تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

دمه ، [قال : وندم ، فاحتمله ، قال : ولعن الله تلك البقعة التي ابتلعت دمه](١) وأوحى الله عزوجل إليها : إنّك ابتلعت دم نبيّ ، أنت ملعونة قال : فمن ثمّ لا تنشف الأرض اليوم (٢) دما ، قال : وتحوّلت تلك البقعة سباخا وما يليها من عروقها في جميع الأرضين ، وقال بعضهم : حمله ثلاثة أيام ، وقال بعضهم ثمانين يوما ، والله أعلم أي ذلك كان (٣).

قال : ثم رماه مخافة أن يتغير قال : فبعث الله عزوجل غرابين فوقع أحدهما على جيفة ليأكل منها ، وجاء الآخر يحول بينه وبين أكله ، فأقبلا يقتتلان فقتل المانع الآكل ، فلما قتله بحث الأرض برجليه ، ثم جرّه بمنقاره فألقاه في الحفرة وحثا (٤) عليه التراب ، فقال عند ذلك قابين : (يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)(٥) فحثا (٦) عليه التراب ودفنه فكان أول قتيل استشهد في الدنيا ، وأول دم أهريق ظلما على وجه الأرض.

قال : فأتاه نداء من السماء : يا قابين ما فعل أخوك؟ قال : لا أدري أرقيبا كنت عليه قال : قتلته لعنك الله ، قال : فهرب من الصوت ، فاختلط بالوحش ، وكانت الوحش إذ ذاك مستأنسة بابن آدم ، فألقى الله عزوجل عليه الجوع فكان يأخذ الظبية والوعلة فيشدخ رأسها ويأكلها ، فمن ثمّ حرّمت الموقوذة ، فنفرت الوحوش يومئذ واستوحشت من ابن آدم.

قال : فبعث الله عزوجل ملكا فأخذه فضمّ رجله اليمنى إلى اليته اليسرى ورجله اليسرى إلى اليته اليمنى ثم علّقه في عين الشمس ، وأحاط عليه سبع حظائر من حظائر النار ، فإذا كان أيام الصيف كان من أشدّ الناس حرّا ، وإذا كان أيام الشتاء كان من أشد الناس زمهريرا ، فعذّبه الله بذلك ثمانين سنة ثم ألقاه الله عزوجل إلى الأرض وعليه تلك الحظائر وأوحى الله إلى الأرض أن انخسفي به ، قال : فأخذته الأرض إلى كعبيه ، فقال : يا ربّ ، قل للأرض أن لا تعجل ، فقال : لا تعجلي ، فقال : يا ربّ ، ارحمني ، قال : إنّما أرحم كل رحيم ، خذيه ، قال : فأخذته إلى ركبتيه ، قال : يا ربّ قل للأرض لا تعجلي ، فقال : يا ربّ تنزع اسما من

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م ، وز.

(٢) فوقها ضبة في «ز».

(٣) وفي تفسير القرطبي أنه حمله مائة سنة ، وقيل حتى أروح وقيل : حمله على ظهره سنة ، وقال آخرون حمله مائة سنة. راجع البداية والنهاية ١ / ١٠٥.

(٤) في «ز» : وحتى.

(٥) سورة المائدة ، الآية : ٣١.

(٦) في «ز» : فحثى.

٤١

أسمائك ، وقال بعضهم : تمحو اسما من أسمائك بخطيئتي ، سميت نفسك الرّحمن فارحمني ، قال : ويحك إنّما أضع رحمتي على كل رحيم ، فقال للأرض خذيه ، فأخذته إلى وسطه ، فقال : يا ربّ قل للأرض لا تعجلي : قال الله عزوجل لها : لا تعجلي ، قال : يا ربّ إن كنت عصيتك فقد عصاك من هو خير مني أبي آدم ، خلقته بيدك ، ونفخت فيه من روحك ، وأسجدت له ملائكتك ، وأسكنته جنتك ، قال : أوما علمت ما صنعت به ، أخرجته من ملكوت السماء إلى هوان الأرض ، وفرضت عليه الشقوة في العيشة وعلى ولده ، ثم قال للأرض : خذيه فأخذته إلى صدره ، فقال : يا ربّ قل للأرض أن لا تعجلي ، قال الله عزوجل : لا تعجلي ، قال : يا ربّ إن أبي آدم أخبرني أنّك خلقت مائة رحمة فرحمة منها قسمتها بين خلقك بها تعطف البهائم على أولادها ، وبها ترزق الخلائق ، وبها تتراحم الطير في جو السماء والسباع على أولادها ، وبها تتراحم فيما بينهم وادّخرت تسعة وتسعين في خزائن عرشك ، فإذا كان يوم القيامة ضممت (١) هذه الواحدة إليها فأكملتها مائة حتى إنّ إبليس الأبالسة ليتطاول لها رجاء أن يناله منها شيء فلا تخيبني منها ، وقال بعضهم : فما لي فيها نصيب ، قال الله : ويحك كيف أرحمك ولم ترحم أخاك؟ وقال للأرض : خذيه ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب ـ إذنا ـ حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن محمّد التميمي ـ لفظا ـ أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد الله الرازي ، أنبأنا أبو الميمون ـ إجازة ـ حدّثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا عبد الرّحمن بن بشير ، عن محمّد بن إسحاق ، عن موسى بن محمّد بن علي بن حسين ، عن أبيه أنه سئل عن ابن آدم القاتل ، فقال : جعل مع عين الشمس.

أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ـ لفظا ـ أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزقوية ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ، وأحمد بن سندي بن الحسن ، قالا : حدّثنا الحسن بن علي القطان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطار ، أنبأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال : وأخبرني حكيم بن زيد ، عن بهر بن حكيم أو غيره ـ الشك من أبي حذيفة ـ إسحاق بن بشر أنه قال :

__________________

(١) بالأصل : ضميت ، والمثبت عن م و «ز».

