تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٧
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١
٢

ذكر من اسمه سلمة

٢٦٠٧ ـ سلمة بن أسلم بن حريش (١) بن عدي

ابن مجدعة بن حارثة بن الحارث (٢) بن الخزرج

ابن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس

أبو سعد الأنصاري صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣)

شهد بدرا ، وخرج في جيش أسامة بن زيد الذي بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل موته إلى أرض البلقاء ليدركوا آثار من أصيب بمؤتة وله رواية لا أراها متصلة.

روى عنه أبو سفيان مولى ابن أبي أحمد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٤) ، حدّثني سليمان بن داود ، عن الحصين ـ وصوابه ابن داود بن الحصين ـ عن أبيه ، عن أبي سفيان ، عن سلمة بن أسلم بن حريش قال :

رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن على الباب نريد أن ندخل على إثره فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما في البيت أحد إلّا سعد مسجّى قال : فرأيته يتخطّى ، فلما رأيته يتخطى وقفت وأومأ إليّ قف ، فوقفت ورددت من ورائي وجلس ساعة ثم خرج ، فقلت : يا

__________________

(١) الاستيعاب : خريش.

(٢) في الاستيعاب : حارثة بن الخزرج بن عمرو بن عدي بن مالك.

(٣) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ٨٤ هامش الإصابة ، أسد الغابة ٢ / ٢٧٠ والإصابة ٢ / ٦٣ والوافي بالوفيات ١٥ / ٣١٧.

(٤) مغازي الواقدي ٢ / ٥٢٦.

٣

رسول الله ما رأيت أحدا وقد رأيتك تتخطى فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ما قدرت على مجلس حتى قبض لي ملك من الملائكة أحد جناحيه» فجلست ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «هنيئا لك أبا عمرو ، هنيئا لك أبا عمرو» ـ يعني سعد بن معاذ ـ [٤٨٦٧].

قال الواقدي (١) : قالوا : ولم يزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يذكر مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه ووجد عليهم وجدا شديدا ، فلما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة (٢) أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الناس بالتّهيّؤ لغزو الروم وأمرهم بالانكماش (٣) في غزوهم ، فتفرق المسلمون من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [وهم مجدّون في الجهاد ، فلما أصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٤) من الغد يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من صفر ، دعا أسامة بن زيد فقال : يا أسامة ، سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك ، فأوطئهم الخيل ، فقد ولّيتك هذا الجيش ، فأغر صباحا على أهل أبنى (٥) وحرّق عليهم ، وأسرع السير تسبق الخبر ، فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم ، وخذ معك الأدلاء ، وقدّم العيون أمامك والطلائع». فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصدّع وحمّ ، فلما أصبح يوم الخميس لليلة (٦) بقيت من صفر عقد له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده لواء ثم قال : «امض (٧) على اسم الله» فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب ، فخرج به إلى بيت أسامة ، وأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسامة فعسكر بالجرف (٨) ، وجعل الناس يؤخذون (٩) بالخروج إلى العسكر ، فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره ، ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ ، ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلّا انتدب في تلك الغزوة : عمر بن الخطاب ، وأبو عبيدة ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن

__________________

(١) مغازي الواقدي ٣ / ١١١٧ تحت عنوان : غزوة أسامة بن زيد مؤتة.

(٢) بالأصل : عشر ، خطأ والصواب عن م.

(٣) بالأصل وم : الانكماس ، والصواب ما أثبت ، والانكماش : الإسراع (القاموس).

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن مغازي الواقدي.

(٥) أبنى بوزن حبلى ، موضع بالشام من جهة البلقاء (ياقوت).

(٦) عن مغازي الواقدي وبالأصل : لليلتين.

(٧) بالأصل : «أمضي».

(٨) الجرف : موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (ياقوت).

(٩) في مغازي الواقدي : يجدّون.

٤

نفيل ، في رجال من المهاجرين والأنصار عدة قتادة بن النّعمان ، وسلمة بن أسلم بن حريس (١) ، فذكر الحديث.

