تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو سعد (١) عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيّان النّسوي (٢) ، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عبيد الله بن محمّد الصرام (٣) ، أنبأنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين بن محمّد البسطامي ، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود بن هارون ، أنبأنا أبي عبد الرّحمن ابن الجارود ، حدّثنا قطن بن صالح ، حدّثنا إبراهيم بن أدهم ، حدّثنا عبد الله بن شوذب ، عن ثابت ، عن أنس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله يعذّب الموحدين في جهنم بقدر نقصان إيمانهم ، ثم يردّهم إلى الجنة خلودا دائما بإيمانهم» [١٠٥٦٣].

حدّثنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان الفامي (٤) المعدل القطّان ، وأبو المظفر عبد الجامع بن لامع بن أحمد بن محمّد الفارسي الواعظ (٥) ، وأبو محمّد جاولى (٦) ابن عبد الله الرومي ـ بقراءتي عليهما بهراة ـ قالوا : أنبأنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل ابن علي ، أنبأنا أبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الذهلي ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن يعقوب البخاري (٧) ، حدّثنا الحسن بن سهل بن أبان ، حدّثنا قطن بن صالح الدمشقي ، حدّثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة» [١٠٥٦٤].

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي ، قال : قال لنا أبو عبد الله الحافظ : [أرى جماعة من المتروكين](٨) ..... (٩) في هذه المناكير والموضوعات إلى الحسن بن سهل البصري عن قطن بن صالح الدمشقي ، ولم يخرج لنا حديثهما عن الثقات ، فكنا نقف على حالهما ، ثم ذكر شيخنا أبو عبد الله من منكرات حديثهما ما يستدل به على حالهما في الجرح.

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : سعيد.

(٢) تقرأ بالأصل : «النسوي» وتقرأ : «النسائي» وفي «ز» : «التستري» وتقرأ في م : «القسري» والمثبت يوافق مشيخة ابن عساكر ٩٠ / أ.

(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م و «ز» ، والمشيخة ٩٠ / أ.

(٤) بالأصل : الفاسي ، والمثبت عن م و «ز». والمشيخة ١٠٧ / ب.

(٥) مشيخة ابن عساكر ٩٩ / ب.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «جاد ابن عبد الله» تصحيف قارن مع المشيخة ٣٨ / ب.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الخلدي.

(٨) الزيادة عن «ز» ، سقطت من الأصل وم.

(٩) غير مقروءة بالأصل وصورتها : «نننجون» وفي م : «ننتخون» وفي «ز» : «بلحون».

٣٤١

وذكر أبو الفضل المقدسي الحافظ في كتاب تكملة الكامل في معرفة الضعفاء قال :

قطن بن صالح الدمشقي ، روى عن شعبة بن الحجاج أحاديث مناكير.

٥٧٣٣ ـ قطن (١)

روي أنهم كانوا عند معاوية بن أبي سفيان فأفطروا في يوم غيم ، ثم بدت لهم الشمس على الجبال ، فقال معاوية : لا نبالي ، نقضي يوما آخر.

روى عنه : ابنه سعيد بن قطن من رواية حمّاد بن سلمة عن سعيد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن ، قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد ابن إسماعيل قال (٢) :

قطن ، سمع معاوية ، روى عنه ابنه سعيد.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم ابن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي.

قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

قطن روى عن معاوية ، روى عنه ابنه سعيد بن قطن ؛ سمعت أبي يقول ذلك.

٥٧٣٤ ـ قطن مولى آل الوليد بن عبد الملك (٤)

كان مع يزيد بن الوليد حين دعا إلى بيعته ، وكان من ذوي الرأي من موالي بني أمية.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا محمّد بن جرير (٥) ، حدّثني أحمد بن زهير ، حدّثنا علي بن محمّد قال :

__________________

(١) ترجمته في الجرح والتعديل ٧ / ١٣٧ والتاريخ الكبير ٧ / ١٨٩.

(٢) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ١٨٩.

(٣) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١٣٧.

(٤) أخباره في تاريخ الطبري ٧ / ٢٣٧ وتاريخ خليفة بن خيّاط (الفهارس).

(٥) الخبر رواه الطبري في تاريخه ٧ / ٢٣٧ (ت. محمد أبو الفضل إبراهيم).

