سبعون رجلاً (١).
ومنها : غزوة الفتح ، وفيها أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سعد بن عبادة بإعطاء الراية لعليّ عليهالسلام (٢).
وفيها أرسله النبيّ لإخراج كتاب كتبه حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكّة ، يعرّفهم فيه مجيء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إليهم ، وكان ابن أبي بلتعة أعطاه لجارية سوداء وأمرها أن تأخذ على غير الطريق ، وكان معه الزبير ، فطلبا المكتوب فلم يجداه ، فأراد الزبير الرجوع ، فقال علي عليهالسلام : يخبرني رسول الله بأنّه عندها ويحلف ، معاذ الله ، فأخذ الجارية وتهدّدها بالذبح ، فأخرجت الكتاب من عقيصتها (٣)! وفيها قتل عليّ عليهالسلام الحويرث بن نفيل ، وأراد قتل جماعة إجارتهم أُمّ هاني ؛ فشكت إلى رسول الله ، فعفا عنهم لقربها من عليّ.
ومنها : غزوة حنين ، وفيها عجب أبو بكر من كثرتهم (٤) ، حتّى نزلت فيه الآية (٥). وقد فرّ المسلمون سوى تسعة من بني هاشم ، أقدمهم عليّ عليهالسلام ، وهو واقف بين يدي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد قتل فيها من المشركين أربعين رجلاً ، فوقع فيهم القتل والأسر.
ومنها : غزوة السلسلة ، وذلك أنّه أخبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ المشركين أرادوا تبييته في المدينة ، فاستدعى أبا بكر فأرسله إلى الوادي الذي هم فيه ، فلمّا وصلهم كمنوا له وخرجوا إليه فهزموه.
وكذلك ذهب بعده عمرو بن العاص لأنّه قال : أنا أذهب إليهم فإنّ الحرب خديعة ،
__________________
(١) الإرشاد : ٦٨ ، كشف الغمّة ١ : ٢١٥ ، بحار الأنوار ٢١ : ١٦.
(٢) السيرة النبويّة لابن هشام ٤ : ٤٩ ، السيرة الحلبيّة ٣ : ٣٥٣ ، الطبقات الكبرى ٢ : ١١١ ، خصائص أمير المؤمنين عليهالسلام للنسائي : ٥٦ ح ١٤.
(٣) السيرة النبويّة لابن كثير ٣ : ٥٣٦ ، تفسير الطبري ٢٨ : ٣٨ ، الجامع لأحكام القرآن ١٨ : ٥٠ ، روح المعاني ٢٨ : ٣٦ ، تفسير البغوي ٤ : ٣٢٨.
(٤) الطبقات الكبرى ٢ : ١٥٠ ، سيّد المرسلين ٢ : ٥١٤.
(٥) (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ). التوبة : ٢٥.