وما تمنّيت لقاء غائب |
|
إلّا سألت الله أن تكونه |
وربما رمت انتحائي مذهب السلوّ وانتحالي ، خلال أحوال إقامتي وارتحالي ، فلم ينتقل عن تلك الصفات حالي ، وأنّى وجيدي بقلائد البتات حالي؟ : [الكامل]
والشوق أعظم أن يحيط بوصفه |
|
قلم وأن يطوى عليه كتاب |
والله ما أنا منصف إن كان لي |
|
عيش يطيب وجيرتي غيّاب |
وكيف ولآماقي (١) صبّ ، ولأتواقي زيادة إذا سرى نسيم أو هبّ؟ : [الطويل]
شربت حميّا البين صرفا ، وطالما |
|
جلوت محيّا الوصل وهو وسيم |
فميعاد دمعي أن تنوح حمامة |
|
وميقات شوقي أن يهبّ نسيم |
فإن لاح سنا بارق شاقني ، أو ترنّم شاد حدا بي إلى الهيام وساقني ، أو رنا ظبي فلاة راعني وراقني : [الطويل]
وإنّي ليصبيني سنا كلّ بارق |
|
وكلّ حمام في الأراك ينوح |
وأرتاع من ظبي الفلاة إذا رنا |
|
وأرتاح للتذكار وهو سنوح |
ولم يك ذاك الأمر من حيث ذاته |
|
ولكن لمعنى في الحبيب يلوح |
ولا أستطيع الإعراب عن أمري العجيب ، لما بي من النوى المذهل والجوى المدهش والوجيب (٢) : [الطويل]
ولا تسألوا عمّا أجنّ فليس لي |
|
لسان يؤدّي ما الغرام يقول |
يطارحني البرق الأحاديث كلّما |
|
أضاء كأنّ البرق منه رسول |
وما بال خفّاق النسيم يميلني |
|
هل الريح راح والشّمال شمول (٣) |
إذ دموع شؤوني (٤) عند الذكرى لا ترقا (٥) ، وجفوني ليس لها عن الأرق مرقى ، وشجوني تنمو إذا صدحت بفننها ورقا : [الخفيف]
__________________
(١) الآماق : العيون.
(٢) الوجيب : خفقان القلب.
(٣) الراح : الخمرة ، والشمول : الخمرة أيضا.
(٤) الشؤون : جمع شأن : عرق الدمع.
(٥) رقا : تخفيف رقأ ، ورقأ الدمع : جفّ ، انقطع.