تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي ، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا محمّد بن زبر ، حدّثنا إبراهيم بن مهدي الأيلي ، حدّثنا أبو حاتم (١) السّجستاني ، حدّثنا الأصمعي ، عن جويرية قالت :

جاءت عجوز قيس بن سعد بن عبادة قد كان يعرفها ، فقال لها : كيف أنت؟ فقالت : أحمد الله إليك ما في بيتي فأرة تدبّ ، فقال : لقد سألت فأحسنت ، لأملأن عليك بيتك فأرا ، فأمر لها بدقيق كثير ، وزيت وما يحتاج إليه ، فحمل معها وانصرفت (٢).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنبأنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق ، أنبأنا والدي أبو عبد الله ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن كوفي ، حدّثنا يحيى ابن واقد ، حدّثنا سفيان ، عن عمرو (٣) ، عن أبي صالح قال (٤) :

قسم سعد بن عبادة ماله بين ولده ، وخرج إلى الشام ، فمات ، وولد له ولد بعده ، فجاء أبو بكر وعمر إلى قيس بن سعد فقالا : إنّ سعدا مات ، ولم يعلم ما هو كائن ، وإنّا نرى أن تردّ (٥) على هذا الغلام ، قال قيس : ما أنا بمغيّر شيئا فعله أبي ، ولكن نصيبي له.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى ، أنبأنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد السليطي ، أنبأنا أبو نصر محمّد بن حمدوية بن سهل ، حدّثنا محمود بن آدم ، حدّثنا سفيان ، عن عمرو ، عن أبي صالح.

أن سعد بن عبادة قسّم ماله بين ولده وخرج إلى الشام ، فمات ، وولد له ولد بعده ، فجاء أبو بكر وعمر إلى ابنه قيس بن سعد فقالا : إنّ سعدا ـ رحمه‌الله ـ توفي ولم يعلم ما هو كائن ، وإنّا نرى أن تردوا على هذا الغلام ، فقال : ما أنا بمغيّر شيئا صنعه سعد ، ولكن نصيبي له.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأنا أبو الحسن بن رزقوية ، أنبأنا محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، حدّثنا علي بن حرب ، حدّثنا سفيان ، عن عمرو ، عن أبي صالح.

__________________

(١) في م : أحمد.

(٢) راجع الاستيعاب ٣ / ٢٣٠ (هامش الإصابة).

(٣) بالأصل : «عن أبي عمرو» ، وفي م : «عن ابن عمرو» والمثبت عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء ، وهو عمرو ابن دينار.

(٤) الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٣١٥ والذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٧.

(٥) في تهذيب الكمال : «تردوا» وسترد في الرواية التالية.

٤٢١

أن سعد بن عبادة (١) قسم ماله بين ولده وأتى الشام ، فمات ، فولد له ولد بعد وفاته ، فجاء أبو بكر وعمر إلى ابنه قيس فقالا : إنّ سعدا (٢) توفي ولم يدر ما هو كائن ، وإنّا نرى أن تردوا على هذا الغلام نصيبه ، فقال قيس : لست بمغيّر شيئا صنعه سعد ، ولكن نصيبي له.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد وغيره ـ إذنا ـ قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة (٣) ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني (٤) ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدّبري عن عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين.

أن سعد بن عبادة قسّم ماله بين بنيه في حياته ، فولد له ولد بعد ما مات ، فلقي عمر أبا بكر فقال : ما نمت الليلة من أجل ابن سعد ، هذا المولود ، ولم يترك له شيئا ، فقال أبو بكر : وأنا والله ما نمت الليلة ، أو كما قال ، من أجله ، فانطلق بنا إلى قيس بن سعد نكلمه في أخيه ، فأتياه فكلّماه فقال قيس : أمّا شيء أمضاه سعد فلا أردّه أبدا ، ولكن أشهدكما أنّ نصيبي له.

قال (٥) : وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرّزّاق ، عن ابن جريج ، أخبرني عطاء.

أن سعد بن عبادة قسم ماله بين بنيه ثم توفي وامرأته حبلى لم يعلم بحبلها ، فولدت غلاما ، فأرسل عمر وأبو بكر في ذلك إلى قيس بن سعد بن عبادة فقال : أمّا أمر قسمه سعد وأمضاه فلن أعود فيه ، ولكن نصيبه له ، قلت : أعلى كتاب الله قسم؟ قال (٦) : لا نجدهم يقسمون إلّا على كتاب الله.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أحمد ابن عبيد بن الفضل ـ قراءة.

ح وعن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد الواسطي ، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة.

قالا : أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا مسعر (٧) ، عن معبد بن خالد قال :

__________________

(١) بالأصل وم هنا : بن أبي عبادة.

(٢) بالأصل : «سعد» والتصويب عن م.

(٣) بدون إعجام بالأصل ، وفي م : «ريدة».

(٤) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٨ / ٣٤٧ رقم ٨٨٣.

(٥) القائل أبو القاسم الطبراني ، أخرجه في المعجم الكبير ١٨ / ٣٤٨ رقم ٨٨٤.

(٦) الأصل : «قلت» ، والمثبت عن م والمعجم الكبير.

(٧) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٣١٥ والذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٧.

٤٢٢

كان قيس بن سعد لا يزال هكذا رافعا إصبعه المسبّحة ـ يعني : يدعو.

