علم من دينه صلىاللهعليهوآله أو ثبتت به. لمعتزلي أو اشعري أو كرامي أو نجاري. حتى نريه مثله واضحا الى فتيا أئمتنا عليهمالسلام. وسطروه في كتبهم وسطرناه في كتابنا هذا بل نجد. الى أحد ما ذكرناه أكبر مزية وأوضح دلالة. واحد من الأئمة عليهمالسلام لأخذ معالم الدين عنه. لم يبلغ عشيرة ولا عشر عشيرة صحابة أحد من أرباب المقالات مع شديد ورعهم وبارع فضلهم وتنسكهم وتحرجهم ، فكما لا عذر لمن فقد العلم بما ذكرناه من مسائل الإجماع وما يجرى مجراها ومقالات رؤساء الفقهاء والمتكلمين من العوام وقطان السواد والاعراب والجند ( كذا ) والأكراد في ذلك لوضوح طريقه ، فكذلك لا عذر لمن فقد العلم بفتيا أئمتنا عليهمالسلام لاشتراك كل واحد من فاقدي العلم بما يلزمه في الاعراض عن سلوك طريقه مع وضوحه.
فان قيل : أشيروا على كل حال الى الطريق الموصل الى فتيا أئمتكم عليهمالسلام لنعتبره.
قيل : قد مضى من التنبيه على ذلك ما يغني عما نستأنفه ، غير انا نفصل ما أجملناه عنه فنقول : طريق ذلك أن يرجع الطالب المعرض عن سماع دعوتنا إليها فليتأمل حال ناقلينا وأهل الفتيا والمصنفين وأهل الاحتجاج فينظر في نقلهم وفتياهم وتصانيفهم وحجاجهم الذي قد طبق المشرق والمغرب وانتشر في الافاق رواية وتصنيفا ومناظرة من زمن أئمة الهدى عليهمالسلام والى الان ، مع تطابق معانيه وانتظام مبانيه ووفق الفروع الشرعية لما اقتضته الأصول العقلية ، فمتى يفعل ذلك يعلم صحة إضافة ما نفتي به الى أئمتنا عليهمالسلام كما يعلم من سلك هذا المسلك صحة اضافة كل مقالة الى مبدئها ونحلة الى منشئها وان لا يفعل فالحجة لازمة له لتقصيره عما يجب عليه.