٤٢

إن قابين عاش حتى ولد له الأولاد ثم أهلكه الله (١) بعد ذلك ، وإن آدم نفى ولده عن ولده ، وأمر ولده بمفارقتهم ، وترك خلطتهم (٢) ، فالله أعلم.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد الله ، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد ابن مهرابزد النحوي ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا أبو عرفجة ، حدّثنا ابن بشار ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي ، حدّثنا سفيان.

ح قال : وحدّثنا أبو عروبة ، حدّثنا ابن وكيع ، عن أبيه ، عن سفيان.

ح قال : وحدّثنا أبو عروبة ، حدّثنا ابن وكيع ، حدّثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عبد الله ابن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لا تقتل نفس ظلما إلّا كان على ابن آدم كفل (٣) من دمها. لأنه أوّل من سنّ القتل» [١٠٤٨٦].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد الشيباني ، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي القاضي ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن زنجي الكاتب ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمّد بن عبد الله بن نمير ، وإبراهيم بن عبد الله الهروي ، وعلي بن المديني ، قالوا : حدّثنا أبو معاوية.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو القاسم التّنوخي ، قال : حدّثناه إسماعيل ابن محمّد ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان ، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ما من نفس تقتل ظلما إلّا كان على ابن آدم الأول» ـ زاد في حديث أبي معاوية : والشيطان : وقالا : ـ كفل من دمها وذلك بأنه أوّل من سنّ القتل» (٤).

فصل حديث أبي معاوية عن الآخر.

وأخبرناه أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

__________________

(١) في م و «ز» : الله عزوجل.

(٢) فوقها في «ز» : ضبة.

(٣) الكفل : بالكسر ، الضعف ، والنصيب والحظ (القاموس).

(٤) البداية والنهاية ١ / ١٠٤ ـ ١٠٥.

٤٣

وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن طلحة ، وأم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالا : أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنبأنا أبو يعلى ، حدّثنا أبو خيثمة ، حدّثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة الهمداني (١) ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ما من نفس تقتل ظلما إلّا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه سنّ القتل» [١٠٤٨٧].

أخبرنا (٢) أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أبو بكر بن مالك ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي (٣) ، حدّثني أبو معاوية ، حدّثنا الأعمش (٤).

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا أبو بكر المغربي ، أنبأنا أبو بكر الجوزقي ، أنبأنا مكي بن عبدان ، حدّثنا عبد الله بن هاشم ، حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش.

عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لا تقتل نفس ظلما إلّا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ، لأنه كان أول من سنّ القتل» [١٠٤٨٨].

قال الجوزقي : أنبأنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن إسحاق ، ومحمّد بن عبد الله بن أحمد الأصبهانيان ، قالا : حدّثنا أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيّب ، حدّثنا أبو بدر (٥) شجاع بن الوليد ، حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش ، عن عبد الله بن مرة.

ح قال : وأنبأنا الجوزقي ، أنبأنا مكي بن عبدان ، حدّثنا عبد الله بن هاشم ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي ، حدّثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه (٦).

أخبرنا (٧) أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنبأنا (٨) عبد الرّحمن بن أحمد (٩) بن الحسن ،

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الهمذاني.

(٢) كتب فوقها بالأصل : ملحق.

(٣) رواه أحمد بن حنبل في مسنده ٢ / ٢٤ رقم ٣٦٣٠ وعن أحمد في البداية والنهاية ١ / ١٠٤ ـ ١٠٥.

(٤) كتب فوقها بالأصل : إلى.

(٥) كذا بالأصل وم : «أبو بدر شجاع بن الوليد» وفي «ز» : أبو زيد ابن شجاع بن الوليد.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : مثله.

(٧) كتب فوقها بالأصل : ملحق.

(٨) في م : «أنا» وفي «ز» : «ابن» تصحيف.

(٩) في م : «عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين» وفي «ز» : عبد الرحمن بن محمد بن الحسين».

٤٤

حدّثنا جعفر بن عبد الله بن فناكي (١) ، حدّثنا محمّد بن هارون الروياني ، حدّثنا ابن إسحاق ـ يعني ـ الصّغاني ، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن روح بن جناح ، عن الوليد بن فلاس (٢) الجوزجاني ، عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ما من نفس تقتل ظلما إلّا كان على ابن آدم كفلان من الوزر ، لأنه أوّل من سنّ القتل» (٣) [١٠٤٨٩].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنبأنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الرفاء ـ بجرجان ـ حدّثنا محمّد ـ يعني ـ ابن حميد ، حدّثنا سلمة بن الفضل ـ قاضي الري ـ عن ابن إسحاق ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أشقى الناس رجلان : عاقر الناقة ـ ناقة ثمود ـ وابن آدم الذي قتل أخاه ، ما يسفك على الأرض دم إلّا لحقه منه شيء لأنه أوّل من سنّ القتل» [١٠٤٩٠].

أخبرنا (٤) أبو القاسم النسيب (٥) ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني عبد الملك بن عمر الرّزّاز (٦) ، ومحمّد بن عبد الملك القرشي ، قالا : أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبو بكر الشافعي محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدة (٧) النيسابوري ، حدّثنا أبو نصر أحمد بن علي بن صالح المصري ـ يعرف بنفطويه (٨) ـ حدّثنا عمي (٩) عبيد الله بن صالح ، حدّثنا أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث ، حدّثنا محمّد بن يحيى النيسابوري ، حدّثنا عفّان ، حدّثنا همام (١٠) ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو قال : ابن آدم الذي قتل أخاه يقاسم أهل النار قسمة صحاحا.

وقد وقع لي أعلى من هذا (١١).

__________________

(١) في «ز» : مناجي.

(٢) كذا بالأصل ، وفي م : «قلال» وفي «ز» : «فلان» وفوقها ضبة.

(٣) كتب فوقها بالأصل : إلى.

(٤) كتب فوقها بالأصل : ملحق.

(٥) في م : «المسيب» تصحيف ، وسقطت اللفظة من «ز».

(٦) في م و «ز» : الوراق.

(٧) في «ز» : صبرة.

(٨) في م : نفطويه ، وفوقها ضبة ، وفي «ز» : يعرف بفطوم.

