تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

فسأل : متى هم خارجون؟ قالوا : غدا ، فقال (١) :

وإنّي لمفن (٢) دمع عيني بالبكا

حذار الذي لمّا يكن وهو كائن (٣)

وقالوا غدا أو بعد ذاك بليلة

فراق حبيب لم يبن وهو بائن

فما كنت أخشى أن تكون منيتي

بكفي (٤) إلّا أنّ ما حان حائن

وندم على طلاقها ندما شديدا وجعل يأتي منزلها ويبكي فيه ، فلامه أبوه وأهل بيته فقال :

أمسّ تراب أرضك يا لبيني

ولو لا أنت لم أمسس ترابا

وقال في ذلك أيضا في إتيان منزلها :

كيف السّلوا ولا أزال أرى لها

ربعا كحاشية اليماني المخلق

ربعا لواضحة الجبين عزيزة (٥)

كالشمس إذ طلعت رخيم (٦) المنطق

قد كنت أعهدها به في عزة (٧)

والعيش صاف ، والعدى لم تنطق

حتى إذا نطقوا وآذن فيهم

داعي الشّتات برحلة وتفرّق

خلت الديار ، فزرتها ، فكأنني

ذو جنّة من شمّها (٨) لم يعرق

قال : وأنشدني هذا ابن أبي جهمة ، وأنشدني زيد بن إبراهيم وعرفها ابن أبي جهمة وداود (٩) :

عفا (١٠) سارف من أهله فسراوع (١١)

فوادي قديد والتّلاع الدّوافع

__________________

(١) الأبيات في الأغاني ٩ / ١٨٥.

(٢) الأصل : «ليفنى» وفي م و «ز» : «لمفني» والمثبت عن الأغاني.

(٣) كذا عجزه بالأصل وم و «ز» ، وعجزه في الأغاني : حذار الذي قد كان أو هو كائن.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : بكفيك.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي اللسان رخم : غريرة.

(٦) رخيم : إذا كانت سهلة المنطق ، وكلام رخيم أي رقيق (اللسان).

(٧) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م بدون إعجام ، وفي المختصر : غرة.

(٨) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : من سمها.

(٩) راجع الأغاني ٩ / ٢١٣ و ٢١٧ وأمالي القالي ٢ / ٣١٤.

(١٠) البيتان الأول والثاني في معجم البلدان : سراوع.

(١١) سراوع بضم أوله وكسر الواو : اسم موضع.

٣٨١

فغيقة (١) فالأخياف (٢) أخياف ظبية

بها من لبينى مخرف ومرابع

لعل لبينى اليوم [أن](٣) حم لقاؤها

ببعض البلاد [إنّ](٤) ما حمّ واقع

بجزع من الوادي قليل أنيسه (٥)

خلاء تخاطبه العيون الخوادع

تبكي على لبنى وأنت تركتها

فكنت كآت (٦) غيّه وهو طائع

فيا قلب صبرا واعتزاما (٧) لما ترى

ويا حبّها قع بالذي أنت واقع

لعمري لمن أمسى وأنت ضجيعه

من الناس ما اختيرت عليه المضاجع

أتصبر للبين المشتّ عن الهوى

أم أنت امرؤ ناسي الحياء فجازع

وللحب آيات تبيّن فما لفتى

شحوبا وتعرى من يديه الأشاجع

وصاح غراب البين وانشقت العصى

ببين كما شقّ الأديم الصوانع

فلما بدا منها الفراق كما بدا

بظهر الصّفا الصّلد الشّقوق الصوادع

كأنك بدع لم تر الناس قبلها

ولم يطّلعك الدهر فيمن يطالع

ألا يا غراب البين قد طرت بالذي

أحاذر من (٨) لبنى فهل أنت واقع

فما من حبيب دائم (٩) لحبيبه

ولا صاحب إلّا به الدهر فاجع

فقد كنت أبكي والنّوى مطمئنة

بنا وبكم من علم ما البين صانع

وأهجركم هجر البغيض وحبكم

على كبدي منه شئون (١٠) صوادع

وأعجل بالإشفاق حتى يشفّني

مخافة شعب الدار والشمل جامع (١١)

قال : وحدّثنا أبو العباس ، حدّثنا عبد الله بن شبيب ، حدّثني زبير (١٢) ، حدّثنا عبد

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل وم ، والمثبت عن «ز» ، ومعجم البلدان.

(٢) بالأصل : بالأخياف ، والمثبت عن م و «ز» ، وأمالي القالي.

(٣ و ٤) زيادة للوزن عن أمالي القالي.

(٥) في أمالي القالي : خلاء أنيسه عفا وتخطته.

(٦) بالأصل وم و «ز» : كأنّي ، والمثبت عن أمالي القالي.

(٧) في أمالي القالي : واعترافا.

(٨) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن م و «ز» ، وأمالي القالي.

(٩) في أمالي القالي : وامق.

(١٠) في أمالي القالي : كلوم صوادع.

(١١) عجزه في الأمالي :

مخافة شحط الدار والشمل جامع

وروايته في الأغاني :

وأشفق من هجرانكم وتروعني

مخافة وشك البين والشمل جامع

(١٢) هو الزبير بن بكار ، ومن طريقه الخبر والشعر في الأغاني ٩ / ١٨٨ و ١٨٩.

٣٨٢

الجبّار بن سعيد ، عن محمّد بن معن الغفاري ، عن أبيه ، عن عجوز لهم يقال لها جمال (١) بنت أبي مسافر ، قالت :

جاورت آل ذريح بقطيع لي فيه الرائمة (٢) البوّ (٣) والحائل (٤) والمتبع (٥) قالت : فكان قيس ينظر إلى شرف (٦) من ذلك القطيع ، وينظر إلى ما يلقين فيتعجب ، فقل ما لبث حتى عزم عليه أبوه بطلاق ابنة عمه لبنى فكاد يموت ، ثم آلى أبوه لئن أقامت لا يساكن قيسا ، فظعنت ، فاندفع قيس يقول :

أيا كبدي طارت صدوعا نوافذا (٧)

ويا حسرتي ما ذا يغلغل للقلب (٨)

فأقسم ما عمش العيون شوارف

روائم بوّ حانيات (٩) على سقب (١٠)

تشمّمنه (١١) لو يستطعن ارتشفنه

إذا سفنه يزددن نكبا على نكب

رئمن (١٢) فما ينحاش منهن شارف

وحالفن حبسا في المحول وفي الجدب

بأوجد مني يوم ولّت حمولها

وقد طلعت أولى (١٣) الركاب من النّقب

وكلّ ملمات الدهور (١٤) وجدتها

سوى فرقة الأحباب هيّنة الخطب

إذا افتلتت (١٥) منك النوى ذا مودة

حبيبا بتصداع من البين ذي شعب

أذاقتك مرّ العيش أو مت حسرة

كما مات مسقى الضّياح على اللب (١٦)

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : حمادة.

