من حفاظ الحديث الأئمة ، سمعت غير واحد من شيوخنا يذكر أبا بكر الباقداري ويصفه بالحفظ ومعرفة الرجال والمتون والإتقان مع كونه كان ضريرا مقصورا إلا أنه كان حفظة حسن الفهم بلغني أن أبا الفضل بن ناصر كان يراجع الباقداري في أشياء ويرجع إلى قوله فيها.
(وقال الحافظ عبد العظيم وذكر ابنه : كان والده أحد حفاظ بغداد المشهورين بمعرفة الرجال والتقدم مع ضرره). سمع منه علي بن أحمد الزيدي وإبراهيم الشعار وعمر بن علي القرشي ونصر بن الحصري وجماعة.
قرأت على عبد الله بن عمر الوكيل : أخبركم الحافظ أبو بكر سنة ست وستين ، أخبرنا ابن الزاغوني وسعيد ابن البناء ومحمد بن أحمد الهاشمي ، قالوا أخبرنا أبو نصر الزينبي. فذكر حديثا من البعث : أن النبي صلىاللهعليهوسلم توفيت بنته زينب فخرج بجنازتها فرأيناه كئيبا (الحديث).
توفي في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
تفقه بنيسابور على أبي سعد محمد بن يحيى وبرع في فنه وناظر ، قدم بغداد وتردد إليه جماعة من المتفقهة وانتفعوا به ، وكان عنده طلب لتدريس النظامية فأنشأت والدة الإمام الناصر لدين الله مدرسة للشافعية ، وخلع عليه وجعل مدرسها. توفي سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
سمع إسماعيل بن السمرقندي وغيره ، سمع منه جماعة وأجاز لي. توفي سنة أربع وتسعين وخمسمائة في ذي الحجة.
شيخ صالح ، لقن جماعة كثيرة وأبناءهم وبعضهم لقن أبناء أبنائهم. وكان أمارا بالمعروف وينهى عن المنكر مشتغلا بالخير ، أقرأ أكثر من ستين سنة. قرأ على سبط
__________________
(١) انظر : مجمع الألقاب ٤ / ٢٦٥. وطبقات الشافعية للسبكي ٤ / ١٩٨. وذيل الروضتين ١٠.
(٢) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٣٣٣. وطبقات القراء ٢ / ٢٥٩