(٩) في م : «محمد» وسقطت اللفظة من «ز».

(١٠) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : إبراهيم.

(١١) كتب فوقها بالأصل : إلى. وفي «ز» : «مثل هذا» بدل «أعلى من هذا» وقوله : وقد وقع لي أعلى من هذا سقط من م ، ومكانه فيها : موقوف.

٤٥

أخبرناه أبو القاسم الشحامي (١) ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو جعفر الرّزّاز ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر ، حدّثنا عفان ، حدّثنا همّام ، حدّثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو.

أن ابن آدم الذي قتل أخاه يقاسم أهل النار نصف عذاب جهنم قسمة صحاحا. موقوف (٢).

أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزقوية ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، وأحمد بن سندي ، قالا : حدّثنا الحسن بن علي القطان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، أنبأنا إسحاق بن بشر ، عن مقاتل بن سليمان ، وجويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس.

أنّ فيهما نزلت : (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ)(٣) ـ يعني ـ من أجل قابيل وهابيل (كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ) في التوراة (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً) محرمة (بِغَيْرِ نَفْسٍ) لم يستوجب قتلا من قود ولا ارتداد ولا زنا بعد إحصان (فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) هو لا عقاب له إلّا النار بمنزلة من قتل الناس جميعا (وَمَنْ أَحْياها) فعفا عن القاتل أو فداه (فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)(٤) ليس له ثواب إلّا الجنّة.

قال إسحاق : وقال هؤلاء بإسنادهم.

أن هذه الآية نزلت فيه وفي إبليس قالوا : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ)(٥) فقابيل وإبليس هما مقرونان في أسفل جهنم فنصف عذاب أهل الدنيا على قابيل ومثل عذاب الدنيا على إبليس ، لأن إبليس أوّل من سنّ الكفر ، وقابيل أوّل من سن القتل ، فليس يقتل أحد ظلما من المشركين أو من المعاهدين أو من المسلمين إلّا كان مثل وزره على قابيل ، وليس أحد يكفر إلّا كان مثل وزره على إبليس ، قال : فلما انصرف آدم سأل [عن](٦) ولده ، ثم سأل عن هابيل وقابيل فقالوا : قتل قابيل (٧) هابيل ، قال : لعنه الله ، قال : فأوحى الله إليه : إنّي قد لعنته.

__________________

(١) في م : الصغاني ، تصحيف.

(٢) زيد بعدها في «ز» : كذا.

(٣) سورة المائدة ، الآية : ٣٢.

(٤) سورة المائدة ، الآية : ٣٢.

(٥) سورة فصلت ، الآية : ٢٩.

(٦) سقطت من الأصل وأضيفت للإيضاح عن م ، و «ز».

(٧) سقطت من «ز».

٤٦

أخبرنا (١) أبو بكر محمّد بن علي (٢) بن عمر الكابلي ، وأبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد الله بن مندويه ، وأبو المطهّر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري ، وأبو غالب الحسن بن محمّد بن علي بن عالي (٣) بن علوكة ، قالوا : أنبأنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر بن محمّد بن إبراهيم الصيرفي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشّاب ، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن دكة العدل ، حدّثنا أبو حفص عمرو (٤) بن علي ، حدّثنا يحيى ابن سعيد ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن مالك بن حصين بن عقبة الفزاري عن أبيه ، عن علي في قوله : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) قال : إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن الشّرابي ، قالا : أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا محمّد بن يوسف ابن بشر ، أنبأنا محمّد بن حمّاد ، أنبأنا عبد الرزّاق ، أنبأنا الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن مالك بن حصين ، عن (٥) عقبة المرادي عن أبيه.

أن علي بن أبي طالب سئل عن الكلاب فقال : أمة من الأمم لعنت فجعلت كلابا ، وسئل عن قوله : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) قال : هو ابن آدم الذي قتل أخاه ، وإبليس.

قال : وأنبأنا عبد الرزّاق ، أنبأنا معمر ، عن قتادة في قوله : (أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) قال : هو الشيطان ، وابن آدم الذي قتل أخاه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر ، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي ، حدّثنا عمرو (٦) بن هاشم البعلبكي ، حدّثنا سويد

__________________

(١) فوقها في م : «ح» بحرف صغير.

(٢) بالأصل : «بن علي» مكررة ، والمثبت يوافق م ، و «ز» ، وقارن مع المشيخة ١٩٩ / ب.

(٣) بالأصل : عالى ، وغالي في م ، و «ز» ، وفي المشيخة ٤٧ / ب «عالي».

(٤) عن م و «ز» ، وبالأصل : عمر.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وم ، وكتب على هامشها : «صوابه : ابن عقبة» وقد مرّ صوابا في الرواية السابقة.

راجع ترجمة حصين بن عقبة الفزاري الكوفي في تهذيب الكمال ٥ / ١٢ وقد ذكر من الرواة عنه ابنه مالك. وأن حصين روي عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، ولم يذكر في نسبه : المرادي.

(٦) فوقها في م : ضبة ، علامة على اضطرابه ، وسينبه المصنف إلى أنه : محمد بن هاشم.

٤٧

ابن عبد العزيز ، عن داود بن عيسى ، عن أبان بن تغلب (١) ، عن أبي المقدام ، عن حبّة العرني ، عن علي بن أبي طالب في قول الله : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا) قال : هو ابن آدم الأول ، وإبليس الأبالسة.

كذا قال ، والمحفوظ محمّد بن هاشم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر ، أنبأنا أبي أبو سعد ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي ، حدّثنا أبو عبد الله (٢) المخزومي ، حدّثنا سفيان ، عن مسلم الأعور ، عن حبّة العرني قال : سئل علي ما قوله تعالى : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) قال : هو ابن آدم القاتل ، وإبليس الأبالسة.

أخبرنا (٣) خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى (٤) القاضي ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا أبو محمّد إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد الله العسقلاني ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد الجندري (٥) ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن أبان بن شداد ـ قراءة عليه ـ حدّثنا أبو الدرداء هاشم بن محمّد الأنصاري ، حدّثنا عمرو بن بكر السكسكي عن الربذي (٦) موسى بن عبيدة ، عن محمّد بن كعب القرظي عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من هجر أخاه سنة لقي الله بخطيئة قابيل بن آدم لا يفكه شيء دون ولوج النار» (٧) [١٠٤٩١].

