تفقه ببغداد على أسعد الميهني وبرع في الفقه والخلاف والكلام حتى صار أنظر أهل زمانه ودرّس بالنظامية سنة ست وخمسين وخمسمائة إلى أن مات ، وسمع من أبي البركات بن البخاري وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن. سمع منه عمر القرشي وجماعة وحدثنا عنه أبو الخير الجيلاني. خرج إلى خوزستان رسولا فتوفي هناك في شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
كان فاضلا له معرفة بمذهب أحمد وبالوعظ وله حلقة للنظر وولي الحسبة ببغداد ونظر للأوقاف. سمع من أبيه ومن ابن كليب ومدح أمير المؤمنين الناصر بمدائح كثيرة كان يوردها في مجلس وعظه سمعنا منها من لفظه. ولد في ذي القعدة سنة ثمانين وخمسمائة.
قلت : هو الصاحب محيي الدين بن الجوزي ، بنى بدمشق المدرسة المشهورة وقدم رسولا وولي في حدود الخمسين الأستاذ دارية بمدينة السلام وكان مكرما للعلماء ، قرأ عليه شيخنا أبو أحمد الدمياطي الكثير وكتب عنه قديما عمر بن الحاجب وأثنى عليه وقال : حاز قصب السبق في كل فضيلة وكان سريع النظم ورزق القبول التام وكان كثير التعصب في ذات الله ، قال لي عنه ابن نقطة : سمع أباه وابن بوش. وابن المندائي وهو فقيه حسن الوعظ ، خلف أباه قتل هو وابنه بأمر الطاغية هولاكو في أخذ بغداد سنة ستّ وخمسين وستمائة.
والد يعقوب المذكور آنفا. شيخ صالح ، سمع أبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف. سمع منه عبد المغيث بن زهير ومكي الغراد وجماعة. قال أحمد بن صالح بن شافع في تاريخه. توفي يوسف الحربي في ذي القعدة سنة ست وأربعين وخمسمائة وكان ذا عبادة وورع عليه آثار الولاية بادية.
سمع أبا طالب اليوسفي وأبا بكر المزرفي. سمع منه عمر القرشي ، وقال : توفي في محرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة وقد جاوز الثمانين.
__________________
(١) انظر : ذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٥٨.