قال مسعر : أراه قال : أنا رأيته.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو محمّد السندي (١) ، قالا : أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ، أنبأنا الحاكم أبو أحمد (٢) الحافظ ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن سليمان ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا الجرّاح بن مليح (٣) ، حدّثنا أبو رافع عن قيس بن سعد قال :

لو لا أنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «المكر والخديعة في النار» لكنت من أمكر هذه الأمة [١٠٥٨٤].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا الحميدي ، حدّثنا سفيان (٤) ، حدّثني عمرو قال : قال قيس بن سعد : لو لا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني إبراهيم بن هانئ ، حدّثنا أصبغ ، حدّثني ابن وهب عن حفص بن عمر ، عن يونس ، عن ابن شهاب قال (٥) :

كان حامل راية الأنصار مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قيس بن سعد بن عبادة ، وكان من ذوي الرأي من الناس ، قال ابن شهاب : وكان يعدّون دهاة العرب حين ثارت الفتنة خمسة رهط ، يقال لهم ذوو رأي العرب في مكيدتهم : معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وقيس بن سعد ، والمغيرة بن شعبة ، ومن المهاجرين : عبد الله بن بديل الخزاعي ، وكان قيس وابن بديل مع علي عليه‌السلام ، وكان المغيرة معتزلا بالطائف وأرضها حتى حكّم الحكمان واجتمعوا بأذرح.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن

__________________

(١) في م : السيدي.

(٢) الأصل : محمد ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٣) من طريق روي في تهذيب الكمال ١٥ / ٣١٦ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٧ ـ ١٠٨ وأسد الغابة ٤ / ١٢٦ والإصابة ٣ / ٢٤٩ والاستيعاب ٣ / ٢٢٦ (هامش الإصابة).

(٤) يعني سفيان بن عيينة ، ومن طريقه روي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٨.

(٥) الخبر في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٨ وأسد الغابة ٤ / ١٢٥.

٤٢٣

أيوب ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيجاب الطيبي ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي ، حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني حفص بن عمر عن يونس ، عن ابن شهاب قال (١) :

كان يعدّون دهاة الناس حين ثارت الفتنة خمسة رهط يقال إنّهم ذوو رأي العرب ومكيدتهم ، منهم : معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وقيس بن سعد بن عبادة ، والمغيرة بن شعبة الثقفي ، ومن المهاجرين : عبد الله بن بديل بن ورقاء (٢) الخزاعي ، وكان قيس بن سعد وابن بديل مع علي ، وكان عمرو بن العاص مع معاوية ، وكان المغيرة بن شعبة معتزلا بالطائف حتى حكم الحكمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسين بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد (٣) ، أنبأنا روح بن عبادة ، حدّثنا عوف (٤) ، عن محمّد قال : كان محمّد بن أبي بكر ، ومحمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة من (٥) أشدّ قريش على عثمان ، وأن عليا كان أمرّ قيس بن سعد بن عبادة ـ يعني : على مصر ، وكان قيس رجلا حازما ، فنبّئت أنه كان يقول : لو لا أنّ المكر فجور ، لمكرت مكرا يضطرب منه أهل الشام بينهم ، وإنّ معاوية وعمرو بن العاص كتبا (٦) إلى قيس بن سعد كتابا يدعوانه إلى متابعتهما (٧) ، وكتبا (٨) إليه بكتاب فيه لين فكتب إليهما كتابا فيه غلظ ، فكتبا إليه بكتاب فيه غلظ (٩) ، فكتب إليهما بكتاب فيه لين ، فلما قرآه كتابه عرفا أنهما لا يدان لهما بمكره ، فقال كلّ واحد منهما لصاحبه : تعال حتى نمكر الآن بعليّ في شأنه ، فأذاعا بالشام أنهما قد كتبا إلى قيس بن سعد وأن قد تابعنا وتابعنا على أمرنا ، فبلغ ذلك عليا ، فقال له أصحابه : بادر إلى مصر ، فإنّ قيسا قد تابع معاوية وعمرو ، فبعث عليّ محمّد بن أبي بكر ،

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٥ / ٣١٦ بهذه الرواية.

(٢) «بن ورقاء» كتبت على هامش م.

(٣) لم أعثر على الخبر في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٤) من طريقه روى الخبر في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٨.

(٥) في سير أعلام النبلاء : من أشدهم على عثمان.

(٦) الأصل : كتب ، والمثبت عن م وسير أعلام النبلاء.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي سير الأعلام : مبايعتهما.

(٨) بالأصل وم : وكتب.

(٩) في سير أعلام النبلاء : فيه عنف.

٤٢٤

ومحمّد بن أبي حذيفة إلى مصر ، وأمّر محمّد بن أبي بكر ، فلما قدما على قيس بن سعد بنزعه عرف قيس أنّ معاوية وعمرو بن العاص قد خدعا عليا ومكرا به ، فقال قيس بن سعد لمحمّد ابن أبي بكر ومحمّد بن أبي حذيفة : يا بني (١) أخي لا تصافا معاوية وعمرو بن العاص غدا بأهل مصر ، فإنهم سيسلمونكما فتقتلان ، فكان كما قال قيس.

قال : وحدّثنا محمّد بن سعد ، أنبأنا محمّد بن عمر ، حدّثنا مفضّل بن فضالة المعافري ، عن يزيد بن أبي حبيب قال (٢) :

استعمل علي بن أبي طالب قيس بن سعد على مصر ، وكان من ذوي [الرأي](٣) فكان قد ضبط مصر ، وقام فيها قياما مجزيا ، ووادع أهل خربتا (٤) وأدرّ عليهم أرزاقهم ، وكفّ عنهم ، وأحسن جوارهم ، وكان عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان قد شقّ عليهما وعلى أهل الشام ما يصنع قيس بن سعد من مناصحة علي ، وما ضيّق على الشام فلا يحمل إليهم طعاما (٥) ، فكان عمرو بن العاص ومعاوية جاهدين أن يخرجا قيسا من مصر ويغلبا عليها ، وكان قيس قد امتنع منهما بالمكيدة والدهاء ، فمكرا بعلي في أمره ، فكتب معاوية كتابا في قيس إليه يذكر فيه ما أتى إلى عثمان من الأمر العظيم وأنه على السمع والطاعة ، ثم نادى معاوية : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس في السلاح ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أهل الشام إنّ الله ينصر خليفته المظلوم ، ويخذل عدوه ، أبشروا ، هذا قيس بن سعد ، ناب العرب ، قد أبصر الأمر ، وعرفه على نفسه ، ورجع إلى ما عليه من السمع والطاعة ، والطلب بدم خليفتكم ، وكتب إليّ بذلك كتابا ، وأمر بالكتاب فقرئ ، وقد أمر بحمل الطعام إليكم ، فادعوا الله لقيس بن سعد ، وارفعوا أيديكم ، وابتهلوا له في الدعاء بالبقاء والصلاح ، فعجّوا وعجّ معاوية وعمرو ، ورفعوا أيديهم ساعة ثم افترقوا ، فأخذ معاوية بيد عمرو بن العاص فقال : تحيّن خروج العيون اليوم إلى علي بسير الخبر إليه سبعا أو ثمانيا فيكون أول من يعزل قيس بن سعد ، فكلّ من ولي أهون علينا من قيس ، فتحيّنوا خبر علي ، فلما ورد عليه الخبر

__________________

(١) العبارة في سير أعلام النبلاء : يا بن أخي احذر ، يعني أهل مصر ، فإنهم سيسلمونكما فتقتلان ، فكان كما قال.

