فتيا صادق عن الله نبيا كان أو إماما مبلغا عنه ، كما نكتفي جميعا فيما نعلم من دين نبينا صلىاللهعليهوآله عن تطلب برهان مفرد بشيء منه ، ولهذا لم يتكلف سلفنا الاستدلال على أعيان المسائل المعلوم إضافتها إلى أئمتهم عليهمالسلام واقتصروا في. إمامة أئمتهم وعصمتهم وكونهم حفظة. من الحجة بالشريعة على مخالفهم على إيضاح. عليه فان يقروا بها يعلموا ما جهلوه منه. على إنكارها مع ثبوت صحتها يقيموا ( كذا ) محجوجين بالنبوة وما تضمنه من المصالح والمفاسد ، فكذلك القول في المنقول عن أئمتنا عليهمالسلام ان يقر (١) مكلفة الى ( كذا ) ما اقتضاه البرهان من إمامتهم وعصمتهم لكونهم حفظة له يعلم ما جهله من صحة المضاف إليهم وصوا به وان يعاند يقم محجوجا بإمامتهم وما فقده من العلم بالمروي عنهم.
وان اعرض عن سلوك ما نهجناه لبعض الأغراض الفاسدة فالحجة لازمة له ، لأنه أتى في فقد العلم بما كلف العمل به من قبل نفسه كالمعرض من عامة المسلمين عن تأمل حال الفتيا الإسلامي الفاقد لذلك العلم بما أجمعوا عليه أو حصل العلم به من دينه صلوات الله عليه ، وهو محجوج بما كلف علمه لتمكنه منه ، ولا عذر له في الجهل به ، لحصول ذلك بإعراضه عن سلوك طريقه مع قربه ، إذ كان الطريق الى فتيا أئمتنا عليهمالسلام مساويا للطريق الى فتيا نبينا صلىاللهعليهوآله ومشاركا لكل سبيل إلى مقالة كل متكلم ، كأبي علي وابي هاشم والبلخي والنجار وابن كرام ، وكل فقيه ، كما لك وابي حنيفة والشافعي وداود بن علي الأصفهاني وغيرهم من أرباب المذاهب والمقالات.
والا فليذكر أي طريق شاء يصل سالكه الى علم ما اجتمعت الأمة عليه أو
__________________
(١) كذا في بعض النسخ.