والحسين ابنا الزبيدي ، وعلي بن يحيى بن إدريس أبو الحسن.
أنبأنا الحسين بن الزبيد ، أخبرنا أبو حامد القيسي ، أخبرنا أبو صادق بحديث «أكثروا من شهادة لا إله إلا الله» من مجلس البطاقة.
أنبأنا عمر بن علي القرشي قال : أبو عبد الله الفارقي الشافعي ، قدم بغداد في صباه وسمع بها جعفر بن أحمد السراج وانقطع إلى الخلوة والمجاهدة والعبادة إلى أن لاحت له أمارات القبول ، وكان العلماء والفضلاء يقصدونه ويكتبون كلامه الذي فوق الدر. وكان متقللا خشن العيش.
قال ابن الدبيثي : وكان للفارقي مجلس يتكلم فيه على الناس كل جمعة من غير تكلف ولا روية والناس يكتبون سمعت أبا أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الملك الفارقي يقول : «المحبة نار زنادها جمال المحبوب وكبريتها الكمد وحراقها حرق القلوب ووقودها الفؤاد والكبد». وروى لنا عنه جماعة.
ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، وتوفي في رجب سنة أربع وستين وخمسمائة.
(قال ابن النجار في حق الفارقي : ذو العبارات الفصيحة والمعاني الصحيحة ، المعرض عن زخارف الدنيا المقبل على العلم والعمل والتقوى ، كان شيخا مليح الصورة ، ذا تجمل في ملبوسه وكان بيته قفرا ـ رح).
سمع أبا سعد بن الطيوري ، روى عنه أبو سعد بن السمعاني في ترجمة أحمد بن الطيوري ولم يترجم له وسمع منه أيضا عمر بن علي القرشي ، وكان مغموزا بأشياء متساهلا في الشهادة. توفي سنة تسع وستين وخمسمائة.
__________________
(١) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٢١٤. والمنتظم ١٠ / ٢٢٩.
(٢) انظر : مجمع الألقاب ٥ / ت ١٥٦١.