(٢) الرائمة : التي تعطف على غير ولدها.

(٣) تقرأ بالأصل : «المر» وفي «ز» : «اللبون» والمثبت عن م ، وفي الأغاني : «ذات البو» والبو : جلد الحوار يحشى تبنا ثم يقرب من أم الفصيل فتعطف عليه فتدر.

(٤) الحائل : الناقة التي لا تحمل.

(٥) المتبع : الناقة التي يتبعها ولدها.

(٦) بالأصل وم : «مصرف» وفي «ز» : «سرق» والمثبت عن الأغاني.

(٧) الأصل وم و «ز» : «نوافذ» والمثبت عن الأغاني.

(٨) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : تغلغل في القلب.

(٩) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : حائمات.

(١٠) السقب : ولد الناقة.

(١١) الأصل : «شمنه» وفي «ز» : «تيمنه» وفوقها ضبة ، وغير مقروءة في م ، والمثبت عن الأغاني.

(١٢) الأصل : «راهن» وفي م : «راه» وفي «ز» : «وايمن» وفوقها ضبة ، والمثبت عن الأغاني.

(١٣) الأصل وم : «اول» والمثبت عن «ز» ، والأغاني.

(١٤) في الأغاني : الزمان.

(١٥) في م و «ز» : اقتلبت.

(١٦) الأصل : «على إلف» ومكان الكلمة الأخيرة بياض في «ز» ، والمثبت عن م.

٣٨٣

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه ، أنبأنا الخطيب أبو بكر الحافظ ، وأبو منصور عبد المحسّن بن محمّد البغدادي ـ بصور ـ قالا : أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، حدّثنا أبو بكر النيسابوري ، حدّثنا يوسف بن سعيد ، حدّثنا حجاج عن ابن جريج ، حدّثني عمرو بن أبي سفيان ، عن ليث (١) بن عمرو قال :

سمعت قيس بن ذريح يخبر يزيد بن سلمى قال : هجرني أبواي في لبنى عشر سنوات كي أفارقها ، استأذن عليهما فيردّاني حتى طلقتها (٢).

__________________

(١) كلمة «ليث» سقطت من «ز».

(٢) كتب بعدها في «ز» :

آخر الخامس بعد الأربعمائة من تجزئة الأصل.

أخبرنا أبو محمّد سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله فسمعه ابنا محمّد بن القاسم وابنا العالم علي في تاريخ ثالث عشر شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة.

سمع جميعه على مؤلفه لسيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم العلامة الحافظ الثقة ثقة الدين صدر الحفّاظ ناصر السنّة محدّث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيّده الله ابنه أبو الفتح الحسين وابن أخيه القاضي أبو البركات الحسن والشيخ الفقيه الإمام جمال الدين أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سعد الله الحنفي والشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن بركة وخلف بن كرما الصالحي والشيخ الأمين بهاء الدين أبو القاسم علي بن الحسين وعلي بن سواس وفتاه ابن عش وشمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ والأخوان زين الدولة أبو علي الحسين والشيخ الفقيه شمس الدين أبو عبد الله محمّد ابنا المحسن بن الحسين بن أبي المضا بقراءة القاضي الإمام بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين وعبدان وأبو زكريا يحيى بن علي بن مؤمل وعبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز ويوسف بن أبي الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن حماد الدمشقي ومحسن بن سراج بن محسن وإبراهيم وطوق ابنا غازي بن سليمان وإبراهيم بن مهدي بن علي ومحمّد بن كامل بن سالم الشواغرة وأبو الفضل بن صبح بن حران وخليل بن حسان بن عبد المفرج أبو الحسين بن علي بن خلدون وحمزة بن إبراهيم بن عبد الله وبركاشا بن فرخا وزير قربون الديلمي وأبو القاسم بن عبد الصّمد بن علي الحموي وأبو القاسم بن عبد الصّمد بن علي الحموي وأبو القاسم بن شبل وأبو المفضل يحيى وأبو المحاسن سليمان وأبو البيان ابنا أبو الفضل بن الحسين بن سليمان وعبد الله بن المظفر بن عبد الله بن شافع وعمر بن كام بن عبد الله وعمر بن عبد الله الأندلسي وأبو الحسن بن أبي الحسين بن أبي الحسن ورفاعة بن محمّد بن إبراهيم وعبد الغني بن برهان بن عبد العزيز وإبراهيم ابن يوسف بن عبد الله وأبو الزهر بن إبراهيم بن عبد الوهّاب وياقوت بن عبد الله الخاموشكي وبستكين بن عبد الله عتيق بن أبي عقيل ويوسف بن فرج بن عبد الله الأندلسي ويوسف بن أبي الفرج بن أبي نصر الفارسي وإسماعيل بن إسحاق بن نيروز الفارسي ومحمود بن سالم بن عبد الله الحراني وعلي بن عبد الكريم بن الكويس ويوسف بن سليمان بن عبد الله المصري وعلي بن محمّد بن علي وعثمان بن يوسف بن إلياس وأبو محمّد

٣٨٤

__________________

ابن عيسى بن عبد الواحد القزاز وكاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وذلك في يوم الجمعة الثاني والعشرون من ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة بالجامع بدمشق.

سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الحافظ الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنّة محدّث الشام أبي محمّد القاسم بن الشيخ الإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيّده الله بتوفيقه بقراءة القاضي الفقيه بهاء الدين أبي المواهب الحسن وقد قرأه على مصنفه قدّس الله روحه فسمع أخوه القاضي أبو القاسم الحسين وابنا أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي والفقيهان أبو العباس أحمد بن علي بن يعلا السلمي وأحمد بن ناصر بن طعان الطريفي وأبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد الحلبي ومحمّد بن ميمون ابن مالك الأنصاري والحسن بن أبي الحسين علي بن عقيل التغلبي ومحمّد بن الخضر بن عبد العزيز بن رمضان وأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأنصاري وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني وعبد الخالق بن عبد الله بن محمّد اللبودي وعثمان بن أبي القاسم عبد الباقي الضرير وكاتب الأسماء إبراهيم بن يوسف بن محمّد المغافري البوني وسمع أكثره أبو يعلى حمزة بن أبي الفضل بن أبي الفوارس الأنصاري والفقيه جمال الدين الخضر بن عبد العزيز بن رمضان الواعظ وأحمد بن حسين بن علي وحسن بن علي بن حسين السقيسيني ومحمود بن همام بن محمود الضرير وزكريا بن عثمان بن خالويه البرقاني وذلك في مجالس آخرها يوم الجمعة سادس شهر شعبان سنة تسع وسبعين وخمسمائة بمدينة دمشق والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمّد النبي الأمي وصحبه وسلم.

