تفسير الجرم على ستّة أوجه
«(١) المشركون* القول بالقدر* اللّواط* العداوة* حقّا* الإثم* (٢)»
فوجه منها ؛ المجرمون بمعنى : المشركين ؛ قوله تعالى فى سورة «سأل سائل» (٣) : (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي)(٤) يعنى : أبا جهل وأصحابه ، والنّضر بن الحارث (٥) ، مثلها : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ)(٦) ؛ وأمثاله كثير (٧).
والوجه الثّانى ، الجرم ؛ هو القول بالقدر ؛ قوله تعالى فى سورة القمر : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ)(٨) وقال محمّد بن كعب : المجرمون ـ هاهنا ـ : القدريّة (٩). وقال أبو هريرة : جاء مشركو العرب فخاصموا النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى القدر فنزلت : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ ...)(١٠).
__________________
(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٣) فى ل : «فى سورة السائل» وتسمى سورة المعارج.
(٤) الآية رقم ١١
(٥) انظر ترجمة أبى جهل فيما سبق صفحة (٥٨) تعليق رقم (١١) من هذا الكتاب ، و (سيرة ابن هشام ٢ : ٢٩٥) وانظر أيضا ترجمة «النضر بن الحارث» فى تعليق رقم (١) فيما سبق صفحة (٥٩) من هذا الكتاب.
(٦) سورة الزخرف / ٧٤.
(٧) كما فى سورة التوبة / ٦٦ ؛ وسورة يونس / ١٣ ، ٧٥ ؛ وسورة هود / ٥٢ ، ١١٦ ؛ وسورة يوسف / ١١٠ ؛ وسورة إبراهيم / ٤٩ ؛ وسورة الحجر / ١٢ ، ٥٨ ؛ وسورة مريم / ٨٦ ؛ وسورة طه / ١٠٢ ؛ وسورة الفرقان / ٣١ ؛ وسورة الشعراء / ٢٠٠.
(٨) الآية ٤٧.
(٩) فى (تفسير الطبرى ٢٧ : ١١١) «قال محمد بن كعب القرظى : لما تكلم الناس فى القدر نظرت ، فإذا هذه الآية أنزلت فيهم : (إن المجرمين فى ضلال وسعر) ... إلى قوله : (خلقناه بقدر).».
(١٠) هذا الأثر أخرجه الطبرى ، عن أبى هريرة بلفظ : «جاء مشركو قريش إلى النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يخاصمونه فى القدر فنزلت : (إن المجرمين فى ضلال وسعر)» (تفسير الطبرى ٢٧ : ١١١) وجاء ـ أيضا فى (الفخر الرازى ٨ : ٧٨٣) «وأخرجه مسلم والترمذى عن أبى هريرة» (أسباب النزول للسيوطى ١٦١) وانظر (تفسير القرطبى ١٧ : ١٤٧) و (الدر المنثور ٦ : ١٣٧) و (صحيح الترمذى ١٢ : ١٧٧).