الرجل رجل فلم يستخص منه بشيء ، ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجل فكري منه ساقية ، ثم لم يزل الناس يكرون منه السواقي حتى تركوه يابسا ليس فيه قطرة ، وأيم الله لئن أبقاني الله لأسكرنّ (١) تلك السواقي حتى أجريه مجراه الأول ، [قالت :](٢) فلا يسبّوا عندك إذا. قال ومن يسبّهم (٣) إنما يرفع الرجل إليّ مظلمة فأردّها عليه.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الأصبهاني (٤) ، نا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، [حدّثني أبي](٥).
ح (٦) قال : ونا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، قالا : نا زياد بن أيوب ، نا يحيى بن أبي غنية ، نا نوفل بن الفرات (٧) قال :
كانت بنو أمية ينزلون فلانة بنت مروان على أبواب القصور (٨) ، فلما ولي عمر قال : لا يلي إنزالها أحد غيري ، فأدخلوها على دابتها إلى باب قبته ، فأنزلها ، ثم طبق لها وسادتين إحداهما على الأخرى ، ثم أنشأ يمازحها ـ ولم يكن من شأنها (٩) المزاح ـ فقال : أما رأيت الحرس الذي على الباب؟ قالت : بلى ، فربما رأيتهم عند من هو خير منك ، فلما رأى الغضب لا يتحلل عنها أخذ في الجدّ وترك المزاح ، فقال : يا عمّة ، إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبض فترك الناس على نهر مورود ، فولي ذلك النهر بعده رجل فلم يستنقص (١٠) منه شيئا ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجل آخر فلم يستنقص (١١) منه شيئا ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجل آخر فكرى منه ساقية ثم لم يزل الناس يكرون منه السواقي حتى تركوه يابسا ليس فيه قطرة ، وأيم الله لئن أبقاني الله لأسكرن تلك السواقي حتى أعيده إلى مجراه الأول ، قالت : فلا
__________________
(١) سكر النهر سكرا : سدّ فاه.
(٢) سقطت من الأصل وزيدت عن «ز».
(٣) بدون إعجام بالأصل ، وفي «ز» : «مسّهم».
(٤) رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٥ / ٢٧٣ في أخبار عمر بن عبد العزيز.
(٥) سقطت اللفظتان من الأصل و «ز» ، وزيدت عن الحلية.
(٦) «ح» حرف التحويل زيد عن «ز».
(٧) في حلية الأولياء : نوفل بن أبي الفرات.
(٨) في الحلية : القصر.
(٩) كذا بالأصل و «ز» ، والمختصر والمطبوعة ، وفي الحلية : شأنه.
(١٠) بالأصل : يستقض ، وفي «ز» : يستفض ، والمثبت عن الحلية.
(١١) انظر الحاشية السابقة.