محدث من سرعة تجاز (١) حساب الخلق مع كثرتهم.
ان قيل : فاذا كانت الإثابة والمعاقبة مختصتين به تعالى فكيف يصح لكم ما تذهبون اليه من الحوض واللواء والوقوف على الأعراف وقسمة النار وإدخال بعض إليها وإخراج بعض منها مع كون ذلك ثوابا وعقابا.
قيل : لا شبهة في اختصاص أمور الآخرة اجمع به تعالى غير انه تعالى إذا ردها أو ما رد ( كذا ) منها الى المصطفين من خلقه رسول الله وأمير المؤمنين والأئمة من آلهما صلوات الله عليهم فأوردوها عن أمره وأصدروها. كما يضاف تعذيب أهل النار وتنزيل أهل الجنة. حاصلا بملائكة المأذون لهم فيه فأما معنى. ان الله تعالى أعطى أمير المؤمنين عليهالسلام بمعرفة. فيأمر به الى الجنة والكافر بسيماه فيأمر به الى النار. سبحانه على ذلك بقوله سبحانه ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) (٢) بعينه والأئمة من ذريته عليهمالسلام وقوله تعالى ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ ) (٣).
وتحتمل القسمة وجها آخر وهو ان الله تعالى لما جعل ولايته عليهالسلام علما على الايمان وعداوته علما على الضلال ، لكونهما من جملة المعارف وكان مستحق الايمان الجنة ومستحق الضلال النار صار لذلك قاسما لهما.
وتحتمل وجها آخر وهو انه عليهالسلام لما كان شفيعا لمرتكبي المعاصي من شيعته دون منكري إمامته صار قسيما للنار ، يخرج منها من استحقها من عصاة شيعته دون منكري ولايته.
وليس لأحد أن يقول : فأي ميزة لهم بتولي هذه الأمور على غيرهم في
__________________
(١) كذا.
(٢) سورة الأعراف ، الاية : ٤٦.
(٣) سورة الرحمن ، الاية : ٤١.