وقال (٢) : فتوفي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول. ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة ، ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا حتى أتى به باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فغرزه عنده ، فلما بويع أبو بكر أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة ، ولا يحله أبدا حتى يغزوهم أسامة. فقال بريدة : فخرجت باللواء حتى انتهيت به إلى بيت أسامة ، ثم خرجت به إلى الشام معقودا مع أسامة ، ثم رجعت به إلى بيت أسامة ، فما زال معقودا في بيت أسامة حتى توفي أسامة. فلما بلغ العرب وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وارتدّ من ارتدّ منها عن الإسلام ، قال أبو بكر لأسامة : انفذ في وجّهك الذي وجّهك فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأخذ الناس بالخروج معه. ومشى أبو بكر إلى أسامة في بيته ، فكلّمه في أن يترك عمر ، ففعل أسامة ورجع يقول له : أذنت ونفسك طيبة؟ فقال أسامة : نعم ، وخرج وأمر مناديه ينادي : عزمة مني ألّا يتخلّف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإني لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلّا ألحقته به ماشيا. وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين تكلموا في إمارة أسامة ، فغلّظ عليهم وأخذهم بالخروج فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد. هم ثلاثة آلاف رجل وفيهم ألف فرس ؛ وذكر الحديث.

قال : وأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا حارث بن محمّد بن أبي أسامة ، أنا محمّد بن سعد (٣) قال : ثم سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أهل أبنى ، وهي أرض الشراة ناحية البلقاء.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم ـ لفظا ـ وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ـ قراءة ـ قالا : أنا أبو القاسم علي بن محمّد الشافعي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن أحمد (٤) بن

__________________

(١) كذا بالأصل هنا بالسين المهملة ، وفي م وفي الواقدي بالشين المعجمة.

(٢) مغازي الواقدي ٣ / ١١٢٠.

(٣) طبقات ابن سعد ٢ / ١٨٩.

(٤) كذا بالأصل وهو خطأ وصوابه : أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر كما في م.

وانظر ترجمة محمّد بن عائذ في سير الأعلام ١١ / ١٠٤ وذكره فيمن يروي عنه.

٥

إبراهيم بن بشر ، أنا محمّد بن عائذ القرشي ، أخبرني الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود عن عروة قال في تسمية من شهد بدرا : سلمة بن أسلم بن حريش بن مجدعة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل ، أنا محمّد بن عبد الله بن عتّاب ، أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمّه موسى بن عقبة ، قال في تسمية من شهد بدرا من بني حارثة : سلمة بن أسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس.

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم بن أحمد ، أنا عبد الرّحمن بن منده ، أنا أبي محمّد بن يعقوب ، قالا : نا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس ، عن ابن إسحاق ، قال في تسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الأوس بن حارثة من بني عبد الأشهل : سلمة بن أسلم.

قال ابن منده : لا يعرف له رواية.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحدّاد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا حبيب بن الحسن ، نا محمّد بن يحيى ، نا أحمد بن محمّد ، نا إبراهيم بن سعد ، عن محمّد بن إسحاق (١) ، قال في تسمية من شهد بدرا من الأوس من بني عبد الأشهل : سلمة بن أسلم بن حريش (٢) بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث حليف لهم من بني حارثة بن الحارث ، لا عقب له.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن عمر (٣) ، قال في تسمية من شهد بدرا من بني

__________________

وانظر ترجمة أحمد بن إبراهيم بن محمد ... بن بسر في تهذيب التهذيب ١ / ١٠ وفيه أنه روى عن محمد بن عائذ ... وروى عنه ... أبو القاسم بن أبي العقب.

(١) سيرة ابن هشام ٢ / ٣٤٣.

(٢) بالأصل هنا : حريس ، والمثبت عن م ، وعن ابن هشام نقلا عن ابن إسحاق.

(٣) مغازي الواقدي ١ / ١٥٨.

٦

عبد الأشهل : سلمة بن أسلم بن حريش (١) بن عدي بن مجدعة ، قتل يوم جسر أبي عبيد سنة أربع عشرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٢) ، قال في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا : سلمة بن أسلم بن حريش أحد بني حارثة حلفاء بني عبد الأشهل ، ويكنى أبا سعد ، قتل يوم جسر أبي عبيد سنة أربع عشرة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، قال في الطبقة الأولى : سلمة بن أسلم بن حريش (٤) بن عدي بن مجدعة بن حارثة ، ويكنى أبا سعد ، وأمّه سعاد بنت رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار من الخزرج ، وبنو حريش بن عدي دعوتهم ودارهم في بني عبد الأشهل ، وقد انقرضوا في أوّل الإسلام ، فلم يبق منهم أحد ، وشهد سلمة بن أسلم بدرا وأحدا ، والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقتل بالعراق يوم جسر أبي عبيد الثقفي سنة أربع عشرة في أوّل خلافة عمر بن الخطّاب ، وهو ابن ثلاث ستين سنة.

قيّده أبو عبد الله الصوري بالسّين المهملة ، وقال غيره : حريش بالشين المعجمة ، وذلك فيما أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار : سلمة بن أسلم بن حريش بن مجدعة.