أخبرنا أبو محمّد بن صابر ـ إذنا ـ أنبأنا أبو الحسين بن الحنّائي ، أنبأنا محمّد بن علي الحداد ، أنبأنا عبد الوهّاب بن عبد الله بن الجبّان (٨) ، وعلي بن موسى بن السمسار ، قالا : أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا أبي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الترمذي ، حدّثنا أيوب بن سليمان بن بلال ، عن عبد الملك بن قدامة ، عن عبد الله بن دينار ، حدّثنا أبو أيوب اليماني.

أن رجلا من قومه يقال له عبد الله ركب في البحر في نفر من قومه ، فأظلم عليهم البحر ثلاثا ثم انجلت (٩) تلك الظلمة وهم فيها ، فإذا قرية على البحر ، فخرج يستقي الماء ، فإذا

__________________

(١) في «ز» : ثعلب ، تصحيف.

(٢) في م و «ز» : عبيد الله.

(٣) كتب فوقها بحرف صغير : «س».

(٤) في م : «نجل» وفوقها ضبة.

(٥) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي «ز» : الحيدري.

(٦) الأصل وم : «الرندي» وفي «ز» : «الزيدي» كله تصحيف.

(٧) كتب بعدها في م : سمعته من القاضي.

(٨) بدون إعجام بالأصل ، وفي م : «الحياني» وفي «ز» : «الحباب» تصحيف.

(٩) بالأصل : «بحلت» وفي م : «تجلت» والمثبت : انجلت» عن «ز».

٤٨

القرية وإذا أبواب مغلّقة ، فجعل يهتف ، فلم يجبه أحد ، حتى طلع عليه فارسان ، تحت كل فارس منهما قطيفة بيضاء فقالا له : يا عبد الله ما لك؟ وما أنت؟ وما أمرك؟ فأخبرهما خبره وما أصابهم من الظلمة في البحر ، وأنّي خرجت أطلب الماء ، فناديت في هذه القرية ، فلم يجبني أحد ورأيت أبوابا مغلقة قالا له : يا عبد الله انطلق في هذه ، فإنها تنتهي إلى بركة فاستق منها ولا يهولنك منها ما ترى ، فمضيت في السكة حتى انتهيت إلى بركة فيها ماء ، فإذا رجل معلّق بين السماء والأرض ولا أرى ما عليه ، وهو يتناول الماء فلا يناله ، فلما رآني هتف بي وقال : يا عبد الله اسقني ، قال : فغرفت بالقدح ماء فذهبت أناوله ، قال : فقبضت يدي قال : قلت : يا عبد الله غرفت بالقدح لأسقيك فقبضت يدي ، فأخبرني من أنت؟ قال : أنا قابيل بن آدم ، وأنا أوّل من سفك ماء في الأرض.

قال : وقد كنت سألت الفارسين عن البيوت التي تتجلجل (١) فيها الريح وهي مغلّقة الأبواب ، قالا : فيها أرواح المؤمنين.

وروي عن عبد الملك بن قدامة من وجه آخر :

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنبأنا أبو علي الحسين بن صفوان ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبيد ، حدّثني أبو يعقوب التميمي يوسف بن يعقوب ، حدّثنا ابن أخي عبد الله (٢) بن وهب ، وابن أبي ناجية جميعا قالا : حدّثنا زياد بن يونس الحضرمي عن عبد الملك ابن قدامة (٣) ، عن (٤) عبد الله بن دينار ، عن أبي (٥) أيوب اليماني.

عن رجل من قومه يقال له عبد الله أنه ونفر من قومه ركبوا البحر ، وأنّ البحر أظلم عليهم أياما ، ثم انجلت عنهم (٦) تلك الظلمة ، وهم قرب قرية. قال عبد الله : فخرجت التمس الماء ، فإذا أبواب مغلّقة تجأجأ فيها الريح فهتفت فيها فلم يجبني أحد ، فبينما أنا على ذلك إذ طلع عليّ فارسان تحت كلّ واحد منهما قطيفة بيضاء ، فسألاني عن أمري ، فأخبرتهما

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : تتخلخل.

(٢) ما بين الرقمين سقط من «ز» ، وهو مثبت في م كالأصل.

(٣) ما بين الرقمين سقط من «ز» ، وهو مثبت في م كالأصل.

(٤) كتب في «ز» فوق الكلام بين السطرين.

(٥) بالأصل : «ابن» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٦) بالأصل : «عليهم» والمثبت عن م و «ز».

٤٩

الذي أصابنا في البحر ، وأنّي خرجت أطلب الماء ، فقالا لي : يا عبد الله اسلك في هذه السكة ، فإنك ستنتهي إلى بركة فيها ماء ، فاستق (١) منها ولا يهولك ما ترى فيها ، قال : فسألتهما عن تلك البيوت المغلّقة التي يجأجأ فيها الريح فقالا : هذه بيوت فيها أرواح الموتى ، قال : فخرجت حتى انتهيت إلى البركة ، فإذا فيها رجل معلّق مصوب (٢) على رأسه يريد أن يتناول الماء بيده وهو لا يناله ، فلمّا رآني هتف بي وقال : يا عبد الله اسقني ، قال : فغرفت بالقدح لأناوله إياه فقبضت يدي فقال لي : بلّ العمامة (٣) ثم ارم بها إليّ ، فبللت العمامة (٤) لأرمي بها إليه فقبضت يدي فقلت : يا عبد الله قد رأيت ما صنعت ، غرفت بالقدح لأناولك فقبضت يدي ، وبللت (٥) العمامة لأرمي بها إليك فقبضت يدي ، فأخبرني ما أنت؟ فقال : أنا ابن آدم ، أنا أول من سفك دما في الأرض.

كتب (٦) إليّ أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر. ثم حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري (٧) ، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري (٨) ، أنبأنا أبو الحسن بن القزويني ، وأبو إسحاق البرمكي (٩).

