الكافي - ج ٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٤٤

ارْتَعَدَتْ (١) فَرَائِصُنَا (٢) ، ويُدَاخِلُنَا (٣) مَا لَانَمْلِكُهُ مِنْ أَنْفُسِنَا؟ فَلَمَّا سَمِعُوا ذلِكَ (٤) انْصَرَفُوا خَائِبِينَ (٥) (٦)

١٣٥٣ / ٢٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَكْفُوفُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ بَعْضِ فَصَّادِي (٧) الْعَسْكَرِ (٨) مِنَ النَّصَارى :

أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عليه‌السلام بَعَثَ إِلَيْهِ (٩) يَوْماً فِي وقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ ، فَقَالَ (١٠) لِيَ : « افْصِدْ هذَا الْعِرْقَ » قَالَ : ونَاوَلَنِي عِرْقاً لَمْ أَفْهَمْهُ مِنَ الْعُرُوقِ الَّتِي تُفْصَدُ (١١) ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : مَا رَأَيْتُ أَمْراً أَعْجَبَ مِنْ هذَا ، يَأْمُرُنِي (١٢) أَنْ أَفْصِدَ فِي وقْتِ الظُّهْرِ ولَيْسَ بِوَقْتِ فَصْدٍ ، وَالثَّانِيَةُ عِرْقٌ لَا أَفْهَمُهُ ، ثُمَّ قَالَ لِيَ (١٣) : « انْتَظِرْ ، وكُنْ فِي الدَّارِ ».

فَلَمَّا أَمْسى دَعَانِي وقَالَ لِي (١٤) : « سَرِّحِ الدَّمَ (١٥) » فَسَرَّحْتُ (١٦) ، ثُمَّ قَالَ لِي (١٧) : « أَمْسِكْ » فَأَمْسَكْتُ ، ثُمَّ قَالَ لِي : « كُنْ فِي الدَّارِ ».

__________________

(١) في « ج ، بس » وحاشية « بح » : « ارعدت ».

(٢) أي اضطربت أركاننا. و « الفَرائصُ » : جمع الفَرِيصَة ، وهي اللَحْمة بين الجنب والكتف التي لا تزال تُرْعَدُ من الدابّة ، والجمع الفَرِيص أيضاً. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٤٨ ( فرص ).

(٣) في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « وتداخلنا » بصيغة الماضي. وفي الإرشاد : « وداخلنا ».

(٤) في الإرشاد : + « العبّاسيّون ».

(٥) في الإرشاد : « خاسئين ».

(٦) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٣٤ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٥٩ ، ح ١٤٧٨.

(٧) « الفصّاد » : الذي يشقّ العِرْق ؛ من الفصد وهو شقّ العِرق. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٣٩ ( فصد ).

(٨) في « بح » : « العسكري ».

(٩) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « إليّ ».

(١٠) في الوسائل : « وقال ».

(١١) في « بح » : « نفصد » أي نفصدها.

(١٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « يأمر لي ».

(١٣) في « بر » : ـ « لي ».

(١٤) في « البحار » : ـ « لي ».

(١٥) « سرّح الدم » ، أي أرسله. وتسريح دم العرق المفصود : إرساله بعد ما يسيل منه حين يُفصَد مرّة ثانية. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٧٩ ( سرح ).

(١٦) في « ف » وحاشية « بح » : + « الدم ».

(١٧) في « ب ، بر » : ـ « لي ».

٦٤١

فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ ، أَرْسَلَ إِلَيَّ ، وقَالَ (١) لِي : « سَرِّحِ الدَّمَ ».

قَالَ : فَتَعَجَّبْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَجَبِيَ الْأَوَّلِ ، وكَرِهْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ ، قَالَ (٢) : فَسَرَّحْتُ ، فَخَرَجَ دَمٌ أَبْيَضُ كَأَنَّهُ الْمِلْحُ (٣) ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِيَ : « احْبِسْ ». قَالَ : فَحَبَسْتُ ، قَالَ (٤) : ثُمَّ قَالَ (٥) : « كُنْ فِي الدَّارِ ».

فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَمَرَ قَهْرَمَانَهُ (٦) أَنْ يُعْطِيَنِي ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ ، فَأَخَذْتُهَا ، وخَرَجْتُ (٧) حَتّى أَتَيْتُ ابْنَ بَخْتِيشُوعَ النَّصْرَانِيَّ ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، قَالَ : فَقَالَ لِي (٨) : واللهِ ، مَا أَفْهَمُ مَا تَقُولُ ، ولَا أَعْرِفُهُ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الطِّبِّ ، ولَاقَرَأْتُهُ فِي كِتَابٍ (٩) ، ولَا أَعْلَمُ فِي (١٠) دَهْرِنَا أَعْلَمَ بِكُتُبِ النَّصْرَانِيَّةِ مِنْ فُلَانٍ الْفَارِسِيِّ ، فَاخْرُجْ إِلَيْهِ.

قَالَ : فَاكْتَرَيْتُ (١١) زَوْرَقاً إِلَى الْبَصْرَةِ ، وأَتَيْتُ الْأَهْوَازَ ، ثُمَّ صِرْتُ إِلى فَارِسَ إِلى صَاحِبِي ، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ ، قَالَ : وقَالَ (١٢) : أَنْظِرْنِي أَيَّاماً ، فَأَنْظَرْتُهُ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مُتَقَاضِياً ، قَالَ : فَقَالَ لِي : إِنَّ (١٣) هذَا الَّذِي تَحْكِيهِ عَنْ هذَا الرَّجُلِ فَعَلَهُ الْمَسِيحُ فِي دَهْرِهِ مَرَّةً. (١٤)

١٣٥٤ / ٢٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام يَشْكُو عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ دُلَفَ ويَزِيدَ بْنَ‌

__________________

(١) في الوافي : « فقال ».

(٢) في « بر » : ـ « قال ».

(٣) في حاشية « ج » : « الثلج ».

(٤) في « ج ، ض ، بر » : ـ « قال ».

(٥) في الوسائل : + « لي ».

(٦) « القهرمان » : هو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده ، والقائم بامور الرجل بلغة الفرس. النهاية ، ج ٤ ، ص ١٢٩ ( قهرم ).

(٧) في « بر » : « فخرجت ».

(٨) في « بر » : ـ « لي ».

(٩) في « ض » : « كتابه ».

(١٠) في « بر » : « من ».

(١١) في « ف » : + « إليّ ».

(١٢) في « ب ، ج ، ف ، بس » والوافي : « فقال ». وفي « ض ، بح ، بف » والبحار : « فقال لي ».

(١٣) في « ف ، بر » : ـ « إنّ ».

(١٤) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٥٩ ، ح ١٤٧٩ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٠٧ ، ح ٢٢١٠٥ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ١٣١ ، ح ١٠١.

٦٤٢

عَبْدِ اللهِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : « أَمَّا عَبْدُ الْعَزِيزِ فَقَدْ كُفِيتَهُ ، وأَمَّا يَزِيدُ فَإِنَّ لَكَ ولَهُ مَقَاماً بَيْنَ يَدَيِ اللهِ ». فَمَاتَ عَبْدُ الْعَزِيزِ ، وقَتَلَ يَزِيدُ مُحَمَّدَ بْنَ حُجْرٍ. (١)

١٣٥٥ / ٢٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ (٢) :

سُلِّمَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‌السلام إِلى نِحْرِيرٍ (٣) ، فَكَانَ (٤) يُضَيِّقُ عَلَيْهِ ويُؤْذِيهِ ، قَالَ (٥) : فَقَالَتْ لَهُ (٦) امْرَأَتُهُ : ويْلَكَ (٧) ، اتَّقِ اللهَ (٨) ، لَاتَدْرِي (٩) مَنْ فِي مَنْزِلِكَ؟ وعَرَّفَتْهُ صَلَاحَهُ (١٠) ، وقَالَتْ : إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنْهُ ، فَقَالَ (١١) : لَأَرْمِيَنَّهُ بَيْنَ السِّبَاعِ ، ثُمَّ فَعَلَ ذلِكَ بِهِ ، فَرُئِيَ عليه‌السلام قَائِماً (١٢) يُصَلِّي وَهِيَ حَوْلَهُ (١٣) (١٤)

١٣٥٦ / ٢٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى (١٥) أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِأَنْظُرَ إِلى خَطِّهِ ، فَأَعْرِفَهُ إِذَا ورَدَ ، فَقَالَ : « نَعَمْ ». ثُمَّ قَالَ (١٦) : « يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الْخَطَّ سَيَخْتَلِفُ عَلَيْكَ مِنْ (١٧)

__________________

(١) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٠ ، ح ١٤٨٠.

(٢) في الإرشاد : « عن جماعة من أصحابنا ، قالوا » بدل « عن بعض أصحابنا ، قال ».

(٣) هو الخادم من خدم الخليفة وكان راعيَ سباع الخليفة وكلابه ، وكأنّه ـ لعنه الله ـ كان عدوّاً له عليه‌السلام. راجع : تاريخ‌ابن خلدون ، ج ٤ ، ص ٢٩٩ ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٢٨ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦١.

(٤) في الإرشاد : « وكان ».

(٥) في الإرشاد : ـ « قال ».

(٦) في « ب ، ف ، بر » : ـ « له ».