كتب إليّ أبو جعفر الحافظ ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أبو بكر الأصبهاني ، أنا أبو أحمد الحافظ ، قال : أبو سعيد (٥) : سلمة بن أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي ، شهد

__________________

(١) بالأصل : حريس ، والمثبت عن الواقدي.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى لابن سعد.

(٣) الخبر في طبقات ابن سعد ٣ / ٤٤٦.

(٤) في م : حريس.

(٥) كذا بالأصل وم هنا ، وتقدم «أبو سعد».

٧

بدرا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم [قتل](١) يوم جسر أبي عبيد سنة أربع عشرة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن زبر قال : سنة أربع عشرة قال الواقدي : فيها قتل سلمة بن أسلم بن حريش أحد بني حارثة ، ويكنى أبا سعد ، من أهل بدر في جسر أبي عبيد ، وهو ابن ثلاث وستين ، وذكر أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد الله البغدادي ، عن محمّد بن سعد عنه.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها المصري ، وابنه أبو الحسن علي ، قالا : أنا أبو الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ (٢) ، نا الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : وقتل يوم الجسر على رأس خمس عشرة سنة : من الأنصار ، سلمة بن أسلم بن حريش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السّماك ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني إبراهيم بن المنذر الحزامي ، نا محمّد بن فليح ، عن موسى ، بن عقبة ، عن ابن شهاب في تسمية من قتل يوم الجسر على رأس خمس عشرة سنة من الأنصار : سلمة بن أسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل ، أنا محمّد بن عبد الله بن عتّاب ، أنا القاسم بن عبد الله ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، قال : وقتل يوم الجسر على رأس خمس عشرة : سلمة بن أسلم كان في الأصل سلامة بن أسلم ، وفي نسخة مسلمة ، وهو الصواب.

٢٦٠٨ ـ سلمة بن الأكوع

هو سلمة بن عمرو بن سنان ، يأتي فيما بعد.

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) بالأصل : «عائد» والصواب ما أثبت ، وقد تقدم قريبا.

٨

٢٦٠٩ ـ سلمة بن بشر بن صيفي

أبو بشر (١)

روى عن خصيلة (٢) بنت واثلة بن الأسقع ، وقيل روى عن عبّاد بن كبير ، عن خصيلة (٣) ، وحجر بن الحارث الغسّاني ، ومسلمة بن علي ، والبختري بن عبيد الطابخي ، وسعد بن عبادة الكلاعي (٤) ، وسلمة بن عمرو القرشي ، وخلّاد بن الصّبّاح ، وموسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن الحسني ، وسعيد بن عيسى ، وخالد بن يزيد بن أبي مالك ، وعبد العزيز بن عبد الواحد المذحجي.

روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وداود بن رشيد ، وعبد الرّحمن بن نافع المعروف بدرخت.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح العشاري ، نا أبو الفرج صالح بن محمّد الرازي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وعبد الباقي بن محمّد بن غالب ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، قالا : نا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا داود بن رشيد ، نا سلمة بن بشر ، نا مسلمة بن علي ، عن يحيى بن الحارث الذّماري ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دخلت الجنة فرأيت على بابها الصدقة بعشرة ، والقرض بثمانية عشر ، فقلت : يا جبريل كيف صارت الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر؟ قال :

لأن الصدقة تقع في يد ـ وقال ابن النقور : بيد ـ الغني والفقير ، والقرض لا يقع إلّا في يد من يحتاج إليه» [٤٨٦٨].

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ـ ببغداد ـ أنا أبو الحسن علي بن محمّد المصري ، نا ابن أبي مريم ، نا الفريابي ، نا سلمة بن بشر الدمشقي ، حدّثني البختري بن عبيد ، حدّثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول :

__________________

(١) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٣٧٠ وميزان الاعتدال ٢ / ١٨٨.

(٢) بالأصل وم : حصيلة خطأ ، والصواب ما أثبت وضبط عن تبصير المنتبه ١ / ٢٦٦.

(٣) بالأصل وم : حصيلة خطأ ، والصواب ما أثبت وضبط عن تبصير المنتبه ١ / ٢٦٦.

(٤) في تهذيب التهذيب : سعيد بن عمارة الكلاعي.