قالا : أنبأنا محمّد بن العباس الخزّاز ، أنبأنا عبيد (١٠) الله بن عبد الرّحمن السكري ، أنبأنا عبد الله بن مسلم الدّينوري.

في حديث كعب أن عمر قال لأيّ ابني آدم كان النسل (١١)؟ قال : ليس (١٢) لواحد منهما نسل ، أما المقتول فدرج (١٣) ، وأما القاتل فهلك نسله في الطوفان ، والناس من بني نوح ، ونوح من بني شيث بن آدم.

حدّثنيه (١٤) سهل بن محمّد عن الأصمعي ، عن مسلمة بن علقمة المازني (١٥).

__________________

(١) بالأصل وم : «فاستقي» تصحيف ، والتصويب عن «ز».

(٢) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي «ز» : «مصور» وفوقها ضبة.

(٣) في «ز» : القمامة.

(٤) في «ز» : القمامة.

(٥) في «ز» : وتلك القمامة.

(٦) كتب فوقها بالأصل وم : ملحق.

(٧) في «ز» : «ثم حدثني أبو بكر الصديق قرئ بهذا الأنصاري» وفي م بياض مكان «المبارك بن أحمد».

(٨) في م : العبودي وفوقها ضبة.

(٩) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الترمذي.

(١٠) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عبد الله.

(١١) في م : السبيل ، تصحيف.

(١٢) في «ز» : «لبو» وفي م : «لسر» وفوقها ضبة.

(١٣) ما بين الرقمين مكانه بياض في «ز» وكتب على هامشها : مقطوع بالأصل.

(١٤) ما بين الرقمين مكانه بياض في «ز» وكتب على هامشها : مقطوع بالأصل.

(١٥) كتب بعدها بالأصل : إلى.

٥٠

ذكر من اسمه قاسم

٥٦٤٨ ـ قاسم بن أحمد بن كراز

حكى عن أماجور (١) أمير دمشق.

حكى عنه أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المرّي الدمشقي.

٥٦٤٩ ـ قاسم بن إسماعيل بن عرباض

 أبو محمّد

سمع : أبا بكر محمّد بن تمام الحمصي بدمشق ، وأبا صالح القاسم بن الليث بن مسرور الرسعني (٢).

روى عنه : أبو زيد ذكوان بن الحسن التّنّيسي ، وأبو بكر محمّد بن علي بن عيسى الخبّاز الفقيه.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنبأنا أبو الطاهر المشرف بن علي بن الخضر بن عبد الله بن التّمّار ـ إجازة ـ أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الصوّاف ، أنبأنا أبو زيد ذكوان بن الحسن بن محمّد بن عبيد التّنّيسي ، حدّثنا أبو محمّد القاسم بن إسماعيل بن عرباض ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن تمّام الحمصي ـ بدمشق ـ حدّثنا يزداد بن جميل أبو ثوبان ، حدّثنا عبد الملك بن إبراهيم ، حدّثنا شعبة بن الحجّاج ، عن منصور والمغيرة ، والأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) بدون إعجام في «ز» ، وفوقها ضبة.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ١٤٤.

٥١

«خيركم قرني ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يكون قوم تسبق شهادتهم أيمانهم ، وأيمانهم شهادتهم» [١٠٤٩٢].

أخبرناه أعلى من هذا بأربع درجات أبو القاسم الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (١) ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يأتي بعد ذلك قوم تسبق شهادتهم» (٢) أيمانهم ، وأيمانهم شهادتهم» (٣) [١٠٤٩٣].

قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، عن سهل بن بشر بن أحمد ، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله الكسائي الهمداني (٤) ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن عيسى الخباز الفقيه ، حدّثنا أبو محمّد القاسم بن إسماعيل بن عرباض ، حدّثنا أبو صالح القاسم بن الليث بن مسرور الرّسعني ، حدّثنا أبو محمّد المعافى بن سليمان الحرّاني ، حدّثنا أبو يحيى فليح بن سليمان المديني ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة.

أنهم خرجوا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض مغازيه فأرملوا (٥) ، فجاءه أناس يسألونه في نحر إبلهم ، فأذن لهم ، فجاءه عمر بن الخطّاب فقال : يا رسول الله ، إبلهم تحملهم وتبلغهم عدوّهم وترجعهم ، بل ادع يا رسول الله بعيرات (٦) الزاد ، فادع فيها بالبركة ، قال : «أجل» ، فدعا بعيرات (٧) الزاد ، فجاء الناس بما بقي معهم فخلطه بيده فدعا فيه بالبركة ، ثم دعاهم بأوعيتهم فملئوا كلّ وعاء ، ففضل فضل كثير فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ذلك : «أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي عبده ورسوله ، من لقي الله بهما غير شاكّ دخل الجنّة» [١٠٤٩٤].

أخبرناه (٨) عاليا أبو العزّ بن كادش ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو حفص بن الزيات ، أنبأنا جعفر الفريابي قال : قرأت على أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قلت :

__________________

(١) رواه أحمد بن حنبل في مسنده ٢ / ١٥ رقم ٣٥٩٤.

(٢) في مسند أحمد : شهاداتهم.

(٣) في مسند أحمد : شهاداتهم.

(٤) بالأصل : الهمداني ، بالدال المهملة ، والتصويب عن م و «ز».

(٥) أرملوا أي نفد زادهم.

(٦) بالأصل : «بعبرات» وبدون إعجام في م و «ز» ، وفوق الكلمة في «ز» في الموضعين ضبة إشارة إلى اضطرابها.

(٧) بالأصل : «بعبرات» وبدون إعجام في م و «ز» ، وفوق الكلمة في «ز» في الموضعين ضبة إشارة إلى اضطرابها.

(٨) كتب مقابله على هامش م : سمعته من ابن السوسي.

