تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري ، حدّثني أبي [عن أبيه عاصم](١) عن أبيه عمر ، عن أبيه قتادة بن النعمان قال :

أهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قوس فدفعها (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليّ يوم أحد فرميت بها بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى [اندقت](٣) من سيتها ، ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ألقي السهام بوجهي كلما مال (٤) سهم منها إلى وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ميلت رأسي لأقي (٥) وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلا رمي أرميه ، فكان آخرها سهما ندرت (٦) منه حدقتي على خدي ، وافترق الجمع ، فأخذت حدقتي [بكفي](٧) فسعيت بها في كفي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما رآها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كفي دمعت عيناه : «فقال : اللهمّ إنّ قتادة فدى (٨) وجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدّهما نظرا» ، فكانت (٩) أحسن عينيه وأحدّهما نظرا [١٠٥٣٨].

أخبرنا أبو الحسن (١٠) بختيار بن عبد الله مولى القاضي أبي منصور اليعقوبي ، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن محمّد بن شعبة الحافظ ـ بالبصرة ـ حدّثنا القاضي أبو عمر (١١) القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن حمّاد الأثرم المقرئ ، حدّثنا أبو الحسن علي بن حرب الطائي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يحيى المدني ، حدّثنا مالك بن أنس عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان.

أنه أصيبت عينه يوم أحد ، فوقعت على وجنته فردّها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده ، فكانت أصح عينيه وأحدّهما.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين (١٢) ، أنبأنا علي

__________________

(١) الزيادة عن «ز» ، وم ، وفي المعجم الكبير : «عن أبيه عن عاصم».

(٢) بالأصل : فرفعها ، والمثبت عن م و «ز» ، والمعجم الكبير.

(٣) بياض بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والمعجم الكبير.

(٤) بالأصل وم و «ز» : «قال» والمثبت عن المعجم الكبير.

(٥) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والمعجم الكبير.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المعجم الكبير : بدرت.

(٧) زيادة عن م و «ز» والمعجم الكبير.

(٨) في المعجم الكبير : «قد أوجه نبيك» تصحيف.

(٩) الأصل : كانت ، والمثبت عن م و «ز».

(١٠) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسين.

(١١) غير واضحة بالأصل ، وفوقها فيه ضبة ، والمثبت عن م و «ز».

(١٢) دلائل النبوة للبيهقي ٣ / ٢٥٣ (ط. بيروت) ، والبداية والنهاية ٤ / ٣٤.

٢٨١

ابن أحمد بن عبدان ، أنبأنا أحمد بن عبيد ، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن شعيب بن شابور قال : سمعت إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة يحدّث عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري عن قتادة بن النعمان وكان أخاه لأمه أن عينه ذهبت يوم أحد فجاء بها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فردّها ، فاستقامت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقور ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أبو الحسين رضوان بن أحمد.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب.

قالا : حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار ، حدّثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن عاصم ابن عمر بن قتادة.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رمى يوم أحد عن قوسه حتى اندقت سيتها (٢) ، فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده ، وأصيب يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته ، فردّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكانت أحسن عينيه وأحدّهما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد (٣) ، أنبأنا عبد الله بن إدريس ، حدّثنا محمّد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة.

أن حدقة قتادة بن النعمان سقطت ـ أو عينيه (٤) ـ على وجنتيه (٥) يوم أحد فردّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده ، فكانت أحسن عينيه وأحدّهما.

قال (٦) : وأنبأنا أبو عمر (٧) ، أنبأنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة ، حدّثنا محمّد بن شجاع ، حدّثنا محمّد بن عمر الواقدي قال (٨) : وأصيبت يومئذ ـ يعني : يوم أحد ـ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنتيه (٩) قال قتادة بن النعمان : فجئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : أي رسول الله ، إن تحتي امرأة شابة جميلة أحبّها وتحبّني ، وأنا أخشى أن تقذر مكان عيني ، فأخذها

__________________

(١) دلائل النبوة للبيهقي ٣ / ٢٥١.

(٢) أي طرف القوس.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٤٥٣.

(٤) في ابن سعد : أو عينه.

(٥) في ابن سعد : على وجنته.

(٦) القائل : الحسن بن علي ، أبو محمد الجوهري.

(٧) كذا بالأصل وم و «ز» ، وهو أبو عمر بن حيوية.

(٨) الخبر في مغازي الواقدي ١ / ٢٤٢.

(٩) في مغازي الواقدي : وجنته.

٢٨٢

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فردّها فأبصرت وعادت كما كانت ، ولم تضرب عليه ساعة من ليل ولا نهار ، فكان يقول بعد أن أسنّ : هي أقوى عينيّ ، وكانت أحسنهما.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ (١) ، حدّثنا أبو عبد الله الحافظ ـ إملاء ـ حدّثنا أبو عبد الله الأصفهاني ، [نا محمد بن رستة (٢) الأصبهاني](٣) حدّثنا سليمان بن داود الشاذكوني ، حدّثنا محمّد بن عمر الواقدي قال :

قتادة بن النعمان كان من الرماة المذكورين ، شهد بدرا وأحدا ورميت عينه يوم أحد فسالت حدقته على وجنته فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله إن عندي امرأة أحبّها ، فإن هي رأت عيني خشيت أن تقذرني ، فردّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاستوت ورجعت وكانت أقوى عينيه وأصحّهما بعد أن كبر.

أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد ، حدّثنا أبو بكر بن خلف ـ إملاء ـ أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي المؤمّلي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المؤمل بن الحسن ، حدّثنا الفضل بن محمّد الشعراني ، حدّثنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرني يحيى بن أيوب ، حدّثنا ابن غزيّة عن يحيى بن سعيد قال :

صلّى قتادة بن النعمان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان بعينه رمص فلما انصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رآه فقال : «صلّيت معنا وبيتك هاهنا» ، قال : نعم ، وكان بيته على طريق من نصف ميل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خذ هذا القضيب فإنه سيضيء لك طريقك حتى تدخل بيتك» فأخذ قتادة بوسط القضيب ، فلما خرج من المسجد أضاء له طرفاه حتى دخل بيته.

قال : ورمى قتادة يوم بدر ـ أو يوم حنين ـ بشيء (٤) ، فأصيبت إحدى (٥) عينيه فسقطت على خده ، فبسق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيها ثم ردّها فكانت أحسن عينيه نظرا.

أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة ، قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة (٦) ، أنبأنا سليمان بن أحمد (٧) ، حدّثنا أحمد بن محمّد الخزاعي الأصبهاني ، حدّثنا محمّد بن بكير الحضرمي ،

__________________

(١) رواه البيهقي في دلائل النبوة ٣ / ٢٥٢.

(٢) في «ز» : «رسسة» وفوقها ضبة ، والمثبت عن م ودلائل النبوة.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م ، و «ز» ، ودلائل النبوة.

(٤) سقطت من «ز».

(٥) كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».

(٦) الأصل : ربذه ، وفي «ز» : زيده ، وبدون إعجام في م. والصواب ما أثبت.

(٧) رواه الطبراني في المعجم الكبير ١٩ / ١٣ رقم ١٩.

٢٨٣

حدّثنا سويد بن عبد العزيز ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن قتادة بن النعمان قال :

خرجت ليلة من الليالي مظلمة فقلت : لو أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وشهدت معه الصلاة وآسيته (١) بنفسي ، ففعلت ، فلمّا دخلت المسجد برقت السماء ، فرآني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «يا قتادة ما هاج عليك»؟ فقلت : أردت بأبي وأمي أنت ، أن أونسك ، قال : «خذ هذا العرجون (٢) فتحصّن (٣) به فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرا أمامك وعشرا خلفك» ثم قال : «إذا دخلت بيتك فاضرب به مثل الحجر الأخشن [في أستار البيت ، فإن ذلك الشيطان قال : فخرجت ، فأضاء لي ، ثم ضربت مثل الحجر الأخشن](٤) حتى خرج من بيتي وجاء في رواية أخرى : أنه وجد الشيطان في بيته في صورة قنفذ [١٠٥٣٩].

أخبرنا (٥) أبو سعد بن البغدادي ، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه (٦) ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا (٧) الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد ، حدّثنا زيد ابن الحباب ، حدّثني فليح بن سليمان ، حدّثني سعيد بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال :

جئت أبا سعيد فوجدته يعالج عراجين (٨) فقلت : ما هذا؟ قال (٩) : قد جعل الله فيه بركة ، تمسينا ليلة وهاجت السماء وبرقت برقة ، فرأى (١٠) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قتادة أخي لأمي فقال : ما جاء بك؟ قال : يا رسول الله علمت أن [هذه](١١) الصلاة الليلة قليل (١٢) ، فإذا

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المعجم الكبير : وآنسته.

(٢) العرجون : العذق ، وقيل : هو العذق إذا يبس واعوج.

(٣) الأصل وم و «ز» : «فتخصر» والمثبت عن المعجم الكبير.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م ، و «ز» ، والمعجم الكبير.

(٥) كتب فوقها بالأصل وم : ملحق.

(٦) في «ز» : «خيرون» ورسمها في م : «بعرونه» وفوقها ضبة.

(٧) في «ز» : أخبرني إسماعيل خادم أحمد بن يحيى بن سعيد.

(٨) في م : «عن أحمد» وفوقها ضبة.

(٩) بالأصل : قلت ، والمثبت عن م و «ز».

(١٠) في م : فرآني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فناداني (ثم بياض مقدار كلمة) ، فقال : ما جاء بك.

(١١) بياض بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وفي م : أن نشاهد. والجملة في الصيغتين مضطربة ، ولعل الصواب : «أن شاهد» كما سيرد في رواية مسند أحمد التالية.

(١٢) الكلمة سقطت من «ز».

٢٨٤

صليت فأثبت (١) قال : فمرّ بي (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعطاني عرجونا (٣) ، فقال : «خذه فسيضيء لك أمامك عشرا ومن خلفك عشرا حتى تدخل بيتك فترى سوادا فلا تتكلم حتى تضربه فإنه شيطان» لم يزد على هذا (٤) [١٠٥٤٠].

أخبرناه أتم من هذا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي التميمي ، أنبأنا أبو بكر القطيعي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنا أبي (٥) ، حدّثنا يونس وشريح (٦) قالا : حدّثنا فليح عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة قال :

كان أبو هريرة يحدّثنا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إنّ في يوم (٧) الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو في صلاة ، يسأل الله خيرا إلّا أتاه» قال : ويقللها أبو هريرة بيده قال : فلما توفي أبو هريرة قلت : والله لو جئت أبا سعيد فسألته عن هذه الساعة إن يكن عنده منها علم ، فأتيته فأجده يقوّم عراجين ، فقلت : يا أبا سعيد ما هذه العراجين التي أراك تقوّم؟ قال : هذه عراجين جعل الله لنا فيها بركة ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحبها ويتخصّر بها فكنا نقوّمها ونأتيه بها ، فرأى بصاقا في قبلة المسجد وفي يده عرجون من تلك العراجين فحكّه ، وقال : «إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصق أمامه ، فإنّ ربه أمامه وليبصق عن يساره أو تحت قدمه ، فإن لم ـ قال شريح (٨) : فإن لم يجد ـ مبصقا ففي ثوبه أو نعله» قال : ثم هاجت السماء من تلك الليلة ، فلمّا خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لصلاة العشاء الآخرة برقت برقة ، فرأى قتادة بن النعمان فقال : «ما السرى يا قتادة؟» قال : علمت يا رسول الله أن شاهد الصلاة قليل ، فأحببت أن أشهدها ، قال : «فإذا صليت فاثبت حتى أمرّ بك» فلما انصرف أعطاه العرجون وقال : «خذ هذا فسيضيء لك أمامك عشرا وخلفك عشرا فإذا دخلت البيت وتراءيت (٩) سوادا في زاوية البيت فاضربه قبل أن تتكلم (١٠) ، فإنه الشيطان» ، قال : ففعل ، ونحن نحبّ هذه العراجين لذلك ، قال : قلت : يا أبا سعيد إنّ أبا هريرة حدّثنا عن الساعة التي في الجمعة ، فهل عندك منها علم؟ فقال : سألنا النبي

__________________

(١) كذا ، وفي «ز» : «فاتيت» وبدون إعجام في م ، وسيرد في رواية مسند أحمد : فاثبت.

(٢) كذا بالأصل و «ز» : «فمرّ بي» وفي م : فهزني.

