انه خطب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : ان الله كتب عليكم الحج فقام عكاشة ويروى سراقة بن مالك فقال : في كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه حتى أعاد مرتين او ثلاثا ، فقال : ويحك وما يؤمنك ان اقول نعم ، والله لو قلت نعم لوجب ولو وجب ما استطعتم ولو تركتم لكفرتم ، وانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم الى انبيائهم ، فاذا امرتكم بشيء
______________________________________________________
للقرينة القائمة في المقام على ارادة التبعيض من حيث الافراد ، وذلك ((حيث ورد جوابا عن السؤال عن تكرار الحج .. الى آخر كلامه)) ومن الواضح دلالة مساق الرواية على التبعيض في الافراد دون الاجزاء.
وما تقدم في استدلال المدعي بانه لا معنى للتبعيض في الافراد لان كل فرد مطلوب غير المطلوب الآخر فلا تبعيض .. فالجواب عنه : ان المراد من الوحدة التي بلحاظها التبعيض هو الوحدة في مقام الطلب ، ولا اشكال ان الطلب المتعلق بالكلي متعلق بواحد في مقام الطلب وان انحلّ عقلا الى اوامر متعددة ، وبلحاظ هذه الوحدة في مقام الطلب يصح الاقتطاع والتبعيض. هذان الجوابان بناء على كون (من) في المقام للتبعيض. إلّا انه يمكن ان يقال ان قرينة المقام تقتضي كون (من) بيانية وكون مدخولها الضمير وهو مبهم لا يصلح للبيان .. مدفوع بانه انما لا يصلح للبيانية حيث يكون المبيّن امرا مبهما ، واما اذا كان امرا معلوما كمتعلق الامر وان الامر باتيان المستطاع دون غيره من باب المنّة ، اما بان يكون المراد من غير المستطاع ما فيه شدة وحرج ، او يكون من باب المنّة وعدم وجوب رفع عدم القدرة والاستطاعة ، او يكون ارشادا الى حكم العقل. وعلى كل فقرينة المقام تقتضي عدم التكرار ، واذا كان المراد هو التبعيض فاللازم التكرار في الفرد المستطاع وهو خلاف الظاهر من مساق كلامه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيتعيّن ان تكون (من) بيانية ويكون المتحصّل من الرواية : انه اذا امرتكم بشيء فاتوا ذلك الشيء حيث تستطيعون ، وحيث لا تستطيعون فلا يجب عليكم الاتيان. والله العالم.