(٢) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٩.

(٣) الزيادة عن م.

(٤) الأصل وم : «حرتبا» والمثبت عن معجم البلدان ، وضبطه الحازمي خرنبا بالنون ثم الباء ، قال ياقوت وهو خطأ.

من كور مصر ثم كور الحوف الغربي ، وهو حوالي الإسكندرية.

(٥) الأصل : «طعام» وسقطت الكلمة من م.

٤٢٥

كان أول من حمله إليه محمّد بن أبي بكر ، فأخبره بما صنع قيس ، ورفده الأشتر ، ونالا من قيس وقالا : ألا استعملت رجلا له حق فعجل عليّ لا يقبل هذا القول على قيس بن سعد ويقول : إنّ قيسا في سرّ (١) وشرف في جاهلية وإسلام ، وقيس رجل العرب ، ويأبى محمّد بن أبي بكر أن يقصر عنه ، فعزله علي (٢).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٣) :

في تسمية عمّال علي : ولّى محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مصر ثم عزله ، وولّى قيس بن سعد بن عبادة ثم عزله ، وولّى الأشتر (٤) فمات قبل أن يصل إليها ، فولّى محمّد ابن أبي بكر فقتل بها ، وغلب عمرو بن العاص على مصر.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا : أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سلامة ، حدّثنا عبيد الله بن سعيد بن عفير ، حدّثنا أبي قال :

واختط قيس بن سعد بن عبادة قبلة الجامع ، وهي اليوم دار الفلفل ـ يعني ـ باب الحديد ، فلمّا ولي مصر بناها ، فلما حضرته الوفاة قال : إنّي كنت بنيت داري بمصر ، وأنا وال (٥) ، واستعنت فيها بمعاوية فهي للمسلمين ، فنزلها الولاة.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ـ قراءة ـ عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم عن أبي خازم (٦) محمّد بن الحسين بن محمّد ، أنبأنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا علي بن أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أبو مسهر أحمد بن مروان الرملي ، حدّثنا الوليد بن طلحة قال : سمعت ضمرة بن ربيعة يقول (٧) :

__________________

(١) فلان في سر قومه أي في أفضلهم.

(٢) زيد في سير أعلام النبلاء : وولّى الأشتر ، فمات قبل أن يصل إليها.

(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٠١ (ت. العمري).

(٤) في تاريخ خليفة : الأشتر مالك بن الحارث النخعي.

(٥) بالأصل وم : والي.

(٦) بالأصل وم : حازم ، تصحيف.

(٧) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٩.

٤٢٦

كان على ولاية مصر قيس بن سعد فجعل معاوية يقول : ادعوا لصاحبكم فإنه على رأيكم ، فبعث إليه علي فعزله ، واتهمه وذلك أنه أراد معاوية عزله ، وولّاها محمّد بن أبي بكر ، فتقدم إليه أن لا يعرض لابن حديج (١) وأصحابه ، وكانوا أربعة آلاف قد نزلوا النّخيلة (٢) وتنحّوا عن علي ومعاوية بعد صفين ، فعبث بهم قال : ورحل قيس بن سعد حتى أتى المدينة ، فولعت (٣) به بنو أمية ، فخرج حتى أتى عليا فكان معه ، فكتب معاوية إلى مروان : ما ذا صنعتم ، لأن تكونوا أمددتم عليا بثلاثين ألفا أحبّ إليّ مما صنعتم من إخراجكم قيسا إليه ، قال : وكتب ابن حديج وأصحابه إلى معاوية : ابعث إلينا رجلا ، فبعث إليهم عمرو بن العاص ، فلجأ محمّد بن أبي بكر إلى عجوز كانت صديقة لعائشة ، ثم خرج من عندها فطلبوه فلم تقر لهم العجوز ، فأخذوا ابنا لها فأقرّ ، فطلبوه فأدركوه ، فقتلوه وأدخلوه (٤) في جيفة حمار ، فأحرقوه بالنار ، فقالت عائشة : لا أكلت شواء أبدا.

وأما محمّد بن أبي حذيفة فهرب من السجن حتى نزل ديرا قريبا من دير بني عبد الجبار الخثعمي ، فخرج أعوانهم إلى بعض المغار ، فوجدوه فيها فأطبقوا عليه فقتلوه.

قال : وقدم عمرو بن العاص على معاوية بعد فتحه مصر ، فعمل معاوية طعاما فبدأ بعمرو وأهل مصر فغدّاهم ، ثم خرج أهل مصر واحتبس عمرو عنده ثم أدخل أهل الشام فتغدوا ، فلمّا فرغوا من الغداء قالوا : يا أبا عبد الله بايع ، قال : نعم ، على أن لي عشرا ـ يعني ـ مصر ، فبايعه على أن له ولاية مصر ما كان حيا ، فبلغ ذلك عليا ، فقال ما قال.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين (٥) بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد (٦) ، أنبأنا محمّد بن عمر ، حدّثنا يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة قال :

قدم قيس بن سعد المدينة ، فأرسلت إليه أم سلمة تلومه وتقول : فارقت صاحبك؟!

__________________

(١) بالأصل وم : جريج ، والمثبت عن سير أعلام النبلاء.

