على فراش الأنس بذلك القدسي ويمسي في خلع روح الأرواح ويظفر بألوية النصر والنجاح والفلاح ويرتفع إلى تلك الرتب بغير تعب ولا طلب ولا نصب.
وأشهد أن جدي محمدا أسمى من حماه ورعاه وأسنى من لباه حيث دعاه وأوعى لما استودعه وأرعى لكل ما استرعاه وأن التي دلت عليه صفات الرسل والرسول تقتضي أن الذي له مما أهله لم يضيعه بعد وفاته ولا أهمله وأن صفات الرأفة وبما به فضله تشهد أنه عين على من يقوم مقامه وكلمته وأن الرعاة للأنعام لا يرضى لهم كمال أوصاف الأحلام والاهتمام أن يتركوها مهملة في براري اختلاف الحوادث والأحكام فكيف إهمال الأنام مع تطاول الأيام والأعوام ما اطلع عليها القيم بها من الاختلاف الذي يعرض بعده لها.
وأشهد لمن أرسله جل جلاله وللقرآن الذي أنزله أوضح عن المحجة وصرح عما يقوم به برهان الحجة ويرفع إجمال التأويل ويمنع من التناقض والتعارض في الأقاويل ويأمن المقتدي به والتابع له من التضليل. وبعد فإني وجدت في خاطري يوم الأحد في ذي القعدة سنه ٦٥١ إحدى وخمسين وستمائة اعتبرته بميزان الإلهية ووجدان الألطاف الربانية فوجدته واردا عن تلك المراسم وعليه أرجو أنوار هاتيك المعالم والمواسم في أن أصنف كتابا أسميه سعد السعود للنفوس منضود من كتب وقف علي بن موسى بن محمد بن طاوس أذكر فيه من كل كتاب ووقفته بالله جل جلاله على ذكور أولادي وذكور أولادهم وطبقات ذكرتها بعد نفادهم ويكون فيه عدة فوائد فمن فوائده أني كنت قد اشتريت تلك الكتب بالله جل جلاله وبنبيه أسأل أمره جل جلاله فكان ذلك حباء لدروس معلوماتها ولما وقفتها بالله ولله جل جلاله صار الوقف لها زيادة سعادة في علو مقاماتها وسمو درجاتها وإذا لم يحصل الانتفاع بكل واحد منها في شيء من الأسباب وكان قد ضاع ذلك الكتاب بعد الشراء أو مات بعد الإحياء ـ