اثنتين وثمانين وأربعمائة تقريبا. وتوفي في محرم سنة تسع وستين وخمسمائة.
والد أبي الفتوح يحيى ، أظنه ولى قضاء بلده. قدم بغداد مرارا وسمع بها من علي بن عبد الواحد الدينوري ومحمد بن عبد الله العامري وجماعة وخرّج لنفسه وسمع منه ولده وعمر القرشي.
كان دلالا في الدور. سمع من أبي غالب بن البناء وأخيه يحيى وهبة الله بن الطبر وزاهر الشحامي وهبة الله بن عبد الله الواسطي فمن بعدهم وبورك له في مسموعاته وحدث بالكثير فحدث أكثر من ثلاثين سنة وسمع منه خلق منهم أبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري وعمر القرشي وأحمد بن طارق وأجاز لنا ، وكان ثقة ، مضى على الصحة. توفي في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وخمسمائة عن أربع وثمانين سنة.
(قلت : روى عنه بدمشق البهاء).
كان معاشه من الكتب ، وكان أديبا بارعا شاعرا صحب علي بن أفلح الشاعر وتفقه في مذهب أبي حنيفة وغلبت عليه الفكرة وأحب الخلوة ثم خرج على التجريد سائحا ورأى عجائب وحصل على أشياء جيدة ودخل الشام وحج وعاد إلى بغداد ، واشتهر بين الناس بالدين والثقة والعلم وكان دكانه مجمع العلماء ومن تصانيفه «لمح الملح» في البلاغة ومنها «الإعجاز في الألغاز» وكتاب «زينة الدهر في شعراء العصر» وله ديوان شعر وله :
شكوت إلى من شف قلبي بعده |
|
توقد نار ليس يطفأ سعيرها |
فقال بعادي عنك أكثر راحة |
|
ولو لا بعاد الشمس أحرق نورها |
توفي الكتبي في صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة.
قدم بغداد في صباه وأقام برباط إسماعيل بن أبي سعد (النيسابوري) وسمع من أبي
__________________
(١) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٢٢٠ ، ٤٦٦. ولنجوم الزاهرة ٦ / ٦٨.