(٧) في « بس » : « ويك ». وفي الإرشاد : ـ « ويلك ».

(٨) في الإرشاد : + « فإنّك ».

(٩) في « ف » : ـ « لا تدري ».

(١٠) في الإرشاد : « ذكرت له صلاحه وعبادته » بدل « عرفته صلاحه ».

(١١) في الإرشاد : + « والله ».

(١٢) في الإرشاد : « ثمّ استأذن في ذلك ، فأذن له فرمى به إليها ولم يشكوا في أكلها له فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه عليه‌السلام قائماً » بدل « ثمّ فعل ذلك ـ إلى ـ قائماً ».

(١٣) في الإرشاد : + « فأمر بإخراجه إلى داره ».

(١٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٣٤ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٠ ، ح ١٤٨١.

(١٥) في « بر » : « إلى ».

(١٦) في « ب » والوافي : + « لي ».

(١٧) في « ب ، بر » وحاشية « بح » والوافي ، ومرآة العقول : « ما ».

٦٤٣

بَيْنِ (١) الْقَلَمِ (٢) الْغَلِيظِ إِلَى الْقَلَمِ الدَّقِيقِ ، فَلَا تَشُكَّنَّ ».

ثُمَّ دَعَا بِالدَّوَاةِ فَكَتَبَ ، وجَعَلَ يَسْتَمِدُّ (٣) إِلى مَجْرَى الدَّوَاةِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي ـ وهُوَ يَكْتُبُ ـ : أَسْتَوْهِبُهُ الْقَلَمَ الَّذِي كَتَبَ (٤) بِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكِتَابَةِ أَقْبَلَ يُحَدِّثُنِي ـ وهُوَ يَمْسَحُ الْقَلَمَ بِمِنْدِيلِ الدَّوَاةِ (٥) سَاعَةً ـ ثُمَّ قَالَ : « هَاكَ يَا أَحْمَدُ » فَنَاوَلَنِيهِ.

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي مُغْتَمٌّ لِشَيْ‌ءٍ (٦) يُصِيبُنِي فِي نَفْسِي وقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ أَبَاكَ ، فَلَمْ يُقْضَ لِي ذلِكَ ، فَقَالَ : « وَمَا هُوَ يَا أَحْمَدُ؟ » فَقُلْتُ : يَا (٧) سَيِّدِي ، رُوِيَ لَنَا (٨) عَنْ آبَائِكَ أَنَّ نَوْمَ الْأَنْبِيَاءِ عَلى أَقْفِيَتِهِمْ ، ونَوْمَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى أَيْمَانِهِمْ ، ونَوْمَ الْمُنَافِقِينَ عَلى شَمَائِلِهِمْ (٩) ، ونَوْمَ الشَّيَاطِينِ عَلى وجُوهِهِمْ؟ فَقَالَ عليه‌السلام : « كَذلِكَ هُوَ (١٠) ».

فَقُلْتُ : يَا (١١) سَيِّدِي ، فَإِنِّي (١٢) أَجْهَدُ (١٣) أَنْ أَنَامَ عَلى يَمِينِي ، فَمَا يُمْكِنُنِي (١٤) ، ولَا يَأْخُذُنِي النَّوْمُ عَلَيْهَا (١٥) ، فَسَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : « يَا أَحْمَدُ ، ادْنُ مِنِّي ». فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَقَالَ : « أَدْخِلْ يَدَكَ تَحْتَ ثِيَابِكَ » ، فَأَدْخَلْتُهَا ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ ثِيَابِهِ ، وأَدْخَلَهَا تَحْتَ ثِيَابِي ، فَمَسَحَ بِيَدِهِ الْيُمْنى عَلى جَانِبِيَ الْأَيْسَرِ ، وبِيَدِهِ الْيُسْرى عَلى جَانِبِيَ‌

__________________

(١) في « بح » : + « القلمين ».

(٢) في « ب ، ج ، ف ، بس » وحاشية « ض ، بف » : « القلمين ».

(٣) قال المازندراني والمجلسي : « يستمدّ ، أي يطلب المدَدَ أو المِدادَ من قعر الدواة إلى مجراها ، أي فمها لقلّةمدادها ، أو لعدم الحاجة سريعاً إلى العود ». وقال الفيض : « وجعل يستمدّ ، أي يطلب المداد بالقلم. ضمّن الاستمداد معنى الإنهاء ونحوه فعدّاه بعلى ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٣٢ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١٦٨ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٩٨ ( مدد ).

(٤) في « بر » والوافي : « يكتب ».

(٥) في « بر » : ـ « الدواة ».

(٦) في البحار : « إنّي أغتمّ بشي‌ء ».

(٧) في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : ـ « يا ».

(٨) في « ف » : ـ « لنا ».

(٩) في « ب » : « شمالهم ». وفي « بر » : « يسار » بدون الضمير. لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٦٤ ( شمل ).

(١٠) في « ف » : « هو كذلك ».

(١١) في « بر » والبحار : ـ « يا ».

(١٢) في الوسائل : « إنّي ».

(١٣) في الوافي : « أجتهد ».

(١٤) في « ف » : ـ « فما يمكنني ».

(١٥) في « بر » : ـ « عليها ».

٦٤٤

الْأَيْمَنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ (١) أَحْمَدُ : فَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَنَامَ عَلى يَسَارِي مُنْذُ فَعَلَ ذلِكَ بِي عليه‌السلام (٢) ، وَمَا يَأْخُذُنِي نَوْمٌ عَلَيْهَا أَصْلاً. (٣)

١٢٥ ـ بَابُ (٤) مَوْلِدِ الصَّاحِبِ (٥) عليه‌السلام

وُلِدَ عليه‌السلام لِلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْنِ (٦)

١٣٥٧ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :

خَرَجَ عَنْ (٧) أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام حِينَ قُتِلَ الزُّبَيْرِيُّ (٨) : « هذَا جَزَاءُ مَنِ افْتَرى (٩) عَلَى اللهِ فِي (١٠) أَوْلِيَائِهِ ، زَعَمَ (١١) أَنَّهُ يَقْتُلُنِي (١٢) ولَيْسَ لِي عَقِبٌ (١٣) ، فَكَيْفَ رَأى قُدْرَةَ اللهِ (١٤)؟ » ‌

وَولِدَ لَهُ ولَدٌ (١٥) سَمَّاهُ « م‌ح‌م‌د » (١٦) سَنَةَ سِتٍّ وخَمْسِينَ‌

__________________

(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « فقال ».

(٢) في « ف » والبحار : « فعل عليه‌السلام بي ذلك » بدل « فعل ذلك بي عليه‌السلام ».

(٣) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦١ ، ح ١٤٨٢ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٥٠٢ ، ح ٨٥٤٨ ؛ البحار ، ج ٥٠ ، ص ٢٨٦ ، ح ٦١.

(٤) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : ـ « باب ».

(٥) في « ف » : « صاحب الزمان ».

(٦) كمال الدين ، ص ٤٣٠ ، ح ٤ ، عن محمّد بن محمّد بن عصام ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن محمّد. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٣٩ الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٨١ ، ذيل ح ١٥١١ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٢ ، ح ١.

(٧) في « بس » : « على ».

(٨) في الكافي ، ح ٨٦٧ والإرشاد : + « لعنه الله ».

(٩) في الكافي ، ح ٨٦٧ والإرشاد : « اجترأ ».

(١٠) في « بف » : « و ». وفي الغيبة : « وعلى » ، كلاهما بدل « في ».

(١١) في الكافي ، ح ٨٦٧ : « يزعم ».

(١٢) في « بر » : « يقتلي ».

(١٣) « العَقِبُ » و « العَقْب » و « العاقبة » : ولد الرجل ، وولد ولده الباقون بعده. وقول العرب : لا عَقِبَ له ، أي لم يبق له ولد ذكر. لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦١٣ ( عقب ).

(١٤) في الكافي ، ح ٨٦٧ والإرشاد : + « فيه ».

(١٥) في « ب ، بر » : ـ « ولد ». وفي كمال الدين : + « و ».

(١٦) في « ف » : « محمّد ». وفي الكافي ، ح ٨٦٧ : + « في ». وتقطيع الحروف لعدم جواز التسمية ، كما ورد في أخبار كثيرة.

٦٤٥

وَمِائَتَيْنِ (١) (٢)

١٣٥٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ والْحَسَنُ (٣) ـ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ـ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وسَبْعِينَ ومِائَتَيْنِ ، قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَبْدِيُّ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ ، عَنْ ضَوْءِ بْنِ عَلِيٍّ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ سَمَّاهُ (٤) ، قَالَ :

أَتَيْتُ سُرَّ مَنْ رَأى ، ولَزِمْتُ (٥) بَابَ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ، فَدَعَانِي مِنْ غَيْرِ أَنْ أَسْتَأْذِنَ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ وسَلَّمْتُ ، قَالَ لِي : « يَا أَبَا (٦) فُلَانٍ ، كَيْفَ حَالُكَ؟ » ثُمَّ قَالَ لِي : « اقْعُدْ يَا فُلَانُ ». ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ (٧) رِجَالٍ ونِسَاءٍ مِنْ أَهْلِي ، ثُمَّ قَالَ لِي : « مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ (٨)؟ » قُلْتُ : رَغْبَةٌ فِي خِدْمَتِكَ ، قَالَ (٩) : فَقَالَ : « فَالْزَمِ (١٠) الدَّارَ ».

