ولو لا اختلافهم ما كانوا سبعة بل كانوا يكونون قارئا واحدا وهؤلاء السبعة منكم وليسوا من رجال من ذكرت أنهم رافضة ويقال له أيضا إن القراء العشرة أيضا من رجالكم وهم قد اختلفوا في حروف ومواضع كثيرة من القرآن وكلهم عندكم على الصواب فمن ترى ادعى اختلاف القرآن وتغيره أنتم وسلفكم لا الرافضة ومن المعلوم من مذهب الذي تسميهم رافضة أن قولهم واحد في القرآن ويقال له قد رأينا في تفسيرك ادعيت أن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ما هي من القرآن الشريف وقد أثبتها عثمان فيه وهو مذهب لسلفكم أنهم لا يرونها آية من القرآن وهي مائة وثلاث عشرة آية في المصحف الشريف تزعمون أنها زائدة وليست من القرآن فهل هذا الاعتراف منك يا أبا علي بزيادتكم في المصحف الشريف والقرآن ما ليس فيه ويقال له وجدناك في تفسيرك تذكر أن الحروف التي في أول سور القرآن أسماء السور ورأينا هذا المصحف الشريف الذي تذكر أن سيدك عثمان بن عفان جمع الناس عليه قد سمى كثيرا من السور التي أولها حروف مقطعة بغير هذه الحروف وجعل لها أسماء غيرها فهل كان هذا مخالفة على الله جل جلالة أن يسمي سور كتابه العزيز بما لم يسمها الله تعالى أو كان ما عمله صوابا وتكون أنت فيما تدعيه أنها أسماء السور مدعيا على الله تعالى ما لم يعلم من تفسير كتابه ويقال له قد رأيناك قد طولت الحديث بأن سورة الحمد كانت تقرأ مدة زمان البعثة وكيف يمكن أن يكون فيها تغير فهل قرأت هذا الكلام على نفسك وعيرته بميزان عقلك فكيف ذكرت مع هذا أن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) المذكورة في أولها في كل مصحف وجدناه ليست منه وكيف اختلف المسلمون في (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) من سورة الحمد هل هي آية منها أم لا وكيف قرأ عمر بن الخطاب غير المغضوب عليهم وغير الضالين بزيادة غير قبل (وَلَا الضَّالِّينَ) على ما حكاه الزمخشري عنه في تفسيره أما سمع المسلمون رسول الله (ص) يقرأ الحمد في صلاته وغيرها فعلام اختلفوا بها في هذا وأمثاله منها فهل ترى إلا أن كل ما طعنت به على الذي تسميهم