مقدّمة المؤلّف
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي
الحمد لله الذي اختصّ بالأزليّة والقِدم و (غمر الخلائق بالنعم ، وشمل الكائنات باللطف الجميل والكرم ، بعد أن) (١) أبرز نور الممكنات (٢) من ظلمة العدم ، وجعل شريعة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بين الشرائع كنارٍ على عَلَم ، وفضّله على جميع من تأخّر من الأنبياء أو تقدّم ، وأكمل دينه بخلافة ابن عمّه سيّد العرب والعجم ، وأولاده القائمين في الإمامة على أرسخ قدم ، صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ما غسق ليل وأظلم ، وما انفجر صبح من الظلام وضحك أو تبسّم.
أمّا بعدُ ، فإنّي بعد ما صنّفت رسالة مختصرة لبيان أحكام الشريعة الطاهرة المطهّرة ، يرجع إليها عامّة المكلّفين ؛ للتقليد في أُمور الدين ، (عزمت) (٣) أن أكتب كتاباً حاوياً لفروع المسائل ، معلّماً كيفيّة الاستنباط من الشواهد والدلائل ؛ لينتفع به المبتدئ والواسطة والواصل ، ويكون مرجعاً لفحول العلماء ، وميداناً لسباق المحصّلين والفضلاء (٤).
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في «س».
(٢) في «ح» المكنونات.
(٣) بدل ما بين القوسين في «ح» : سألني ولدي الطاهر المطهّر ، قرّة عيني ومهجة فؤادي موسى بن جعفر أطال الله تعالى بقاءه ، وجعلني ليكون خلفاً لي فداءه.
(٤) جاء في هامش «ح» : أن أكتب رسالة مبسوطة وافية في بيان فروع الأحكام كافية شافية ؛ لتكون مرجعاً لفحول العلماء ، وميداناً لسباق المحصّلين والفضلاء ، فأجبته إلى مأموله ومراده ، راجياً من الله تعالى أن ينتفع بها جميع خلقه وعباده ، وأجزت له أن يضيف إليها ما زاغ البصر ، وقَصُرَت عن الوصول إليه دقائق الفكر. كذا في بعض النسخ.