قَالَ : فَكُنْتُ فِي الدَّارِ مَعَ الْخَدَمِ ، ثُمَّ صِرْتُ أَشْتَرِي لَهُمُ الْحَوَائِجَ مِنَ السُّوقِ وكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ إِذَا كَانَ فِي دَارِ (١١) الرِّجَالِ ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ (١٢) يَوْماً وهُوَ فِي دَارِ الرِّجَالِ ، فَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِي الْبَيْتِ ، فَنَادَانِي : « مَكَانَكَ لَاتَبْرَحْ » فَلَمْ أَجْسُرْ (١٣) أَخْرُجُ‌

__________________

(١) في الإرشاد : « قال محمّد بن عبد الله : وولد له ولد » بدل « وولد له ولد ـ إلى ـ مائتين ».

(٢) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الدار عليه‌السلام ، ح ٨٦٧. وفي الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٤٩ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٢٣١ ، ح ١٩٨ عن الكليني. وفي كمال الدين ، ص ٤٣٠ ، ح ٣ ، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصري ، قال : خرج عن أبي عبدالله عليه‌السلام ... الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩١ ، ح ٨٨١.

(٣) تقدّمت قطعة من الخبر في ح ٨٦٨ ، وفيه « الحسين » مصغّراً. والخبر كلّه أورده الصدوق في كمال الدين ، ص ٤٣٥ ، ح ٤ كما في ما نحن فيه ، لكن في البحار ، ج ٥٢ ، ص ٢٦ ، ح ٢١ ـ نقلاً من كمال الدين ـ : « الحسين ». ثمّ إنّ الخبر تقدّم في الكافي ، ح ٨٨٢ ، مختصراً ، وفيه أيضاً : « الحسن ».

(٤) في « ج ، ف » : ـ « سمّاه ».

(٥) في كمال الدين : « فلزمت ».

(٦) في « ف » : ـ « أبا ».

(٧) في كمال الدين : ـ « جماعة من ».

(٨) في كمال الدين : + « عليّ ».

(٩) في كمال الدين : + « لي ».

(١٠) في « ب » : « والزم ». وفي كمال الدين : « الزم ».

(١١) في « بس ، بف » : ـ « دار ».

(١٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : « عليه ». وهو الأوفق باللغة.

(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت وكمال الدين. وفي المطبوع والكافي ، ح ٨٦٨ : + « أن ». وفي « بر » : « فلم أجتر »

٦٤٦

وَلَا أَدْخُلُ ، فَخَرَجَتْ عَلَيَّ جَارِيَةٌ مَعَهَا (١) شَيْ‌ءٌ مُغَطًّى ، ثُمَّ نَادَانِيَ : « ادْخُلْ » فَدَخَلْتُ ، وَنَادَى الْجَارِيَةَ ، فَرَجَعَتْ ، فَقَالَ لَهَا : « اكْشِفِي عَمَّا مَعَكِ » فَكَشَفَتْ عَنْ غُلَامٍ أَبْيَضَ ، حَسَنِ الْوَجْهِ ، وكَشَفَتْ (٢) عَنْ بَطْنِهِ ، فَإِذَا شَعْرٌ نَابِتٌ مِنْ لَبَّتِهِ (٣) إِلى سُرَّتِهِ ، أَخْضَرُ ، لَيْسَ بِأَسْوَدَ ، فَقَالَ : « هذَا صَاحِبُكُمْ ».

ثُمَّ أَمَرَهَا فَحَمَلَتْهُ ، فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذلِكَ حَتّى مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‌السلام.

فَقَالَ (٤) ضَوْء بْنُ عَلِيٍّ : فَقُلْتُ (٥) لِلْفَارِسِيِّ : كَمْ كُنْتَ تُقَدِّرُ لَهُ مِنَ السِّنِينَ؟ قَالَ (٦) :

سَنَتَيْنِ.

قَالَ الْعَبْدِيُّ : فَقُلْتُ لِضَوْءٍ : كَمْ تُقَدِّرُ لَهُ أَنْتَ (٧)؟ قَالَ : أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً (٨)

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ وأَبُو عَبْدِ اللهِ : ونَحْنُ نُقَدِّرُ لَهُ (٩) إِحْدى وعِشْرِينَ سَنَةً. (١٠)

١٣٥٩ / ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وعَنْ غَيْرِ واحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا الْقُمِّيِّينَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَامِرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ غَانِمٍ الْهِنْدِيِّ ، قَالَ :

__________________

وأصله اجترئ ، قلبت الهمزة ياءً فحذفت الياء بلم.

(١) في « ب » وكمال الدين : « ومعها ».

(٢) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « فكشف ».

(٣) « اللَبَّة » : المَنْحَر والهَزْمَة التي فوق الصدر ، وفيها تُنحر الإبل ، وموضع القلادة من الصدر. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢١٧ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٢٣ ( لبب ).

(٤) في كمال الدين : « قال ».

(٥) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس » : « قلت ».

(٦) في كمال الدين : « فقال ».

(٧) في « ب » : « أنت له ». وفي كمال الدين : « له الآن في وقتنا » بدل « له أنت ».

(٨) في « ج ، ض ، ف ، بر ، بس » وشرح المازندراني : ـ « سنة ».

(٩) في كمال الدين : + « الآن ».

(١٠) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الدار عليه‌السلام ، ح ٨٦٨ ، إلى قوله : « حتّى مضى أبو محمد عليه‌السلام » مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، باب في تسمية من رآه ، ح ٨٨٢ ، وتمام الرواية فيه : « أنّ أبا محمّد أراه إيّاه ». كمال الدين ، ص ٤٣٥ ، ح ٤ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٢٣٣ ، ح ٢٠٢ ، عن الكليني الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٢ ، ح ٨٨٤.

٦٤٧

كُنْتُ بِمَدِينَةِ الْهِنْدِ ـ الْمَعْرُوفَةِ بِقِشْمِيرَ الدَّاخِلَةِ ـ وأَصْحَابٌ لِي يَقْعُدُونَ عَلى كَرَاسِيَّ (١) عَنْ يَمِينِ الْمَلِكِ أَرْبَعُونَ رَجُلاً كُلُّهُمْ يَقْرَأُ (٢) الْكُتُبَ الْأَرْبَعَةَ : التَّوْرَاةَ ، والْإِنْجِيلَ ، وَالزَّبُورَ ، وصُحُفَ إِبْرَاهِيمَ ، نَقْضِي (٣) بَيْنَ النَّاسِ ، ونُفَقِّهُهُمْ (٤) فِي دِينِهِمْ ، ونُفْتِيهِمْ (٥) فِي حَلَالِهِمْ وحَرَامِهِمْ ، يَفْزَعُ (٦) النَّاسُ إِلَيْنَا : الْمَلِكُ فَمَنْ دُونَهُ ، فَتَجَارَيْنَا (٧) ذِكْرَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقُلْنَا : هذَا النَّبِيُّ الْمَذْكُورُ فِي الْكُتُبِ (٨) قَدْ خَفِيَ عَلَيْنَا أَمْرُهُ ، ويَجِبُ عَلَيْنَا الْفَحْصُ عَنْهُ وطَلَبُ أَثَرِهِ ، واتَّفَقَ رَأْيُنَا وتَوَافَقْنَا عَلى أَنْ أَخْرُجَ ، فَأَرْتَادَ (٩) لَهُمْ ، فَخَرَجْتُ ومَعِي مَالٌ جَلِيلٌ ، فَسِرْتُ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْراً حَتّى قَرُبْتُ مِنْ كَابُلَ ، فَعَرَضَ لِي قَوْمٌ مِنَ التُّرْكِ ، فَقَطَعُوا عَلَيَّ ، وأَخَذُوا مَالِي ، وجُرِحْتُ جِرَاحَاتٍ (١٠) شَدِيدَةً ، ودُفِعْتُ (١١) إِلى مَدِينَةِ كَابُلَ ، فَأَنْفَذَنِي (١٢) مَلِكُهَا ـ لَمَّا وقَفَ عَلى خَبَرِي ـ إِلى مَدِينَةِ بَلْخَ ، وعَلَيْهَا إِذْ ذَاكَ دَاوُدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَبِي أَسْوَدَ (١٣) ، فَبَلَغَهُ خَبَرِي ، وأَنِّي خَرَجْتُ مُرْتَاداً مِنَ الْهِنْدِ ، وَتَعَلَّمْتُ الْفَارِسِيَّةَ ، ونَاظَرْتُ الْفُقَهَاءَ وأَصْحَابَ الْكَلَامِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ دَاوُدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، فَأَحْضَرَنِي (١٤) مَجْلِسَهُ ، وجَمَعَ عَلَيَّ الْفُقَهَاءَ ، فَنَاظَرُونِي ، فَأَعْلَمْتُهُمْ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ‌

__________________

(١) في « ض » : + « يقعدون ».

(٢) في « بس » : « تقرأ ». وفي حاشية « ب » : « يقرؤون ».

(٣) في « ج ، بس » : « تقضي ». وفي « بر » : « فتقضي ».

(٤) في « ج » : « وتفقّههم ».

(٥) في « ج ، بس » : « وتفتيهم ».

(٦) في « ب » : « ليفزع ». وفي « بس » : « ويفزع ».