٩

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها» ، قيل : يا رسول الله وما ثوابها؟ قال : «يقولون : اللهم اجعلها مغنما ولا تجعلها مغرما» [٤٨٦٩].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو عبد الله البخاري (١) ، قال : سلمة بن بشر (٢) الدمشقي سمع خصيلة بنت واثلة عن أبيها في العصبية ، سمع منه محمّد بن يوسف ، وقال لي محمّد أبو يحيى ، نا داود بن رشيد ، نا سلمة بن بشر ، نا عبّاد بن كثير ، حدثتني خصيلة بنت واثلة ، سمعت أباها ، قلت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال البخاري قبله (٣) : سلمة بن بشر بن صيفي ، سمع سلمة بن بشر بن عبد العزيز ، روى عنه يعقوب بن إسحاق.

فرّق البخاري بينهما ، وتابعه ابن أبي حاتم.

وذلك ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، نا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٤) ، قال : سلمة بن بشر الدمشقي ، روى عن خصيلة بنت واثلة ، وعبّاد بن كثير ، والبختري (٥) بن عبيد الطابخي ، روى عن الفريابي ، وعبد الرّحمن بن نافع المعروف بدرخت ، وداود بن رشيد ، سمعت أبي يقول ذلك.

وقال قبله (٦) : سلمة بن بشر بن صيفي ، روى عن سلمة بن بشر بن عبد العزيز ، روى عنه يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) التاريخ الكبير ٤ / ٨٣.

(٢) في التاريخ الكبير : بشير.

(٣) المصدر السابق نفسه.

(٤) الجرح والتعديل ٤ / ١٥٧.

(٥) مهملة بدون نقط بالأصل وم والمثبت عن الجرح والتعديل.

(٦) المصدر السابق نفسه.

١٠

كذا قالا (١) ، وعندي أنهما واحد ، فقد روى داود بن رشيد عن شيخه فقال : سلمة بن بشر بن صيفي.

٢٦١٠ ـ سلمة بن تميم

حدّث عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري.

روى عنه عمّار بن أبي عمّار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم ، أنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر ، نا عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الله ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا عبد الله بن أحمد اليحصبي ، نا عمّار بن أبي عمّار ، عن سلمة بن تميم ، عن عبد الرّحمن بن غنم ، عن أبي موسى الأشعري ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«لا تقوم الساعة حتى يجعل كتاب الله عارا ، ويكون الإسلام غريبا ، وحتى تبدو الشحناء بين الناس ، وحتى يقبض العلم ، ويتقارب الزمان ، وينقص عمر البشر ، وتنتقص السنون والثمرات ، ويؤتمن التهماء ويتّهم الأمناء ، ويصدّق الكاذب ، ويكذّب الصادق ، ويكثر الهرج» ، قالوا : وما الهرج يا رسول الله؟ قال : «القتل ، وحتى تبنى الغرف فتطاول ، وحتى يحزن ذوات الأولاد ، وتفرح العواقر ، ويظهر البغي والحسد والشحّ ، ويهلك الناس ، ويكثر الكذب ، ويقلّ الصدق ، وحتى تختلف الأمور بين الناس ، ويتّبع الهوى ، ويقضى بالظّنّ ، ويكثر المطر ، ويقلّ الثمر ، ويغيض العلم غيضا ، ويفيض الجهل فيضا ، وحتى يكون الولد غيظا ، والشتاء قيظا ، وحتى يجهر بالفحشاء وتروى الأرض ريا ، ويقوم الخطباء بالكذب ، فيجعلون حقّي لشرار أمتي ، فمن صدّقهم بذلك ورضي به لم يرح رائحة الجنة» [٤٨٧٠].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر ، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر ثقات : عمّار بن أبي عمار ، وسلمة بن تميم.

__________________

(١) يعني البخاري وابن أبي حاتم.

١١

٢٦١١ ـ سلمة بن جوّاس (١) ـ ويقال : سلامة ـ

أبو الحسن الطائي الحمصي

قيل : إنه دمشقي.

حدّث عن محمّد بن القاسم الطائي ، وأبي مطيع معاوية بن يحيى ، وأبي مهدي سعيد بن سنان.

روى عنه أبو زرعة الدمشقي ، ويزيد بن عبد الصمد ، ومحمّد بن عوف ، وموسى بن محمّد بن أبي عوف (٢) ، وعبد الله بن زيد البهراني (٣) الحمصي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم ، نا موسى بن أبي عوف ، نا سلمة بن جوّاس (٤) ، نا محمّد بن القاسم الطائي :

أن عبد الله بن بسر (٥) كان معهم في قريته فقال : هاجر أبي وأمي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسح رأسي بيده وقال : «ليعيشن هذا الغلام قرنا» ، قلت : بأبي وأمي يا رسول الله وكم القرن؟ قال : «مائة سنة». قال عبد الله : فلقد عشت خمسا وتسعين سنة ، وبقيت خمس سنين ، إلى أن أتم قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال محمّد : فحسبنا بعد ذلك خمس سنين ثم مات (٦) [٤٨٧١].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا [أبو](٧) أحمد بن عدي (٨) ، نا ابن صاعد ، نا محمّد بن عوف ، نا سلامة بن

__________________

(١) وقع بالأصل : حواس بالحاء المهملة ، وقد صوبناه بالجيم عن م ، وعن الجرح والتعديل وفيه : سلامة بن جواس ٤ / ٣٠٢.