٥٢

حدّثكم عبد العزيز بن أبي حازم ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نزل في غزوة غزاها فأصاب أصحابه جوع ، وفنيت أزوادهم ، فجاءوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يشكون ما أصابهم ، ويستأذنونه في أن ينحروا بعض رواحلهم ، فأذن لهم ، فخرجوا فمرّوا بعمر بن الخطّاب فقال : من أين جئتم؟ فأخبروه أنّهم استأذنوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أن ينحروا بعض إبلهم ، قال : فأذن لكم؟ قالوا : نعم ، قال : فإنّي أسألكم أو أقسم عليكم إلّا رجعتم معي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرجعوا معه ، فذهب عمر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله أتأذن لهم أن ينحروا بعض رواحلهم؟ فما ذا يركبون؟ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فما ذا أصنع بهم ، ليس معي ما أعطيهم» قال عمر : بلى يا رسول الله ، تأمر من كان معه فضلّ من زاده أن يأتي به إليك فتجمعه على شيء ثم تدعو فيه ثم تقسمه بينهم ، قال : ففعل ، فدعا بفضل أزوادهم فمنهم الآتي بالقليل والكثير ، فجعله في شيء ثم دعا فيه ما شاء الله أن يدعو ثم قسمه بينهم ، فما بقي من القوم أحد إلّا ملأ ما كان معه من وعاء وفضل فضل ، فقال عند ذلك : «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّد عبده ورسوله ، من جاء بها يوم القيامة غير شاك أدخله الله الجنّة» [١٠٤٩٥].

٥٦٥٠ ـ القاسم بن حبيب الدمشقي

حدّث عن سعيد بن عمارة.

روى عنه : عبيد الله بن عمر.

ذكره المقدمي ، وذكره أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي في تاريخه (١) وأورد له رواية وقال فيها : القاسم بن حبيب قاضي دمشق.

وأظنه قاصّا لا قاضيا ، والله أعلم.

٥٦٥١ ـ القاسم بن الحسن (٢) بن محمّد بن يزيد

أبو محمّد الهمذاني (٣) الصائغ (٤)

قدم دمشق سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

__________________

(١) لم أعثر له على ترجمة في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي المطبوع.

(٢) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : الحسين.

(٣) بالأصل : الهمداني ، بالدال المهملة ، والمثبت عن م و «ز» وفي سير أعلام النبلاء : الهمداني.

(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ٤٣٢ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٥٨.

٥٣

وحدّث عن الحارث بن أسد المحاسبي ، ويزيد بن هارون ، وعبد الله بن بكر السّهمي ، وأبي سلمة موسى بن إسماعيل ، ومحمّد بن بكّار (١) بن الرّيّان ، وروح بن عبادة القيسي ، والحسين بن موسى الأشيب (٢).

روى عنه : أبو الحسن (٣) موسى (٤) بن الفيض بن محمّد الغسّاني ، وأبو محمّد عبد الله ابن أحمد بن زبر ، ومحمّد بن هارون بن محمّد المعاملي ، وأبو العباس بن مسروق ، وأحمد ابن علي الأبّار ، وأبو محمّد بن صاعد ، وأبو بكر بن مجاهد ، ومحمّد بن جعفر الخرائطي ، ومحمّد بن مخلد الدّوري ، وإبراهيم بن علي بن عبد الله البصري (٥) ، وأبو سعيد الهيثم بن كليب (٦) الشّاشي ، ومحمّد بن الفتح القلانسي ، وأبو الحسين بن المنادي ، وعلي بن إسحاق المادرائي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا أبو محمّد بن زبر ، حدّثنا القاسم بن الحسن الصائغ ، حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا ابن جريج ، أخبرني هشام بن عروة عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ـ أو قال : من الناس ـ ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يترك عالما اتّخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا» [١٠٤٩٦].

كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد يخبرني عن أبي بكر محمّد بن عبد الله بن صالح ، أنبأنا أبو منصور المظفر بن أحمد بن محمّد ، حدّثنا عبد الواحد بن بكر الورثاني ، حدّثنا يحيى ابن عبد الله العبدري ، حدّثنا محمّد بن هارون بن محمّد بن بكار ، حدّثنا القاسم بن الحسن ، حدّثنا الحارث (٧) بن أسد ، حدّثنا صدقة ، حدّثنا القاسم ، حدّثنا صاحب لنا يكنى أبا سعيد من

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : «بكران» تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١١ / ١١٢.

(٢) قوله : «والحسين بن موسى الأشيب» سقط من «ز».

(٣) في م : أبو الحسين.

(٤) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : محمد.

(٥) في «ز» : ابن سعد الله بالبصرة.

(٦) بالأصل : «كيبب» وفي م تقرأ : لعب وفوقها ضبة ، والتصويب عن «ز» ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٥٩.

(٧) أقحم بعدها بالأصل :

«بكر الورثاني ، حدّثنا يحيى بن عبد الله العبدري حدثنا محمّد بن هارون بن محمد بن بكار حدّثنا القاسم بن الحسن حدّثنا الحارث بن» والمثبت يوافق عبارة م و «ز».

٥٤

حملة القرآن قال : نمت ذات ليلة عن وردي فأريت في منامي كأن قائلا يقول لي :

عجبت من جسم ومن صحة

ومن فتى نام إلى الفجر

والموت لا تؤمن خطفاته

في ظلم الليل إذا يسري (١)

من بين منقول إلى حفرة

يفترش الأعمال في القبر

وبين مأخوذ على غرّة

بات طويل الكبر والفخر

عاجله الموت على غفلة

فمات محسورا إلى الحشر

قال : فكأنها حجر لقمتها وقالت رابعة :

صلاتك نور والعباد رقود

ونومك ضد للصلاة عنيد

وعمرك غنم ـ إن غفلت (٢) ـ ومهلة

يسير ويفنى دائما ويبيد

أخبرنا أبو الحسن (٣) بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٤) :

القاسم بن الحسن بن يزيد أبو محمّد (٥) الصائغ سمع يزيد بن هارون ، وعبد الله بن بكر السّهمي ، وأبا سلمة التبوذكي ، وقبيصة بن عقبة ، ومحمّد بن بكّار (٦) بن الريان ، روى عنه أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي ، وأحمد بن علي الأبّار ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبو بكر بن مجاهد المقرئ ، ومحمّد بن الفتح العسقلاني (٧) ، وأبو الحسين بن المنادي ، وعلي بن إسحاق المادرائي ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو الحسن أيضا ، حدّثنا ـ [و](٨) أبو منصور ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنبأنا محمّد بن عبد الواحد ، أنبأنا محمّد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع أن القاسم بن الحسن بن يزيد الصائغ مات في سنة اثنتين وسبعين ومائتين في الجانب الشرقي في شارع باب خراسان حذاء منزل بني أشكاب.