٣٤٢

أتى يزيد أخاه العباس ، فأخبره وشاوره ، وعاب الوليد ، فقال له العباس : مهلا يا (١) يزيد ، فإنّ في نقض عهد [الله](٢) فساد الدين والدنيا ، فرجع يزيد إلى منزله ، ودبّ في الناس فبايعوه سرا ، ودسّ الأحنف الكلبي ويزيد بن عنبسة السكسكي [وقوما من ثقاته من وجوه الناس](٣) وأشرافهم ، فدعوا الناس سرا ، ثم عاود أخاه العباس ومعه قطن مولاهم ، فشاوره وأخبره أن قوما يأتونه يريدونه على البيعة ، فزبره العباس وقال : لئن عدت لمثل هذا لأشدّنّك وثاقا ، ولأحملنّك (٤) إلى أمير المؤمنين ، فخرج يزيد وقطن ، فأرسل العباس إلى قطن فقال : ويحك يا قطن أترى يزيد جادا؟ قال : جعلت فداك ، ما أظن ذاك ، ولكن قد دخله مما صنع الوليد ببني هشام وبني الوليد وما يسمع من الناس من الاستخفاف بالدين وتهاونه ما قد ضاق به ذرعا ، قال : أما والله إنّي لأظنه أشأم سخلة (٥) في بني مروان ، ولو لا ما أخاف من عجلة الوليد مع تحامله علينا لشددت يزيد وثاقا وحملته إليه ، فازجره عن أمره ، فإنه يسمع منك ، فقال يزيد لقطن : ما قال لك العباس حين رآك؟ فأخبره ، فقال : والله لا أكف.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٦) :

في تسمية عمال يزيد بن الوليد : خاتم الخلافة : عبد الرّحمن بن جميل (٧) الكلبي ، ويقال قطن مولاه.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (٨) ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنبأنا أبي (٩) أبو يعلى.

قالا : أنبأنا أبو القاسم الصيدلاني ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن مخلد قال : قرأت على

__________________

(١) بالأصل : «أبا يزيد» والمثبت عن م و «ز» ، والطبري.

(٢) زيادة عن الطبري ، وفي «ز» : «عهده فساد».

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم و «ز» ، واستدرك عن الطبري.

(٤) بالأصل : ولأجعلنك» والمثبت عن م ، و «ز» ، وتاريخ الطبري.

(٥) بالأصل : «اسم سجلة» وفي «ز» : «اسم سخلة» وفي م : «اسم سخله» والمثبت عن الطبري.

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٧١ (ت. العمري).

(٧) في تاريخ خليفة : حنبل ، تصحيف.

(٨) بالأصل : «المحلى» وفي م : «المحاملي» والتصويب عن «ز».

(٩) بالأصل وم : «ابن» تصحيف ، والتصويب عن «ز».

٣٤٣

علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي عن [ابن](١) عياش (٢) قال : وكان يزيد بن الوليد يأذن عليه قطن مولاه.

٥٧٣٥ ـ قعدان بن عمرو (٣)

شاعر ، كان بدمشق حين قدمها أحمد بن طولون سنة تسع وستين ومائتين لخلع أبي أحمد الموفق ، وقال قعدان في ذلك (٤) :

طال الهدى يا بن طولون الأمير كما

يزهو به الدين عن دين وإسلام

قاد الجيوش من الفسطاط يقدمها

منه على الهول ماض غير محجام

في جحفل للمنايا في مقانبه (٥)

مكامن بين رايات وأعلام

تسمو به من بني سام غطارفة (٦)

بيض وسود أسود من بني حام

لو أنّ روح بني كنداج معلقة

بالمشتري لم يفته أو ببهرام (٧)

حاط الخلافة والدنيا خليفتنا

بصارم من سيوف الله صمصام (٨)

يا أيها الناس هبّوا ناصرين له

مع الإمام بدهم الخيل في اللّام (٩)

ليست صلاة مصلّيكم بجائزة

ولا الصيام بمقبول لصيّام

حتى ترى السيد الميمون ذبّكم

عن الإمام بأطراف القنا الدامي

وقال أيضا (١٠) :

من مبلغ مضر الشآم وما حوت

مصر ومن هو متهم أو منجد

ما بالكم هضتم جناح سنانكم

بتواكل من فعلكم لا يحمد

أنّى فكيف يطيب لا أدري لكم

خفض المعيشة ، والإمام مقيّد

__________________

(١) الزيادة لازمة عن م و «ز».

