وهو كما في الأعيان : كان ذا همّة عالية ، كريم اليد والنفس ، له منزلة سامية بين أقرانه ، حسن المناظرة ، جيّد الكلام ، لا يملّ منه وكان غالب لياليه في المطالعة والكتابة ، وكان إماماً في العربيّة ، لا سيّما في اللغة ، دُعي قاموس لغة العرب.
وله مراسلات ومحاورات أدبيّة مع شعراء عصره ، غاية في الحسن والظرافة.
وله شرح «شرائع الإسلام» وجد منه مجلّد في الطهارة ، وشواهد القطر ، وديوان شعر ضخم ، و «الرحلة الحجازيّة» منظومة ، و «الرحلة الرضويّة» نثراً (١).
٥ ـ الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي النجفي
وفي الأعيان : قال السيّد بحر العلوم في حقّه : شيخنا العالم العامل المحدّث الفقيه ، أُستاذنا الفاضل الوجيه النبيه ، شيخ مشايخ عصره ، وواحد علماء دهره ، الشيخ البهي الرضي المرضي أبو صالح محمَّد مهدي العاملي الفتوني قدّس الله لطيفه وأجزل تشريفه. (٢).
٦ ـ الشيخ محمّد تقي الدَّورقي النجفي (المتوفى ١١٨٦ ه. ق).
وهو كما قال القزويني : من أعلام الفضلاء ، ومن أفراد العلماء ، جمع بين العلوم العقليّة والنقليّة ، مع تحقيق رائق وتدقيق فائق ، وعمل كامل ، وزهد شامل.
انتشر فضله في العراق وأخذ منه علماء الأطراف ، وسكن النجف الأشرف ، واستفاد منه جميع الأقطار بدون استنكاف ، كان له ذهن دقيق ، وفكر عميق ، وعَمِل بجدّ وسَعى بكدّ ، ففاق أهل عصره ، واستعلى أهل دهره رحمهالله (٣).
تلاميذه :
تتلمذ عند الشيخ جمّ غفير ، وروى عنه جمع كثير ، نذكر نبذة منهم ؛ شكراً لمساعيهم الجميلة في الحوزات العلميّة والمجتمع الإسلامي :
١ ـ ولده الشيخ موسى النجفي (المتوفّى ١٢٤٢ ه. ق تقريباً).
هو أجلّ أنجال الشيخ الكبير الأربعة شأناً وأنبههم ذكراً ، وأعلاهم صيتاً وأرفعهم جاهاً و
__________________
(١) أعيان الشيعة ٧ : ٣٦٠.
(٢) المصدر السابق ١٠ : ٦٧.
(٣) تتميم أمل الآمل : ٨٧.