(٢) النخيلة : تصغير نخلة ، وهو موضع قرب الكوفة على طريق الشام.

(٣) في سير أعلام النبلاء : وعبثت.

(٤) في سير أعلام النبلاء : وأحرق في بطن حمار.

(٥) بالأصل وم : الحسن ، تصحيف ، والسند معروف.

(٦) لم أعثر على الخبر في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٤٢٧

قال : أنا لم أفارقه طائعا ، هو عزلني ، فأرسلت إليه : إنّي سأكتب إلى علي في أمرك ، وراح قيس إليها فأخبرها الخبر ، فكتبت إلى علي تخبره بنصيحة قيس وأبيه في القديم والحديث ، وتلومه على ما صنع ، فكتب علي إلى قيس يعزم عليه إلّا لحق به ، فقال : والله ما أخرج إليه إلّا استحياء ، وإنّي لأعلم أنه مقتول ، معه جند سوء لا نية لهم ، فقدم على علي ، فأكرمه ، وحباه.

قال (١) : وأنبأنا محمّد بن عمر ، حدّثني سعيد بن راشد ، عن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة ، قال : وحدّثني معمر عن الزهري (٢) ، قالا :

لما قدم قيس بن سعد المدينة تؤامر فيه الأسود بن أبي البختري ، ومروان بن الحكم أن يبيّتاه فيمن معهما ، وبلغ ذلك قيسا فقال : والله إنّ هذا لقبيح (٣) أن أفارق عليا وإن عزلني ، والله لألحقنّ به ، فلحق بعلي بالعراق ، فكان معه وأخبره قيس بخبره وما كان يعمل بمصر ، فعرف عليّ أن قيسا كان يداري أمرا عظيما من المكيدة التي قصر عنها رأي غيره ، وأطاع علي قيسا في الأمر كله ، وجعله مقدمة أهل العراق على شرطة الخميس الذين كانوا يبايعون للموت ، فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان بن الحكم والأسود بن أبي البختري يتغيظ عليهما وأنّبهما أشدّ التأنيب ، وقال : أمددتما عليا بقيس بن سعد وبرأيه ومكيدته؟ والله لو أمددتماه بمائة ألف مقاتل ، ما كان أغيظ لي من إخراجكما قيس بن سعد.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن (٤) ، أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب ، حدّثنا إبراهيم بن الحسين بن علي ، حدّثنا يحيى ابن سليمان الجعفي ، حدّثني عبد الرّحمن بن زياد ، حدّثنا أبو عبد الله اليماني ـ رجل من تجار اليمن ـ عن معمر ، عن الزهري.

أن عليا كان بعث مالك بن الحارث النخعي على مصر عاملا عليها ، فلمّا كان بالعيلق أربعين شمس شرب شربة من عسل ، فقتلته ، فبعث علي بعد الأشتر محمّد بن أبي بكر على مصر مكان الأشتر وعليها قيس بن سعد بن عبادة ، وكان عاملا لعلي على مصر قبل الأشتر ، فلمّا قدم محمّد على قيس بن سعد أخبره أنه قد حول ـ يعني ـ عزل ، وأنه بعث مكانه ، فقال له

__________________

(١) القائل : محمد بن سعد.

(٢) من طريق الزهري رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٠.

(٣) بالأصل وم : «لقبيحا» خطأ.

(٤) بالأصل وم : الحسين.

٤٢٨

قيس : إنّ لي في أمركم بصيرة ، وإنّه لا يحملني وإن حوّلتموني إلّا أن أؤدي إليكم النصيحة ، إن أرادوا منك ـ يعني ـ أهل مصر كذا فاصنع كذا ، فإنّك إن فعلت فلعلك أن تنجو ، وإن عملت بغير ذلك هلكت ، فاستغشه محمّد بن أبي بكر فلم يدع شيئا مما أمره قيس إلّا خالفه ، فلم يلبث عمرو ومعاوية أن أخذا مصر وغلبوا عليها ، فأخذوا محمّد بن أبي بكر فقتلوه ، ثم جعلوه في جيفة حمار فأحرقوه بالنار ، ثم خرج قيس [حين قدم عليه محمّد بن أبي بكر إلى المدينة فأتاه فأخافه مروان ، والأسود بن أبي البختري ، فخرج قيس](١) من المدينة حتى أتى عليا بالكوفة ، فكتب معاوية إلى مروان والأسود يتغيظ عليهما ، ويقول : والله لو أمددتما عليا بمائة ألف ، ما كان أغيظ إليّ مما صنعتما ، فلمّا قدم قيس على علي باثه الخبر ، وأخبره بما كان من كتب معاوية إليه ، فعلم أن معاوية قد مكر به ، فجعله على شرطة الجيش على أربعين ألفا كانوا قد بايعوا عليا على الموت.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال :

في أسامي أمراء علي بن أبي طالب في يوم صفّين : قيس بن سعد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد ، أنبأنا أبو أسامة حمّاد ابن أسامة ، حدّثنا هشام بن عروة (٢) ، عن أبيه قال :

كان قيس بن سعد بن عبادة مع علي بن أبي طالب في مقدمته ، ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رءوسهم بعد ما مات علي ، فلمّا دخل الحسن (٣) في بيعة معاوية أبى قيس بن سعد أن يدخل ، وقال لأصحابه : ما شئتم ، إن شئتم جالدت بكم أبدا حتى يموت الأعجل ، وإن شئتم أخذت لكم أمانا ، فقالوا : خذ لنا ، فأخذ لهم أنّ لهم كذا وكذا ، ولا يعاقبون بشيء ، وأنا رجل منهم ، وأبى أن يأخذ لنفسه خاصة شيئا ، فلمّا ارتحل نحو المدينة ومعه أصحابه جعل ينحر كلّ يوم جزورا حتى بلغ صرارا (٤).

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعده كتب : صح.

(٢) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠) ص ٢٩١.

(٣) في م : «الحسين» وفي تاريخ الإسلام : الجيش ، وكانت في أصل سير الأعلام : الجيش.