(٢) في الأصل : «العباس» وفي م و «ز» : «عباس» تصحيف.

(٣) بالأصل وم «عمر» ، وفي «ز» : «قعدان بن عامر» والمثبت عن المختصر وولاة مصر للكندي.

(٤) الأبيات في ولاة مصر للكندي ص ٢٥٢ ـ ٢٥٣.

(٥) المقانب : جماعات الخيل تجتمع للغارة.

(٦) الغطارفة ، واحده غطريف ، وهو السيد السخي ، والشاب الظريف.

(٧) المشتري وبهرام كوكبان.

(٨) الصمصام السيف الذي لا ينثني من السيوف.

(٩) اللأم ، لينت الهمزة للوزن ، وهي جمع لأمة ، أي الدرع.

(١٠) الأبيات في ولاة مصر للكندي ص ٢٥٤.

٣٤٤

في السجن ينشج باكيا يدعوكم

للنصر منه مذلّة متلدد

حزنان (١) أفرد من بنيه وأهله

بأبي وأمّي المستضام المفرد

ذكر ذلك أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي في تسمية أمراء مصر ، ويعني قعدان بابن كنداج : إسحاق بن كنداجير (٢) الأمير الذي ندبه أبو أحمد الموفق لحرب أحمد بن طولون بعد قبضه على أخيه المعتمد على الله ، ومنعه من الخروج إلى ابن طولون بعد ما توجه إليه.

__________________

(١) بالأصل وم و «ز» : حران ، والمثبت عن ولاة مصر.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «كنداجيق» وفي ولاة مصر ص ٢٥١ إسحاق بن كنداج الخزري.

٣٤٥

ذكر من اسمه قعقاع

٥٧٣٦ ـ قعقاع بن أبرهة الكلاعي (١)

شهد صفّين مع معاوية ، وكان أحد الأمراء يومئذ ، وقتل ذلك اليوم.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنبأنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (٢) الطيبي ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي ، حدّثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي ، حدّثني نصر بن مزاحم (٣) ، حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ـ يعني : الجعفي ـ عن أبي جعفر محمّد بن علي ، وزيد بن الحسن بن علي ، ورجل قد سمّاه بعضهم يزيد (٤) الكلمة ، وذكر الحديث إلى أن قال : وإن معاوية استعمل ـ يعني ـ يوم صفّين على جميع القواصي (٥) القعقاع ابن أبرهة الكلاعي ، أصيب في أوّل مبارزة في أوّل ما (٦) تراءت فيه الفئتان.

__________________

(١) له ذكر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٢٠٧.

(٢) بدون إعجام بالأصل ، وفي «ز» : «ينجاب» والتصويب عن م.

(٣) الخبر في وقعة صفين لابن مزاحم ص ٢٠٧ ـ ٢٠٨.

(٤) بالأصل بدون إعجام وصورتها : «نريد» والمثبت عن م و «ز» ، والذي في وقعة صفين : ومحمد بن المطلب.

(٥) بالأصل : «النواصي» والمثبت عن م ، و «ز» ، ووقعة صفين.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي وقعة صفين : أول يوم تراءت.

٣٤٦

٥٧٣٧ ـ قعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث

ابن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة

ابن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض (١)

ابن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان العبسي

شاعر ، فارس من وجوه رجالات دولة بني أمية كانت له بدمشق قطيعة.

وذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق ، وذكر أنه كان كاتبا للوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أبو عبد الله الطوسي ، حدّثنا الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن الضّحّاك الحزامي ، عن أبيه قال : كتب مسلمة بن عبد الملك وهو بالقسطنطينة غازيا إلى الوليد بن عبد الملك (٢) :

أرقت وصحراء الطّوانة (٣) بيننا

لبرق تلألأ نحو عمرة (٤) يلمح

أزاول أمرا لم يكن ليطيقه

من القوم إلّا اللّوذعيّ الصمحمح

فقال القعقاع بن خليد (٥) العبسي :

أبلغ أمين الله أبا نصره (٦)

سوى ما يقول اللوذعي الصمحمح

أكلنا لحوم الخيل رطبا ويابسا

فأكبادنا من أكلنا الخيل تقرح

ونحسبها حول الطوانة طلّعا

وليس لها حول الطوانة مسرح

فليت الفزاري الذي غش نفسه

وغش أمير المؤمنين يبرح

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا المعافي بن زكريا القاضي (٧) ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن دريد ، أنبأنا أبو حاتم ، عن العتبي قال :

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م و «ز».