(٧) « فتجارينا » ، أي تذاكرنا ، أو أجرينا فيما بيننا. راجع : مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٨٣.

(٨) في « ف » : ـ « في الكتب ».

(٩) ارتاد الرجل الشي‌ء : طلبه. المصباح المنير ، ص ٢٤٥ ( رود ).

(١٠) في « بر » : « خُرجت خراجات ».

(١١) دُفِعْتُ إلى كذا : انتهيت إليه. المصباح المنير ، ص ١٩٦ ( دفع ).

(١٢) في « بح » : « فأرسلني ». وقوله : « فأنفذني » ، أي فأرسلني. راجع : المعجم الوسيط ، ج ٢ ، ص ٩٣٩ ( نفذ ).

(١٣) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ». وفي « بح ، بس ، بف » : « أبي سود ».

(١٤) في « ب » : + « في ».

٦٤٨

بَلَدِي أَطْلُبُ هذَا النَّبِيَّ (١) الَّذِي وجَدْتُهُ فِي الْكُتُبِ ، فَقَالَ (٢) لِي : مَنْ هُوَ؟ ومَا اسْمُهُ؟ فَقُلْتُ : مُحَمَّدٌ ، فَقَالُوا (٣) : هُوَ نَبِيُّنَا الَّذِي تَطْلُبُ ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ شَرَائِعِهِ ، فَأَعْلَمُونِي.

فَقُلْتُ لَهُمْ : أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مُحَمَّداً نَبِيٌّ ، ولَا أَعْلَمُهُ هذَا الَّذِي تَصِفُونَ أَمْ لَا (٤)؟ فَأَعْلِمُونِي مَوْضِعَهُ لِأَقْصِدَهُ ، فَأُسَائِلَهُ (٥) عَنْ (٦) عَلَامَاتٍ عِنْدِي ودَلَالَاتٍ ، فَإِنْ كَانَ صَاحِبِيَ الَّذِي طَلَبْتُ آمَنْتُ بِهِ ، فَقَالُوا : قَدْ مَضى عليه‌السلام (٧) ، فَقُلْتُ : فَمَنْ (٨) وصِيُّهُ وخَلِيفَتُهُ؟ فَقَالُوا : أَبُو بَكْرٍ.

قُلْتُ : فَسَمُّوهُ لِي ؛ فَإِنَّ هذِهِ كُنْيَتُهُ ، قَالُوا : عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ ، ونَسَبُوهُ إِلى قُرَيْشٍ.

قُلْتُ (٩) : فَانْسُبُوا لِي مُحَمَّداً نَبِيَّكُمْ ، فَنَسَبُوهُ لِي ، فَقُلْتُ : لَيْسَ هذَا صَاحِبِيَ الَّذِي طَلَبْتُ (١٠) ، صَاحِبِيَ الَّذِي أَطْلُبُهُ خَلِيفَتُهُ أَخُوهُ فِي الدِّينِ ، وابْنُ عَمِّهِ فِي النَّسَبِ ، وزَوْجُ ابْنَتِهِ ، وأَبُو ولْدِهِ ، لَيْسَ (١١) لِهذَا النَّبِيِّ ذُرِّيَّةٌ عَلَى الْأَرْضِ غَيْرُ ولْدِ هذَا الرَّجُلِ الَّذِي هُوَ خَلِيفَتُهُ.

قَالَ (١٢) : فَوَثَبُوا بِي (١٣) ، وقَالُوا : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، إِنَّ هذَا قَدْ خَرَجَ مِنَ الشِّرْكِ إِلَى الْكُفْرِ ، هذَا حَلَالُ الدَّمِ ، فَقُلْتُ لَهُمْ : يَا قَوْمُ ، أَنَا رَجُلٌ مَعِي دِينٌ ، مُتَمَسِّكٌ (١٤) بِهِ ،

__________________

(١) في « ف » : « وهذا النبيّ أطلب ».

(٢) الأنسب بالمقام : « فقالوا ».

(٣) هكذا في « بف ، بر » وحاشية « ج ». وهو الأنسب بالمقام. وفي « ب ، ض ، ج ، ف ، بس » والمطبوع : « فقال ».

(٤) أي ولا أعلم أنّه هذا الذي تصفون أم لا.

(٥) في حاشية « ج ، ف ، بف » : « فأسأله ».

(٦) في « ف ، بر » : « من ».

(٧) هكذا في « ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بف ». وفي « بس » : « عليه‌السلام وآله ». في « ض » : ـ « عليه‌السلام ». وفي‌المطبوع : « صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٨) في « ب ، بر ، بف » : « ومن ».

(٩) في « بر » : « قلنا ».

(١٠) في « بف » : + « و ».

(١١) في « ب ، ج ، بر ، بح » : « وليس ».

(١٢) في « بح » : ـ « قال ».

(١٣) في « بر » : « إليّ ». وفي « ج ، بف » : « لي ».

(١٤) في مرآة العقول : « متمسّك ، بالكسر نعت لِـ « رجل » أو بالفتح نعت لِـ « دين » ، و « به » نائب الفاعل على

٦٤٩

لَا (١) أُفَارِقُهُ حَتّى أَرى مَا هُوَ أَقْوى مِنْهُ ، إِنِّي وجَدْتُ صِفَةَ هذَا الرَّجُلِ فِي الْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللهُ عَلى‌أَنْبِيَائِهِ ، وإِنَّمَا خَرَجْتُ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ ومِنَ الْعِزِّ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ طَلَباً لَهُ ، فَلَمَّا فَحَصْتُ عَنْ أَمْرِ صَاحِبِكُمُ الَّذِي ذَكَرْتُمْ ، لَمْ يَكُنِ النَّبِيَّ الْمَوْصُوفَ فِي الْكُتُبِ ، فَكَفُّوا (٢) عَنِّي.

وَبَعَثَ الْعَامِلُ إِلى رَجُلٍ ـ يُقَالُ لَهُ : الْحُسَيْنُ بْنُ إِشْكِيبَ (٣) ـ فَدَعَاهُ ، فَقَالَ لَهُ : نَاظِرْ هذَا الرَّجُلَ الْهِنْدِيَّ ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ (٤) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، عِنْدَكَ الْفُقَهَاءُ والْعُلَمَاءُ وهُمْ أَعْلَمُ وأَبْصَرُ بِمُنَاظَرَتِهِ ، فَقَالَ لَهُ (٥) : نَاظِرْهُ كَمَا أَقُولُ لَكَ ، واخْلُ بِهِ ، والْطُفْ لَهُ ، فَقَالَ لِيَ الْحُسَيْنُ بْنُ إِشْكِيبَ (٦) ـ بَعْدَ مَا فَاوَضْتُهُ (٧) ـ : إِنَّ صَاحِبَكَ الَّذِي تَطْلُبُهُ هُوَ النَّبِيُّ الَّذِي‌

__________________

الأخير. والأوّل أظهر ».

(١) في « بر » : « ولا ».

(٢) في مرآة العقول : « فكفّوا ، على صيغة الماضي ، ويحتمل الأمر ».

(٣) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « إسكيب ».

والحسين هذا ، هو الحسين بن إشكيب الذي ترجم له النجاشي ، وذكره من مشايخ العيّاشي ، وقال : « قال الكشّي في رجال أبي محمّد : الحسين بن إشكيب المروزيّ المقيم بسمرقند وكشّ ، عالم ، متكلّم ، مؤلّف للكتب ». راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٤ ، الرقم ٨٨.

وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب أبي محمّد العسكري عليه‌السلام ، وذكر له الأوصاف المذكورة في رجال النجاشي ، كما ذكره في من لم يرو عن واحد من الأئمّة : وقال : « فاضل ، جليل ، متكلّم ، فقيه ، مناظر ، صاحب تصانيف ، لطيف الكلام ، جيّد النظر ». راجع : رجال الطوسي ، ص ٣٩٨ ، الرقم ٥٨٣٨ ، ص ٤٢٠ ، الرقم ٦٠٧٢.

وروى عنه العيّاشي في رجال الكشّي ، ص ٢١ ، الرقم ٤٧ ؛ وص ٤٠ ، الرقم ٨٤ ؛ وص ١٢٠ ، الرقم ١٩١ ؛ وص ١٩٠ ، الرقم ٣٣٢ ؛ وص ٣٠٦ ، الرقم ٥٥١ ؛ وص ٣٧٠ ، الرقم ٦٩٠ ؛ وص ٣٧٦ ، الرقم ٧٠١ ؛ وص ٣٩١ ، الرقم ٧٣٧ ؛ وص ٣٩٣ ، الرقم ٧٤٠ ؛ وص ٤٣٧ ، الرقم ٨٢١ ؛ وص ٥٢٠ ، ذيل الرقم ٩٦١ ، وفي الجميع « إشكيب ».

وأمّا إسكيب ـ مهملاً ـ فهو إمّا من باب عدم وضع النقطة في بعض الخطوط القديمة ، أو جواز الوجهين في هذا العنوان. وضبطُ ابن داود إيّاه بالسين المهملة لا يعتمد عليه كما يظهر من رجاله ، ص ١٢١ ، الرقمين ٤٦٥ و ٤٦٧.

(٤) في « ف » : + « بن إسكيب ».

(٥) في الوافي : « لي ».

(٦) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي : « إسكيب ».

