بالسكاكين ، فمن تقرب إليهم جرحوه فلم يقدم عليهم أحد ، فجرد أبو الفضل ابن الوزير سيفه وطلبهم فقتل منهم اثنين وهرب واحد فتعلق بجدار فقتل ، ثم أحرقوا في الوقت. وحمل الوزير فمات من يومه.
سمعت تميم بن أحمد البندنيجي يقول : بلغني أن الوزير يوم خروجه ألهم قراءة هذه الآية : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ) [النساء : ١٠٠]. وكان الذين قتلوه من الباطنية. قيل إنهم قبل أن يقفوا رأوا في مسجد وقد صلوا على بعضهم بعضا صلاة الموت ، كان الرجل منهم يتمدد ، ويصلي عليه الآخران. حدثنا بذلك الشيخ أبو الفرج بن الجوزي عمن رآهم.
من بيت الحجابة والرواية وكان أبو سعد هذا حاجب الحجاب ، سمع أبا القاسم سعيد بن البناء وما أظنه روى شيئا وهو الذي رمى نفسه على الوزير أبي الفرج ليقيه فجرح ومات بعد أيام.
كان من أعيان أهل زمانه فضلا وتقدما ، قدم بغداد سنة ثمان وثلاثين وسمع من أبي البركات إسماعيل بن أبي سعد الصوفي ثم قدم حاجّا سنة سبع وسبعين وكان كثير المال والجاه ، يلبس الحرير والذهب ، له آثار حسنة من البر ، توفي سنة سبعين وخمسمائة.
خدم الوزير جلال الدين أبا علي بن صدقة ، روى عن علي بن المبارك بن الفاعوس وهبة الله بن الحصين ومحمد بن الحسين المزرفي ، سمعنا منه.
وسألته عن مولده فقال : في نصف رجب سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة. وتوفي في رمضان سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وله مائة سنة وشهران. روي عنه من المسند.
__________________
(١) انظر : مرآة الزمان ٨ / ٢٢١. والمنتظم ١٠ / ٢٨٢.
(٢) انظر : الكامل لابن الأثير ، حوادث سنة ٥٧٠ ه.