(٢) الخبر والبيتان في معجم البلدان (الطوانة) نقله ياقوت من طريق الزبير.

(٣) الطوانة : بضم أوله ، بضم بثغور المصيصة.

(٤) في معجم البلدان : غمرة.

(٥) في معجم البلدان (الطوافة) : خالد ، وذكر الأبيات.

(٦) في معجم البلدان : فأبلغ أمير المؤمنين رسالة.

(٧) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٥٥ ـ ٥٦.

٣٤٧

كتب مسلمة بن عبد الملك وهو بالقسطنطينة (١) إلى أبيه :

أبلغ أمير المؤمنين بأننا

سوى ما يقول القلبي الصمحمح

أكلنا لحوم الخيل رطبا ويابسا

فأكبادنا من أكلنا الخيل تقرح

ونحسبها حول الطوانة طلّعا

وليس لها حول الطوانة مسرح

فليت الفزاري الذي غش نفسه

وغش (٢) أمير المؤمنين يسرّح

أرقت وصحراء الطوانة فنزلي

لبرق تلألأ نحو عمرة يلمح

أزاول أمرا لم يكن ليطيقه

من القوم إلا الفتى الصمحمح

فكتب القعقاع بن خليد العبسي إلى عبد الملك :

وكان أصابتهم مجاعة حتى أكلوا الخيل ، فكتم ذلك مسلمة بن عبد الملك ، وكتب مع رجل من بني فزارة ، فذلك معنى قوله :

فليت الفزاري الذي غشّ نفسه.

قال القاضي (٣) : القلّبي : الذي يعرف تقلّب الأمور ويتدبرها ، ويتصفحها فيعلم مجاريها ، يقال : : رجل : قلّبي حوّلي : ؛ لمحاولته وتقليبه ، واعتباره وتدبّره ، ويقال أيضا : حوّل قلّب ، كما قال الشاعر :

حوّل قلّب معنّ مغن

كلّ داء له لديه دواء

وقوله الصمحمح : أراد به وصفه بالشدّة والقوة ، وبيّن أهل العلم بكلام العرب اختلاف في معنى الصمحمح من جهة اللغة وفي وزنه من الفعل على الطريقة القياسية ، فأما اللغويون فاختلفوا في معناه ، فذهب سيبويه ومن قال بقوله : إنه الشديد الغليظ القصير وهو صفة ، ويقال أيضا للغليظ الشديد : دمكمك. وقال أبو عمرو الشيباني : الصمحمح : المحلوق الرأس وأنشد :

صمحمح قد لاحه الهواجر

وقد قال أبو العباس أحمد بن يحيى : الصمحمح : الأصلع ، واختلف النحويون في

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» ، والجليس الصالح : القسطنطينية.

(٢) في الجليس الصالح : وخان.

(٣) هو المعافى بن زكريا الجريري ، القاضي ، صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.

٣٤٨

وزن صمحمح من الفعل ، فقال سيبويه ومن يسلك سبيله من البصريين : [هو] فعلعل (١) ، وقال الفراء وأتباعه من الكوفيين هو فعلّل مثل سفرجل ، وكذلك دمكمك ، ولكل فريق منهم اعتلال لقوله ، وطعن في مذهب خصمه.

فأما الفراء فإنه احتج بأن قال : لو جاز أن يكون صمحمح على فعلعل لتكرير لقط العين واللام لجاز أن يكون صرصر على فعفع وسجسج لتكرير لفظ العين واللام لجاز أن يكون صرصر على فعفع وسجسج لتكرير لفظ الفاء فيه ، فلما بطل أن يكون صرصر على فعفع بطل أن يكون صمحمح على فعلعل.