(٧) « المفاوضة » : المساواة والمشاركة ، وهي مفاعلة من التفويض ، كأنّ كلّ واحد منهما ردّ ما عنده إلى صاحبه.

٦٥٠

وَصَفَهُ هؤُلَاءِ ، ولَيْسَ الْأَمْرُ فِي خَلِيفَتِهِ كَمَا قَالُوا ، هذَا النَّبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وو صِيُّهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وهُوَ زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ وَأَبُو الْحَسَنِ والْحُسَيْنِ سِبْطَيْ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قَالَ غَانِمٌ أَبُو سَعِيدٍ : فَقُلْتُ : اللهُ أَكْبَرُ ، هذَا الَّذِي طَلَبْتُ ؛ فَانْصَرَفْتُ إِلى دَاوُدَ بْنِ الْعَبَّاسِ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، وجَدْتُ مَا طَلَبْتُ ، وأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ و (١) أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ.

قَالَ : فَبَرَّنِي (٢) ، وو صَلَنِي ، وقَالَ لِلْحُسَيْنِ : تَفَقَّدْهُ. قَالَ : فَمَضَيْتُ إِلَيْهِ حَتّى آنَسْتُ بِهِ ، وفَقَّهَنِي فِيمَا احْتَجْتُ إِلَيْهِ مِنَ الصَّلَاةِ والصِّيَامِ والْفَرَائِضِ.

قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّا نَقْرَأُ فِي كُتُبِنَا أَنَّ مُحَمَّداً خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، لَانَبِيَّ بَعْدَهُ ، وأَنَّ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ إِلى وصِيِّهِ وو ارِثِهِ وخَلِيفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ ، ثُمَّ إِلَى (٣) الْوَصِيِّ بَعْدَ الْوَصِيِّ ، لَا يَزَالُ أَمْرُ اللهِ جَارِياً فِي أَعْقَابِهِمْ حَتّى تَنْقَضِيَ الدُّنْيَا ، فَمَنْ وصِيُّ وصِيِّ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ : الْحَسَنُ ، ثُمَّ الْحُسَيْنُ ـ ابْنَا مُحَمَّدٍ ـ ثُمَّ سَاقَ الْأَمْرَ فِي الْوَصِيَّةِ حَتَّى انْتَهى إِلى صَاحِبِ الزَّمَانِ عليه‌السلام.

ثُمَّ أَعْلَمَنِي مَا حَدَثَ ؛ فَلَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ إِلاَّ طَلَبُ النَّاحِيَةِ.

فَوَافى قُمَّ (٤) ، وقَعَدَ مَعَ أَصْحَابِنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وسِتِّينَ (٥) ، وخَرَجَ مَعَهُمْ حَتّى‌

__________________

والمراد هنا : المحادثة والمذاكرة في العلم. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٧٩ ( فوض ).

(١) في « ض » والوافي : « وأشهد ».

(٢) « البِرّ » : الاتّساع في الإحسان والزيادة. راجع : مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ١٢٨ ( برر ).

(٣) في « بر » : ـ « إلى ».

(٤) في الوافي : « فوافى قمّ ، هذا من كلام محمّد بن محمّد ، وكذا قوله فيما بعد « ثمّ وافانا بعد » فإنّهما رجوع من‌الحكاية إلى التكلّم ».

(٥) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي وشرح المازندراني ومرآة العقول. وفي « ف » والمطبوع :

٦٥١

وَافى بَغْدَادَ ، ومَعَهُ رَفِيقٌ لَهُ مِنْ أَهْلِ السِّنْدِ كَانَ صَحِبَهُ عَلَى الْمَذْهَبِ.

قَالَ : فَحَدَّثَنِي غَانِمٌ ، قَالَ : وأَنْكَرْتُ (١) مِنْ رَفِيقِي بَعْضَ أَخْلَاقِهِ ، فَهَجَرْتُهُ ، وخَرَجْتُ حَتّى سِرْتُ (٢) إِلَى الْعَبَّاسِيَّةِ أَتَهَيَّأُ لِلصَّلَاةِ وأُصَلِّي ، وإِنِّي لَوَاقِفٌ مُتَفَكِّرٌ (٣) فِيمَا قَصَدْتُ لِطَلَبِهِ إِذَا (٤) أَنَا بِآتٍ قَدْ (٥) أَتَانِي ، فَقَالَ : أَنْتَ فُلَانٌ؟ ـ اسْمُهُ بِالْهِنْدِ (٦) ـ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : أَجِبْ مَوْلَاكَ ، فَمَضَيْتُ مَعَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَخَلَّلُ بِيَ الطُّرُقَ (٧) حَتّى أَتى دَاراً وبُسْتَاناً ، فَإِذَا أَنَا بِهِ عليه‌السلام جَالِسٌ ، فَقَالَ : « مَرْحَباً يَا فُلَانُ ـ بِكَلَامِ الْهِنْدِ ـ كَيْفَ حَالُكَ؟ وكَيْفَ خَلَّفْتَ فُلَاناً وفُلَاناً (٨)؟ » حَتّى عَدَّ الْأَرْبَعِينَ كُلَّهُمْ ، فَسَاءَلَنِي (٩) عَنْهُمْ واحِداً واحِداً ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي (١٠) بِمَا تَجَارَيْنَا (١١) ، كُلُّ (١٢) ذلِكَ بِكَلَامِ الْهِنْدِ.

ثُمَّ قَالَ : « أَرَدْتَ أَنْ تَحُجَّ مَعَ أَهْلِ قُمَّ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، يَا سَيِّدِي ، فَقَالَ : « لَا تَحُجَّ مَعَهُمْ ، وانْصَرِفْ سَنَتَكَ هذِهِ ، وحُجَّ فِي (١٣) قَابِلٍ (١٤) ». ثُمَّ أَلْقى إِلَيَّ صُرَّةً كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ،

__________________

+ « مائتين ». قال المازندراني : « قوله : في سنة أربع وستّين ، أي من الغيبة أو بعد مائتين ». وقال المجلسي : « أربع وستّين ، أي بعد المائتين من الهجرة ».

(١) في « ج ، ف » : « فأنكرت ».

(٢) في الوافي : « صرت ».

(٣) في « بر » : « متفكّراً ».

(٤) في « ب ، ف » : « إذ ».

(٥) في « بح » : « فقد ».

(٦) في « بس » : « في الهند ». قال في مرآة العقول : « وقوله : اسمه بالهند ، كلام العامري ». واسمه خبر لمبتدأ محذوف.

(٧) في « ب ، ج ، ض ، ف » : « الطريق ». وفي حاشية « ف » : « يتحلّل بالطريق ».

(٨) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : + « وفلاناً ».

(٩) في « ف » : « فسألني ».

(١٠) في « ض » : « أخبرنا ».

(١١) في « ب ، ج ، بح ، بس » والوافي : « تجاريناه ». وفي « بر » : « تجاربناه ».

(١٢) في « ب » : « وكلّ ».

(١٣) في « ض ، ف ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني : ـ « في ».

(١٤) في حاشية « بح » : « القابل ».

٦٥٢

فَقَالَ لِيَ (١) : « اجْعَلْهَا (٢) نَفَقَتَكَ ، ولَاتَدْخُلْ إِلى بَغْدَادَ إِلى فُلَانٍ ـ سَمَّاهُ ـ ولَاتُطْلِعْهُ عَلى شَيْ‌ءٍ » ، وانْصَرِفْ إِلَيْنَا إِلَى الْبَلَدِ (٣)

ثُمَّ وافَانَا بَعْضُ (٤) الْفُيُوجِ (٥) ، فَأَعْلَمُونَا أَنَّ أَصْحَابَنَا انْصَرَفُوا مِنَ الْعَقَبَةِ (٦) ، ومَضى (٧) نَحْوَ خُرَاسَانَ ، فَلَمَّا كَانَ فِي قَابِلٍ حَجَّ ، وأَرْسَلَ إِلَيْنَا بِهَدِيَّةٍ مِنْ طُرَفِ (٨) خُرَاسَانَ ، فَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً ، ثُمَّ (٩) مَاتَ رَحِمَهُ اللهُ (١٠) (١١)

__________________

(١) في الوافي : ـ « لي ».

(٢) في « ب » : + « في ».

(٣) في شرح المازندراني ومرآة العقول : « قوله : وانصرف إلينا إلى البلد ، من كلام العامري. و: إلى البلد ، بدل من : إلينا. والمراد به قمّ المقدّسة ».

(٤) في الوافي : « بعد ».

(٥) في « ج ، ض ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول : « بعد الفتوح ». وقال في المرآة : « بعد الفتوح ، أي الفتوح المعنويّة من لقاء الإمام عليه‌السلام ووصوله إلى بغيته ... والأظهر أنّ الفتوح تصحيف الفيوج ... ومنهم من قرأ : بعدّ ، بتشديد الدال ، وقال : الباء للتعدية ، أي إحصاء ما رأى من إنعامات الصاحب عليه‌السلام ».

وظاهر المازندراني في شرحه أيضاً : « الفتوح » ؛ حيث قال : « والمراد بالفتوح ملاقاته للإمام عليه‌السلام وتشرّفه برؤيته وتكرّمه بالعطيّة ». ناقلاً عن النسخ التي رآها.

