الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، نا ابن عائذ قال : سمعت محمّد بن شعيب وغيره يذكر أنها أم حكيم ابنة الحارث بن هشام تزوّجها خالد بن سعيد بن العاص وبنى بها عند قنطرة أم حكيم فيها سميت قنطرة أم حكيم ، فقال محمّد بن شعيب : فلم يقم معها إلّا سبعة أيام.
قال : ونا عائذ قال : حدّثني عبد الأعلى يعني ابن مسهر أن عمر بن الخطاب تزوّجها بعده.
قال : ونا ابن عائذ ، أخبرني سعيد بن عبد العزيز أن أم حكيم كان تحت عكرمة بن أبي جهل فقتل عنها ، فانقضت عدتها وتزوّجها خالد بن سعيد بن العاص ، وبنى بها عند القنطرة التي بالصّفّر ، فبها سميت قنطرة أم حكيم التقوا على النهر عند الطاحونة فقتلت يومئذ أم حكيم سبعة من الروم بعمود فسطاطها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، أنا أبو الحسن الحمامي ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال :
وكان أمر اليرموك أن الروم لما صافّت سار هرقل إلى الروم حتى نزل أنطاكية ومعه المستعربة : لخم ، وجذام ، وبلقين ، وبلي ، وعاملة ، وتلك القبائل من قضاعة ومعه من أهل أرمينية اثنا عشر ألفا ، فلما نزل أنطاكية بعث القيقلان (١) خصيّا له فسار بمائة ألف ، وسار في أهل أرمينية [جرجة](٢) وسار في قبائل قضاعة جبلة بن الأيهم الغساني وسائرهم من الروم ، وعلى جماعة الناس القيقلان الخصي ، خصي هرقل ، وسار المسلمون وهم أربعة وعشرون ألفا عليهم أبو عبيدة بن الجراح ، فالتقوا باليرموك في سنة خمس عشرة ، فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى دخل [النساء](٣) عسكر المسلمين فقاتل نساء من قريش بالسيوف حتى دخل العسكر منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام حتى سابقن الرجال.
__________________
(١) لم تعجم الياء بالأصل ، والمثبت عن «ز».
(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وفي المختصر والمطبوعة : حبرجة.
(٣) زيادة لازمة للإيضاح عن المطبوعة ، وهي مستدركة فيها بين قوسين.