(٣) الأصل وم : عرجون ، والمثبت عن «ز».

(٤) كتب فوقها في الأصل : إلى.

(٥) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٤ / ١٣١ رقم ١١٦٢٤ طبعة دار الفكر.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المسند : سريج.

(٧) في المسند : إن في الجمعة.

(٨) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المسند : سريج.

(٩) الأصل وم : «ورأيت» وفي «ز» : «فترى».

(١٠) في المسند : قبل أن يتكلم ، فإنه شيطان.

٢٨٥

صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنها فقال : «إني كنت قد علمتها ثم أنسيتها ، كما أنسيت ليلة القدر» قال : ثم خرجت من عنده فدخلت على عبد الله بن سلام [١٠٥٤١].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة ، حدّثنا محمّد بن شجاع ، أنبأنا محمّد بن عمر الواقدي قال (١) :

قالوا : وعبّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أصحابه وصفّهم صفوفا ـ يعني ـ يوم حنين ، ووضع الرايات والألوية في أهلها ، فذكر من حملها ، قال : وفي ظفر راية يحملها قتادة بن النعمان.

أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد المروزي ، حدّثنا أبو بكر بن خلف ـ إملاء ـ أنبأنا الحسن بن علي المؤمّلي ، أنبأنا محمّد بن المؤمّل الشّعراني ، حدّثنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرني يحيى بن أيوب ، حدّثني ابن غزيّة عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان عن أبيه قال :

لما احمرّ الرطب انطلق قتادة فصنع لحائطه مفتاحا فجاء به إلى أخيه المهاجري فقال له : إنّ الرطب قد احمرّ ، وهذا المفتاح لك ومعي مفتاح ، قال : كان قتادة إذا خرج اتّبعته بنيه له ، فإذا فتح الباب لاذت منه حتى يدخل فيجمع فإذا رآها تجمع نهاها نهيا (٢) كأنه ليست منه بسبيل ثم انطلق إلى المهاجري فقال له : إنّ بنية لي ربما دخلت فجمعت أتحلل لنا ذلك؟ قال المهاجري : نعم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٣) :

وحج أبو بكر سنة اثنتي عشرة ، واستخلف على المدينة قتادة بن النعمان الظّفري من الأنصار ، ويقال : استخلف ابن أم مكتوم.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنبأنا أبي أبو يعلى.

قالا : أنبأنا أبو عبيد الله بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص قال : قرأت على

__________________

(١) مغازي الواقدي ٣ / ٨٩٥ و ٨٩٦.

(٢) في «ز» : نهيا كليا.

(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٢٣ (ت. العمري).

٢٨٦

علي بن عمرو : حدّثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عيّاش في تسمية العميان من الأشراف : قتادة بن النعمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو القاسم عيسى (١) بن علي ، أنبأنا أبو القاسم البغوي قال : وقال محمّد بن عمر :

توفي قتادة بن النعمان الظّفري بالمدينة ويكنى أبا عمر ، حدّثني بذلك محمّد عن عاصم ابن عمر بن قتادة قال : صلى عليه عمر ، ونزل في حفرته أبو سعيد الخدري وهو أخوه لأمه ، ومحمّد بن مسلمة ، والحارث ، ومات قتادة وهو ابن خمس وستين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو طاهر الذهبي ـ إجازة ـ حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال : سنة اثنتين وعشرين فيها توفي قتادة بن النعمان الأنصاري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم.

ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (٢) ، حدّثنا ابن أبي الدنيا.

قالا : حدّثنا محمّد بن سعد (٣) ، أنبأنا محمّد بن عمر ، حدّثني ـ وقال ابن شجاع : أخبرني ـ محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال :

مات قتادة ـ زاد ابن عبد الباقي : بن النعمان ، وقالا : ـ سنة ثلاث وعشرين ، وهو يومئذ ابن خمس وستين سنة ، وصلّى عليه عمر بن الخطّاب ـ زاد ابن عبد الباقي : بالمدينة وقالا : ـ ونزل في قبره أخوه لأمه أبو سعيد الخدري ، ومحمّد بن مسلمة ، والحارث بن خزمة (٤).

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أحمد بن عبيد ـ إجازة ـ أنبأنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال :

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م و «ز».

(٢) الأصل : اللبناني ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٤٥٣.

(٤) بالأصل : «خزيمة» والمثبت عن م ، و «ز» ، وابن سعد.

٢٨٧

قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري ، مات بالمدينة أخبرنا بذلك المدائني قال : وصلى عليه عمر بن الخطّاب.

قال : وحدّثنا ابن أبي خيثمة ، أنبأنا المدائني قال :

قتادة بن النعمان أبو عمرو ، مات سنة ثلاث وعشرين ، وهو ابن خمس وستين سنة ، صلى عليه عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن نافع ، حدّثنا روح بن الفرج ، حدّثنا يحيى بن بكير.

[ح](١) وأنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد (٢) ، حدّثنا أبو الزّنباع ، حدّثنا يحيى بن بكير (٣) قال (٤) : توفي قتادة بن النعمان ويكنى أبا عثمان سنة ثلاث وعشرين ، وصلى عليه عمر ـ زاد ابن مندة : بن الخطاب ـ وسنه خمس وستون سنة ، نزل في قبره ـ زاد أبو نعيم : أبو سعيد الخدري وقالا : ـ ومحمّد بن مسلمة ، والحارث بن خزيمة (٥) ، وقال أبو نعيم : والحارث بن خزيمة ، ويقال : بن خزمة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (٦) ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن أبي عمرو ، أنبأنا أبو عبد الله بن مروان ، أنبأنا أبو عبد الملك (٧) البسري (٨) ، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا علي بن عبد الله التميمي قال :

قتادة بن النعمان يكنى أبا عمرو ، ومات سنة ثلاث وعشرين ، صلى عليه عمر بن الخطّاب بالمدينة وهو يومئذ ابن خمس وسبعين سنة ، وتولى في حفرته أخوه أبو سعيد الخدري ، ومحمّد بن مسلمة ، والحارث الخزرجي.

__________________

(١) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وم.

(٢) رواه الطبراني في المعجم الكبير ١٩ / ٣.

(٣) من قوله ح وأنبأنا أبو علي الحسن ... إلى هنا سقط من «ز».

(٤) في المعجم الكبير : محمد بن يحيى بن بكير قال.

