من بيت مشهور بالعلم ، قدم بغداد حاجّا سنة اثنتين وستين وحدث عن أبيه وجده لأمه حمد بن صدقة وأبي الفتح الحداد وأبي مطيع محمد بن عبد الواحد وأبي بكر بن مردويه وعبد الرحمن بن حميد الدوني ، أملى مجالس كتبها الناس عنه ، سمع منه عمر القرشي وأحمد بن شافع وأبو الحسن الزيدي وروى لنا عنه أبو طالب بن عبد السميع بواسط ومحمد بن أبي الحسن المقرئ ببغداد. ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وتوفي بأصبهان في صفر سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
(قلت : قرأت على عبد الحافظ بنابلس : أخبركم أبو محمد بن قدامة ، أخبرنا أبو حنيفة الخطيبي ، أخبرنا أبو مطيع. فذكر حديثين.
قرأت بخط ابن قدامه. هذا قدم للحج وكان حنفيّا. قلت : وسمع منه بمكة أبو القاسم بن صصري بقراءة أبيه).
وهو سبط الزاهد أبي محمد بن التعاويذي وكان أبوه مولى لبني المظفر اسمه نشتكين ، فسماه ابنه عبيد الله. وأبو الفتح هذا شاعر مجيد حسن النظم له ديوان كتب الناس شعره. أضر في آخر عمره. توفي في شوال سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
أظنه قاضي بلده ، قدم بغداد للتفقه على مذهب الشافعي ، سمع سنة أربعين وخمسمائة من عبد الصبور بن عبد السلام الهروي وأبي عبد الله محمد بن محمد بن السلال ببغداد وسمع بأصبهان أحمد بن عبد الله بن مرزوق. ذكر عبيد الله بن المارستاني أن أبا عبد الله يعرف بابن سباب قدم حاجّا سنة تسع وسبعين وحدث وأنه سمع منه. توفي سنة ست وستمائة في ربيع الأول ببروجرد.
__________________
(١) انظر : الجواهر المضية ٢ / ٨٨.