سمع من أول الجزء إلى آخره سماعا على الشيخ الأجل الإمام العالم الحافظ الثقة البارع بهاء الدين ثقة الثقات شمس الحفاظ ناصر السنّة زين الأئمة محدّث الشام جمال الإسلام أبي محمّد القاسم بن الشيخ الإمام الحافظ شيخ الإسلام ناصر الحديث أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي أيّده الله ولده أبو القاسم علي بن القاسم وسبطه أبو المجد الفضل بن بقا بن الفضل الحميري وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكناني ولد الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي وابناه أبو الحسن محمّد بقراءته وأبو الحسين إسماعيل لقباهم فرج الحسني وأبو علي الحسين بن علي بن عبد الوارث التونسي وأبو يعلى حمزة بن أسيد بن أبي الفوارس الصفار وأبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد المنعم بن الخضر الحارثي وعبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني وعبد السّلام بن أبي بكر ابن أحمد الشافعي وأبو الحسن علي بن عمر بن عثمان الصقلي وعلي بن أبي بكر بن هود الأندلسي وعلي بن تميم ابن عبد السّلام النخال ومحمّد بن عمر بن عبد الكريم إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم الصنهاجيان بن الجهربان ومحمّد بن سليمان بن محمّد بن داود النهاوندي وأبو الحجاج يوسف بن أبي الفرج بن مهذب التنوخي وأبو الفتح نصر الله بن عبد المنعم بن أبي الوقار وأبو الفضل جعفر بن أبي عبد الله بن موسى الأزدي والشريف أبو علي محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الحسني الغرناطي وأبو سعيد خلف بن محمّد بن سهل بن التوزري ونسخه وعارض به وإسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنصاري المعروف بابن الأنماطي وهذه الأسطر بخطه وسمع من ابن قعقاع بن سور إلى آخره أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن أبي الوقار وابنه إسماعيل وسالم بن داود بن منصور النجار وسمع من بعد ذلك يوم عشر أبو محمّد عبد الوهّاب بن شعبان بن أحمد القطان وإسماعيل بن محمّد بن عبد الله الدربندي في رابع عشر من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجلّ الرئيس شهاب الدين أبي المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان بسنده فيه بقراءة الإمام العالم الحافظ محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي أبو المعالي عبد الله بن أبي طالب محمّد بن عبد الرّحمن بن صابر والولد النجيب أبو بكر محمّد بن الإمام الحافظ تقي الدين أبي

٣٨٥

أخبرنا (١) أبو محمّد سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن مندة في كتابه ، أنبأنا أبو صالح محمّد بن المؤمل بن البستي قدم علينا ، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي ـ إملاء ـ قال : سمعت أبا بشر العطار يقول :

كنت بطرسوس فوقع النفير ، فلما قربنا من الحوراب (٢) سمعت أصوات حراسها فوق السطح يكبّرون بأنواع التكبير والتحميد ما سمعت بمثلها في حسن الصوت والهيبة والتعظيم لذكر الله عزوجل ، فسمعت في ذلك منشدا ينشد هذه الأبيات فوقع علي البكاء ، ولم أدر من منشدها ، فلمّا أصبحنا قلت لبعض أهل طرسوس : سمعت البارحة كذا وكذا ، فقال : قم معي ، فجاء بي إلى شيخ ذكر أنه من فرسان العرب وصعاليك الغزاة ، فقال : هذا الذي كان سمعته البارحة ينشد الأبيات ، فقال : أنا من رهط قيس بن ذريح ، حدّثني أبي عن آبائه

__________________

الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنصاري وثناه صافي بن عبد الله وعبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي عفا الله عنه وهذا خطه وسمع الإمام تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل الأنصاري قيس ترجمة قيس بن الحجاج بن حولي إلى آخر الجزء وذلك في الثاني من ربيع الآخر من سنة خمس عشرة وستمائة بالمدينة السيفية العلالية والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمّد وآله وصحبه وسلم.

قرأت جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل الأصيل الورع المحترم بقية السلف أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة الله بسماعه فيه والملحق فبإجازته من عمه المصنف وكتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي يوم الأربعاء الخامس عشر من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وستمائة بجامع دمشق حرسها الله في نوبتين هذا آخرها والحمد لله وحده وصلواته على محمّد نبيه وسلامه.

قرأت جميع هذا الجزء على القاضي العالم الورع بقية السلف أبي البركات الحسين بن محمّد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بحق إجازته من عمه المصنف وكتب محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي بدامس البرزالي الإشبيلي وعارض به نسخته وذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس السادس عشر من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وستمائة بين الجامع ودار الحديث من دمشق حرسها الله وسمع بدار الحديث نصفه الأولى أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله بن عبد الملك الرعيني الأندلسي الرندي ثم المالكي.

نقل لابن البكري.

الجزء السادس بعد الأربعمائة من تجزئة الأصل من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها.

تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي رحمه‌الله.

سماع ولده القاسم علي بن الحسن وإجازة له من بعض شيوخ أبيه رحمهم‌الله.

(١) كتب قبلها في «ز».

بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال.

(٢) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي «ز» : «الحوارب».