(٥) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : خزمة.

والذي في المعجم الكبير : الحارث بن حزمة ، ويقال : خزمة.

(٦) الأصل : الكناني ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٧) الأصل : عبد الله ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٨) في «ز» : التستري ، تصحيف.

٢٨٨

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (١) :

وفيها ـ يعني ـ سنة ثلاث وعشرين مات قتادة بن النعمان الأنصاري وصلّى عليه عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين (٢) البزار ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد قال : وقال هارون بن عبد الله :

قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري ، يكنى بأبي عمرو ، مات بالمدينة في خلافة عمر سنة ثلاث وعشرين ، وهو ابن خمس وستين.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ ، أنبأنا نعمة الله بن محمّد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنبأنا سفيان بن محمّد (٣) ، حدّثني الحسن بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : توفي قتادة بن النعمان سنة ثلاث وعشرين ، وصلّى عليه عمر بن الخطاب.

٥٧٠٤ ـ قتير حاجب معاوية

سمع أبا ذرّ ، وسلمان الفارسي ، وعبادة بن الصامت ، وأبا الدّرداء ، ومعاوية ، وعمرو ابن العاص ، وأم حرام بنت ملحان.

روى عنه يحيى بن أبي عمرو السّيباني (٤).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب (٥) ، حدّثنا محمّد بن أبي أسامة الحلبي ، حدّثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو السّيباني (٦) ، عن قتير حاجب معاوية قال :

كان أبو ذرّ يغلظ لمعاوية ، قال : فأرسل إلى عبادة بن الصامت وإلى أبي الدّرداء ، وإلى (٧) عمرو بن العاص ، وإلى أم حرام فأجلسهم ، وقال : كلّموه ، فأرسل إليه ، فجاء ،

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٥٣ (ت. العمري).

(٢) في م و «ز» : الحسن.

(٣) في «ز» : سفيان بن محمد بن سفيان.

(٤) بالأصل وم و «ز» : الشيباني تصحيف ، والصواب ما أثبت ، تبصير المنتبه ٢ / ٨١٢ وتهذيب التهذيب ١٢ / ١٨٢.

(٥) لم أجد الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي المطبوع.

(٦) انظر الحاشية قبل السابقة.

(٧) كلمة «إلى» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

٢٨٩

فكلّموه ، فقال لعبادة بن الصامت : أما أنت يا أبا الوليد [فلك](١) عليّ الفضل والعافية (٢) وقد كنت أرغب بك عن هذا الموطن ، وأما أنت يا أبا الدّرداء فلقد كاد (٣) وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن تسبق (٤) إسلامك ، ثم أسلمت ، فكنت من صالحي المؤمنين ، وأما أنت يا عمرو بن العاص فلقد أسلمنا وجاهدنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [وأنت](٥) أضلّ من جمل أهلك ، وأما أنت يا أم حرام فإنّما أنت امرأة عقلك (٦) عقل امرأة ورأيك رأي امرأة فما (٧) أنت وهذا؟

قال : فقال عبادة : لا جرم ، لا جلست مثل هذا المجلس.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال (٨) : قرأت على أبي هذا الحديث فأقرّ به (٩) ، حدّثني مهدي بن جعفر الرملي ، حدّثنا ضمرة (١٠) عن أبي زرعة السّيباني (١١) عن قتير (١٢) حاجب معاوية قال :

كان أبو ذرّ يعاند (١٣) لمعاوية ، قال : فشكاه إلى عبادة بن الصامت وإلى أبي الدّرداء ، وإلى عمرو بن العاص ، وإلى أم حرام ، فقال : إنّكم قد صحبتم كما صحب ، ورأيتم كما رأى ، فإن رأيتم أن تكلّموه ثم أرسل إلى أبي ذرّ ، فجاء ، فكلّموه ، فقال : أما أنت يا أبا ذرّ فقد أسلمت قبلي ولك السنّ والفضل عليّ ، وقد كنت أرغب بك عن مثل هذا المجلس ، وأما أنت يا أبا الدّرداء فإن كادت وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن تفوتك ، ثم أسلمت فكنت من صالحي المسلمين ، وأما أنت يا عمرو بن العاص فقد جاهدتك (١٤) مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأما أنت يا أم حرام فإنما أنت امرأة وعقلك عقل امرأة ، وما أنت وذاك؟ قال : فقال عبادة : لا جرم ، لا جلست مثل هذا المجلس أبدا.

__________________

(١) بياض بالأصل ، والمثبت عن م و «ز».

(٢) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : السابقة.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» : «كاد» والوجه : كادت.

(٤) الأصل : يسبق ، وبدون إعجام في م ، والمثبت عن «ز».

(٥) زيادة عن م و «ز».

(٦) الأصل : عقله ، والمثبت عن م و «ز».

(٧) الأصل : «بما» والمثبت عن م و «ز».

(٨) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٨ / ٧٠ رقم ٢١٣٦٧ (مسند الأنصار) ، ط. دار الفكر.

(٩) الذي بالأصل : «؟؟؟» والتصويب عن م والمسند.

(١٠) الأصل : حمزة ، والمثبت عن م ، والمسند ، و «ز».

(١١) الأصل وم و «ز» والمسند : الشيباني ، تصحيف.

(١٢) في المسند : قنبر.

(١٣) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» والمسند : يغلظ.

(١٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المسند : جاهدت.

٢٩٠

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم بن عتاب ، أنبأنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

[ح](١) وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنبأنا الحسن بن أحمد ، أنبأنا علي بن الحسن ، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنبأنا ابن عمير ـ قراءة.

قال : سمعت أبا الحسن (٢) بن سميع يقول في الطبقة الثالثة قتير (٣) مولى معاوية.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني قال : وأما قتير ، وهو قتير حاجب معاوية ذكره ابن سميع في تاريخه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن علي بن هبة الله بن جعفر قال (٤) :

وأما قتير بضم القاف وفتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها وآخره راء ، فهو قتير مولى معاوية.

[كذا](٥) ذكره الدار قطني ، وابن ماكولا ولم يذكره البخاري في تاريخه وذكره (٦) ابن أبي حاتم في كتابه إلّا أنه سماه قنبرا (٧) ، بالباء والنون ، وذكره بعد قنبر حاجب علي ، ولم يذكر في الباب غيرهما. فقال ما

 أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب ـ مشافهة ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم ابن منده ، أنا أبو علي إجازة.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي.

قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٨) :

قنبر حاجب معاوية ، روى عن أبي ذر ، وسلمان ، وعبادة بن الصامت ، ومعاوية ، وأم حرام.

__________________

(١) «ح» حرف التحويل ، زيادة عن «ز».

(٢) الأصل : الحسين ، والمثبت عن م و «ز».

(٣) الأصل : قيس. تصحيف ، والمثبت عن م و «ز».

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٧٨.

(٥) زيادة عن «ز» ، سقطت من الأصل وم ، والكلام التالي ، تعقيب للمصنف على الكلام السابق.

(٦) بالأصل : «وذكر» والمثبت عن م و «ز».

(٧) بالأصل : فنير ، بالفاء والنون. والمثبت عن «ز» ، وم ، وفي «ز» : قنبر.

(٨) راجع الجرح والتعديل ٧ / ١٤٦ ترجمة رقم ٨١٠.

٢٩١

روى عنه : يحيى بن أبي عمرو السيباني (١).

والله أعلم.

٥٧٠٥ ـ قتير

أظنه مولى لعمرو بن العاص ، شهد معه دومة الجندل حين حكّم هو وأبو موسى.

له ذكر.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو نصر محمود بن الفضل بن محمود الأصبهاني ، وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن (٢) الحسين المناطقي (٣) ، قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا عبد الكريم بن عمر الشيرازي ، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلّال ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي ، حدّثني خلف بن سالم ، حدّثنا وهب ابن جرير ، عن أبيه قال :

ثم خرجوا ـ يعني ـ الخوارج مع ابن الكوّا ، وكان رجلا من بني يشكر ، حتى نزلوا حروراء مفارقين لعلي ، فبعث إليهم علي عبد الله بن عباس ، وصعصعة بن صوحان ، فقال لهم صعصعة : إنما تكون القضية في قابل ، فكونوا على ما أنتم عليه حتى تنظروا كيف يكون القضاء. قالوا : إنا نخاف أن يحدث أبو موسى شيئا يكون كفرا. قال : فلا تكفروا أنتم العام مخافة كفر عام قابل ، فلما قام صعصعة قال ـ يعني ابن الكوّا ـ أي قوم ، ألستم تعلمون أني دعوتكم إلى هذا الأمر؟ قالوا : بلى ، قال : فإن هذا شفيق ناصح ، فأطيعوه ، فتابعه ناس كثير ، ورجع إلى علي ، فأخبره ، وأتى ناس كثير ، ثم دخلوا الكوفة فجعلوا يشترون السلاح والخيل ، فأخبر علي بذلك ، فقال : دعوهم ، ثم خرجوا حتى أتوا النهروان ، فكان من شأنهم الذي قال عمر بن عبد العزيز حين خاصم شوذبا وشغل عليا قتالهم وشأنهم عن الخروج إلى دومة الجندل ، فخرج أهل الشام ومعاوية وقد كان عمرو وأبو موسى قدما المدينة فجاءوا بابن عمر ، وعبد الرحمن بن الأسود ، والمسور بن مخرمة ، وصلحاء أهل المدينة ، فلما اجتمعا بدومة الجندل قال عمرو لأبي موسى : هلمّ فلننظر في هذا الأمر.

فأمر بفسطاط ، فضرب ، فدخل هو وأبو موسى ، فقال لأبي موسى : إني أحب أن لا

__________________

(١) الأصل وم و «ز» : الشيباني ، تصحيف.

(٢) بالأصل : أبو ، والمثبت عن م و «ز».

(٣) في م : الناطقي.

٢٩٢

تقول شيئا ، ولا يستقيم رأينا على شيء إلا كتبناه ، مخافة أن يوهم ، أو يقول رجل شيئا ثم يقول : لم أقل هذا. قال : نعم ، فدعا عمرو غلاما له كاتبا ، وقد أوصاه : إذا كتبت فابدأ بي قبل أبي موسى ، ففعل الغلام ، فنظر عمرو في الصحيفة ، فقال : ألا أراك تبدأ بي قبل أبي موسى ، هو أفضل مني وأحق بذلك مني ، ابدأ به ، ففعل ، فقال : يا أبا موسى ، إن صلاح هذه الأمة ، وحقن دمائها خير مما وقع فيه علي ومعاوية من الدماء ، وانتهاك المحارم فإن في هذه الأمة صلاحا وخيرا ، فإن رأيت أن نخرجهما من هذا الأمر ونستخلف على هذه الأمة رجلا فعلنا (١)؟ قال : ما أرى بذلك بأسا ، قال : فتراه؟ قال : نعم ، قال : اكتب يا غلام ، ثم قال : يا أبا موسى ، إن أمرنا هذا ينبغي أن لا تتكلم فيه ، ولا ننظر فيه إلا على بساط وحمام ، فإن شئت طوينا الكتاب ، فوضعنا خاتمك وخاتمي عليه ، ثم أصبحنا فجلسنا.

ففعلا ، ووضعا الكتاب موضعا ، وقد فرغ عمرو في نفسه ظفر قراره بقتل عثمان مظلوما وإخراجه عليا.

فلما كان الغد جلسا (٢) ، فقال عمرو : سم يا أبا موسى من شئت حتى أنظر معك. قال : الحسن بن علي. قال : يغفر الله لك ، أترى الحسن (٣) بلغ من قلة رأيه أن يخرج أباه من هذا الأمر ويجلس مكانه؟ ما كان ليفعل ، سمّ غيره.

قال : فإني أسمي عبد الله بن عمر ، قال : نعم الرجل ، ولكنه لا يطيق الخلافة ، ولا يقوى عليها ، وهو أورع من ذاك وأضيق. قال : فإني أسمي عبد الرحمن بن الأسود بن يغوث. قال : إنا لله ، والله ما كان ذاك ليقوى على قربه. قال : والله ما أدري ، قد سميت من أعلم ، فسم أنت ، حتى أنظر ، قال : أفعل ، قال : أسمي لك أقوى هذه الأمة عليها ـ أسداه رأيا ، وأعلمه بالسياسة معاوية بن أبي سفيان. قال : لا والله ، ما هو لذاك بأهل قال : فأتيك بآخر ، ليس بدون معاوية ، قال : ومن هو؟ قال : أبو عبد الله عمرو (٤) بن العاص. قال : فلما قالها عرف أبو موسى أنه يلعب به ، قال : أفعلتها؟ فعل الله بك ، إنما مثلك كمثل الكلب ، أن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث. قال : بل أنت يفعل الله بك ، إنما مثلك مثل الحمار يحمل أسفارا ، فقاما فخرجا ، وانطلق أبو موسى فلحق بمكة وانصرف أهل المدينة والناس ، غير أهل الشام ، قال عمرو : وهذا الكتاب بيني وبينه عليه خاتمه وخاتمي ، قد أقر بأن عثمان قتل

__________________

(١) فوقها في «ز» ضبة.