والذي قاله سيبويه هو الصحيح الذي يشهد القياس بتصويبه وذاك أن موافقة الحرف المتكرر الحرف المتقدم في صورته يوجب موافقته في الحكم على وزنه إذا استوفى (٢) في وزن الكلمة الأصول التي هي (٣) فاء الفعل وعينه ولامه ، ما لم يلجئ إلى خلاف هذا حجة كالقصور عن استكمال هذه الحروف ، والحاجة إلى اتمام الكلمة باختصار (٤) حروف الفعل ، فلهذا (٥) قضي على صرصر بأنه فعلل ، ولم يجز حمله على فعفع لأنه لو حمل على هذا بطل التمام لعدم اللام ، فإذا جعلت عين الفعل في صمحمح مكررة لم يفسد الكلام ، وتم مع إقامة القياس واستقام ، وقد قال بعض من احتج بهذا من أصحاب سيبويه ألا ترى أنا نجعل إحدى الراءين في احمرّ زائدة ، ولا نجعل إحدى الراءين في مرّ وكرّ زائدة ، لأنا لو جعلنا إحداهما زائدة بطل عين الفعل أو لامه.

وقالوا : [مما] يبطل قول الفراء قولهم : خلعلع وهو الجعل لو سلكنا به مذهب سفرجل لم يكن له نظير في كلام العرب لأنه ليس في كلامهم مثل سفرجل ، قالوا : وفي خروجه عن أبنية كلام العرب دليل على زيادة الحرف فيه.

وزعم الفراء (٦) أن اخلولق افعوعل فكرر (٧) العين ولم يجعله فعولل (٨) أو افعلل ، [فقال

__________________

(١) بالأصل : فعلل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والجليس الصالح.

(٢) الأصل : استوى ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والجليس الصالح.

(٣) الأصل : «فيها» والمثبت عن «ز» ، والجليس الصالح.

(٤) بالأصل وم و «ز» : باحضار ، والمثبت عن الجليس الصالح.

(٥) بالأصل : «فلقد امضى» والمثبت عن م و «ز» ، والجليس الصالح.

(٦) الأصل : «القراء» تصحيف ، والمثبت عن م و «ز» ، والجليس الصالح.

(٧) الجملة بالأصل : أن اخلوا لوافقوا على تكرر.

(٨) في الجليس الصالح افعولل.

٣٤٩

بعض من احتج لسيبويه بهذا ، وأنكر قول الفراء إن قال قائل : ليس في الأفعال افعلّل ، قيل له : يلزم الفراء أن يجعلها افعلل](١) ولا يجعله افعوعل ولا يكرر العين ، إذا كان قد أنكر تكرير العين في ما ذكرنا. وفي استقصاء القول في هذه الكلمة ونظائرها وذكر اختلاف النحويين في أصل الباب الذي يشتمل عليها طول يضيق عنه قدر مجلس بأسره من مجالس هذا الكتاب ، وله موضع هو به يؤتى به فيه إن شاء الله.

آخر الجزء الحادي والثمانين بعد الخمسمائة من الفرع (٢).

٥٧٣٨ ـ القعقاع بن شور (٣) السّدوسي الذهلي (٤)

وفد على معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنبأنا أبو أحمد العسكري ، أخبرني أبو محمّد بن مروان ، حدّثنا عسل بن ذكوان ، حدّثنا عيسى بن إسماعيل عن القحذمي قال :

دخل القعقاع بن شور إلى معاوية والمجلس غاصّ ، فقام رجل عن مجلسه وأجلسه فيه ، وأمر معاوية للقعقاع بمائة ألف ، فقال للذي قام عن مجلسه : ضمّها إليك ، ففعل ، فلمّا خرجا قال للقعقاع : مالك (٥) اقبضه ، فقال القعقاع : هو لك بقيامك عن مجلسك ، فقال الرجل :

وكنت جليس قعقاع بن شور

ولا يشقى بقعقاع جليس

ضحوك السنّ إن نطقوا بخير

وعند الشرّ مطراق عبوس

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنشدنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني ، [قال :] أنشدني محمّد بن الحسن الأعرج ، أنشدنا أبو عروة المديني :

__________________

(١) الزيادة عن «ز» ، وم ، والجليس الصالح.

(٢) في م : «من الأصل» ومن قوله : آخر الجزء .. إلى هنا ليس في «ز».

(٣) ضبطت عن الاكمال وتبصير المنتبه بفتح الشين.

(٤) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ٣٩٢ والجرح والتعديل ٧ / ١٣٧ وتبصير المنتبه ٢ / ٧٩٢ والاكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٩٢.

(٥) بالأصل : «قال لي» والمثبت عن م و «ز».