٣٨٦

وأجداده أن قيس بن ذريح لما فارق لبنى أنشد هذه الأبيات واشتهر بذكرها وهي :

ولو أنني أستطيع صبرا وسلوة

تناسيت لبنى غير ما مضوا حقدا (١)

ولكنّ قلبي قد تقسّمه الهوى

شتاتا فما ألقى (٢) صبورا ولا جلدا

سل الليل عنّي كيف أرعى نجومه

وكيف أقاسي الهمّ مستخليا فردا

كأنّ هبوب الريح من نحو أرضكم

تثير (٣) فتات المسك والعنبر الندا

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأنا الحسن (٤) بن أبي بكر ، أنبأنا أبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمّد بن المتوكل على الله ، أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني صالح بن محمّد بن درّاج ، أنبأنا أبو عمرو الشيباني قال :

خرج قيس بن ذريح إلى معاوية فأقام ببابه ثلاثا ، ثم وصل إليه فأنشده مديحا له ، فأدناه ، وحباه ، وكساه ، وأمر له بخمسة آلاف درهم ومائتي دينار ، وقال له : أقم فإنّي بالغ كلما تحب ، ففعل ، فقال له معاوية يوما : كيف وجدك بلبنى؟ قال : يا أمير المؤمنين أشدّ وجد ، قال : حدّثني حديثك وحديثها ، قال : إنه طويل ، قال : وإن ، فقصّ عليه القصة ، فأعجب معاوية بحديثه وقال : فإنّي مزوجك منها ، قال : يا أمير المؤمنين إنّ لها زوجا ، قال : نرضيه منها ، قال : ما لي في ذلك من حاجة ، قال : فما حاجتك؟ قال : تأذن لي في الإلمام بها ، وتكتب إلى عاملك كتابا ، فقد خشيت أن يفرّق الموت بيني وبين ذلك ، فقال له معاوية : وإنك اليوم على الوجد منها مقيم؟ قال : نعم ، قال : لقد قلت في ذلك قبل دخولي على أمير المؤمنين بيتين ، قال : هاتهما ، فأنشده (٥) :

لقد خفت أن لا تقنع النّفس بعدها

بشيء من الدنيا وإن كان مقنعا

وأزجر عنها النفس إذ حيل دونها

فتأبى إليها النفس إلّا تطلّعا

قال : فالتفت معاوية إلى رجل من كلب كان يجالسه فقال : هذا والله الحبّ ، ثم قال : أنشدني ، فأنشده :

__________________

(١) مكانها بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقطوع.

(٢) الأصل : «الفتى» والمثبت عن م ، و «ز».

(٣) كذا بالأصل وم : «تثير فتات» ومكان اللفظتين في «ز» : «ـ سهات».

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسين.

(٥) البيتان في الأغاني ٩ / ١٩٦.

٣٨٧

أضوء سنا برق بدا لك لمعه

بذي الأثل من أجراع بيشة (١) يرقب

نعم إنني صب هناك موكل

بمن ليس يدنيني ولا يتقرب

ومن اشتكى من الجفاء وحبه

طرائف كانت دون من يتجنب

عفا الله عن أمّ الوليد أما ترى

مشائط حبّي كيف بي تتلعب

فتأوي لمن كادت تغيظ حياته

غداة سمعت نجوى سواتر تتعب

ومن سقمي من نية (٢) الحبّ كلما

أتى راكب من نحو أرضك يضرب

مرضت فجاءوا بالمعالج والرّقا

وقالوا بصير بالدواء متطبّب (٣)

ولم يغن عني ما يعقد طائلا

ولا ما يمنّيني الطبيب المجرّب

ولا بشراب بات يعسلني بها

إذا ما بدا لي الكواكب المتصوب

وبانوا وقد زالت بلبناك حسرة

سبوح (٤) وموار العلاطين أصهب

يظن من الظنّ المكذّب أنه

وراكبه (٥) دارا بمكة تطلب

فلا والذي مسحت أركان بيته

أطوف به فيمن يطوف ويحصب

مسبتك (٦) وما أرثي (٧) يثير مكانه

وما دام جار للحجون المحصب

وما سمعت ورقاء تهتف بالضحى

تصعّد في أفنائها وتصوّب

وما أمطرت يوما بنجد سحابة

وما اخضرّ بالأجراع طلح وتنضب

وقال أناس والظنون (٨) كثيرة

واعلم شيء بالهوى من تجرب

ألا إن في الياس المغرق راحة

سيسليك عن من نفعه عنك يغرب

فكل الذي قالوا بلوت فلم أجد

لذي الشجوى شفى من هوى حين يعزب

عليها سلام الله ما هبت الصبا

وما لاح وهنا في دجى الليل كوكب

فلست بمناع وصالا بوصلها

ولست بمفش سرّها حين أغضب

فقال معاوية : هذا وأبيك المحب ، فأذن له في زيارتها والإلمام ، وكتب إلى عامله

__________________

(١) بيشة ، وقبل فيها : بئشة ، مهموزة ، عدة مواضع (راجع معجم البلدان).

(٢) الأصل : «تيه» والمثبت عن م و «ز».

(٣) الأصل : مطبب ، والمثبت عن م و «ز».

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : شيوخ.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : وما راكب.

(٦) رسمها بالأصل : «بعستك» وفي م : «ستك» والمثبت عن «ز».

(٧) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : «ارسى».

(٨) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : والطيور.

٣٨٨

بذلك ، فخرج قيس وعليه حلّة كساه معاوية ، وتحته ناقة حمله عليها ، فسار حتى قدم المدينة ، فنزل على امرأة بالمدينة يقال لها بريكة كانت بينها وبين لبنى مودّة ، وأهدى لها وللبنى هدايا (١) وألطافا ، وأخبرها بكتاب معاوية فقالت له لبنى : يا بن عمّ ما تريد إلى الشهوة ، أقم فإني أرفدك ما أقمت ، فأقام أياما وبلغ زوج لبنى قدومه ، فمنع لبنى زيارة بريكة ، فآيس من لقائها فأقبل [متلددا](٢) يفكر في دفع كتاب معاوية تارة وتارة يندفع (٣) فبينا هو كذلك إذ رأى ابن أبي عتيق ، وقد كان سمع بذكره فعرفه ، فقال : يا أعرابي ما لي أراك متحيرا كأنك لا تؤدي إلى رشد مالك بها أحد ، قال : دعني بارك الله فيك لما بي ، قال : أخبرني بشأنك فإنّي على ما تريد قادر فأبى عليه ، فقال : لست بمفارقك أو تخبرني ، فقصّ عليه قصته ، فقال : لا أراني إلّا في طلب مثلك ، انطلق إلى المنزل ، فانطلق معه فأقام ليلته عنده يحدّثه بأمره ، وعشقه ، وينشده ، فلما أصبح ابن أبي عتيق ركب فأتى عبد الله بن جعفر فقال : جعلني الله فداك ، اركب معي في حاجة لي ، فركب واستنهض معه ثلاثة أو أربعة من قريش ، فمضى بهم ولا يدرون ما يريد ، حتى أتى باب زوج لبنى ، فاستأذن عليه فخرج فإذا وجوه قريش ، فقال : جعلني الله فداكم ما جاء بكم؟ قالوا : حاجة لابن أبي عتيق استعان بنا عليك فيها ، فقال : اشهدوا أن حكمه جائز ، فقال لابن أبي عتيق : أخبره بحاجتك ، فقال : اشهدوا أن امرأته لبنى طالق ثلاثا ، فأخذ عبد الله بن جعفر برأسه ثم قال : لقد جئت بنا قبّحك الله ، وقبّح رأيك ، فقال : جعلت فداكم يطلّق هذا امرأته ويتزوج أخرى ، خير من أن يموت رجل مسلم ، فقال عبد الله بن جعفر : أما إذا فعل ما فعل فاشهدوا أن له عندي عشرة آلاف درهم ، فقال ابن أبي عتيق : والله لا أبرح حتى ينقل متاعها ، ففعلت وأقامت في أهلها حتى انقضت عدتها ، فأتى قيس أباها ، فسأله أن ينكحه إياها فأبى عليه ، فمشى إليه قوم من أهلها وسألوه وقالوا : قد علمت ما لكلّ واحد منهما في قلب صاحبه ، فزوّجه إياها ، فمكثا عمرا من دهرهما بأنعم عيش.