(٢) كرر الاسم بالأصل.

(٣) البهراني بفتح الباء وسكون الهاء نسبة إلى بهراء قبيلة من قضاعة نزلت أكثرها بلدة حمص ، مدينة بالشام (الأنساب : البهراني).

(٤) بالأصل : حواس ، انظر ما مرّ بشأنه.

(٥) بالأصل وم : بشر خطأ والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام ٣ / ٤٣٠.

(٦) انظر الإصابة ٢ / ٢٨٢ في ترجمة عبد الله بن بسر.

(٧) زيادة لازمة عن م.

(٨) الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٣ / ٣٦٢.

١٢

جوّاس ، نا أبو مهدي (١) ، عن أبي الزاهرية ، عن جبير بن نفير ، عن أبي هريرة قال :

أوصاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بثلاث لا أتركهن في سفر ولا حضر : أربع ركعات في أوّل النهار ، وصيام ثلاثة أيّام من كل شهر ، وأن لا أنام إلّا على وتر.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور ، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم ، وأبو طاهر أحمد بن محمود قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو طلحة زيد بن عبد الله بن زيد النهرواني ابن بنت محمّد بن مصفّى الحمصي ـ بحمص ـ نا أبي ، نا سلمة بن جوّاس الطائي ، نا معاوية بن يحيى أبو مطيع الأطرابلسي ، نا إبراهيم بن ذي حماية ، عن غيلان بن جامع ، عن حمّاد ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود ، قال : جاء رجل بأبيه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقتضيه دينا له عليه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنت ومالك لأبيك» [٤٨٧٢].

قرأنا على أبي القاسم بن السّمرقندي ، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري ، أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا أبو بشر الدولابي (٢) ، نا محمّد بن عوف ، نا سلامة بن جوّاس الحمصي الطائي أبو الحسن ، نا محمّد بن القاسم الطائي بحديث ذكره (٣).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ـ أنا عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ.

قال : وأنا أبو طاهر الحسين بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٤) ، قال : سلامة بن جوّاس الطائي الحمصي ، روى عن محمّد بن القاسم الطائي صاحب عبد الله بن بسر (٥) ، وأبي مهدي سعيد بن سنان ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، روى عنه أبو زرعة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا عبيد الله بن سعيد ، أنا

__________________

(١) هو سعيد بن سنان الحمصي ، ترجمته في تهذيب التهذيب ط دار الفكر بيروت ٤ / ٤١.

(٢) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٤٩.

(٣) وهو حديث عبد الله بن بسر المتقدم ، وباختصار.

(٤) الجرح والتعديل ٤ / ٣٠٢ في باب : سلامة.

(٥) بالأصل : بشر خطأ ، وقد مرّ.

١٣

الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، قال أبو الحسن سلامة بن جوّاس (١) ، أنا محمّد بن عوف بن سفيان ، نا سلامة بن جوّاس الحمصي الطائي أبو الحسن ، وما كان من بابه الكذب ، حدّثنا محمّد بن القاسم الطائي ، فذكر الحديث نحو حديث موسى بن أبي عوف.

٢٦١٢ ـ سلمة بن الخطل الكناني الحجازي (٢)

يقال : إن له صحبة ، وفد على معاوية.

له ذكر ، ولا أعرف له حديثا مسندا.

قرأت بخطّ أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن رشأ ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي ، نا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ ، نا إسماعيل بن يونس ، نا أحمد بن الحارث الخزاز ، نا المدائني ، عن يعقوب بن داود ، قال :

خطب معاوية يوما بدمشق ، فقال : إن الله عزوجل ولّى عمر بن الخطاب فولاني بعض ما ولّاه الله ، فو الله ما خنته ، ولا كذبته ، ولا خالفت عليه ، ثم ولاني الله الأمر فتقدمت وتأخرت ، وأخطأت ، وأحسنت ، فمن أنكرني فقد عرفت نفسي ، فقام إليه سلمة بن الخطل أحد بني عريج بن عبد مناة بن كنانة ، فقال : والله يا معاوية لقد أنصفت وما كنت منصفا ، قال : وما أنت وذاك يا أحدب ، فكأني أنظر إلى حفش (٣) بيتك من مهيعة (٤) مربوطا بطنب (٥) منه تيس ، وبطنب منه بهمة (٦) تخفق فيه الريح بمثل جناح النسر ، بفنائه أعنز عشر درّهن قليل يحلبهن في مثل قوارة (٧) حافر حمار ، قال : رأيت والله ذاك في زمن علينا ولا لنا ، والله إن حشوه يومئذ لحسب غير دنس ، فهل رأيتني قتلت مسلما ، أو كسبت محرما؟ قال : وأين أنت حتى أراك ، أنت لا تبرز إلّا في غمار الناس ،