(٢) في «ز» : جلسنا.

(٣) في «ز» : الحسين.

(٤) الأصل : عمر. والتصويب عن م و «ز».

٢٩٣

مظلوما وأخرج عليا من هذا الأمر ، وعرض عليّ رجالا لم أرهم أهلا لهذا الأمر ، وهذا الأمر إليّ أستخلف عليه من شئت. قد أعطيتموني عهودكم ومواثيقكم على ذلك يا أهل الشام ، قالوا : صدقت ، قال : فانطلق إلى منزله ، فأرسل إليه معاوية يدعوه. فقال : إنما أجيئك إذ كانت لي إليك حاجة ، فأما إذا كانت لك الحاجة إلينا ، فأنت أحقّ أن تأتينا. فأمر معاوية بطعام كثير فصنع ثم دعا خاصته من مواليه وأهله فقال : إني سأغدو على هذا ، فإذا دعوت بالطعام فدعوا مواليه وأهله فليجلسوا قبلكم ، فإذا شبع رجل فقام فليجلس رجل منكم مكانه ، فإذا خرجوا فلم يبق في البيت منهم أحد ، فأغلقوا البيت (١) فغدا عليه معاوية وعمرو جالس على فرشه ، فلم يقم له عنها ولم يدعه إليها ، فجاء فجلس على الأرض فاتكأ على ناحية الفراش فحدّثه (٢) ساعة وضاحكه فقال : يا أبا عبد الله هل من غداء؟ قال : أما والله شيء يشبع من ترى فلا؟ قال : يا غلام هلمّ غداءك ، فجاءوا بالطعام فوضعه وقال : ادع مواليك وأهلك يا أبا عبد الله ، فدعاهم ، قال : ادع أنت (٣) أصحابك ، قال : نعم ، يأكل أصحابك ، ثم يجلس هؤلاء بعد فجعلوا كلما قام رجل جلس رجل مكانه ، حتى خرج أصحاب عمرو ، وجلس أصحاب معاوية في البيت ، فأمر الذي وكله بذاك فأغلق الباب ، قال عمرو : فعلتها (٤)؟ قال : بيني وبينك أمران اختر أيهما شئت : البيعة لي أو أقتلك ، قال : ليس والله غيرهما لك ، قال : تأذن لقتير حتى أستشيره وأنظر ما رأيه؟ قال : لا ترى والله قتيرا ولا يراك إلّا قتيلا أو على ما قلت لك ، قال : فاجعل لي مصر قال : هي لك ما عشت ، فاستوثق كلّ واحد منهما من صاحبه ، ثم خرج عمرو إلى أهل الشام فقال لهم : إني قد رأيت أن أبايع معاوية ، لم أر أحدا أقوى على هذا الأمر منه ، فبايعه أهل الشام ، فانصرف خليفة ، ورجع عليّ إلى الكوفة حتى قتل أهل النهروان (٥) وأمره منتشر.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : فاغلقوا باب البيت.

(٢) الأصل وم : يحدثه ، والمثبت عن «ز».

(٣) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م و «ز».

(٤) الأصل : وفعلتها ، والمثبت عن م و «ز».

(٥) في «ز» وم : النهر.

٢٩٤

[ذكر من اسمه](١) قحذم

٥٧٠٦ ـ قحذم بن أبي قحذم النّضر (٢) بن معبد

 أو ابن أبي قحذم سليمان بن ذكوان

 الأزدي الجرمي البصري (٣)

حدّث عن أبيه وسالم بن عبد الله بن عمر ، ومكحول (٤)(٥).

روى (٦) عنه : ابنه المجبر ، وقتيبة بن سعيد ، وإبراهيم بن مهدي المصّيصي.

ووفد على هشام بن عبد الملك رسولا من يوسف بن عمر (٧) أمير العراق ، فيما ذكره أبو محمّد عبد الله بن سعد القطربلي وقرأته بخطه.

أخبرنا (٨) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة ، حدّثنا حمزة بن يوسف السهمي ، أنبأنا عبد الله بن عدي (٩) ، حدّثنا أحمد بن علي المديني ، حدّثنا

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) في «ز» : «البصري» بدل «النضر بن».

(٣) التاريخ الكبير ٧ / ٢٠٣ والجرح والتعديل ٧ / ١٤٩. انظر الكامل لابن عدي ٣ / ٩٨.

(٤) في «ز» : «بن عمر بن مكحول».

(٥) فوقها في «ز» علامة تحويل إلى الهامش ، وكتب على هامشها : ومعاوية بن قرة ، وبعدها صح. وليس هذه الزيادة في م.

(٦) قوله : «روى عنه ابنه المجبر» سقط من «ز».

(٧) في م : عبد الله ، تصحيف.

(٨) كتب فوقها بالأصل ، وم : ملحق.

(٩) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٣ / ٩٩ في ترجمة داود بن محبر بن قحذم.

٢٩٥

محمّد بن بحر بن مطر ، حدّثنا داود بن مجبر (١) بن قحذم ، أخبرني أبي محبر (٢) بن قحذم عن أبيه قحذم بن سليمان ، عن معاوية بن قرة المزني عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لتملأنّ الأرض جورا وظلما ، فإذا ملئت جورا وظلما يبعث الله رجلا مني اسمه اسمي ، أو اسمه (٣) اسم أبي ، يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، فلا تمنع السماء شيئا من قطرها ، ولا الأرض شيئا من نباتها ، يمكث فيكم سبعا ، أو ثمانيا فأكثر فتسعا ، يعني [التسع](٤) سنين».

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل قال (٥) :

قحذم بن أبي قحذم الجرمي الأزدي البصري.

قال قتيبة : قحذم بن النّضر بن معبد ، سمع سالم بن عبد الله ، وأباه ، ومكحولا.