وفي غير رواية أبي عمرو الشيباني أن عبد الله بن جعفر أمر لقيس بن ذريح بعشرة آلاف درهم وقال له : استعن بها على صلاح أمرك ، وعد إلى من أحببت.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة ـ.

__________________

(١) في «ز» : هداياه ألطافا.

(٢) زيادة عن م و «ز».

(٣) في «ز» : يتذمم.

٣٨٩

ح وقرأت على أبي منصور بن خيرون ، عن أبي محمّد الجوهري.

أنبأنا أبو (١) عمر بن حيوية ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن خلف ، حدّثني عبد الجبار بن عبد الأعلى قال : قال خندق (٢) بن سليم ـ وقال ابن خيرون : خندق بن سليمان (٣) ـ حدّثني أحمد ابن هود.

أن لبنى أمرت غلاما لها فاشترى لها أربع غربان ، فلما رأتهن بكت وصرخت وكتفتهنّ ، وجعلت تضربهنّ بالسوط حتى متن جميعا ، وجعلت تقول بأعلى صوتها :

لقد نادى الغراب ببين لبنى

فطار القلب من حذر الغراب

فقال : غدا تباعد دار لبنى

وينأى بعد ودّ واقتراب

فقلت : نعيت ، ويحك من غراب

أكلّ الدهر سعيك في تباب

لقد أولعت ـ لا لقيت خيرا ـ

بتفريق المحب عن الحباب

قال ابن كادش : وذكر الحكاية ـ وزاد أبو منصور : فدخل زوجها فرآها على تلك الحال ، فقال : ما دعاك إلى ما أرى؟ قالت : دعاني ابن عمّي وحبيبي قيس ، أمرهن بالوقوع فلم يقعن ، حيث يقول :

ألا يا غراب البين قد طرت بالذي

أحاذر من لبنى فهل أنت واقع

فآليت ألّا أظفر بغراب إلّا قتلته ، قال : فغضب وقال : لقد هممت بتخلية سبيلك فقالت : لوددت أنك فعلت وإنّي عمياء (٤). فو الله ما تزوجتك رغبة فيك ، ولقد كنت آليت أن لا أتزوج بعد قيس أبدا ، ولكن غلبني أبي على أمري.

أنبأنا أبو بكر [محمد](٥) بن عبد الباقي وغيره عن أبي محمّد الجوهري.

وأنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني (٦) ، أنبأنا عبيد الله بن أحمد الصيرفي ـ إجازة.

__________________

(١) بالأصل : ابن ، تصحيف ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٢) كذا بالأصل وم في الموضعين ، وفي «ز» : خندف.

(٣) قوله : «وقال ابن خيرون : خندق بن سليمان» سقط من «ز».

(٤) رسمها بالأصل : «عينان» والمثبت عن م و «ز».

(٥) سقطت من الأصل وم و «ز».

(٦) بالأصل وم : الكناني ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».

٣٩٠

قالا : أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، أنبأنا أبو بكر العامري ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ ، حدّثنا أيوب بن عباية قال :

خرج قيس بن ذريح إلى المدينة يبيع ناقة له فاشتراها زوج لبنى وهو لا يعرفه فقال له : انطلق معي أعطك الثمن ، فمضى معه فلما فتح الباب فإذا لبنى قد استقبلت (١) قيسا ، فلمّا رآها ولّى هاربا ، وخرج الرجل في أثره بالثمن ليدفعه إليه ، فقال له قيس : لا تركب لي والله مطيتي أبدا ، قال : وأنت قيس بن ذريح؟ قال : نعم ، قال : هذه لبنى قد رأيتها تقف حتى أخيّرها فإن اختارتك طلّقتها ، وظنّ القرشي أن له في قلبها موضعا وأنها لا تفعل ، فقال له قيس : افعل ، فدخل القرشي عليها ، فخيّرها فاختارت قيسا فطلّقها ، وأقام قيس ينتظر انقضاء العدة ـ وقال الجوهري : عدتها ـ ليتزوجها ، وماتت في العدة.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد [نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد](٢) بن الفضل بن المأمون ، أنشدنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشّار ، أنشدني أبي ومحمّد بن المرزبان ، وأبي إسحاق الشيباني لقيس بن ذريح والألفاظ في الروايات مختلطة وبعضها يزيد وينقص (٣) :

كادت (٤) بلاد الله يا أم معمر

بما رحبت يوما عليّ تضيق

تكذّبني بالودّ لبنى وليتها

تحمّل (٥) مني مثله وتذوق

ولو تعلمين الغيب (٦) أيقنت أنّني

وربّ الهدايا المشعرات صديق

وإن كنت لا لا تعلمي العلم

فاسألي وهبي الرجال للنساء وموق

سلي هل قلاني من عشير صحبته

وهل ذم رحلي في الرحال رفيق (٧)

وهل يجتوي القوم الكرام صحابتي

إذا اغبرّ مخشيّ (٨) الفجاج عميق

__________________

(١) في «ز» : «اسصلت» وكتبت فوقها «استقبلت».

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و «ز» ، لتقويم السند.

(٣) القصيدة في الأغاني ٩ / ٢٠٣.

(٤) كتب فوقها بالأصل : «تكاد» وتقرأ في «ز» : «تكاد» وتقرأ : «كادت» وفي م : «وكادت» ورواية الأغاني : تكاد.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : تكلف.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «العلم» وكتب على هامشها : «الغيب».

