كان نظريّاً؟! والأولى في الجواب أنّ هذا الاجتهاد لا يزيد على اجتهاد الدباب التي دحرجوا بها لناقة رسول الله صلىاللهعليهوآله (١). واجتهاد التخلّف عن جيش أُسامة (٢). واجتهاد أذيّة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله (٣) إلى غير ذلك من الكرامات التي نشير إليها.
وإن رجعوا إلى التوبة ، فكأن معنى التوبة عقر الجمل! وهزيمة الجند! وموت معاوية! ونحو ذلك.
ثمّ سرى الخلاف إلى فقهاء القوم مع ذريّة رسول الله ، فكان الرجوع إلى الفقهاء منهم ، وعترة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم معزولون معتكفون في دورهم ، كلّ له طريق ينفرد به.
فالباقر والصادق وأولادهما عليهمالسلام وأصحابهم لا يألفون إلى أولئك ، ولا هم يألفون إليهم.
فإن صحّ أنّ باب الاجتهاد انسدّ ، واختصّ الرجوع بالأربعة ، فقد نسبوا العترة التي أُمروا بالتمسّك بها إلى الضلال! وإذا ظهر البون بين الفريقين ، قديما وحديثا ، فعلى العاقل أن يختار إحدى الجادّتين ، ولا يجمع بين أمرين متضادّين. الله أكبر ، الله أكبر ، ما أكثر البقر!
وأمّا الأئمّة الاثنا عشر
فأوّلهم : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ابن عبد المطّلب ، بن هاشم ، وامّه فاطمة بنت أسد ، ولد في الكعبة ، يوم الجمعة ، ثالث عشر رجب. وروي سابع شعبان (٤) ،
__________________
(١) تفسير القرآن لابن كثير ٢ : ٣٨٦ ، تفسير نور الثقلين ١ : ٦٥٧ ، تفسير الصافي ٢ : ٧٠.
(٢) الإرشاد : ٩٨ ، منتخب كنز العمّال في هامش المسند ٤ : ١٨٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٧.
(٣) صحيح مسلم ٤ : ٣٠ كتاب الجهاد والسير ح ١٧٥٩ ، سنن البيهقي ٦ : ٣٠٠ ، مسند أحمد ١ : ٦ ، ٩ ، ١٠ ، الطبقات الكبرى ٢ : ٢٤٠ وج ٨ : ٢٣ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ : ٤٩٥ ، السيرة النبويّة للذهبي : ٤١٢ ، البداية والنهاية ٥ : ٢٨٥ ، تاريخ المدينة المنوّرة ١ : ١٩٦ ، كنز العمال ٥ : ٦٠٤ ح ١٤٠٦٩.
(٤) بحار الأنوار ٣٥ : ٧ ، حكاه الشهيد في الدروس ٢ : ٦ ، مرآة العقول ٥ : ٢٧٦.