و « الفيوج » جمع الفيج : فارسي معرّب ، وهو الذي يسعى على رجليه. وقيل : هو رسول السلطان على رجله. وقيل : هو الذي يسعى بالكتب ؛ هذا في اللغة. وفي الشروح : هو فارسيّ معرّب « پيك » ، قال السيّد بدرالدين : « هو المشهور على ألسنة العجم الآن بالشاطر ». الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٦ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٥٠ ؛ حاشية بدرالدين ، ص ٢٧٨ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٦ ؛ هامش شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٣٩ ؛ مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١٧٨.

(٦) « العَقَبَة » : مرقئ صَعْبٌ من الجبال ، وجمعها عِقاب. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٠٦ ( عقب ).

(٧) أي مضى غانم نحو خراسان ولم ينصرف إلينا. وفي « بف » : « مضوا ».

(٨) في مرآة العقول : « من طرف خراسان ، بضمّ الطاء وفتح الراء : جمع طرفة بالضمّ ، وهي الغرائب المستحدتة ، أي تحف خراسان وغرائبه. ويمكن أن يقرأ بالتحريك ، أي من ناحيته ، فـ « من » على الأوّل تبعيضيّة ، وعلى الثاني ابتدائيّة ».

(٩) في « ب ، بح ، بر ، بف » والوافي : « حتّى ».

(١٠) في « ب » : ـ « رحمه‌الله ». وفي « ض » : « رحمة الله عليه ».

(١١) كمال الدين ، ص ٤٣٧ ، ح ٦ ، بإسناده عن غانم بن سعيد الهندي ، مع زيادة في آخره ؛ وفيه ، وص ٤٩٦ ، ذيل ح ١٨ ، بسنده عن محمّد بن محمّد الأشعري ، عن غانم بن سعيد ، مع زيادة ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٣ ، ح ١٤٨٣.

٦٥٣

١٣٦٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ :

إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ النَّضْرِ وأَبَا صِدَامٍ وجَمَاعَةً تَكَلَّمُوا بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام فِيمَا فِي (١) أَيْدِي الْوُكَلَاءِ ، وأَرَادُوا الْفَحْصَ ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ إِلى أَبِي الصِّدَامِ (٢) ، فَقَالَ : إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ ، فَقَالَ لَهُ (٣) أَبُو صِدَامٍ : أَخِّرْهُ هذِهِ السَّنَةَ ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ (٤) : إِنِّي أَفْزَعُ فِي الْمَنَامِ ولَابُدَّ (٥) مِنَ الْخُرُوجِ ، وأَوْصى إِلى أَحْمَدَ بْنِ يَعْلَى (٦) بْنِ حَمَّادٍ ، وأَوْصى لِلنَّاحِيَةِ (٧) بِمَالٍ ، وأَمَرَهُ أَنْ لَايُخْرِجَ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ يَدِهِ إِلى يَدِهِ عليه‌السلام بَعْدَ (٨) ظُهُورِهِ.

قَالَ : فَقَالَ الْحَسَنُ : لَمَّا وافَيْتُ بَغْدَادَ اكْتَرَيْتُ دَاراً فَنَزَلْتُهَا ، فَجَاءَنِي بَعْضُ الْوُكَلَاءِ بِثِيَابٍ ودَنَانِيرَ ، وخَلَّفَهَا عِنْدِي ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا هذَا؟ قَالَ (٩) : هُوَ مَا تَرى (١٠) ، ثُمَّ جَاءَنِي آخَرُ بِمِثْلِهَا ، وآخَرُ حَتّى كَبَسُوا (١١) الدَّارَ ، ثُمَّ جَاءَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مَعَهُ ، فَتَعَجَّبْتُ ، وبَقِيتُ مُتَفَكِّراً ، فَوَرَدَتْ عَلَيَّ رُقْعَةُ الرَّجُلِ عليه‌السلام : « إِذَا مَضى مِنَ النَّهَارِ كَذَا وكَذَا ، فَاحْمِلْ مَا مَعَكَ ». فَرَحَلْتُ ، وحَمَلْتُ مَا مَعِي ، وفِي الطَّرِيقِ صُعْلُوكٌ (١٢) يَقْطَعُ الطَّرِيقَ فِي سِتِّينَ رَجُلاً ، فَاجْتَزْتُ عَلَيْهِ ، وسَلَّمَنِي اللهُ مِنْهُ ، فَوَافَيْتُ الْعَسْكَرَ ، ونَزَلْتُ ، فَوَرَدَتْ عَلَيَّ رُقْعَةٌ (١٣) أَنِ « احْمِلْ مَا مَعَكَ ». فَعَبَّيْتُهُ (١٤) فِي‌

__________________

(١) في « ب » : ـ « في ».

(٢) في البحار : « صدام ».

(٣) في البحار : ـ « له ».

(٤) في الوافي والبحار : ـ « بن النضر ».

(٥) في « ض » : + « لي ».

(٦) في حاشية « ج » : « معلّى ».

(٧) « الناحية » : يعبّر بها عن القائم عليه‌السلام. مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ١٧٦١ ( نحا ).

(٨) في « بر » : « وبعد ».

(٩) في « بف » : « فقال ».

(١٠) في مرآة العقول : « وربّما يقرأ بالمجهول ، أي ما يأتيك العلم به من الناحية ».

(١١) في « بس » وحاشية « ج ، بح » : « كسوا ». وكبست النهرَ والبئر كبْساً : طممتُها بالتراب. والمراد : ملؤوا الداروستروها من كثرة ما جاؤوا به ، أو هجموا عليها وأحاطوا بها. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٦٩ ( كبس ).

(١٢) في البحار : + « و ». و « الصعلوك » : الفقير والسارق. وصعاليك العرب : ذؤبانها. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٩٥ ( صعلك ).

(١٣) في « بس » : + « رجل ».

(١٤) في البحار : « فصببته ». و « عبّيته » من التعبية.

٦٥٤

صِنَانِ (١) الْحَمَّالِينَ (٢)

فَلَمَّا بَلَغْتُ الدِّهْلِيزَ (٣) إِذَا (٤) فِيهِ أَسْوَدُ قَائِمٌ ، فَقَالَ : أَنْتَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : ادْخُلْ (٥) ، فَدَخَلْتُ الدَّارَ ، ودَخَلْتُ بَيْتاً (٦) وفَرَّغْتُ صِنَانَ (٧) الْحَمَّالِينَ (٨) ، وإِذَا (٩) فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ خُبْزٌ كَثِيرٌ ، فَأَعْطى (١٠) كُلَّ واحِدٍ مِنَ الْحَمَّالِينَ (١١) رَغِيفَيْنِ ، وأُخْرِجُوا ، وإِذَا بَيْتٌ عَلَيْهِ سِتْرٌ ، فَنُودِيتُ مِنْهُ : « يَا حَسَنَ بْنَ النَّضْرِ ، احْمَدِ اللهَ عَلى مَا مَنَّ بِهِ (١٢) عَلَيْكَ ، وَلَاتَشُكَّنَّ ؛ فَوَدَّ (١٣) الشَّيْطَانُ أَنَّكَ (١٤) شَكَكْتَ » وأَخْرَجَ إِلَيَّ ثَوْبَيْنِ ، وقِيلَ لِي (١٥) : خُذْهُمَا (١٦) ؛ فَسَتَحْتَاجُ (١٧) إِلَيْهِمَا ، فَأَخَذْتُهُمَا وخَرَجْتُ.

قَالَ سَعْدٌ : فَانْصَرَفَ (١٨) الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ ، ومَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، وكُفِّنَ فِي الثَّوْبَيْنِ. (١٩)

١٣٦١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّوَيْهِ السُّوَيْدَاوِيِّ (٢٠) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ ، قَالَ :

__________________

(١) « الصَّنّ » : زبّيلٌ كبير. وقيل : هو شِبْه السَّلّة المطبقة. النهاية ، ج ٣ ، ص ٥٧ ( صنن ). وفي « بس » : « صيان » ، وهو الوعاء الذي يُصان فيه الثياب أو الكتب.

(٢) في « ف » : « الجمّالين ».

(٣) « الدهليز » : ما بين الباب والدار. فارسي معرّب. والجمع : الدهاليز : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٧٨ ( دهلز ).

(٤) في « ف » : « إذاً » بالتنوين. وفي البحار : « فإذا ».

(٥) في « ف » : + « الدار ».

(٦) في « ف » : « البيت ».

(٧) في « بس » : « صيان ».

(٨) في « ف » : « الجمّالين ».

(٩) في « بف » : « فإذا ».

(١٠) الضمير في « أعطى » يرجع إلى المعصوم عليه‌السلام. وقال في مرآة العقول : « فاعطي ، على بناء المجهول ».

(١١) في « ف » : « الجمّالين ».

(١٢) في « ف » : ـ « به ».

(١٣) في الوافي : « ودّ ».

(١٤) في « بف » : « أنْ ».

(١٥) هكذا في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي المطبوع : ـ « لي ». وفي « ب » : « قال لي ».

(١٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « خذها ».

(١٧) في « ف » والبحار : « فتحتاج ».

(١٨) في « ب ، بر » والوافي : « وانصرف ».

(١٩) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٦ ، ح ١٤٨٤ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٣٠٨ ، ح ٢٥.

(٢٠) في الإرشاد : ـ « السويداوي ».