ذكر محمّد بن مخلد أنه مات في شهر ربيع الآخر ، وقال ابن قانع : مات بمصر.

__________________

(١) بالأصل وم : «يسر» والمثبت عن «ز».

(٢) كذا إعجامها بالأصل وم ، وفي «ز» : عقلت.

(٣) في م و «ز» : الحسين ، تصحيف ، والسند معروف.

(٤) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٣٢.

(٥) في تاريخ بغداد : أبو محمد الهمذاني الصائغ.

(٦) في تاريخ بغداد : بكران.

(٧) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : «القلانسي» ومرّ في أول الترجمة «القلانسي».

(٨) الزيادة لازمة للإيضاح عن م ، وفي «ز» : «وأبو منصور» وكلمة «حدثنا» قبلها سقطت من «ز».

٥٥

٥٦٥٢ ـ القاسم بن الخليل الدّمشقي

متكلّم يذهب مذهب الهشامية أصحاب هشام بن (١) عمرو الفوطي وهما ممن يقول بإمامة الفاضل ، ويصحح إمامة الصحابة (٢).

ذكره أحمد بن الحسين المسمعي في معرفة ما يحتاج الملوك إلى معرفته في أصول الدين ، وأقاويل فرق الأمة.

٥٦٥٣ ـ القاسم بن ذيال بن عامر السلمي

عم ذيال بن محمّد بن ذيال الجوبري.

حكى عن تبوك بن أحمد السّلمي.

حكى عنه أبو بكر أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي قاضي دمشق.

٥٦٥٤ ـ القاسم بن زياد بن بكر

الذي ينسب إليه الذّراع القاسمي.

كان عاملا لعمر بن عبد العزيز على غوطة دمشق ، وبقي إلى أيام هشام بن عبد الملك ، وهو الذي ماز أنهار دمشق في خلافة هشام.

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه يحيى بن حمزة قاضي دمشق.

حكى أبو الحسين الرازي أن الدار التي بحضرة دار أمّ البنين غرب كنيسة يحنّا والحمام المعروف بحمّام قاسم ، والدار التي فيها لبني شعيب وغيرهم كانت دار القاسم بن زياد صاحب المساحة يعني في القضية خارج باب الفراديس ، وبلغني أن القاسم كان حيّا سنة خمس عشرة ومائة.

٥٦٥٥ ـ القاسم بن زياد ـ أبي محمّد السفياني

ابن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

له ذكر.

__________________

(١) بالأصل وم و «ز» : «أبو» تصحيف ، وهو هشام بن عمرو الفوطي أبو محمد ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٤٧.

(٢) راجع ما جاء عن هذه الفرقة الهشامية في الفرق بين الفرق للبغدادي ص ١١٧ (ط. بيروت).

٥٦

٥٦٥٦ ـ القاسم بن سعيد بن شريح بن عذرة

يعرف بالتّجوبي التّجيبي مولاهم المصري.

كان أحد الخطباء البلغاء من أهل مصر ، وله فيهم ذكر.

ووفد على مروان بن محمّد.

روى عنه إسحاق بن الفرات.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي ، و [أبو](١) الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله ابن مندة قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس :

القاسم بن سعيد بن شريح بن عذرة مولى تجيب هو أخو معاوية بن سعيد ، روى عنه إسحاق بن الفرات ، وله وفادة على مروان بن محمّد ، فأعجبه ، وكان خطيبا (٢) بليغا ، فجعله يجيب (٣) الخطباء في الآفاق ، ولولده بقية بأفوا (٤) قرية عند الحواب (٥) من صعيد مصر.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٦) :

أما التّجوبي أوّله تاء معجمة بائنتين من فوقها وبعدها جيم وبعد الواو باء معجمة بواحدة ثم ياء فهو : معاوية بن سعيد بن شريح بن عذرة مولى بني فهم بن تجيب ، مصري ، كان هو وأخوه القاسم يكتبان في ديوان الجند بمصر ، وأخوه قاسم بن سعيد روى عنه إسحاق بن الفرات ، وله وفادة على مروان بن محمّد ، وكان خطيبا بليغا.

٥٦٥٧ ـ القاسم بن سليمان بن عبد الملك

 ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (٧)

وأمه أم يزيد (٨) بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، له ذكر.

__________________

(١) الزيادة عن م و «ز».

(٢) استدركت على هامش م.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : فجعله تجيب ، وفوقها علامة تحويل إلى الهامش ، وكتب عليه فيها : «خطيب» وبعدها صح.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «باقوا» وفي معجم البلدان : أفوى مقصور مفتوح الأول ساكن الثاني قرية من قرى كورة البهنسا من نواحي الصعيد بمصر.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الجواب ، وفوقها ضبة ، ولم أجدها باللفظين في معجم البلدان.

(٦) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٥٢٦.

(٧) راجع نسب قريش للمصعب ص ١٦٥.

(٨) نسب قريش للمصعب ص ١٣١.

٥٧

٥٦٥٨ ـ القاسم بن سلّام

 أبو عبيد البغدادي (١)

الفقيه الأديب المشهور ، صاحب التصانيف المشهورة والعلوم المذكورة.