__________________

(١) بالأصل : جواش بالشين المعجمة.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٢ / ٢٧٤ والإصابة ٢ / ٦٤.

(٣) حفش بيتك ، في القاموس : أحفاش البيت : قماشه ورذال متاعه.

(٤) مهيعة : موضع قريب من الجحفة.

(٥) الطنب : حبل طويل يشد به سرادق البيت.

(٦) البهمة ولد الضأن.

(٧) القوارة : ما استدار من باطن الحافر.

١٤

وأي مسلم تقوى عليه حتى تقتله (١) ، وأي مكسب تقدر عليه حتى تكتسبه ، اجلس لا جلست ، قال : لا والله ، ولكني أذهب حيث لا أسمع صوتك ، قال : إلى أبعد الأرض لا إلى أقربها ، قال : فمضى ساعة وهو ينظر في قفاه ، وهو يقول : اللهم لا تصحبه ، ثم قال : كرّوه عليّ فكروه ، فقال : أستغفر الله منك ، بلى والله ، لقد رأيتك حيث أعرفك ، قد أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلّمت عليه فردّ عليك ، وأهديت إليه فقبل منك ، وأسلمت ، فكنت من صالحي قومك ، وإنك لفي شرف منهم ، وإنّك لخالي ، وإن أباك يوم طرف البلقاء لذو غناء اجلس حتى أفرغ لك ، ثم مضى في خطبته ، فلما فرغ وصله ، وأحسن إليه (٢).

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد ، أنا أبو سليمان الخطّابي قال في حديث معاوية أنه قال لسلمة بن الخطل : كأني أنظر إلى بيت أبيك بمهيعة بطنب تيس مربوط ، وبفنائه أعنز درّهن غبر ، يحلبن في مثل قوارة حافر العير يهفو منه الريح بجانب كأنه جناح نسر.

حدّثنيه محمّد بن بحر الرهني (٣) ، نا ابن دريد ، نا أبو حاتم ، عن العتبي قوله : درهنّ غبر أي ألبانها قليلة ، وغبر اللبن : بقيته ، وهو ما غبر عنه ، وجمعه أغبار ، قال الحارث بن حلّزة :

لا تكسع الشّول بأغبارها

إنّك لا تدري من الناتج (٤)

ويقال : تغبّرت الناقة : إذا احتلبت غبرها ، وقوله يحلبن في مثل قوارة حافر العير يريد ما تقوّر من باطن حافره يصفه باللؤم ، إذا كان المحلب الذي يحلب فيه ضيقا ، كذلك ، والعرب تمدح بعظم الجفان وسعة الآنية فيقال : فلان عظيم الجفنة إذا كان مطعما ، كما يقال عظيم الرماد إذا كان يكثر الوقود للأضياف حتى يكثر الرماد بفنائه ، وكان لعبد الله بن جدعان جفنة يأكل منها الراكب ، وقال الشاعر يرثي رجلا :

يا جفنة كازا الحوض قد هدموا

ومنطقا مثل وشي اليمنة الحفرة

__________________

(١) بالأصل : «يقتله» والمثبت عن أسد الغابة.

(٢) انظر الخبر في أسد الغابة ٢ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥ والإصابة ٢ / ٦٤ باختلاف واختصار.

(٣) كذا رسمها بالأصل وم.

(٤) البيت في اللسان «غبر» ونسبه لابن حلّزة.

١٥

وقوله : يهفو منه الريح بجانب كأنه جناح نسر قال الرهني : أراد جانب البيت ، وإنه في الصغر على قدر جناح النسر ، يريد بذلك تصغير أمره وتحقيره.

٢٦١٣ ـ سلمة بن دينار

أبو حازم الأعرج المديني الزاهد (١)

مولى الأسود بن سفيان المخزومي ، وقيل مولى بني ليث.

قدم دمشق.

وروى عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي ، وسعيد بن المسيّب ، وأبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف ، وأبي صالح ذكوان السمان ، وسعيد المقبري ، وأبي إدريس الخولاني ، وعطاء بن أبي رباح ، والنعمان بن أبي عياش ، وعطاء بن يسار ، وعمرو بن شعيب ، وعمارة بن عمرو بن حزم ، ومسلم بن قرط.

