والثلاثين بلفظه (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ) الآية محمد بن جعفر قال حدثنا سويد بن سعيد ـ قال حدثنا عقيل بن أحمد ـ قال حدثنا أبو عمرو بن العلاء عن الشعبي انصرف علي بن أبي طالب (ع) من وقعة أحد وبه ثمانون جراحة تدخل فيها الفتائل فدخل عليه رسول الله (ص) وهو على نطع فلما رآه بكى وقال إن رجلا يصيبه هذا في سبيل الله لحق على الله أن يفعل به ويفعل فقال علي مجيبا له وبكى ثانية وأما أنت يا رسول الله الحمد لله الذي لم يرني وليت عنك ولا فررت ولكني كيف حرمت الشهادة فقال له (ص) إنها من ورائك إن شاء الله ثم قال له النبي (ص) إن أبا سفيان قد أرسل يوعدنا ويقول ما بيننا وبينكم إلا حمر الأسد فقال علي (ع) لا بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أرجع عنهم ولو حملت على أيدي الرجال فأنزل الله عزوجل ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).
يقول علي بن موسى بن طاوس فهل عرفت أحدا من الحاضرين من المسلمين على هذه الصفات وهل كان يجوز في العقل والنقل أن يقدم عليه من كان حاضرا في ذلك اليوم ولم ينقل عنه أنه أصابه جراحة واحدة من الجراحات ولا جرح أحدا ولا كابد هؤلاء من أهوال تلك المقامات أفيجوز أن يقاتل قوم عن نبوتهم ورسالتهم ودولتهم وشريعتهم فإذا صفت من الأكدار والأخطار داهمهم عليها وتقدم عليهم فيها من لم يواسهم ولم يدخل معهم في نبوتها بالمدافعة عنها كيف يخفى أن أهلها مظلومون عند أهل الاعتبار.
فصل فيما نذكره من كتاب التفسير مجلد واحد تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني نذكر منه حديثا واحدا من تفسير سورة الكهف من الوجهة الأولة من القائمة الثانية من الكراس الرابع بإسناده عن محمد بن أبي يعقوب الجوال الدينوري قال حدثني جعفر بن نصر بحمص قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس بن مالك