وروى أحمد بن حنبل في مسنده بستّة عشر طريقاً (١) ، ورواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين (٢) ، ورواه ابن المغازلي بستّة طرق ؛ ثمّ قال : رواه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نحو مائة رجل (٣). وتأويل المتوغّلين في بغضه والانحراف عنه لهذا الحديث ، كتغطية وجه النهار.
وخبر يوم الغدير الذي نقلوه في صحاحهم وغيرها بطرق لا حصر لها ، حتّى صنّفوا فيه الكتب والرسائل ، وفيه أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال في حقّ علي عليهالسلام من كنت مولاه ، فهذا علي مولاه (٤). والمراد ولاية التصرّف والأمر والنهي لأنّه الظاهر ، أو لأنّه لا يرضى العاقل أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمر (بنصب الرحال) (٥) في وقت الحرّ الشديد ، ثمّ يقوم ويجمع الناس ويخطبهم في ذلك الوقت ؛ لا لنصب خلافة ، ولا إمارة سريّة ، ولا إفتاء ، ولا قضاء ، ولا إمامة جماعة ، ولا تولية بيت مال ، ولا حكومة قرية ولا إمارة حاجّ ، ولا غير ذلك إذ كان خالياً من الجميع في أيّامهم بل لمجرّد بيان أنّ من كنت صاحبه فعلي صاحبه!! ثمّ ما معنى تهنئة القوم له إذن؟!
__________________
(١) مسند أحمد ٤ : ٣٦٨ ، ٣٧٠ ، ٣٧٢ ، وأُنظر النهاية لابن الأثير ٥ : ٢٢٨ ، وروح المعاني ٦ : ١٩٣ ، وينابيع المودّة ١ : ١١٧ ، والمطالب العالية لابن حجر ٤ : ٦٠ ح ٣٩٥٧ ، والصواعق المحرقة : ٧٣.
(٢) انظر سنن الترمذي ٥ : ٦٣٣ ، ح ٣٧١٣ ، مسند أحمد ٥ : ٣٧٠ ، والسيرة الحلبيّة ٣ : ٢٧٤ ، ٢٧٥ بتفاوت ، والدرّ المنثور ٣ : ١٩ ، وفتح القدير ٢ : ٦٠ ، وفيض القدير ٦ : ٢١٧ ، ٢١٨ ، وكنز العمال ١ : ١٨٦ ح ٦٩٠ ٩٤٧ ، وص ١٨٨ ح ٩٥٧ ، ٩٥٨.
(٣) المناقب لابن المغازلي : ١٦ ٢٧ ، العقد الفريد ٤ : ٣١١ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٣ ، خلاصة الوفاء للسمهودي : ٤٨٢.
(٤) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٣ ح ٣٧١٣ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٥ ح ١٢١ ، ، مسند أحمد ١ : ٨٤ ، ٨٨ ، ١١٨ ، ١١٩ ، ١٥٢ ، ٣٣١ ، وج ٤ : ٢٨١ ، ٣٦٨ ، ٣٧٢ وج ٥ : ٣٤٧ ، ٣٦٦ ، ترجمة الإمام عليّ (ع) لابن عساكر ٢ : ٣٥ ، ٨٨ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٠٩ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٣٥ ، ٣٤٧ ، ٣٥٠ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٦٤ ، تاريخ بغداد ١٤ : ٢٣٦ ، الصواعق المحرقة : ٧٣ ، فرائد السمطين ١ : ٦٨ ح ٣٤ ، ٣٥ ، ٣٦ وص ٧٧ ح ٤٤.
(٥) كذا في «ح» وفي «م» ، «س» : بنصب الرجال ، والأنسب من كلّ ذلك : بحطّ الرحال.