(٤) صرار : موضع على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق.

٤٢٩

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا سفيان عن أبي هارون المديني (١) قال :

قال معاوية لقيس بن سعد : إنّما أنت حبر من أحبار يهود إن ظهرنا عليك قتلناك ، وإن ظهرت علينا نزعناك ، فقال له قيس : إنّما أنت وأبوك صنمان من أصنام الجاهلية ، دخلتما في الإسلام كرها وخرجتما منه طوعا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (٢) ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، أخبرني محمّد بن صالح ، عن علي بن محمّد (٣) ، عن أبي عبد الرّحمن العجلاني ، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن حسان قال :

دخل قيس بن سعد بن عبادة مع رهط من الأنصار على معاوية فقال لهم معاوية : يا معشر الأنصار بما تطلبون ما قبلي ، فو الله لقد كنتم قليلا معي كثيرا عليّ ، ولفللتم حدّي يوم صفّين حتى رأيت المنايا (٤) تلظى في أسنّتكم ، ولهجوتموني (٥) بأشدّ من وخز الأشافي (٦) ، حتى إذا أقام الله ما حاولتم ميله ، قلتم : ارع فينا وصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هيهات يأبى الحقين العذرة (٧) فقال قيس بن سعد : نطلب ما قبلك بالإسلام الكافي به الله فقد ما سواه. لا بما تمت به إليك الأحزاب. وأما عداوتنا لك ، فلو شئت كففتها عنك ، وأما هجاؤنا إياك فقول يزول باطله ، ويثبت حقّه ، وأما استقامة الأمر عليك فعلى كره كان منّا ، وأما فلّنا حدّك يوم صفّين ، فإنا كنا مع رجل نرى طاعته لله طاعة ، وأما وصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بنا فمن آمن (٨) به

__________________

(١) رواه من طريقه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١١١ ولم أعثر عليه في كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع.

(٢) الأصل : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٣) من طريقه في سير أعلام النبلاء ٣ / ١١١ ـ ١١٢.

(٤) غير واضحة بالأصل وتقرأ : «احعاما» والمثبت عن م وسير أعلام النبلاء.

(٥) في م : ولهجرتموني.

(٦) الأشافي واحدها إشفى ، وهو المثقب الذي يخرز به.

(٧) العذرة : العذر ، وفي المثل : أبي الحقين العذرة ، وهو يضرب للرجل يعتذر ولا عذر له.

(٨) كذا بالأصل وم ، وفي سير أعلام النبلاء : فمن أبه رعاها.

٤٣٠

رعاها بعده ، وأما قولك : «يأبى الحقين العذرة» فليس دون الله يد تحجرك (١) ، فشأنك يا معاوية ، فقال معاوية : سوأة ، ارفعوا حوائجكم.

أخبرنا (٢) أبو بكر اللفتواني ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (٣) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا أبو يوسف العبدي ، حدّثنا أبو تميلة (٤) ، أخبرني (٥) رجل من ولد الحارث بن الصمة ـ يعني ـ أبا عثمان.

أن ملك الروم أرسل إلى معاوية أن ابعث إليّ بسراويل أطول رجل من العرب ، فقال لقيس بن سعد : ما نظننا إلّا قد احتجنا إلى سراويلك ، قال : فقام فتنحّى فجاء بها ، فألقاها إلى معاوية ، فقال : يرحمك الله ، وما أردت إلى هذا؟ ألا ذهبت إلى بيتك فبعثت بها؟ فأنشأ فقال :

أردت بها كي يعلم الناس أنّها

سراويل قيس والوفود شهود

وأن لا يقولوا غاب قيس وهذه

سراويل عاديّ نمته ثمود

وإنّي من الحيّ اليماني لسيّد

وما الناس إلّا سيد ومسود

فكدهم بمثلي إنّ مثلي عليهم

شديد وخلقي في الرجال شديد

قال : فأمر معاوية بأطول رجل في الجيش فوضعها على أنفه قال : فوقعت بالأرض ، قال : فدعا له بسراويل ، فلما جاء بها قال له قيس : نحّ عنك تبانك (٦) هذا ، فقال معاوية :

أما قريش فأقوام مسرولة

واليثربيون أصحاب التّبابين

فقال قيس (٧) :

تلك اليهود التي يعني ببلدتنا

كما قريش هم أهل السياخين (٨)

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي م وسير أعلام النبلاء : تحجزك.

(٢) كتب فوقها في الأصل : ملحق.

(٣) الأصل : اللبناني ، بتقديم الباء ، والتصويب بتقديم النون عن م.

(٤) رسمها بالأصل : «ميله» وفي م : «تليه» وكلاهما تصحيف ، والصواب ما أثبت ، وهو أبو تميلة يحيى بن واضح ، ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٤٨.

(٥) من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح روي الخبر والشعر في تهذيب الكمال ١٥ / ٣١٦ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١١٢ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠) ص ٢٩١.

(٦) بالأصل وم : ثيابك ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٧) قوله : «فقال قيس» ليس في م ولا في تهذيب الكمال.

(٨) عقب ابن عبد البر في الاستيعاب قال : «خبره في السراويل عند معاوية كذب وزور مختلق ليس له إسناد ولا يشبه أخلاق قيس ولا مذهبه في معاوية ولا سيرته في نفسه ونزاهته ، وهي حكاية مفتعلة وشعر مزور» والله أعلم.

