ذلك ، ولذا ذكر في المختلف أن النقل غير سديد. قلت : وعلى القول به فلعلّ دليله الأخبار المطلقة ، نحو : « من أدرك المشعر فقد أدرك الحج » (١) وضعفه ظاهر ؛ فإنّ الكلام في إدراك المشعر ، فإنه بمعنى إدراك الوقوف به أي ما يكون وقوفاً به شرعاً ، مع المعارضة بالأخبار المقيّدة (٢).
انتهى كلامه عليه الرحمة وإنما نقلناه بطوله لجودة مفاده وحسن محصوله ، مع تكفّله لشرح ما في المتن هنا وسابقاً بتمامه. لكن هنا قول آخر للغنية لم يتعرض له ، وهو أن الاختياري ليلة النحر ، والاضطراري من طلوع فجره إلى شمسه (٣) ، وهو غريب.
واعلم أن ليس في المتن دلالة على وجوب المبيت بالمشعر ، وعن ظاهر الأكثر وجوبه (٤) ، وعن التذكرة العدم (٥). والأول أحوط إن لم يكن أظهر ؛ للتأسي ، والصحيح : « لا تجاوز الحياض ليلة المزدلفة » (٦).
( و ) على القولين لا ( يجوز الإفاضة ) من المشعر ( ليلاً ) إلاّ ( للمرأة ) مطلقاً ( والخائف ) وكلّ ذي عذر فيجوز.
أما الأول فللإخلال بالواجب من الوقوف بعد الفجر.
وأما الثاني فللإجماع الظاهر ، المصرَّح به في عبائر جماعة (٧) ؛ مضافاً
__________________
(١) الوسائل ١٤ : ٤١ أبواب الوقوف بالمشعر ب ٢٣ ح ١٣ ، ١٤ ؛ وب ٢٧ ح ١.
(٢) كشف اللثام ١ : ٣٥٥.
(٣) الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٥٨٠.
(٤) الذخيرة : ٦٥٦.
(٥) التذكرة ١ : ٣٧٥.
(٦) الكافي ٤ : ٤٦٨ / ١ ، الوسائل ١٤ : ١٨ أبواب الوقوف بالمشعر ب ٨ ح ٣.
(٧) منهم : صاحب المدارك ٧ : ٤٢٧ ، والفاضل الهندي في كشف اللثام ١ : ٣٥٦ ، والسبزواري في الذخيرة : ٦٥٧.