أخبرنا أبو الحسين (٦) الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا : أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٧) :

قحذم بن أبي قحذم الجرمي البصري ، وهو قحذم بن النّضر بن معبد ، روى عن أبيه ، وسالم بن عبد الله ، ومكحول ، روى عنه قتيبة بن سعيد ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه إبراهيم بن مهدي المصّيصي.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي الكامل : محبر.

والسند في «ز» شديد الاضطراب ، فيه تقديم وتأخير ، وتلاعب بالكلمات والأسماء.

(٢) بالأصل وم : محمد ، والمثبت عن الكامل.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي ابن عدي : واسم أبيه اسم أبي.

(٤) الزيادة عن ابن عدي.

(٥) التاريخ الكبير ٧ / ٢٠٣.

(٦) الأصل : الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٧) الجرح والتعديل ٧ / ١٤٩.

٢٩٦

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن (١) المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني قال :

أما قحذم فهو قحذم بن أبي قحذم ، واسم أبي قحذم النّضر بن معبد ، روى عن سالم ابن عبد الله ، وعن أبيه أبي قحذم النّضر بن معبد ، ومكحول.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٢) :

أما قحذم بالذال المعجمة فهو قحذم بن أبي قحذم ، وهو النّضر بن معبد ، روى عن سالم بن عبد الله ، وعن أبيه النضر بن معبد ، ومكحول.

٥٧٠٧ ـ قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان بن شمس

 ابن قيس بن أكلب (٣) بن سعد بن عمرو بن غنم بن مالك

 ابن سعد بن نبهان بن ثعل بن عمرو بن غوث بن طيّىء ،

 واسم قحطبة زياد ، وقحطبة لقب له

أبو عبد الحميد الطائي المروزي (٤)

أحد دعاة بني العباس وقوّادهم.

وفد على محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس إلى الحميمة (٥) ، وقحطبة من أهل قرية شير نخشير (٦) من قرى مرو.

حدّث عن أبيه.

روى عنه الحسين بن مصعب بن زريق المروزي من رواية أبي بشر أحمد بن محمّد بن

__________________

(١) بالأصل : «أبو» تصحيف والتصويب عن م ، و «ز».

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٧٩.

(٣) بالأصل : بدون إعجام ، والمثبت عن «ز» ، وفي المختصر : «أكلت» وفي م : «أكلت» والمثبت يوافق جمهرة ابن حزم ، وفيها : أكلب.

(٤) ترجمته وأخباره في :

جمهرة ابن حزم ص ٤٠٤ ، وتاريخ الطبري (الفهارس) ، والكامل لابن الأثير (الفهارس) ، والبداية والنهاية (الفهارس) ، والأعلام للزركلي ٥ / ١٩١.

(٥) مضى التعريف بها.

(٦) في معجم البلدان : شير نخجير ، قال ياقوت : وبعضهم يقول : شير نخشير يجعل بدل الجيم شينا معجمة ، من قرى مرو.

٢٩٧

عمرو عن أبيه وعمه عن أبيهما عن جدهما عن الحسين بن مصعب ، وأبو بشر ليس بثقة.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنبأنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن محمّد بن رامين الأستراباذي ، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد العزيز الجرجاني ، أنبأنا أبو بشر أحمد بن محمّد بن عمرو المروزي ، حدّثنا أبي وعمي ، قالا : حدّثنا أبي عن جدي ، حدّثنا الحسين بن مصعب بن زريق قال :

سمعت قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان بن سنبس (١) الطائي من قرية شير نخشير يحدث عن أبيه ، عن خالد بن معدان ، عن أم الدّرداء ، عن أبي الدّرداء قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما شيء في الميزان أثقل من خلق حسن» [١٠٥٤٢].

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أحمد بن الفضل بن محمّد ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد الله بن مهدي السّيّاري قال : قال جدي أحمد بن سيّار.

في أسماء النقباء الاثني عشر وكلّهم من مرو : سبعة من العرب ، وخمسة من الموالي ، فأما السبعة من العرب منهم : أبو عبد الحميد قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان بن سمير (٢) ابن قبيس بن كلب (٣) بن سعد بن عمرو ـ وهو الصامت ـ بن تميم بن مالك بن سيف بن سودان الطائي من ربع خرفار (٤) من قطان شير نخشير.

قال غيره في نسبه : سنبس بدل شمس وهو الصواب.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (٥) ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني هارون بن سفيان ، حدّثني أبو نعيم ، حدّثني رجل من طيّىء عن أبيه قال :

إني لواقف مع قحطبة وأخيه وهم يقاتلون ابن هبيرة قال : فمرّ بهم رجل فقال له بعضهم : ممن الرجل؟ قال : من طيّىء والحمد لله ، قال : يقول قحطبة ما يسر هذا أن يكون قرشيا.

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» هنا : «سنبس» وقد تقدم : شمس.

(٢) كذا بالأصل هنا : «سمير بن قبيس» وفي «ز» : «سمير بن قيس» ومثلها في م.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أكلب.

(٤) كذا بالأصل ، وفي م : «ربع حزفار» وفي «ز» : «ربع حرفان».

(٥) الأصل : «اللبناني» وفي م : «القتباني» ، والتصويب عن «ز».

٢٩٨

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة (١) ، حدّثني محمّد بن معاوية ، عن بيهس بن حبيب قال :

أصابت قحطبة طعنة في وجهه فوقع في الفرات فهلك ، ولا نعلم به ولا يعلمون ـ يعني ـ في المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

قال خليفة : قحطبة زياد بن شبيب ، قحطبة لقب له.

آخر الجزء الرابع بعد الأربع مائة من الأصل (٢)(٣).

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٩٩ (ت. العمري).

(٢) من قوله : آخر الجزء ... إلى هنا سقط من م.

(٣) كتب بعدها في «ز» :

بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة ابن القاسم علي بن الحسن بن هبة الله فسمعه ابني محمّد بن القاسم وكتب العالم في تاسع شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة ه.