٦٥٥

شَكَكْتُ عِنْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ (١) عليه‌السلام ، و (٢) اجْتَمَعَ عِنْدَ أَبِي مَالٌ جَلِيلٌ ، فَحَمَلَهُ (٣) ، وَرَكِبَ (٤) السَّفِينَةَ ، وخَرَجْتُ مَعَهُ مُشَيِّعاً (٥) ، فَوُعِكَ وعْكاً (٦) شَدِيداً ، فَقَالَ (٧) : يَا بُنَيَّ ، رُدَّنِي (٨) ، فَهُوَ الْمَوْتُ ، وقَالَ (٩) لِيَ (١٠) : اتَّقِ اللهَ فِي هذَا الْمَالِ ؛ وأَوْصى إِلَيَّ ، فَمَاتَ (١١)

فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَمْ يَكُنْ أَبِي لِيُوصِيَ بِشَيْ‌ءٍ غَيْرِ صَحِيحٍ ، أَحْمِلُ هذَا الْمَالَ إِلَى الْعِرَاقِ ، وأَكْتَرِي دَاراً عَلَى الشَّطِّ ، ولَا أُخْبِرُ أَحَداً بِشَيْ‌ءٍ (١٢) ، وإِنْ (١٣) وضَحَ (١٤) لِي شَيْ‌ءٌ (١٥) كَوُضُوحِهِ (١٦) أَيَّامَ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام أَنْفَذْتُهُ ، وإِلاَّ قَصَفْتُ بِهِ (١٧)

فَقَدِمْتُ الْعِرَاقَ ، واكْتَرَيْتُ دَاراً عَلَى الشَّطِّ ، وبَقِيتُ أَيَّاماً ، فَإِذَا أَنَا بِرُقْعَةٍ مَعَ رَسُولٍ (١٨) ، فِيهَا : « يَا مُحَمَّدُ ، مَعَكَ كَذَا وكَذَا فِي جَوْفِ كَذَا وكَذَا (١٩) » حَتّى قَصَّ عَلَيَّ‌

__________________

(١) في الإرشاد : + « الحسن بن عليّ ».

(٢) في الغيبة : « وكان ».

(٣) في « بر » : « فحملته ».

(٤) في « ض ، بر ، بس » وحاشية « بح » والإرشاد : « وركبت ».

(٥) في الإرشاد والغيبة : + « له ».

(٦) « الوعْك » : الحُمّى ، وقيل : ألَمُها. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٧ ( وعك ).

(٧) في « ض ، ف » : + « لي ».

(٨) في الغيبة : « رُدّني ، رُدّني ».

(٩) في « ف » : « فقال ».

(١٠) في « ب » : ـ « لي ». وفي الغيبة : ـ « قال لي ».

(١١) في الإرشاد والغيبة : « ومات ». وفي الإرشاد : + « بعد ثلاثة أيّام ».

(١٢) في الغيبة : ـ « بشي‌ء ».

(١٣) في « ب ، بح ، بر ، بف » والإرشاد والغيبة : « فإن ».

(١٤) في « ض » : « اوضح ».

(١٥) في الإرشاد : ـ « شي‌ء ».

(١٦) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والغيبة والوافي. وفي المطبوع : + « في ».

(١٧) في الغيبة : « تصدّقت به ». وفي الإرشاد : « أنفقته في ملاذّي وشهواتي » بدل « قصفت به ». و « القصف » : اللهو واللَّعِب. يقال : إنّها مولّدة. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤١٦ ( قصف ). والمراد : أنّي لا أدفعه بل أستعين به على ملاذّ الحياة ، أو أتمتّع به طويلاً ، أو أصرفه في الضروريات.

(١٨) في الغيبة : « برسول معه رقعة ».

(١٩) في الإرشاد : ـ « في جَوْفِ كذا وكذا ».

٦٥٦

جَمِيعَ مَا مَعِي مِمَّا (١) لَمْ أُحِطْ بِهِ عِلْماً ، فَسَلَّمْتُهُ (٢) إِلَى الرَّسُولِ ، وبَقِيتُ أَيَّاماً لَايُرْفَعُ لِي (٣) رَأْسٌ ، واغْتَمَمْتُ (٤) ، فَخَرَجَ إِلَيَّ : « قَدْ أَقَمْنَاكَ مَكَانَ (٥) أَبِيكَ ، فَاحْمَدِ اللهَ ». (٦)

١٣٦٢ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ النَّسَائِيِّ (٧) ، قَالَ :

أَوْصَلْتُ أَشْيَاءَ لِلْمَرْزُبَانِيِّ (٨) الْحَارِثِيِّ ، فِيهَا (٩) سِوَارُ ذَهَبٍ ، فَقُبِلَتْ ، ورُدَّ عَلَيَّ السِّوَارُ ، فَأُمِرْتُ (١٠) بِكَسْرِهِ ، فَكَسَرْتُهُ (١١) ، فَإِذَا فِي وسَطِهِ مَثَاقِيلُ حَدِيدٍ ونُحَاسٍ أَوْ صُفْرٍ (١٢) ، فَأَخْرَجْتُهُ وَأَنْفَذْتُ الذَّهَبَ (١٣) ، فَقُبِلَ (١٤) (١٥)

١٣٦٣ / ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْفَضْلِ الْخَزَّازِ (١٦) الْمَدَائِنِيِّ (١٧) ـ مَوْلى خَدِيجَةَ بِنْتِ‌

__________________

(١) في « بف » : « ما ». وفي الإرشاد : « وذكر في جملته شيئاً » بدل « ممّا ».

(٢) في الغيبة : « فسلّمت المال ».

(٣) في الإرشاد والغيبة : « بي ».

(٤) في الإرشاد والغيبة : « فاغتممت ».

(٥) في حاشية « ب ، ض » وشرح المازندراني والإرشاد والغيبة : « مقام ».

(٦) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٥ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٢٨١ ، ح ٢٣٩ ، بسندهما عن الكليني الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٨ ، ح ١٤٨٥.

(٧) في « ب ، بر » وحاشية « ألف » : « الشيباني ». وفي « ف » : « النسّائي ». وفي « بس » : « النشابي ». وفي « بف » : « النساى ». وفي حاشية « ج » وحاشية المطبوع : « النسابي ».

ثمّ إنّ الخبر رواه المفيد في الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ ، عن محمّد بن أبي عبد الله السيّاري. وفيه سهو ظاهر بجواز النظر من « أبي عبد الله » في « محمّد بن أبي عبد الله » إلى أبي عبد الله الثاني ؛ فإنّ محمّد بن أبي عبد الله في مشايخ الكليني ، هو محمّد بن أبي عبد الله جعفر بن محمّد بن عون الأسدي الكوفي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٧٣ ، الرقم ١٠٢٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٢٥ ، الرقم ٦٦١ ؛ رجال الطوسي ، ص ٤٣٩ ، الرقم ٦٢٧٨.

(٨) يعني إلى الصاحب عليه‌السلام. وفي « ب ، ف ، بف » والوافي : « للمرزبان ». وفي حاشية « ج » : « للمورياني ».

(٩) في البحار : « في جملتها ».

(١٠) في الإرشاد والبحار : « وامرت ».

(١١) في « ب ، ض ، ف » : « فكسّرته » بالتثقيل.

(١٢) في « ف » والإرشاد والبحار : « وصفر ».

(١٣) في الإرشاد والبحار : + « بعد ذلك ».

(١٤) يجوز فيه المعلوم والمجهول.

(١٥) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ ، عن محمّد بن أبي عبد الله السيّاري الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٩ ، ح ١٤٨٨ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٢٩٧ ، ح ١٢.

(١٦) في « بس ، بف » : « الخرّاز ».

(١٧) في « بف » : « المديني ».

٦٥٧

مُحَمَّدٍ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ـ قَالَ :

إِنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ (١) الْمَدِينَةِ مِنَ الطَّالِبِيِّينَ (٢) كَانُوا يَقُولُونَ بِالْحَقِّ ، وكَانَتِ (٣) الْوَظَائِفُ (٤) تَرِدُ عَلَيْهِمْ فِي وقْتٍ مَعْلُومٍ ، فَلَمَّا مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ، رَجَعَ قَوْمٌ مِنْهُمْ عَنِ (٥) الْقَوْلِ بِالْوَلَدِ ، فَوَرَدَتِ الْوَظَائِفُ عَلى مَنْ ثَبَتَ مِنْهُمْ عَلَى الْقَوْلِ بِالْوَلَدِ (٦) ، وقُطِعَ (٧) عَنِ الْبَاقِينَ ، فَلَا يُذْكَرُونَ فِي الذَّاكِرِينَ ، والْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. (٨)

١٣٦٤ / ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :

أَوْصَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ مَالاً ، فَرُدَّ عَلَيْهِ ، وقِيلَ لَهُ : أَخْرِجْ حَقَّ ولْدِ عَمِّكَ مِنْهُ ـ وهُوَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ ـ وكَانَ (٩) الرَّجُلُ فِي يَدِهِ ضَيْعَةٌ لِوُلْدِ عَمِّهِ ، فِيهَا شِرْكَةٌ قَدْ (١٠) حَبَسَهَا عَلَيْهِمْ (١١) ، فَنَظَرَ فَإِذَا الَّذِي لِوُلْدِ عَمِّهِ مِنْ ذلِكَ الْمَالِ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ ؛ فَأَخْرَجَهَا ، وأَنْفَذَ الْبَاقِيَ ، فَقُبِلَ (١٢) (١٣)

١٣٦٥ / ٩. الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ :

وُلِدَ لِي عِدَّةُ بَنِينَ ، فَكُنْتُ أَكْتُبُ وأَسْأَلُ الدُّعَاءَ (١٤) ، فَلَا يُكْتَبُ (١٥) إِلَيَّ لَهُمْ (١٦) بِشَيْ‌ءٍ (١٧) ،

__________________

(١) في « بر » : ـ « أهل ».

