نفلّق هاما من أناس أعزّة |
|
علينا (١) وهم كانوا أعقّ وأظلما |
فقال علي بن الحسين : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ)(٢) ، فثقل على يزيد أن تمثّل ببيت شعر ، وتلا (٣) علي آية من كتاب الله فقال يزيد : بل (فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ)(٤) ، فقال : أما والله لو رآنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم مغلولين لأحب أن يحلّنا (٥) من الغل ، قال : صدقت فحلّوهم (٦) من الغل ، قال : ولو وقفنا بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم على بعد لأحب أن يقربنا ، قال : صدقت فقربوهم ، فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان ليريا (٧) رأس أبيهما ، وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر عنهما رأس أبيهما ، ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح إليهم وأخرجوا إلى المدينة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلابي قال : قال أبي : قال أبو عبد الله :
قدم حنظلة بن قسامة الطائي على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعه ابنته زينب ابنة حنظلة وأخته الجرباء بنت قسامة وهم نصارى ، فدعاهم إلى الإسلام ، فأسلموا فتزوج زينب بنت حنظلة أسامة بن زيد ، وتزوج طلحة الجرباء بنت قسامة ومات طلحة عن الجرباء ، وقد ولدت له أم إسحاق بنت طلحة ، ولم يكن له من الجرباء غيرها ، وتزوّجها الحسن بن علي وخلف عليها الحسين بعده ، فولدت له فاطمة بنت الحسين ، فكانت فاطمة عند الحسن بن الحسن فهي أم عبد الله بن الحسن والحسن بن الحسن بن الحسن وإبراهيم بن الحسن ، ثم خلف عليها عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ، فولدت له الديباج محمّد بن عبد الله ، ثم خلف عليها ابن أبي عتيق البكري فولدت له أمينة أم إسحاق بن طلحة.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر
__________________
(١) في المعجم الكبير : نفلق هاما من رجال أحبة إلينا ...
(٢) سورة الحديد ، الآية : ٢٢.
(٣) بالأصل : وقال ، خطأ ، والمثبت عن «ز» ، والمعجم الكبير.
(٤) سورة الشورى ، الآية : ٣٠.
(٥) في المعجم الكبير : يخلينا.
(٦) في المعجم الكبير : فخلوهم.
(٧) في المعجم الكبير : لتريان.