(٧) بالأصل : صديق ، ثم شطبت ، وكتب على هامشه : رفيق.

(٨) في «ز» : «محتشى» وفوقها ضبة.

٣٩١

أردّ (١) سوام الطرف (٢) عنك وما له

على أحد إلّا إليك (٣) طريق

تتوق إليك النفس ثم أردّها

حياء ومثلي بالحياء حقيق

ولم أر أياما كأيامنا التي

مررن علينا والزمان أنيق

وإنّي وإن حاولت صرمي وهجرتي

عليك من أحداث الرّدى لشفيق

ووعدك إيانا ، وإن قلت عاجل

بعيد كما قد تعلمين سحيق (٤)

وحدثتني يا قلب أنّك صابر

على الصدّ (٥) من لبنى فسوف تذوق

فمت كمدا أو عش سقيما فإنّما

تكلّفني ما لا أراك تطيق

فما الموت إلّا أن أموت ولا أرى

بأرضك إلّا أن تجوز طريق (٦)

أريد سلوّا عنكم فيردني

عليه من النفس الشعاع فريق

وقد شهدت (٧) نفسي بأنك غادة

رداح (٨) وأنّ الوجه منك عتيق

وأنّك لا تجزينني (٩) بصبابتي (١٠)

ولا أنا للهجران منك مطيق

وأنّك قسمت الفؤاد بنصفه

رهين ونصف في الحبال وثيق

وأكتم أسرار الهوى وأميتها

إذا باح مزاج لهن بروق

صبوحي إذا ما ذرّت الشمس ذكركم

ولي ذكركم عند المساء غبوق

أطعت وشاة لم يكن لي فيهم

خليل ولا حان (١١) عليّ شفيق

فإن (١٢) تسألاني عن لبنى فإنني

بها مغرم صبّ الفؤاد مشوق

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وعلى هامش «ز» : «أرود» وبعدها صح ، وفي الأغاني : أذود.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «الطرق» ، وفي الأغاني : النفس.

(٣) في «ز» : عليك.

(٤) الأصل وم : «محيق» والمثبت عن «ز» ، والأغاني.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : على البين.

(٦) زيد في «ز» قط هنا :

وفي نسخة :

هل الصبر إلّا أن أصد فلا

أرى بأرضك إلّا أن تجور طريق

(٧) في الأغاني : شهدت على نفسي.

(٨) الرداح : الثقيلة الأوراك.

(٩) بدون إعجام بالأصل وم ، والمثبت عن «ز» ، والأغاني.

(١٠) كذا بالأصل وم و «ز» ، والمثبت عن الأغاني.

(١١) في «ز» : «جار» وفي الأغاني : لك فيهم ... ولا جار عليك.

(١٢) صدره في الأغاني : فإن تك لما تسل عنها فإنني.

٣٩٢

تهيج (١) نكس الداء مني ولم تزل

حشاشة نفسي للجروح تتوق

وأدعي بلبنى حين ألقى بغشية (٢)

ولو كنت بين النادبات أفيق

إذا ذكرت لبنى تجلتك غشية

ويثني لك الداعي بها فتفيق

سعى الدهر والواشون بيني وبينها

فقطّع حبل الوصل وهو وثيق

قال : وأنشدني أبي لقيس بن ذريح :

لو أن امرا أخفى الهوى من ضميره

لمتّ ولم يعلم بذاك ضمير

ولكن سألقى الله والنفس لم تبح

بسرّك والمستخبرون كثير

كتب إليّ أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد بن الجلابي الواسطي يخبرني عن أبي غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي الواسطي ، أنبأنا أبو القاسم علي بن طلحة بن كردان النحوي ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الفضل بن الجرّاح ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري ، أنشدني إبراهيم بن أحمد بن أحمد الشيباني لقيس بن ذريح :

وددت من الشوق الذي بي أنّني

أعار جناحي طائر فأطير

فما في (٣) نعيم بعد فقدك لذة

ولا في سرور لست فيه سرور

وإنّ امرأ في بلدة نصف نفسه

ونصف بأخرى ، إنّه لصبور

تعرفت (٤) : جسماني أسيرا ببلدة

وقلبي بأخرى غير تلك أسير

ألا (٥) يا غراب البين ويحك نبّني

بعلمك في لبنى وأنت خبير

فإن أنت لم تخبر بشيء (٦) علمته

فلا طرت إلّا والجناح كسير

ودرت بأعداء حبيبك فيهم

كما قد تراني بالحبيب أدور

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنبأنا أبو محمّد (٧) الحسن بن علي الجوهري ، أنبأنا أبو عمر (٨) بن حيّوية ، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني أبو عبد الله

__________________

(١) في «ز» : بهيج بلبني الداء.

(٢) في «ز» : قسية.

(٣) الأصل : بي ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٤) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : تفرقت.

(٥) الأبيات الثلاثة التالية في الأغاني ٩ / ١٨٦.

(٦) في الأغاني : فإن أنت لم تخبر بما قد علمته.

(٧) بالأصل : «أبو الحسن محمد بن علي الجوهري» تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز».

(٨) بالأصل : عمرو ، تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز».

٣٩٣

التميمي ، حدّثني سعد بن المضا عن رجل من عبد القيس ، حدّثني أبي عن نوفل بن مساحق أنه قال :

وليت صدقات كعب بن ربيعة ، فقلت لرجل من بني عامر : أحب أن أرى قيس بن معاذ وأسمع منه ، فقال لي : إذا أردت أن تستخرج ما عنده فعرض له بشعر رقيق من أشعار العشاق ، قال : فطلبته يوما في (١) ظل أراكة يحدث نفسه ، قال : فقربت منه وكأنّي لا أريده وأنشدت قول قيس بن ذريح :

ألا يا غراب البين ويحك نبّني

بعلمك في لبنى وأنت خبير

فإن أنت لم تخبر بشيء علمته

فلا طرت إلّا والجناح كسير

ودرت بأعداء حبيبك فيهم

كما قد يراني بالحبيب أدور

قال : فتهيّج ، وقال : أنا والله أشعر منه ، أن الذي أقول :

ألا يا غراب البين لونك شاحب

وأنت بلوعات الفراق جدير

فنبئن لنا ما قلت إذ أنت واقع

وبيّن لنا ما قلت حين تطير

فإن يك حقّا ما تقول فأصبحت

همومك شتّى والجناح كسير

ولا زلت مطرودا عديما لناصر

كما ليس لي من ظالمي نصير

قال : قلت : قاتل الله قيسا حيث يقول (٢) :

فما أنا إن بانت لبينى بهاجع

إذا ما اطمأنّت بالرجال المضاجع

وكيف ينام المرء مستشعر الجوى

تعاوره منه بكأس روادع

فقال : أنا أشعر منه ، أنا الذي أقول :

وما بتّ (٣) إلّا خاصم البين حبّها

مكينان من قلب مطيع وسامع

تبارك ربي كم لليلى إذا انتحت

بها النفس عندي من خصيم وشافع

قال : قلت : قاتل الله قيسا حين يقول (٤) :

ألا ليت أياما مضين تعود

فإن عدن (٥) لبنى (٦) إنّني لسعيد

__________________

(١) في «ز» : فطلبته يوما يعني فوجدته في ظل أراكة.