٣٥٠

وكنت جليس قعقاع بن شور

ولا يشقى بقعقاع جليس

ضحوك السنّ إن نطقوا بخير

وعند الشرّ مطراق عبوس (١)

أخبرنا (٢) أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا العزّ الكيلي ، قالا : أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، [انا عمر بن أحمد بن إسحاق](٣) حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (٤) :

في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة : القعقاع بن شور بن نعمان بن عقال (٥) بن حارثة بن عبّاد بن امرئ القيس بن عمرو بن شيبان بن ذهل ـ يعني ـ بن ثعلبة بن عكابة (٦).

أنبأنا أبو الحسين (٧) القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي الأصبهاني ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي.

قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٨) :

قعقاع بن شور ـ فيمن يسمى القعقاع (٩) ـ روى ..... (١٠) سألت أبي عنه وقلت له : إنّ البخاري أدخل (١١) قعقاع بن شور فيمن يسمى قعقاع فقال : لا نعلم للقعقاع بن شور رواية ، والذي يحدّث يقال له عبد الملك ابن أخي القعقاع بن شور.

[قال ابن عساكر](١٢) ولم أجد ذكر القعقاع في تاريخ البخاري ، فلعله في غير روايتنا.

__________________

(١) نسب البيتان بحواشي المختصر إلى أبي علاقة التغلبي.

(٢) كتب فوقها بالأصل : ملحق.

(٣) الزيادة لتقويم السند عن «ز» ، سقطت من الأصل وم.

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٢٤٤ رقم ١٠٣٢.

(٥) كذا إعجامها بالأصل وم ، وفي «ز» : «عفان» وفي طبقات خليفة : غفال.

(٦) كتب فوقها بالأصل : إلى.

(٧) الأصل وم : الحسن ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».

(٨) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١٣٧.

(٩) كذا بالأصل وم ، أقحم : «فيمن يسمى قعقاع» وليس في «ز» ، ولا في الجرح والتعديل هنا.

(١٠) بياض بالأصل وم و «ز» والجرح والتعديل.

(١١) في الجرح والتعديل : «أدخل اسمه» مكان : «أدخل القعقاع بن شور».

(١٢) زيادة منا للإيضاح.

٣٥١

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، حدّثنا أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال :

وأما شور فهو القعقاع بن شور من التابعين وهو سدوسي ، وفيه يقول الشاعر :

وكنت جليس قعقاع بن شور

ولا يشقى بقعقاع جليس

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنبأنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال : وأما شور الشين معجمة مفتوحة فمنهم القعقاع بن شور السّدوسي من سادات ربيعة وهو الذي ضرب المثل بكرم مجالسته فقيل فيه :

وكنت جليس قعقاع بن شور

ولا يشقى بقعقاع جليس

وليس يروى عن القعقاع بن شور شيء.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي القاضي ، حدّثنا نصر بن إبراهيم ، أنبأنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد ، أنبأنا عبد الغني بن سعيد قال :

شور بشين معجمة مفتوحة ، القعقاع بن شور عمّ عبد الملك بن نافع صاحب حديث النبيذ.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (١) :

وأما شور بفتح الشين المعجمة : القعقاع بن شور السّدوسي ، تابعي.

٥٧٣٩ ـ قعقاع بن عمرو التميمي (٢)

يقال : إنّ له صحبة ، وكان أحد فرسان العرب الموصوفين وشعرائهم.

شهد اليرموك وفتح دمشق ، وشهد أكثر وقائع أهل العراق مع الفرس ، وكانت له في ذلك مواقف مشكورة ووقائع مشهورة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا أبو طاهر

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٩٢.

(٢) ترجمته في الإصابة ٣ / ٢٣٩ وأسد الغابة ٤ / ١٠٩ والاستيعاب ٣ / ٢٦٣ (هامش الإصابة) ، وتاريخ الطبري في مواضع (الفهارس) ، ومروج الذهب (الفهارس) ، ومعجم البلدان شعره فيه في مواضع ، والبداية والنهاية (الفهارس) ، والكامل لابن الأثير (الفهارس) ، وغزوات ابن حبيش في مواضع (الفهارس) شعره ضمن كتاب شعراء إسلاميون للدكتور نوري حمودي القيسي ص ٢٧ وما بعدها.