روى عنه الزهري ، وهو أكبر منه ، وابناه عبد العزيز ، وعبد الجبار ابنا سلمة ، ومالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، ومعمر ، وهشام بن سعد ، ومحمّد بن إسحاق ، وعبيد الله بن عمر ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن عامر الأسلمي ، والحمّادان : بن زيد وابن سلمة ، وعبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي ، وسعيد بن عبد الرّحمن الجمحي ، وأسامة بن زيد الليثي ، وأنس بن عياض ، وأبو معشر نجيح.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله [بن](٢) سهل بن عمر ، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد ، أنا زاهر بن أحمد الفقيه ، أنا إبراهيم بن عبد الصمد ، نا أبو مصعب ، نا مالك ، عن أبي حازم بن دينار ، عن سهل بن سعد الساعدي :

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتي بشراب ، وعن يمينه غلام ، وعن يساره الأشياخ ، فقال للغلام : «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء يا غلام؟» ، فقال : لا والله يا رسول الله لا أؤثر بنصيبي منك أحدا ، قال (٣) : فتلّه (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في يده [٤٨٧٣].

__________________

(١) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٣٧٣ حلية الأولياء ٣ / ٢٢٩ تذكرة الحفاظ ١ / ١٤٣ الوافي بالوفيات ١٥ / ٣١٩ سير الأعلام ٦ / ٩٦.

(٢) زيادة لازمة عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ١٤.

(٣) بالأصل «فان» ولعل الصواب ما أثبت عن م.

(٤) تلّه أي ألقاه (النهاية).

١٦

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نا نصر بن محمّد الفقيه ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو موسى عيسى بن أبي عيسى بن نزار القابسي.

قرأت عليه ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان المروروذي ، نا أبي عمر بن أحمد ، نا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمذاني ، نا أحمد بن محمّد بن يحيى الطلحي ، نا إبراهيم بن هراسة ، عن سفيان الثوري ، عن أبي الزّناد ، عن أبي حازم ، قال :

قدمت على عمر بن عبد العزيز وهو بخناصرة (١) ، فلما نظر إليّ عرفني ولم أعرفه ، فقال لي : ادن مني [أبا](٢) يا حازم ، فلما دنوت منه عرفته ، فقلت : أنت أمير المؤمنين؟ قال : نعم ، قلت : ألم تكن بالمدينة بالأمس أميرا؟ قال : نعم ، قلت : كان مركبك وطيئا وثوبك نقيا ، ووجهك بهيا ، وطعامك شهيا ، وحرسك كثيرا؟ فما الذي غيّر ما بك وأنت أمير المؤمنين؟ فبكى ثم قال : يا أبا حازم كيف لو رأيتني بعد ثالثة في قبري ، وقد سالت حدقتاي على وجنتي ، وانشقّ بطني ، وجرت الديدان في بدني ، لكنت أشد إنكارا لي من يومك هذا ، أعد عليّ الحديث الذي حدثتني به بالمدينة ، قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، سمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ بين أيديكم عقبة كئودا مضرسة لن يجوزها إلّا كلّ ضامر مهزول» ، قال : فبكى ثم قال : تلومني يا أبا حازم أن أضمّر نفسي لتلك العقبة لعلي أنجو منها ، وما أظنني ناج منها.

ذكر أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان والتبيين : أن أبا حازم دخل مسجد دمشق ، فوسوس إليه الشيطان إنك قد أحدثت بعد وضوئك ، فقال له : وقد بلغ هذا من نصيحتك؟

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا [أبو] بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد ، نا عبيد الله بن سعد ، نا عمي ، نا أبي عن أبي إسحاق ، حدّثني أبو حازم الأفزر (٣) مولى الأسود بن سفيان المخزومي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم

__________________

(١) خناصرة بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية (ياقوت).

(٢) زيادة لازمة.

(٣) الأفزر : الأحدب.

١٧

عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد ، نا الهيثم بن عدي ، نا صالح بن حسان وغيره في الطبقة الثالثة : أبو حازم القاضي وهو سلمة بن دينار مولى بني ليث.