(٢) في البحار : « الطالبين ».

(٣) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس » والبحار : « فكانت ».

(٤) « الوظيفة » : ما يقدّر من عمل ورزقٍ وطعام وغير ذلك. المصباح المنير ، ص ٦٦٤ ( وظف ). والمراد هنا : المال.

(٥) في « بر » : « من ».

(٦) في « ف » : « بالقول على الولد ».

(٧) في « ف » : « قطعت » ، أي الوظائف ، وهو الصحيح ، أو كون « قطع » معلوماً بحذف المفعول.

(٨) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٠ ، ح ١٤٩٠ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢٦.

(٩) في « ج ، ف ، بس » : « فكان ».

(١٠) في « بس » : « وقد ».

(١١) في الإرشاد : « عنهم ».

(١٢) يجوز فيه المعلوم والمجهول.

(١٣) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ ، عن عليّ بن محمّد. وفي كمال الدين ، ص ٤٨٦ ، ح ٦ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٩ ، ح ١٤٨٦.

(١٤) في الإرشاد : + « لهم ».

(١٥) في حاشية « ج » : « فلم يكتب ».

(١٦) في الإرشاد : ـ « لهم ».

(١٧) في الإرشاد : + « من أمرهم ».

٦٥٨

فَمَاتُوا كُلُّهُمْ (١) ، فَلَمَّا ولِدَ لِيَ الْحَسَنُ (٢) ابْنِي ، كَتَبْتُ أَسْأَلُ الدُّعَاءَ ، فَأُجِبْتُ : « يَبْقى (٣) ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ ». (٤)

١٣٦٦ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :

كُنْتُ (٥) خَرَجْتُ (٦) سَنَةً مِنَ السِّنِينَ بِبَغْدَادَ (٧) ، فَاسْتَأْذَنْتُ (٨) فِي الْخُرُوجِ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، فَأَقَمْتُ اثْنَيْنِ وعِشْرِينَ يَوْماً وقَدْ خَرَجَتِ (٩) الْقَافِلَةُ إِلَى النَّهْرَوَانِ (١٠) ، فَأُذِنَ فِي الْخُرُوجِ لِي (١١) يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ، وقِيلَ لِيَ : اخْرُجْ فِيهِ ، فَخَرَجْتُ وأَنَا آيِسٌ مِنَ الْقَافِلَةِ أَنْ أَلْحَقَهَا ، فَوَافَيْتُ النَّهْرَوَانَ والْقَافِلَةُ مُقِيمَةٌ ، فَمَا كَانَ إِلاَّ أَنْ أَعْلَفْتُ جِمَالِي شَيْئاً (١٢) حَتّى رَحَلَتِ الْقَافِلَةُ ، فَرَحَلْتُ (١٣) وقَدْ دَعَا لِي بِالسَّلَامَةِ ، فَلَمْ أَلْقَ سُوءاً (١٤) ، والْحَمْدُ لِلّهِ. (١٥)

__________________

(١) في الإرشاد : ـ « فماتوا كلّهم ».

(٢) في الإرشاد : « الحسين ».

(٣) الظاهر أنّ ما بعد « فاجبت » كلّه كلام المعصوم. وفي « ف » : « فيبقى ». وفي الإرشاد : « فبقى ».

(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ عن القاسم بن العلاء الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٩ ، ح ١٤٨٩ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢٧.

(٥) في « ض ، بس » والإرشاد والبحار : ـ « كنت ».

(٦) في « ج » : ـ « خرجت ».

(٧) الباء بمعنى « إلى ». وفي الإرشاد والبحار : « إلى بغداد ».

(٨) في الإرشاد والبحار : « واستأذنت ».

(٩) في الإرشاد والبحار : « بعد خروج » بدل « وقد خرجت ».

(١٠) « النهروان » بفتح النون وتثليث الراء ، وبضمّهما : كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي ، حدّها الأعلى متّصل ببغداد. وفيها عدّة بلاد متوسّطة ، وكان بها وقعةٌ لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام مع الخوارج مشهورة. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٧٧ ( نهر ) ؛ معجم البلدان ، ج ٥ ، ص ٣٢٥ ( نهروان ).

(١١) في « بف » : ـ « لي ». وفي « ج ، ف ، بح ، بر ، بس » والوافي : « فاذن لي في الخروج ». وفي الإرشاد والبحار : « ثمّ‌أذن لي بالخروج ».

(١٢) في الإرشاد والبحار : « إلاّ أن علفت جملي » بدل « إلاّ أن أعلفت جمالي شيئاً ».

(١٣) في « بر » : « ورحلت معهم ». وفي البحار : « ورحلت ».

(١٤) في « ف » : « شرّاً ».

(١٥) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٧ ، عن عليّ بن محمّد الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٩ ، ح ١٤٨٧ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٢٩٧ ، ح ١٣.

٦٥٩

١٣٦٧ / ١١. عَلِيٌّ ، عَنْ نَصْرِ (١) بْنِ صَبَّاحٍ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الشَّاشِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ بِي (٢) نَاصُورٌ (٣) عَلى مَقْعَدَتِي (٤) ، فَأَرَيْتُهُ الْأَطِبَّاءَ ، وأَنْفَقْتُ عَلَيْهِ مَالاً ، فَقَالُوا : لَا نَعْرِفُ لَهُ دَوَاءً (٥) ، فَكَتَبْتُ رُقْعَةً أَسْأَلُ الدُّعَاءَ ، فَوَقَّعَ عليه‌السلام إِلَيَّ (٦) : « أَلْبَسَكَ اللهُ الْعَافِيَةَ ، وَجَعَلَكَ (٧) مَعَنَا فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ ».

قَالَ (٨) : فَمَا أَتَتْ عَلَيَّ جُمْعَةٌ (٩) حَتّى عُوفِيتُ ، وصَارَ (١٠) مِثْلَ رَاحَتِي ، فَدَعَوْتُ طَبِيباً مِنْ أَصْحَابِنَا ، وأَرَيْتُهُ إِيَّاهُ ، فَقَالَ : مَا عَرَفْنَا لِهذَا دَوَاءً (١١) (١٢)

١٣٦٨ / ١٢. عَلِيٌّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْيَمَانِيِّ (١٣) ، قَالَ :

__________________

(١) هكذا في « ج ، ف ، بح ، بس » والوافي ومرآة العقول والإرشاد والبحار. وفي « ب ، بر ، بف » : « نضر ». وفي « ألف » والمطبوع : « النضر ». والظاهر أنّ نصراً هذا هو نصر بن صبّاح البلخي المذكور في رجال النجاشي ، ص ٤٢٨ ، الرقم ١١٤٩ ، ورجال الطوسي ، ص ٤٤٩ ، الرقم ٦٣٨٥. يؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الشيخ المفيد في الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٧ ـ مع زيادة يسيرة في آخره ـ عن عليّ بن محمّد عن نصر بن صبّاح البلخي.

(٢) في « ف » : ـ « بي ». وفي « ج ، بح ، بس » : « لي ».

(٣) « الناصور » : علّة تحدث في البدن من المقعدة وغيرها بمادّة خبيثة ضيّقة الفم يعسر بُرؤها ، وتقول الأطبّاء : كلُّ قُرحة تزمن في البدن فهي ناصور ، وقد يقال : ناسور ، بالسين ، كما في الإرشاد والبحار. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٠٨ ( نصر ).

(٤) في الإرشاد والبحار : ـ « على مقعدتي ».

(٥) في الإرشاد والبحار : « عظيماً [ في البحار : ـ عظيماً ] فلم يصنع الدواء فيه شيئاً » بدل « فقالوا : لا نعرف له دواء ».

(٦) في « ف » : ـ « إليّ ». وفي البحار : « لي ».

(٧) في « بس » : + « الله ».

(٨) في الإرشاد والبحار : ـ « قال ».

(٩) في البحار : « الجمعة ».

(١٠) أي صار الموضع. وفي « ب ، بح » : « صارت » أي المقعدة. وفي الإرشاد والبحار : + « الموضع ».

(١١) في الإرشاد والبحار : + « وما جاءتك العافية إلاّمن قبل الله بغير احتساب ».

(١٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٧ ، عن عليّ بن محمّد ، عن نصر بن صبّاح البلخي ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٠ ، ح ١٤٩١ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٢٩٧ ، ح ١٤.

(١٣) تقدّمت في ح ١٣٣٦ ، رواية عليّ بن محمّد عن عليّ بن الحسن بن الفضل اليماني. والظاهر اتّحاد العنوانين ، وأنّ الصواب هو « عليّ بن الحسن ». والحسن والده هو الحسن بن الفضل بن زيد ( يزيد ) اليماني المذكور في السند الآتي.

٦٦٠