٣٥٢

المخلّص ، أنبأنا أبو بكر بن سيف ، أنبأنا السري بن يحيى ، أنبأنا شعيب بن إبراهيم ، حدّثنا سيف بن عمر التميمي في حديث ذكره عن محمّد وطلحة قال : كان القعقاع من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال (١) : وحدّثنا سيف ، عن عمرو بن محمّد بإسناده ، قال (٢) :

ولمّا بلغ غسان خروج خالد على سوى (٣) وانتسافها ، وغارته على مصيّخ (٤) بهراء وانتصافها اجتمعوا بمرج راهط ، وبلغ ذلك خالدا ، وقد خلّف ثغور الروم وجنودها مما يلي العراق ، فصار بينهم وبين اليرموك ، صمد لهم ، فخرج من سوى بعد ما رجع إليها بسبي بهراء فنزل الرّمّانتين ـ علمين على الطريق ـ ثم نزل الكثب (٥) ، ثم نزل عرة القرير (٦) وهي أدنى الأرض ، أرض العجم ، ثم نزل العسه (٧) ثم نزل القرير (٨) ، ثم مرضح (٩) الفضا ثم السيلا (١٠) ثم ذنبه (١١) ، ثم دمشق ثم مرج الصّفّر ، فلقي عليه غسان وعليهم الحارث بن الأيهم ، وأفلت جبلة ، وانتسف عسكرهم وعيالاتهم ، ونزل بالمرج أياما ، وبعث إلى أبي بكر بالأخماس مع بلال بن الحارث المزني ، ثم خرج من المرج حتى ينزل قناة بصرى ، فكانت أول مدينة افتتحت بالشام على يدي خالد فيمن معه من جنود العراق ، وخرج منها فوافى المسلمين بالواقوصة (١٢) ، فنازلهم بها في تسعة آلاف.

وقال القعقاع بن عمرو في مسير خالد من سوى إلى الواقوصة (١٣) :

__________________

(١) القائل : شعيب بن إبراهيم.

(٢) الخبر رواه الطبري في تاريخه من هذا الطريق ٣ / ٤١٠.

(٣) سوى : بضم أوله والقصر ، ماء لبهراء من ناحية السماوة وعليه مر خالد بن الوليد لما قصد من العراق إلى الشام.

(٤) مصيخ بهراء : ماء بالشام ، ورده خالد بن الوليد بعد سوى في مسيره إلى الشام.

(٥) الأصل : الكثيب ، والمثبت عن م و «ز» والطبري.

(٦) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» ، ولم أجدها.

(٧) كذا رسمها بالأصل بدون إعجام ، وفي «ز» : «الفتية» وفي م : «العتية» ولم أعثر عليها ، وفي معجم البلدان : غبية :

موضع.

(٨) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن م و «ز».

(٩) كذا رسمها بالأصل ، وفي «ز» : «بريح» وفي م : «تريح».

(١٠) في معجم البلدان : سيلا بكسر أوله ، من الثغور ، غزاه سيف الدولة.

(١١) ذنبة بالتحريك في عدة مواضع ، راجع معجم البلدان (٣ / ٨).

(١٢) الواقوصة : واد بالشام في أرض حوران (معجم البلدان).

(١٣) الأبيات الثلاثة الأولى في شعره (شعراء إسلاميون ص ٣٩) ، ومعجم البلدان ٥ / ١٤٤ (مصيخ).

٣٥٣

قطعنا أما ليس (١) البلاد بخيلنا

نريد سوى من آبدات قراقر

فإنّا صبحنا بالمصيّخ أهله

فطار إباري (٢) كالطيور النوافر

أفاقت (٣) به بهراء ثم تجاسرت

بنا العيس نحو الأعجمي القراقر

فقلنا لبصرى أبصري فتعامهت

ودونهم بالمرج مرج الأصافر

جموع عليها الأيهمان وحارث

بغسان أشباه السباع العراور

بدأنا بمرج الصّفّرين فلم ندع

لغسان أنفا فوق تلك المناحر

صبيحة طار (٤) الحارثان ومن به

سوى نفر يحتزهم (٥) بالبواتر

وجئنا إلى بصرى وبصرى مقيمة

فألقت إلينا بالحشا والمعاذر

فضضنا بها أبوابها ثم قاتلت

بنا العيس في اليرموك جمع العشائر

قال : وحدّثنا سيف قال : وكان القعقاع بن عمرو على كردوس من كراديس أهل العراق ـ يعني ـ يوم اليرموك (٦).

