رسول الله بني عبد المطلب كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق قال فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا قال وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ولم يشرب فقال يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد قال فقمت وكنت أصغر القوم سنا فقال اجلس قال ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتى كانت الثالثة ضرب يده على يدي فقال فلذلك ورثت ابن عمي دون عمي.
فصل فيما نذكره من شرح تأويل هذه الآية ـ (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) وهو من الوجهة الثانية من قائمة بعد القائمة التي ذكرناها من كتاب محمد بن العباس بن مروان بلفظه حدثنا محمد بن هوذة الباهلي حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي حدثنا عمار بن حماد الأنصاري عن عمر بن شمر عن مبارك بن فضالة والعامة عن الحسن عن رجل من أصحاب النبي قال إن قوما خاضوا في بعض أمر علي بعد الذي كان من وقعة الجمل قال الرجل الذي سمع من الحسن الحديث ويلكم ما تريدون ومن أول السابق بالإيمان بالله والإقرار بما جاء من عند الله لقد كنت عاشر عشرة من ولد عبد المطلب إذ أتانا علي بن أبي طالب فقال أجيبوا رسول الله إلى غد في منزل أبي طالب فتغامزنا فلما ولى قلنا أترى محمدا أن يشبعنا اليوم وما منا يومئذ من العشرة رجلا إلا وهو يأكل الجذعة السمينة ويشرب الفرق من اللبن فغدوا عليه في منزل أبي طالب وإذا نحن برسول الله فحييناه بتحية الجاهلية وحيانا هو بتحية الإسلام فأول ما أنكرنا منه ذلك ثم أمر بجفنة من خبز ولحم فقدمت إلينا ووضع يده اليمنى على ذروتها وقال بسم الله كلوا على اسم الله فتغيرنا لذلك ثم تمسكنا لحاجتنا إلى الطعام وذلك أننا جزعنا أنفسنا للميعاد بالأمس فأكلنا حتى انتهينا والجفنة كما هي مدفقة ثم دفع إلينا عسا من لبن فكان علي (ع) يخدمنا فشربنا كلنا حتى روينا والعس على حاله حتى إذا فرغنا قال يا بني عبد المطلب إني نذير لكم