تفسير الرّيح على ثلاثة أوجه
الشّدّة* والرّيح بعينها* والعذاب*
فوجه منها ؛ الرّيح يعنى : الشّدّة ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)(١) يعنى : شدّتكم (٢).
والوجه الثانى ؛ الرّيح بعينها إذا لم يكن فيه عذاب ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ)(٣).
والوجه الثالث ، الرّيح : العذاب (٤) ؛ قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً)(٥) يعنى : عذابا ؛ وكقوله تعالى : (رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ)(٦) ؛ مثلها فى سورة آل عمران : (كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ)(٧) وهى ريح العذاب.
* * *
__________________
(١) الآية ٤٦.
(٢) وقد تكون (الريح) كناية عن الدولة ، يقال للقوم إذا زالت دولتهم ، وأخذت شئونهم تتراجع : ركدت ريحهم وذهبت. وقد يستعار الريح للغلبة نحو : (وتذهب ريحكم). (كليات أبى البقاء : ١٩١) «وذهبت ريحهم : دولتهم». (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : ر. و. ح). وبنحوه فى (تفسير الطبرى : ١٣ : ٥٨٦) وفى (تفسير القرطبى ٨ : ٢٤) أى قوتكم ونصركم».
(٣) الآية ٢٢. فى (كليات أبى البقاء : ١٩١) «كل ما فيه (القرآن) من الريح فهو عذاب ، وأما (بريح طيبة) فباعتبار ما تشتهيه السفن».
(٤) فى ص : «ريح : العذاب» والإثبات عن ل وم.
(٥) سورة القمر / ١٩.
(٦) سورة الأحقاف / ٢٤.
(٧) سورة آل عمران / ١١٧.