خطب الحسن بن الحسن إلى المسور بن مخرمة [ابنته](١) ، وكانت تحته فاطمة ابنة الحسين قال : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لو خطبت عليّ على شسع نعلك لزوجتك ، ولكن سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنما فاطمة شجنة (٢) مني يرضيني ما أرضاها ، ويسخطني ما أسخطها» ، فأنا أعلم أنّها لو كانت حية فتزوجت على ابنتها لأسخطها ذلك ، فما كنت لأسخط رسول الله صلىاللهعليهوسلم [١٣٧٦٥].
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر المعدل ، أنا أبو طاهر ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير قال : وحدّثني محمّد بن حسن عن حسين بن زيد ، عن مسلم بن يسار قال :
لما زوّجت فاطمة بنت الحسين ابنتها من عبد الله بن عمرو بن عثمان هشام بن عبد الملك (٣) دخلت عليه هي وسكينة ، فقال هشام لفاطمة : صفي لنا يا ابنة حسين ولدك من ابن عمك ، وصفي لنا ولدك من ابن عمنا ، قال : فبدأت بولد الحسن فقالت : أما عبد الله فسيدنا وشريفنا ، والمطاع فينا ، وأما الحسن فلساننا ومدرهنا (٤) ، وأما إبراهيم فأشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوسلم شمائلا ، وتقلعا (٥) ، ولونا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا مشى تقلّع (٦) فلا يكاد عقباه تقعان بالأرض ، وأما اللذان من ابن عمكم فإن محمّدا جمالنا الذي نباهي به ، والقاسم عارضتنا (٧) التي نمتنع بها ، وأشبه الناس بأبي العاص بن أمية عارضة ونفسا ، فقال : والله لقد أحسنت صفاتهم ، يا بنت حسين ، ثم وثب فجبذت سكينة بنت الحسين بردائه ، وقالت : والله يا أحول لقد أصبحت تهكم بنا ؛ أما والله ما أبرزنا (٨) لك إلّا يوم الطفّ ، قال : أنت امرأة كثيرة الشّرّ (٩).
قال : ونا الزبير قال : وحدّثني عبيد الله بن الحسين بن عبيد الله :
__________________
(١) سقطت اللفظة من الأصل واستدركت عن «ز».
(٢) بالأصل و «ز» : شحنة ، والتصويب عن المختصر لابن منظور.
(٣) هي رقية بنت عبد الله ، كما في نسب قريش للمصعب ص ١١٥ وولدت له جارية ، وتوفيت في نفاسها.
(٤) مدرهنا ، يقال : دره عن القوم إذا تكلم عنهم ودافع.
(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المختصر لابن منظور : «تطلعا» وكان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا مشى تقلّع أي مشى كأنه ينحدر.
(٦) في «ز» : يقلع.
(٧) بدون إعجام بالأصل ، ورسمها : «عارصا» والمثبت عن «ز».
(٨) بالأصل : أبدرنا ، والمثبت عن «ز» ، والمختصر.
(٩) بالأصل : الشره ، والمثبت عن «ز» ، والمطبوعة.