البواب بدار الخلافة ، شيخ أسنّ وعبر المائة ، كان أبوه صاحبا للرئيس أبي الخطاب ابن الجراح فأسمعه منه ومن أبي الحسن العلاف والحسن بن رئيس الرؤساء ، سمع منه إبراهيم الشعار وعمر القرشي وغيرهما ، وحدثنا عنه ابن الأخضر وغيره. أنبأنا عمر ابن علي قال : سألت أسعد بن يلدرك عن مولده فقال : في ربيع الأول سنة سبعين وأربعمائة. وتوفي في آخر ربيع الأول سنة أربع وسبعين وخمسمائة عن مائة وأربع سنين.
(قلت : كان يمكن أن يجيز له أبو الحسين بن النقور وأن يسمع من أبي القاسم بن البسري).
كان زاهدا له معرفة تامة بالمذهب والتصانيف وكان يأكل من كسب يده : يورق ويبيع ما يتقوت به لا غير وعليه المعتمد في الفتوى بأصبهان ، سمع فاطمة الجوزدانية والحافظ إسماعيل. قدم بغداد سنة سبع وخمسين وسمع من ابن البطي ورجع ، أجاز لنا وبلغنا أن مولده سنة خمس عشرة وخمسمائة وأنه توفي في صفر سنة ستمائة.
(قلت : روى عنه ابن خليل وابن عبد الواحد الحافظان ، وأجاز لأحمد بن أبي الخير ولعلي بن البخاري وهو آخر من روى عنه. وقرأت بخط ابن عبد الواحد قال : كان شيخنا إماما مصنفا أملى ووعظ ثم ترك الوعظ وسمى كتابا سماه «آفات الوعاظ». سمعت عليه المعجم الصغير للطبراني. ومولده سنة أربع عشرة وخمسمائة).
كان خاليا من فضيلة ، أسمعه أبوه من أبي الوقت ، وغيره أولى بالرواية منه. توفي سنة ثلاث عشرة وستمائة ببغداد.
قرأت عليه : أخبركم أبو الوقت. فذكر حديثا. (وعنه ابن النجار أيضا) توفي في رمضان سنة ثلاث عشرة وستمائة.
__________________
(١) انظر : مجمع الألقاب ٥ / ت ١٧١٣. وطبقات السبكي ٥ / ٥٠. والنجوم الزاهرة ٦ / ١٨٦. وشذرات الذهب ٤ / ٣٤٤.