(٢) الأول من قصيدة في الأغاني ٩ / ٢١٧.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أنت.

(٤) البيتان في الأغاني ٩ / ٢١٠.

(٥) في «ز» : عدت.

(٦) في الأغاني : عدن يوما.

٣٩٤

فلا اليأس (١) يسليني ولا القرب نافع (٢)

ولبنى منوع ما تكاد تجود

فقال : أنا أشعر منه ، أنا الذي أقول :

إذا ذكرت ليلى هششت لذكرها

كما هشّ للثدي الدّرور وليد

ويرجع لي روح الحياة وإنّني

بنفسي لو عانيتها لأجود

قال : قلت : قاتل الله قيسا حيث يقول :

أريد سلوّا عن لبينى وذكرها

فيأبى فؤادي المستهام المتيّم

صحا كلّ ذي ودّ علمت مكانه

سواي فإنّي ذاهب العقل مغرم

إذا قلت أسلوها تعرّض ذكرها

وعاودني من ذاك ما الله أعلم

قال : أنا أشعر منه ، أنا الذي أقول :

فإن تك ليلى العامرية أصبحت

على النأي [مني](٣) ذنب غير تنقم

فما ذاك من ذنب أكون اجترمته

إليها فتجزيني (٤) به حيث أعلم

ولكن إنسانا إذا ملّ صاحبا

وحاول صرما (٥) لم يزل يتجرم

قال : قلت : قاتل الله قيسا حيث يقول :

وإنّي لأهوى النوم في غير حينه

لعل لقاء في المنام يكون

تحدّثني الأحلام أنّي أراكم

فيا ليت أحلام المنام يقين (٦)

شهدت بأنّي لم أخنك مودتي

وأنّي بكم لو تعلمين ضنين

وأنّ فؤادي لا يميل (٧) إلى هوى

سواك وإن قالوا له سيلين

قال : أنا أشعر منه ، أنا الذي أقول :

مضى زمن والناس لا يأمنوني

وإنّي على ليلى الغداة أمين

يسمّونني المجنون حيث يرونني

نعم بي من ليلى الغداة جنون

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاف في كتابه ، وأخبرني أبو المعمر المبارك ابن أحمد الأنصاري عنه.

__________________

(١) في «ز» : الناس.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : نافعي.

(٣) زيادة عن م و «ز» ، لإقامة الوزن.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : فيحدثني.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : جرما.

(٦) في «ز» : تغيني.

(٧) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م و «ز».

٣٩٥

[ح] وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلاف ، قالا : أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، أنبأنا محمّد بن جعفر ، حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزهري ، حدّثنا الزبير بن بكار قال : أنشد أبو السائب المخزومي قول قيس بن ذريح (١) :

تعلّق روحي روحها قبل خلقنا

ومن بعد ما كنا نطافا وفي المهد

فزاد كما زدنا فأصبح ناميا

فليس وإن متنا بمنقصم (٢) العهد

ولكنه باق على كلّ حادث

وزائرنا في ظلمة القبر واللحد

يكاد نضيض الماء يخدش جلدها

إذا اغتسلت بالماء من رقّة الجلد

فحلف أبو السائب بالله لا يزال يقوم ويقعد حتى يحفظ الأبيات.

٥٧٥٥ ـ قيس بن زرارة بن عمر (٣) بن حظيان (٤) الهمداني

من أهل الكوفة.

كان عينا لعلي بن أبي طالب بالشام على معاوية بن أبي سفيان ، له ذكر.

٥٧٥٦ ـ قيس بن سعد بن عبادة بن دليم

ابن حارثة بن أبي حزيمة (٥) بن ثعلبة بن طريف

ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج

 أبو عبد الله ـ ويقال : أبو عبد الملك (٦) ـ

الأنصاري الخزرجي الساعدي (٧)

له صحبة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) الأبيات الثلاثة الأولى في الأغاني ٩ / ١٩٤ و ١٩٦ وفوات الوفيات ٣ / ٢٠٧.

(٢) عجزه في الأغاني ٩ / ١٩٤ :

وليس إذا متنا بمنتقص العهد

. وفيها ٩ / ١٩٦ : وليس إذا متنا بمنصرم العهد.

(٣) في م و «ز» : عمرو.

(٤) في م و «ز» : خطبان.

(٥) بالأصل وم : حريمة ، والمثبت عن «ز» ، وضبطت فيها بالقلم بفتح ثم كسرة.

(٦) زيد في تهذيب الكمال : ويقال : أبو الفضل.

وزيد في الإصابة عن ابن حبان : أن كنيته أبا القاسم.

(٧) ترجمته في الإصابة ٣ / ٢٤٩ وتهذيب الكمال ١٥ / ٣١٣ وتهذيب التهذيب ٤ / ٥٦٦ وأسد الغابة ٤ / ١٢٤ والاستيعاب ٣ / ٢٢٤ (هامش الإصابة) ، وطبقات ابن سعد ٦ / ٥٢ وطبقات خليفة (الفهارس) ،

٣٩٦

روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

روى عنه : أبو عمّار عريب بن حميد الهمداني ، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وعمرو ابن شرحبيل ، وعامر الشعبي ، ومحمّد بن شرحبيل ، وأبو نجيح يسار ، وميمون بن أبي شبيب ، والوليد بن عبدة السهمي ، وعبد الله بن مالك الجيشاني ، وبكر بن سوادة المصريون ، وثعلبة بن أبي مالك ، ويريم أبو العلاء.

وقدم على معاوية دمشق.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو الحسن (١) علي بن هبة الله بن عبد السّلام ، قالا : أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة ، أنبأنا أبو القاسم البغوي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد.

