وظاهره التحريم ، كما في ظاهر التهذيب. لكن ينبغي حمله على شدة الكراهة ؛ لعدم القول بالتحريم كما قيل (١) ؛ مضافاً إلى الأصل والمروي عن الصدوق ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : « لا بأس أن يلبّي المجيب » (٢).
( واستعمال الرياحين ) وفاقاً للنهاية والحلّي والإسكافي كما حكي (٣) ، وجماعة من المتأخرين (٤) ؛ للنهي عنه في الصحيحين (٥) ، في أحدهما : « لا يمسّ المحرم شيئاً من الطيب ولا من الريحان ولا يتلذذ به ». وإنما حمل على الكراهة جمعاً بينهما وبين الصحيح : « لا بأس أن تشمّ الإذخِر (٦) والقَيصوم (٧) والخُزامي (٨) والشِّيح (٩) وأشباهه وأنت محرم » (١٠).
__________________
(١) مجمع الفائدة ٦ : ٣٥٦.
(٢) الفقيه ٢ : ٢١١ / ٩٦٣ ، الوسائل ١٢ : ٣٨٨ أبواب تروك الإحرام ب ٤٢ ح ٢ ؛ إلاّ أن فيهما : الجنب.
(٣) النهاية : ٢١٩ ، نقله عن الحلّي والإسكافي في المختلف : ٢٦٨ ، ولكن الموجود في السرائر ١ : ٥٤٥ الحكم بالحرمة.
(٤) منهم : المحقق في الشرائع ١ : ٢٥٢ ، والعلاّمة في الإرشاد ١ : ٣١٨ ، والسبزواري في الذخيرة : ٦٠٣.
(٥) الأول : التهذيب ٥ : ٢٩٧ / ١٠٠٧ ، الإستبصار ٢ : ١٧٨ / ٥٩١ ، الوسائل ١٢ : ٤٤٥ أبواب تروك الإحرام ب ١٨ ح ١١.
الثاني : الكافي ٤ : ٣٥٥ / ١٢ ، التهذيب ٥ : ٣٠٧ / ١٠٤٨ ، الوسائل ١٢ : ٤٤٥ أبواب تروك الإحرام ب ١٨ ح ١٠.
(٦) تقدّم معناه في ص : ٢٩٤٧.
(٧) القيصوم : نبات طيب الرائحة من رياحين البرّ ، ورقه هدب وله نورة صفراء ، وهي تنهض على ساق وتطول. لسان العرب ١٢ : ٤٨٦.
(٨) الخزامى : بقلة طيبة الرائحة طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهرة ، وهي من أطيب الأزهار. لسان العرب ١٢ : ١٧٦.
(٩) الشيح : نبات سهلي ، له رائحة طيبة وطعم مرّ. لسان العرب ٢ : ٥٠٢.
(١٠) الكافي ٤ : ٣٥٥ / ١٤ ، الفقيه ٢ : ٢٢٥ / ١٠٥٧ ، التهذيب ٥ : ٣٠٥ / ١٠٤١ ، الوسائل ١٢ : ٤٥٣ أبواب تروك الإحرام ب ٢٥ ح ١.