٤٣١

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا المعافي بن زكريا (١) ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي العلاء الأضاحي ، حدّثنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب ، حدّثني يعقوب بن إبراهيم الدّورقي ، حدّثني أبو تميلة يحيى بن واضح ، أخبرني رجل من ولد الحارث بن الصمة يكنى أبا عثمان قال :

بعث قيصر إلى معاوية بن أبي سفيان : أن ابعث إليّ سراويل أطول رجل من العرب ، فقال لقيس بن سعد : ما أظننا إلّا قد احتجنا إلى سراويلك ، قال : فقام فتنحّى فجاء بها فألقاها إلى معاوية ، فقال معاوية : رحمك الله ، ما أردت إلى هذا؟ ألا ذهبت إلى منزلك ثم بعثت بها إلينا؟ فقال قيس :

أردت بها كي (٢) يعلم الناس أنّها

سراويل قيس والوفود شهود

وأن لا يقولوا غاب قيس وهذه

سراويل عاديّ نمته ثمود

وإني من الحيّ اليماني لسيّد

وما الناس إلّا سيّد ومسود

فكدهم بمثلي إنّ مثلي عليهم

شديد وخلقي في الرجال مديد

قال : فأمر معاوية أطول رجل في الجيش فوضعها على أنفه ، فوقعت بالأرض ، قال : فدعا معاوية بسراويل ، فلما جيء بها ، قال له قيس : نحّ عنك ثيابك هذا ، فقال معاوية :

أما قريش فأقوام مسرولة

واليثربيون أصحاب التّبابين (٣)

فقال قيس :

تلك اليهود التي يعني ببلدتنا

كما قريش هم أهل السّخاخين

[قال المعافى :](٤) وقد روي لنا هذا الخبر من وجوه ، وهذا الذي حضرنا منها ، وجاء من طريق آخر وفيه زيادة وخلاف في سياقته وبعض معانيه وألفاظه ، فمن تامّ ما روي فيها.

أن قيصر كتب إلى معاوية : إنّي قد وجّهت إليك رجلين : أحدهما أقوى رجل ببلادي ، والآخر أطول رجل في أرضي ، وقد كانت الملوك تتجارى في مثل هذا وتتحاجى به ، فأخرج إليهما ممن في سلطانك من يقاوم كلّ واحد منهما ، فإن غلب صاحباك حملت إليك من المال وأسارى المسلمين كذا وكذا ، وإن غلب صاحباي هادنتني ثلاث سنين.

__________________

(١) رواه المعافي بن زكريا في الجليس الصالح الكافي ٤ / ١٦٦.

(٢) في الجليس الصالح : أردت لكيما يعلم.

(٣) التبابين واحدها تبان : بالضم وبالتشديد : سراويل مقدار شبر يستر العورة.

(٤) الزيادة منا للإيضاح ، والخبر في الجليس الصالح الكافي ٤ / ١٦٧.

٤٣٢

فلما ورد كتاب قيصر على معاوية أهمّه وشاور فيه أصحابه فقيل له : أما الأيّد فادع لمناهضته إما محمّد بن الحنفية وإما عبد الله بن الزبير ، فقال : إذا كان الأمر هكذا فالمنافي (١) أحبّ إلينا ، فأحضر محمّد بن علي والأيّد الرومي حاضر ، فأخبره بما دعاه له ، فقال محمّد للرومي : ما تشاء؟ فقال : يجلس كلّ واحد منا ويدفع يده إلى صاحبه ، فمن قلع صاحبه من موضعه أو رفعه عن مكانه فقد فلح عليه ، ومن عجز عن ذلك وقهره صاحبه قضي بالغلبة له ، فقال محمّد : هذا لك ، فاختر أينا يبدأ بالجلوس ، فقال له : اجلس أنت ، فجلس وأعطاه يديه ، فجعل يمارسه ويجتهد في إزالته عن موضعه فلم يتحرك محمّد ، وظهر (٢) عجز الرومي لمن حضر ، فقال له محمّد : اجلس الآن ، فجلس وأخذ بيده فما لبث أن اقتلعه ورفعه في الهواء ثم ألقاه على الأرض.

فسرّ معاوية وحاضروه من المسلمين. وقال معاوية لقيس بن سعد والرومي الطوال : تطاولا ، فقال قيس : أنا أخلع سراويلي ويلبسها هذا العلج فإنّ ما بيننا ببين بذلك ، ثم خلع سراويله وألقاها إلى الرومي فلبسها ، فبلغت ثدييه وانسحب بعضها في الأرض ، فاستبشر الناس بذلك ، وجاءت الأنصار إلى قيس فقالت له : تبذّلت بين يدي معاوية ولو كنت مضيت إلى منزلك وبعثت بالسراويل إليه ، فقال :

أردت لكيما يعلم الناس أنها

سراويل قيس والوفود شهود

وأن لا يقولوا غاب قيس وهذه

سراويل عاديّ نمته ثمود

وإنّي من القوم الثمانين (٣) سيّد

وما الناس إلّا سيّد ومسود

وفضّلني في الناس أصلي ووالدي

وباع به أعلو الرجال مديد

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد قال : وقال محمّد بن عمر :

لم يزل قيس بن سعد مع علي بن أبي طالب حتى قتل علي ، فرجع قيس إلى المدينة ، فلم يزل بها حتى توفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وكان يكنى أبا عبد الملك.

__________________

(١) رسمها بالأصل : «؟؟؟» والمثبت عن م والجليس الصالح.

(٢) كلمة «ظهر» كتبت فوق الكلام بالأصل ، بين السطرين.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي الجليس الصالح : «اليمانين» وقد مر في الرواية السابقة : اليماني.

٤٣٣

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرنا ابن بشران ، أنبأنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد ابن سعد قال : قيس بن سعد بن عبادة ـ قال الهيثم بن عدي : ـ توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسن (٣) السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٤) :

ومات في آخر خلافة معاوية قيس بن سعد بن عبادة.

٥٧٥٧ ـ قيس بن عباد (٥)

أبو عبد الله الضّبعي (٦) القيسي البصري (٧)

سمع عمر ، وعليا ، وأبي بن كعب.

روى عنه الحسن ، وإياس بن قتادة البكري ، وأبو مجلز لاحق بن حميد ، والنّضر بن (٨) عبد الله والد عبيد (٩) الله بن النضر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، أنبأنا أبو إسحاق المزكي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، حدّثنا محمّد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم ـ بخبر غريب ـ حدّثنا يوسف بن يعقوب بن أبي القاسم السدوسي ، حدّثنا التيمي ، عن أبي مجلز (١٠) ، عن قيس بن عباد قال :

بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدّم قائم أصلّي ، فجذبني رجل من خلفي ،

__________________

(١) زيادة عن م لتقويم السند.