حدّثنا علي بن الجعد ، أنبأنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن ابن أبي ليلى قال :

كان سهل بن حنيف ، وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمرت بهما جنازة فقاما ، فقيل : إنّما هو من أهل الأرض ، فقالا : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّت به جنازة فقام ، فقيل : إنما هي جنازة يهودي ، فقال : «أليست نفسا» (٢) [١٠٥٧٤].

ولفظهما قريب.

أخرجه البخاري (٣) عن آدم بن أبي أياس ، عن شعبة ، وأخرجه مسلم (٤) عن ابن مثنى ، وابن بشار ، وأبي بكر بن أبي شيبة عن غندر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي التميمي ، أنبأنا أبو بكر بن مالك ، حدّثنا

__________________

والمحبر (الفهارس) والتاريخ الكبير ٧ / ١٤١ والجرح والتعديل ٧ / ٩٩ وتاريخ بغداد ١ / ١٧٧ والبداية والنهاية (الفهارس) ، والكامل في التاريخ (الفهارس) وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٢.

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسين.

(٢) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٣١٧ من هذا الطريق.

(٣) أخرجه البخاري في (٢٣) كتاب الجنائز ، (٤٩) باب من قام لجنازة يهودي رقم ١٣١٢.

(٤) صحيح مسلم (١١) كتاب الجنائز ، (٢٤) باب القيام للجنازة ، رقم ٩٦١.

٣٩٧

عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (١) ، حدّثنا وكيع ، حدّثنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن القاسم بن مخيمرة عن أبي عمّار ، عن قيس بن سعد قال :

أمرنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان ، فلمّا نزل رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ، ونحن نفعله [١٠٥٧٥].

أخبرناه أبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن أحمد البيهقي ، أنبأنا محمّد بن الحسن (٢) ابن علي الخبّازي (٣) ، أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي ، أنبأنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، حدّثنا يوسف بن موسى ، حدّثنا يعلى وأبو داود الحفري عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن القاسم بن مخيمرة عن أبي عمّار الهمداني قال : سألت قيس بن سعد عن صوم عاشوراء قال :

أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل أن ينزل رمضان ، فلمّا نزل رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ، ونحن نفعله [١٠٥٧٦].

خالفه شعبة بن الحجّاج عن الحكم عن القاسم.

أخبرناه أبو الحسن البيهقي أيضا ، أنبأنا محمّد بن الحسن ، أنبأنا الحسن بن أحمد العدل ، أنبأنا أبو العباس السّرّاج ، حدّثنا يوسف بن موسى ، حدّثنا عبد الوهّاب ، عن عطاء ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن قيس بن سعد بمثله.

أخبرنا أبو المظفر القشيري ، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالا : أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنبأنا أبو يعلى الموصلي ، حدّثنا أبو بكر ، حدّثنا وكيع عن ابن أبي ليلى ، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة ، عن محمّد بن شرحبيل ، عن قيس بن سعد قال :

أتانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوضعنا له ماء فاغتسل ، ثم أتيناه بملحفة ورسية (٤) فالتحف بها ،

__________________

(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٥ / ٢٧٣ رقم ١٥٤٧٧ ط دار الفكر ـ بيروت.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسين.

(٣) بالأصل وم : «الخباري» وفي «ز» : الحبارى.

(٤) أي مصبوغة بالورس.

٣٩٨

فكأنّي أنظر إلى أثر الورس على عكنه (١).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب (٢) ، حدّثني أبو بشر بكر بن خلف ، حدّثنا عبد الرزّاق ، حدّثنا ابن عيينة قال :

قدم قيس بن سعد على معاوية ليبايعه كما بايع أصحابه ، فقال معاوية : وأنت يا قيس تلجم علي مع من ألجم؟ والله لقد كنت أحبّ أن لا يأتي هذا اليوم إلّا وقد أصابك ظفر من أظفاري موجع ، فقال قيس : وأنا والله قد كنت كارها أن أقوم في هذا المقام فأحييك بهذه التحية قال : فقال له معاوية : ولم؟ وهل أنت إلّا حبر من أحبار يهود ، فقال له قيس : وأنت يا معاوية كنت صنما من أصنام الجاهلية ، دخلت في الإسلام كارها ، وخرجت منه طائعا ، قال : فقال معاوية : اللهم غفرا ، مدّ يدك ، قال : فقال له قيس : إن شئت زدت وزدت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي : وأحمد بن الحسن بن خيرون ، قالا : ـ أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (٣) :

قيس بن سعد بن عبادة بن دليم (٤) أمه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة ، يكنى أبا عبد الله ، أتى مصر والشام ، والكوفة ، ومات بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني حنبل قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : قيس بن سعد [له صحبة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال أبو موسى هارون بن عبد الله (٥).

__________________

(١) العكن جمع عكنة ، وهي الطي في البطن من السمن.

(٢) لم أعثر على الخبر في كتابه المعرفة والتاريخ المطبوع.

(٣) طبقات خليفة بن خيّاط ص ١٦٧ رقم ٦٠٤.

(٤) بالأصل وم : دلثم ، والمثبت عن «ز» ، وطبقات خليفة.

(٥) بالأصل : «عبيد الله» والمثبت عن م و «ز».

٣٩٩

أبو عبد الله قيس بن سعد بن عبادة](١) بن دليم الأنصاري توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية.

وقال محمّد بن سعد : قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة (٢) بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة ، وأمّه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا [أبو](٣) عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو الحسين اللّنباني (٤) ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال (٥) :

في الطبقة الثالثة من الأنصار : قيس بن سعد بن عبادة بن دليم ، أحد بني ساعدة بن كعب من الخزرج ، ويكنى أبا عبد الملك ، قال الهيثم بن عدي : توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال (٦) :

في الطبقة الثالثة من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج وأمه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة (٧) بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة.

قال محمّد بن عمر : كان قيس يكنى أبا عبد الملك ، ولم يزل مع علي حتى قتل علي ، فرجع قيس إلى المدينة ، فلم يزل بها حتى توفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسان ، حدّثنا أبي قال : قيس بن سعد أبو عبد الله.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه ، وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن المظفر ، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن ، أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال :

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

(٢) بدون إعجام بالأصل وم ، والمثبت والضبط عن «ز».

(٣) زيادة عن م و «ز».

(٤) كذا بتقديم النون في الأصل وم ، وفي «ز» : اللبناني ، تصحيف.

(٥) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى.

(٦) راجع طبقات ابن سعد ٦ / ٥٢ ـ ٥٣.

(٧) بالأصل وم : حريمة ، والمثبت عن «ز».

٤٠٠