كالشيخ حسين نجف ، والشيخ خضر شلال ، والسيّد جواد صاحب مفتاح الكرامة ، والشيخ مهدي ملّا كتاب ، وغيرهم من المشايخ الأخيار.
ثمّ إنّ الشيخ وأصحابه وطّنوا أنفسهم على الموت لقلّتهم وكثرة عدوّهم ، فاستغاثوا بأميرالمؤمنين عليهالسلام ، واستجاروا بحامي الجار ، فأجارهم وهزم المنافقين وشتّت شملهم ، وما أصبح الصباح إلا وهم قد انجلوا عن البلدة المشرفة وتفرّقوا (١).
وذكرها العلّامة السيّد جواد العاملي في آخر المجلّد الخامس من مفتاح الكرامة حيث قال : وفي سنة «١٢٢١ ه ق» في الليلة التاسعة من شهر صفر قبل الصبح بساعة هجم علينا في النجف الأشرف ونحن في غفلة ، حتّى أنّ بعض أصحابه صعدوا السور وكادوا يأخذون البلد ، فظهرت لأمير المؤمنين عليهالسلام المعجزات الظاهرة ، والكرامات الباهرة ، فقتل من جيشه كثيراً ورجع خائباً ، وله الحمد على كلّ حال (٢).
موقفه أمام الأخباريّين
ناهض المترجم له رحمهالله الأخباريّين ورأسهم في ذلك العصر ، الميرزا محمّد الأخباريّ أكبر خصوم علماء العراق الأصوليّين ، بعد أن تمكن من نشر دعوته ، واستلفت إليها أنظار الناس خصوصاً في إيران ، حيث انتظر تغلّب مذهب الأخباريّين. فخرج المتَرجم رحمهالله من أجل ذلك إلى الري وبلاد الجبال ، وألّف رسائله الشهيرة في الردّ عليهم ، وأهدى بعضها إلى فتح علي شاه القاجاري ، سنة ١٢٢٢ ه. ق.
وكان شيخ الأخباريّة المتقدّم قد اتّصل به وألّف له الرسائل ، فلم يزل المترجم له رحمهالله إلى أن قضى على هذه الحركة (٣).
وله كتاب «الحقّ المبين» في الردّ على الأخباريّين ، ورسالة لطيفة في الطعن على الميرزا محمّد عبد النبي النيسابوري ، الشهير بالأخباري ، سمّاها أيضاً بـ «كشف الغطاء» عن معايب ميرزا محمّد عدوّ العلماء. أرسلها إلى السلطان فتح علي شاه القاجار ، ودلّل فيها قبائح أفعال
__________________
(١) ماضي النجف وحاضرها ١ : ٣٢٦ وج ٣ : ١٣٧.
(٢) مفتاح الكرامة ٥ : ٥١٢.
(٣) أعيان الشيعة ٤ : ١٠١.