قرأنا على أبي غالب ، وأبي عبد الله ابني أبي علي ، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا علي بن محمّد بن خزفة (١) ، نا محمّد بن الحسين الزّعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا أحمد بن حنبل ، نا حجاج بن محمّد ، نا أبو معشر ، حدّثني أبو حازم المدني ، واسمه سلمة بن دينار ، قال : وسمعت يحيى بن معين يقول : أبو حازم سلمة بن دينار. قال : وسألت يحيى بن معين عن أبي حازم قال : سلمة بن دينار. قال أبو معشر : حدّثني أبو حازم سلمة بن دينار ، قلت له : حدثكم حجاج بن محمّد قال : نعم ، مشهور ، مدني ، ثقة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسين بن الفرج ، أنا أبو الفرج الإسفرايني ، وأبو نصر الطّريثيثي ، قالا : أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى ، أنا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم ، نا أبو جعفر أحمد بن الهيثم البلدي ، قال : قال أبو نعيم : أبو حازم الأشجعي سلمة بن دينار.

قوله : الأشجعي ، وهم (٢).

قرأنا على أبي غالب ، وأبي عبد الله ، عن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا علي بن محمّد بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا مصعب بن عبد الله قال : اسم أبي حازم سلمة بن دينار ، وأصله فارسي ، وهو مولى لبني ليث ، وأمّه رومية ، وكان أشقر أفزر أحول (٣).

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار قالا : أنا أبو القاسم الأزهري ، أنا عبيد الله بن أحمد بن

__________________

(١) بالأصل : خرفة ، خطأ والصواب ما أثبت عن م وضبط عن التبصير وقد تقدم التعريف به.

(٢) ورد في تهذيب التهذيب ٢ / ٣٧٣ «... ويقال مولى بني شجع من بني ليث ، ومن قال أشجع فقد وهم»

(٣) سير الأعلام ٦ / ١٠١.

١٨

يعقوب ، أنا عباس (١) بن العباس بن محمّد بن عبد الله بن المغيرة ، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال : قال أبي : أبو حازم المدني اسمه سلمة بن دينار.

[أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال : وقال أحمد بن حنبل وغيره : أبو حازم الأعرج سلمة بن دينار](٢).

أخبرنا أبو المظفّر القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمّل ، نا الفضل بن محمّد ، نا أحمد بن حنبل.

قال : وأنا البيهقي (٣).

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله بن عمر ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السّمّاك ، نا حنبل بن إسحاق ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : أبو حازم المديني اسمه سلمة بن دينار.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو حازم سلمة بن دينار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو المعالي ثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، نا أبو أمية الغلّابي ، نا أبي ، عن يحيى قال : أبو حازم المديني سلمة بن دينار مولى بني ليث ، ولم يقل ثابت : المديني (٤).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدّثني ابن نمير ، قال : أبو حازم المديني سلمة بن دينار.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن الحمّامي ، أنا

__________________

(١) كذا بالأصل وم.

(٢) الخبر المثبت بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.

(٣) كذا بالأصل وم.

(٤) في م : المدني.

١٩

إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : اسم أبي حازم صاحب سهل بن سعد : سلمة بن دينار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (١) قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : أبو حازم واسمه سلمة بن دينار مولى لبني أشجع من بني ليث ، وكان أعرج ، وكان يقصّ (٢) بعد الفجر والعصر (٣) ، مات في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين ومائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٤) قال : في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : أبو حازم واسمه سلمة بن دينار مولى لبني أشجع من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وكان أعرج ، وكان عابدا زاهدا وكان يقص (٥) بعد الفجر وبعد العصر (٦) في مسجد المدينة ، وقدم سليمان بن هشام بن عبد الملك المدينة ، فأتاه الناس ، وبعث إلى أبي حازم فأتاه وساء له عن أمره وعن حاله ، قال محمّد بن عمر : كان لأبي حازم حمار ، فكان يركبه إلى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لشهود الصلوات ، وتوفي أبو حازم في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين ومائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : أبو حازم واسمه سلمة بن دينير (٧) ، مولى لبني أشجع من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وكان أعرج ، وكان عابدا زاهدا ، وكان يقص بعد الفجر ، وبعد العصر في مسجد المدينة ، وكان كثير الحديث (٨).

__________________

(١) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٢) بالأصل : «يقض» والمثبت عن م وسير الأعلام ٦ / ١٠١.

(٣) بالأصل : والقصر ، والمثبت عن سير الأعلام ٦ / ١٠١.

(٤) سقطت ترجمته من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ، ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات.

(٥) بالأصل : «يقض» والمثبت عن م وسير الأعلام ٦ / ١٠١.

(٦) بالأصل : والقصر ، والمثبت عن سير الأعلام ٦ / ١٠١.

(٧) كذا بالأصل ، وفي م : دينار.

(٨) كذا ورد الخبر بتمامه مكررا باستثناء قوله : وكان كثير الحديث.

٢٠