(٢) تاريخ بغداد ١ / ١٧٩.

(٣) بالأصل وم : الحسين ، تصحيف ، والسند معروف.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٢٧ (ت. العمري).

(٥) عباد : بضم المهملة وتخفيف الموحدة (تقريب التهذيب).

(٦) الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة (تقريب التهذيب).

(٧) ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٣٢٧ وتهذيب التهذيب ٤ / ٥٦٩ والإصابة ٣ / ٢٧٣ طبقات خليفة رقم ١٥٨٤ طبقات ابن سعد ٧ / ١٣١ والجرح والتعديل ٧ / ١٠١ والتاريخ الكبير ٧ / ١٤٥.

(٨) كلمتا «بن عبد الله» ليستا في م و «ز».

(٩) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عبد الله.

(١٠) في «ز» : أبي مخلد ، تصحيف.

٤٣٤

فنحّاني وقام مقامي ، فو الله ما عقلت (١) صلاتي ، فلمّا انصرف فإذا أبيّ بن كعب ، فقال : يا فتى لا يسرّك الله أنّ هذا عهد من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلينا أن نليه ، ثم استقبل القبلة فقال : هلك أهل العقدة ورب الكعبة ، وربّ الكعبة ، ثلاثا ، ثم قال : والله ما عليهم آسى ، ولكني آسى على من أضلّوا قلت : من تعني بهذا؟ قال : الأمراء.

قال الدارقطني : حديث غريب من حديث سليمان التّيمي لم يروه إلّا يوسف بن يعقوب الضّبعي.

رواه أبو جمرة (٢) نصر بن عمران الضّبعي عن إياس بن قتادة البكري.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السّلام ، قالا : أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة ، حدّثنا أبو القاسم البغوي ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أبو داود ، حدّثنا شعبة ـ يعني ـ قال : أخبرني أبو جمرة قال : سمعت إياس بن قتادة يحدّث عن قيس بن عباد قال :

قدمت المدينة للقى أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما كان فيهم رجل ألقاه أحبّ إليّ من أبيّ بن كعب ، فأقيمت الصلاة ، فخرج عمر ومعه أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقمت في الصف الأول ، فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحّاني ، وقام في مكاني ، فما عقلت صلاتي ، فلما صلى قال : يا فتى لا يسوؤك الله إنّي لم آت الذي أتيت بجهالة ، ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لنا : «كونوا (٣) في الصف الذي يليني» [١٠٥٨٥] وإنّي نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك ، ثم حدّث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوجها إليه ، فسمعته يقول : هلك أهل العقد وربّ الكعبة ، ألا لا عليهم آسى ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين ، وإذا هو أبي.

سقط من كتاب الصريفيني ، ذكر أبي (٤) جمرة وهو في رواية ابن شاذان عن البغوي قالا : وأنبأنا الصريفيني ، أنبأنا أبو القاسم حبابة ، حدّثنا أبو القاسم البغوي ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا سهل بن عباد فذكر نحوه.

قال : وحدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا وهب بن جرير ، حدّثنا شعبة ، عن أبي

__________________

(١) في م : «علقت» تصحيف. وفي «ز» ، كالأصل : عقلت.

(٢) بالأصل وم : حمزة ، تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٧٠.

(٣) كلمة «كونوا» سقطت من «ز».

(٤) بالأصل : «أبو حمرة» وفي م : «أبي حمزة» والمثبت عن «ز».

٤٣٥

جمرة (١) ، حدّثنا أياس بن قتادة ، عن قيس بن عباد فذكر نحو حديث أبي داود غير أنه قال في حديثه :

فأقيمت الصلاة ، فخرج عمر ومعه رجال ، فنظر رجل منهم في وجوه القوم.

وقال في حديثه : هلك أهل العقد ورب الكعبة ـ ثلاث مرار.

وقال في حديثه : قال شعبة : قلت لأبي جمرة (٢) : من أهل العقد؟ قال : الأمراء.

قال شعبة : وحدّثني أبو التّيّاح (٣) في ذلك المجلس عن الحسن قال : الأمراء.

قال : وحدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا شبابة ، حدّثنا شعبة ، عن أبي جمرة (٤) قال : وحدّثنا إياس بن قتادة البكري وكان قاضيا بالري ، عن قيس بن عباد قال : كنت آتي المدينة على عهد عمر ، فذكر نحو حديثهم.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر ابن حيّوية ، أنبأنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، حدّثنا أحمد بن شبّويه (٥) ، حدّثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن الرديني عن (٦) أبي مجلز ، عن قيس بن عباد قال : سمعت عمر يقول : من سمع حديثا فأدّاه كما سمع فقد سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا أبو عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب (٧) ، حدّثنا العباس بن محمّد الدّوري ، حدّثنا يحيى بن أبي بكير ، حدّثنا شعبة ، عن عمارة بن أبي حفصة ، عن أبي مجلز ، عن قيس ابن عباد قال :

قدمت المدينة ألتمس العلم والشرف ، فرأيت رجلا عليه ثوبان أخضران ، وهو واضع يده على منكب رجل ، وله غدائر قال : قلت : من هذا؟ قالوا : هذا علي ، وعمر واضع (٨) يده على منكب علي.

__________________

(١) بالأصل وم : أبي حمزة ، تصحيف ، والتصويب عن ز.

(٢) بالأصل : أبي حمرة ، وفي م : «لأبي حمزة» والتصويب عن «ز».

(٣) هو يزيد بن حميد الضبعي البصري ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٥١.

(٤) بالأصل : أبي حمزة ، والتصويب عن م و «ز».

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : سيبويه.

(٦) بالأصل وم و «ز» : «بن».

(٧) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٤٤٥ وعن يعقوب في الإصابة ١ / ٢٧٣.

(٨) في الإصابة : قد وضع.

٤٣٦

أخبرنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي ، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثني جدي يعقوب ، حدّثني قرّة بن حبيب الغنوي (١) ، حدّثنا الحكم بن عطية عن النّضر بن عبد الله.