قدم دمشق طالب علم ، فسمع بها هشام بن عمّار ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، وحدّث عنهم ، وعن جرير (٢) ، وهشيم (٣) ، وحفص بن غياث ، وأبي معاوية [الضرير](٤) وإسماعيل ابن جعفر ، ومروان بن معاوية ، وعبّاد بن عبّاد المهلّبي ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وابن عليّة (٥) ، وصفوان بن عيسى ، وزيد بن الحباب ، ومحمّد بن يونس اليمامي ، وهاشم بن القاسم ، وإسماعيل بن عيّاش ، ووكيع بن الجرّاح ، وأبي بكر بن عيّاش ، ومحمّد بن يزيد الواسطي ، ومحمّد بن أبي عدي ، وسعيد بن عبد الرّحمن الجمحي ، وأزهر بن سعد ، وإسحاق بن سليمان الرازي ، وأبي أحمد الزّبيري ، ويزيد بن هارون ، وحجّاج الأعور ، وغندر (٦) ، والأشجعي (٧) ، وقبيصة (٨) ، وعبد الوهّاب بن عطاء الخفّاف ، ومعاذ بن معاذ ، ويحيى بن سليمان الطائفي ، وعباد بن العوّام ، وكثير بن هشام ، ومحمّد بن كثير المصّيصي ، وعبد الله بن صالح ، وسعيد بن أبي مريم ، وعلي بن معبد ، وأبي الأسود النّضر بن عبد الجبّار المصريين.

روى عنه : سعيد بن الحكم بن أبي مريم ـ وهو من شيوخه ـ ومحمّد بن إسحاق الصّغاني ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، والحارث بن محمّد بن أبي أسامة ، والحسن بن مكرم البزّاز ، وأحمد بن يوسف التغلبي (٩) ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن عبد

__________________

(١) ترجمته وأخباره في ميزان الاعتدال ٣ / ٣٧١ والمعارف لابن قتيبة ص ٥٤٩ وإنباه الرواة ٣ / ١٢ ووفيات الأعيان ٤ / ٦٠ وتهذيب الكمال ١٥ / ١٤٥ وتهذيب التهذيب ٤ / ٥١٧ ومعرفة القراء ١ / ١٤١ وبغية الوعاة ٢ / ٢٥٣ البداية والنهاية (الجزء العاشر) ، والكامل في التاريخ لابن الأثير (الفهارس) ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٤١٧ وتاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٣ التاريخ الكبير ٧ / ١٧٢ والجرح والتعديل ٧ / ١١١ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٩٠.

(٢) جرير بن عبد الحميد الحماني.

(٣) هو هشيم بن بشير.

(٤) زيادة عن تهذيب الكمال وسير الأعلام.

(٥) وبن علية ، هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم ، أبو بشر الأسدي البصري. ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ١٠٧.

(٦) هو محمد بن جعفر أبو عبد الله الهذلي ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٩٨.

(٧) هو عبيد الله بن عبد الرحمن ، أبو عبد الرحمن الكوفي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٨ / ٥١٤.

(٨) هو قبيصة بن عقبة.

(٩) في «ز» : الثعلبي ، تصحيف.

٥٨

الرّحمن بن الفضل الدّارمي ، وأبو منصور نصر بن داود بن طوق ، وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن بحر العسكري ، وعبد المجيد بن إبراهيم البوشنجي ، وأبو بكر محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي وغيرهم.

أخبرنا (١) أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري الدّقاق ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي ، أنبأنا أبو عبيد القاسم بن سلّام ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الكريم أبي أمية ، عن حسان بن بلال ، عن عمّار بن ياسر.

أنه توضأ فخلّل لحيته فقيل له : تفعل هذا؟ فقال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفعله.

قال : وأنبأنا أبو عبيد ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي ريحانة ، عن سفينة صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يغتسل بالصاع ويطهّره المدّ ـ قال إسماعيل : أو قال : يتطهر بالمدّ .. [١٠٤٩٧].

قال : وأنبأنا أبو عبيد ، حدّثنا هشام بن عمّار ، عن يحيى بن حمزة ، عن أبي وهب ، عن مكحول أنه سئل عن القلوط أيتوضأ به؟ فقال : [ما](٢) لم يتغير.

قال : وقال القاسم بن مخيمرة : يتوضأ به ما جرى.

قال أبو عبيد : القلوط نهر قذر إلّا أنه جاري ، وقد رأيته.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ـ بقراءتي عليه ـ عن أبي محمّد الحسن (٣) بن علي الجوهري (٤).

ح وأخبرنا أبو الحسن (٥) علي بن أحمد بن قبيس ، حدّثنا ـ [و](٦) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٧) ، أخبرني الأزهري.

__________________

(١) كتب فوقها في م «ح» بحرف صغير.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن م و «ز».

(٣) في م : الحسين ، تصحيف.

(٤) زيد في م و «ز» : ح وحدثنا عمي ، أنا ابن يوسف ، نا الجوهري قراءة.

(٥) في م : الحسين ، تصحيف.

(٦) زيادة للإيضاح ، والسند معروف ، وكلمة : «حدثنا» قبلها ليست في م و «ز» ، وكتب مكانها «و».

(٧) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٥.

٥٩

قالا : حدّثنا محمّد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال (١) :

القاسم بن سلّام يكنى أبا عبيد ـ زاد ابن البنّا : وهو من أبناء خراسان ، وكان مؤدبا صاحب نحو وعربية ، وطلب الحديث والفقه ، وقالا : ـ ولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر ابن مالك ، ولم يزل معه ومع ولده ، وقدم بغداد ففسر بها غريب الحديث ، وصنّف كتبا ، وسمع الناس منه ، وحجّ فتوفي بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا البخاري (٢) قال (٣) :

القاسم بن سلّام أبو عبيد البغدادي ، سمع شريكا (٤) ، ويحيى القطان ، مات سنة أربع وعشرين ومائتين.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله (٥) الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

[ح](٦) قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي.

قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٧) :

القاسم بن سلّام أبو عبيد البغدادي ، روى عن شريك ، وهشيم ، ويحيى القطان ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون ، أنبأنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٣٥٥.

(٢) مطموسة بالأصل ، وفي «ز» : «النجار» والتصويب عن م ، وهذا السند معروف.

(٣) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ١٧٢.

(٤) بالأصل وم و «ز» : شريك ، والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٥) كتب فوقها في م : مساواة.

(٦) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وم و «ز».

(٧) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١١١.

٦٠