سمع جميعه على مؤلفه سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الثقة ثقة الدين صدر الحفاظ ناصر السنة محدّث الشام أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي أيّده الله ابنه أبو الفتح الحسن والشيخ الفقيه الإمام جمال الدين أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سعد الله الحتفي والشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن بركة بن خلف بن كرما الصالحي وشمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ والأخوان زين الدولة وأبو علي الحسين وقرأ نصفه الآخر أخوه شمس الدين أبو عبد الله محمّد ابنا المحسن بن الحسين بن أبي الضياء والشيخ الفقيه ثقة الدين أبو الثناء مكمود بن غازي بن محمّد وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان وأبو المحاسن سليمان أبو البيان ابنا الفضل بن الحسين بن سليمان ويوسف بن أبي الحسين بن أحمد وإسماعيل ابن حماد الدمشقي وإبراهيم بن طوق ابنا غازي بن سليمان وإبراهيم بن مهدي بن علي ومحسن بن سراج بن محسن الشواغرة وعثمان بن يوسف بن جوهر وحمزة بن إبراهيم بن عبد الله الجوهري وبركاسا بن فرحا وزير قربون الديلمي وأبو الحسين بن علي بن خلدون ورمضان بن علي بن أبي الفرج وعمر بن كام بن عبد الله السراج وأبيه عبد الرزّاق وأبو عبد الله بن فضائل بن أبي الفتح الأنصاري وبركات بن يوسف بن عبد الله وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وكاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وأبو القاسم ابن سيل وستيكن بن عبد الله عتيق بن أبي عقيل وقرأ نصفه الأول القاضي الإمام بهاء الدين أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى والشيخ الأمين أبو المفضل يحيى بن الفضل بن الحسين بن سلمان سمع نصفه الأول وأبو بكر بن يحيى بن علي بن مؤمل وعبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار وعين الدولة بن اللمس ابن كمستكين وعمر بن أبي عبد الله بن أبي الفضل الموازيني وخضر بن أبي سعيد بن أبي زيد وإسماعيل بن إبراهيم بن محبوب وياقوت بن عبد الله عس السلار بن كنيار ونعمة بن سالم بن نعمة وعبد الغني بن عبد الله بن سليمان المغربي وعبدان بن علي بن طلائع وريحان بن عبد الله عتيق بن أشليها وسمع نصفه الآخر يوسف بن طوق بن غازي الشاغوري وعمر بن عبد الله الأندلسي وأبو الفتح صالح بن خلف وعشائر بن عطاف بن هبة

٢٩٩

__________________

الله ومحمّد بن كامل بن سالم الشاغوري وأبو القاسم بن عبد الصّمد بن علي وذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس الحادي والعشرون من ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة بالجامع بدمشق هـ.

سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الحافظ الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنّة محدّث الشام أبي محمّد القاسم بن شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيّده الله بتوفيقه بقراءة القاضي الفقيه بهاء الدين أبي المواهب الحسن وقد قرأه على مصنفه رحمه‌الله فسمع أخوه القاضي أبو القاسم الحسين ابنا أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبيان وأبو العباس أحمد بن علي بن تقلا السلمي وأحمد بن ناصر ابن طعان الطريفي وأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأنصاري وأبا عبد الله محمّد بن علي بن محمّد الحلبي ومحمّد بن ميمون بن مالك الأنصاري ومحمّد بن علي بن عساكر العربي ومحمّد بن عبد الله المغربيون والحسن ابن علي بن إبراهيم الأنصاري وأبو علي الحسن بن علي بن الحسين الشقسيني وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني وأبو الحسين بن علي بن هبة الله بن خلدون وأبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الدومي وعثمان بن أبي القسم بن عبد الباقي الضرير ومثبت الأسماء إبراهيم بن يوسف بن محمّد المغافري النولي وسمع أكثره أبو يعلى حمزة بن أبي الفضل بن أبي الفوارس الصفار والعميد عبد الواحد بن أبي البركات ابن أبي الخير الصفّار وفادح بن حامية بن رافع ومحمود بن تمام بن محمود الضرير وأبو حفص عمر بن محمّد بن أحمد الغرناطي وذلك في مجالس آخرها في العشر الأوسط من شعبان سنة تسع وسبعين وخمسمائة بمدينة دمشق حرسها الله والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمّد وآله وصحبه وأزواجه ومحبيهم بإحسان إلى يوم الدين وصبح وثبت.

بلغ من أول الجزء إلى آخره سماعا على الشيخ الأجلّ الإمام الأوحد العالم الثقة الحافظ البارع بهاء الدين شمس الحفّاظ ناصر السنّة زين الأئمة ثقة الثقات معتمد الرواة جمال الإسلام محدّث الشام أبي محمّد القاسم بن الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي أيّده الله ولده أبو القاسم علي بن القاسم والشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي وابناه أبو الحسين بقراءته وأبو الحسين إسماعيل وفتاهم فرج الحلبي والشيخ أبو علي بن علي بن عبد الوارث التونسي وأبو محمّد عبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد الشفعي وعلي بن عمر بن عثمان الصقلي وعليم معمر بن عبد السّلام البخاتي وعلي بن أبي بكر بن أبي القاسم بن هود الأندلسي وأبو علي محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الحسني الغرناطي وأبو سعيد خلف بن محمّد بن شهدون التوزري وإبراهيم بن سليمان بن إبراهيم الصفار وأبو الفتح نصر الله بن عبد النعمان بن أبي الوقار وعمر بن عيسى بن معالي الدمشقي وأبو الفضل جعفر أبو عبد الله بن موسى الأزدي وإسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنصاري ابن المعروف بن الأنماطي وهذا خطه وسمع بعضه من سمع له فيه في نسخة الفرع في مجلسين آخرهما ثالث عشر من ذي القعدة سنة خمس وستمائة. ه.

سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجلّ الثقة الأصل شهاب الدين أبي المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين ابن سليمان أدامه الله الجنة بسنده فيه فيه بقراءة الإمام العالم الحافظ محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين ابن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي الولد النجيب أبو المعالي عبد الله بن الشيخ الإمام أبي طالب محمّد بن عبد الرّحمن بن صابر وأبو بكر محمّد بن الإمام العالم الحافظ تقي الدين أبي الطاهر بن إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنصاري عرف بالأنماطي وعبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي عفى الله عنه وهذا خطه وذلك في سلخ ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة بالمدرسة السينية العادلية الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمّد وآله وصحبه وسلم تسليما سمع جميع هذا الجزء على القاضي العالم الورع أبي البركات الحسن بن

٣٠٠