أن قيس بن عباد وفد إلى معاوية فكساه ريطة من رياط مصر ، فرأيتها عليه قد شقّ علمها.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر ابن حيّوية ، أنبأنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ،

قال : وأنبأنا المدائني قال : قيس بن عباد عجلي.

[قال ابن عساكر :](٢) كذا قال ، وليس بعجلي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنبأنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد أبو البركات : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنبأنا أبو الحسين (٣) الأهوازي ، أنبأنا أبو حفص الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (٤) :

في الطبقة الأولى من طبقات أهل البصرة قال : ومن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة ، ثم من بني ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل : قيس بن عباد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (٥) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال (٦) :

في الطبقة الأولى من الفقهاء والمحدثين بعد أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أهل البصرة : قيس ابن عباد القيسي.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، وأبو نصر محمّد بن الحسن ، قالا :

__________________

(١) بالأصل بدون إعجام وفي م : العمري ، والمثبت عن «ز».

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسن.

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٣٤٠ رقم ١٥٨٤.

(٥) بالأصل وم و «ز» : اللبناني ، تصحيف.

(٦) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٤٣٧

أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد (١) قال :

في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة : قيس بن عباد القيسي ، وكان ثقة ، قليل الحديث.

أخبرنا أبو الغنائم الحافظ في كتابه.

ح وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن ، قالا : أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (٢) قال :

قيس بن عباد البصري.

أخبرنا أبو الحسين (٣) القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي.

قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٤) :

قيس بن عباد البصري (٥) القيسي أبو عبد الله ، قدم المدينة في خلافة عمر ، وأدرك أبي ابن كعب ، وعلي بن أبي طالب ، وسمع منه ، روى عنه الحسن ، وإياس بن قتادة ، وأبي مجلز ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر (٦) محمّد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا أبو سعيد ابن حمدون ، أنبأنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول :

أبو عبد الله قيس بن عباد ، سمع عمر ، وعليا ، روى عنه أبو إسحاق.

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ١٣١ وعن ابن سعد في تهذيب الكمال ١٥ / ٣٢٨.

(٢) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ١٤٥.

(٣) الأصل وم : الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن «ز».

(٤) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١٠١.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الجرح والتعديل وم : المنقري.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسن.

٤٣٨

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله قيس بن عباد بصري ثقة.

قرأنا على أبي الفضل أيضا ، عن أبي طاهر بن أبي الصقر ، أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال : أبو عبد الله قيس بن عباد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو عبد الله قيس بن عباد البصري الضّبعي ، من بني ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، سمع عمر بن الخطّاب ، وعلي بن أبي طالب ، روى عنه الحسن البصري ، ولاحق بن حميد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال :

وأما عباد ـ بضم العين ـ فهو : قيس بن عباد ، يروي عن علي بن أبي طالب ، وأبيّ بن كعب ، وعبد الله بن سلام ، روى عنه الحسن البصري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل المقدسي ، أنبأ مسعود بن ناصر ، أنبأنا عبد الملك بن الحسن ، أنبأنا أبو نصر البخاري قال (١) :

قيس بن عباد أبو عبد الله البصري ، سمع أبا ذرّ ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن سلام ، وسعد بن أبي وقّاص ، وابن عمر ، روى عنه ابن سيرين ، وأبو مجلز في «التعبير» ، و «تفسير سورة الحج» ، و «عدّة أصحاب بدر».

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي زكريا البخاري ، وحدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى ، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنبأنا أبو زكريا ، حدّثنا عبد الغني (٢) بن سعيد قال :

عباد ـ بضم العين ـ واحد وهو قيس بن عباد ، تابعي ، كبير ، روى عن عمر ، وعلي ، وأبيّ بن كعب ، وعن أبي ذرّ الغفاري.

__________________

(١) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤١٨.

(٢) في «ز» : عبد العزيز ، تصحيف.

٤٣٩

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (١) :

وأما عباد بضم العين وتخفيف الباء ، إسحاق بن عباد عن عمر ، وعلي ، وأبيّ بن كعب ، وأبي ذرّ ، وعبد الله بن سلام [روى](٢) عنه الحسن (٣) البصري.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (٤) ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا محمّد بن محمّد الحاكم ، حدّثني علي بن محمّد ، حدّثنا الحسين ـ يعني : القباني ـ حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا عفان (٥) بن مسلم ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت البناني أن قيس بن عباد قال له مطرف : يا أبا عبد الله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن ، وأحمد بن محمّد (٦) بن أحمد العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا الحسين بن جعفر.

قالوا : أنبأنا الوليد بن بكر ، أنبأنا علي بن أحمد ، أنبأنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي.

قال (٧) : قيس بن عباد ، بصري ، تابعي (٨) ، من كبار التابعين (٩).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (١٠) ، أنبأنا علي بن الحسن بن علي ، ورشأ بن نظيف ، قالا : أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال : قيس بن عباد ثقة (١١).

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد ، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا عبد الباقي بن عبد الكريم ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد [أنا محمد بن أحمد](١٢) بن

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٥٩ و ٦٠.

(٢) زيادة عن الاكمال و «ز» ، وم.

(٣) كتبت «الحسن» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٤) بالأصل وم : الهمداني ، بالدال المهملة. تصحيف والتصويب عن «ز».

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : غفار.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أحمد ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٠٢.

(٧) تاريخ الثقات للعجلي ص ٣٩٤ رقم ١٣٩٨.

(٨) زيد في تاريخ الثقات : ثقة.

(٩) كذا بالأصل وم و «ز» وتاريخ الثقات ، وفي تهذيب الكمال عن العجلي : الصالحين.

(١٠) الأصل : الكناني ، تصحيف ، والمثبت عن م و «ز».

(١١) تهذيب الكمال ١٥ / ٣٢٨.

(١٢) الزيادة بين معكوفتين عن م ، و «ز» ، لتقويم السند.

٤٤٠