قدم بغداد سنة عشرين وخمسمائة وسمع بها من ابن الحصين وأبي بكر القاضي وغيرهما. سمع منه بنو أخيه وكتب إلينا بالإجازة في سنة خمس وسبعين وتوفي بعد ذلك بيسير.
صاحب العروض والنوادر المنسوبة إلى حدة الخاطر ، تقدم أخوه ، قرأ الأدب على أبي منصور بن الجواليقي وله ديوان شعر ومصنفات في العروض. مدح الإمام المسترشد ومن بعده من الخلفاء والوزراء ، سمعنا منه في آخر عمره إلا أنه تغير وأصابه في آخر عمره ما يصيب الشيوخ من السهو والغفلة. تركت سماع الحديث منه لذلك. سمع أبا الحسين بن الطيوري وأبا سعد بن خشيش وأحمد بن المظفر بن سوسن وابن نبهان وحدث عنه وأجاز لنا قبل تغيره.
أنشدنا يمدح المسترشد بالله :
قل للإمام الذي إنعامه نعم |
|
وسيح كفيه منه تخجل الديم |
وعرضه وافر في كل نازلة |
|
وماله في جميع الناس مقتسم |
وبحره الجم عذب ماؤه غدق |
|
سهل الشرائع غمر طيب شبم |
مسترشد إن بدا فالبدر غرت |
|
وإن يقل كلما فالدر منتظم |
توفي سنة ست وسبعين وخمسمائة في رمضان ومولده سنة أربع وتسعين وأربعمائة. قلت : روى عنه البهاء عبد الرحمن.
من ساكني الظفرية ، من أبناء الشيوخ القراء والمحدثين ، سمع بإفادة أبيه من هبة الله ابن الحصين والقاضي أبي بكر الأنصاري وإسماعيل السمرقندي. سمع منه جماعة من أصحابنا ولم ألقه.
__________________
(١) انظر : معجم الأدباء ٧ / ١٠١. وبغية الوعاة ، ص ١٠١. وفوات الوفيات ٢ / ١٤٥. وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٧.