أف للبخل ، لو كان ـ وقال ابن خرشيد قوله وابن المجلي : والله لو كان ـ طريقا ما سلكته ، ولو كان ثوبا ما لبسته.
قال أبو عمير : هذا يسوى (١) خمسين حديثا. هذا مما سألني عنه يحيى بن معين.
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبو علي الأهوازي ، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه ، أنا محمّد بن عبد الله (٢) بن عبد السّلام مكحول ، نا أبو عمير (٣) عن مهدي ، عن رديح ، عن ابن أبي عبلة قال : دخلت على أم البنين وهي تعالج قدرا لها ، فقلت : ما هذا؟ فقالت : شيء اشتهاه أمير المؤمنين ، فأنا أعالجه.
أم البنين بنت عبد الملك بن مروان وأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز.
كذا قال ، وهو وهم ، إنّما أم البنين بنت عبد العزيز ، أخت عمر ، كانت زوجة الوليد بن عبد الملك ، ولم يكن متقللا من المعيشة ، ولعلها كانت تطبخ لأخيها عمر ، والله أعلم.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو عثمان الصابوني قال : سمعت أبا نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة يقول : سمعت الحاكم أبا محمّد يحيى بن منصور يقول (٤) : دخلت عزّة كثير على أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز فقالت لها : ما سبب قول كثير :
قضى كل ذي دين علمت غريمه |
|
وعزة ممطول معنى غريمها |
قالت : كنت وعدته قبلة فتحرّجت منها ، فقالت أم البنين : أنجزيها وعليّ إثمها. قال : فندمت أم البنين على قولها هذا فأعتقت لكلمتها هذه سبعين رقبة.
أخبرنا أبو الحسين ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر ، أنا المخلص ، أنا أبو عبد الله ، نا الزبير قال (٥) : في تسمية ولد عبد العزيز : وأم البنين بنت عبد
__________________
(١) كذا بالأصل و «ز». وجاء في تاج العروس سوو : ولا يسوى كيرضى لغة قليلة أنكرها أبو عبيدة وحكاها غيره.
وفي المصباح : وفي لغة قليلة : سوى درهما يسواه ، وفي التهذيب : قال الفراء : لا يساوي الثوب غيره كذا ، ولم يعرف يسوى. وقال الليث : يسوى نادرة. قال الأزهري : قلت : قول الفراء صحيح ، ولا يسوى ، ليس من كلام العرب بل هو من كلام المولدين ، وكذا : لا يسوى ، ليس بعربي صحيح.
(٢) بالأصل : «بن عبد الله» مكرر. والمثبت يوافق «ز» ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٣.
(٣) يعني عيسى بن محمّد بن إسحاق بن النحاس أبو عمير الرملي ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٥٢.
(٤) الخبر رواه المصنف من وجه آخر في ترجمة عزة المتقدمة في هذا الجزء.
(٥) انظر نسب قريش للمصعب ص ١٦٨.