغفر الله وأتوب إليه أردت أمرا فحال الله بيني وبينه ، فقال عثمان : إنّك والله ما جئت تائبا ولكنّك جئت مغلوبا. الله حسيبك يا طلحة ... انتهى.
وروى الطبري وقال : فحصروه أربعين ليلة وطلحة يصلّي بالناس (٣).
وروى البلاذري وقال : لم يكن أحد من أصحاب النبيّ (ص) أشدّ على عثمان من طلحة (٤).
مقتل الخليفة :
روى البلاذري (٥) وقال : وكان الزبير وطلحة قد استوليا على الأمر ومنع طلحة عثمان أن يدخل عليه الماء العذب فأرسل عليّ إلى طلحة وهو في أرض له
__________________
(١) رجّاس ، الرجس : الصوت الشديد. سحاب ورعد رجّاس : شديد الصوت.
(٢) وفي رواية الطبري ، ط. أوربا ١ / ٣٠٧١ منه ، أنّ عليّا قال لطلحة : انشدك الله إلّا رددت الناس عن عثمان ، قال : لا والله حتى تعطي بنو اميّة الحق من أنفسها.
(٣) الطبري ٥ / ١١٧ ، وط. أوربا ١ / ٢٩٨٩.
(٤) أنساب الأشراف ٥ / ٨١.
(٥) أنساب الأشراف ٥ / ٩٠.