وقال القعقاع بن عمرو في يوم اليرموك (٧) :

ألم ترنا على اليرموك فزنا

كما فزنا بأيام العراق

فتحنا قبلها بصرى وكانت

محرّمة الجناب (٨) لدى البعاق (٩)

وعذراء المدائن قد فتحنا

ومرج الصّفّرين على العتاق

قتلنا من أقام لنا وقيسا

نهابهم بأسياف رفاق

قتلنا الروم حتى ما تساوي

على اليرموك ثفروق الوراق

فضضنا جمعهم لما استحالوا

على الواقوص (١٠) بالبتر الرقاق

غداة تهافتوا فيها فصاروا

إلى أمر يعضّل بالذّواق

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المصدرين : أباليس.

(٢) بالأصل : «فطاروا يادي» وفي «ز» : «قطا والأيادي» وفي م : «فطاروا أيادي» والمثبت عن المصدرين.

(٣) الأصل : «أفانا به» وفي «ز» : «اما نابه» والمثبت عن المصدرين.

(٤) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : طاح.

(٥) في «ز» : نجتذهم.

(٦) تاريخ الطبري ٣ / ٣٩٦.

(٧) الأبيات في شعره (شعراء إسلاميون ص ٤٣) نقلا عن معجم البلدان (الواقوصة)

(٨) الأصل : الجعاب ، وفي «ز» : «الجنان» والمثبت عن م.

(٩) هذا البيت واللذان بعده سقطوا من المصدرين.

(١٠) في المصدرين : الواقوصة البتر الرقاق.

٣٥٤

وقال القعقاع بن عمرو في يوم دمشق :

أقمنا على داري سليمان أشهرا

نجالد روما قد حوا بالصوارم

فضضنا بها الباب العراقي عنوة

فدان لنا مستسلما كلّ قائم

أقول وقد دارت رحانا بدارهم

أقيموا لهم حزّ الذرى بالغلاصم

فلمّا رأوا بابي دمشق بحوزهم

وتدمر عضوا منهم بالأباهم

وقال القعقاع بن عمرو في حمص الآخرة :

يدعون قعقاعا لكلّ كريهة

فيجيب قعقاع دعاء الهاتف (١)

سرنا إلى حمص نريد عدوّها

سير المحامي من وراء اللاهف

حتى إذا قلنا : دنونا منهم

ضرب الإله وجوههم بصوارف

ما زلت أزلّهم وأطرد فيهم

وأسير بين صحاصح ونفانف

حتى أخذنا جوهر حمص عنوة

بعد الطّعان وبعد طول تسايف

قال : وحدّثنا سيف عن مجالد ، عن الشعبي قال :

بلغ عمر أمر الفيل وضربه سائسة للربيل الأسدي ، فبينا هو بمكة إذ رآه ، فرأى رجلا بوجهه خط فقال : والله إني لأظن هذا صاحب الفيل ، فدعاه ، فقال عمر : من أنت؟ فانتسب له فقال : من أصحاب الفيل؟ قال : نعم ، قال : فحاجتك؟ قال : ما لي حاجة إلّا يسيرة ، قد كتبت إلى سعد أن يقتل كلّ محتلم في إساره ، فاكتب إليه : يعطيني علجا يقوم على قوسي ، ففعل ، وأعطي علجا من الخمس وعرض عليه الجائزة فأبى.

قالوا : وقد كان سعد أسر وسبى بعد وقعة القادسية ، وقبلها ومعها وقبل الصلح بضعة وخمسين ألفا ، دخلوا في قسمتهم بالقيامة سوى من نفل منهم.

قالوا : وكتب عمر إلى سعد ائتني أي فارس أيام القادسية كان أفرس؟ وأي رجل كان أرجل؟ وأي راكب كان أثبت؟ فكتب إليه : إنّي لم أر [فارسا مثل القعقاع بن عمرو ، حمل في يوم ثلاثين حملة يقتل في كل حملة كميا (٢)](٣) راجلا مثل يعفور بن حسّان الذهلي أنه جاءني في يوم بخمسة فوارس يحتل (٤) الرجل منهم حتى يردفه ثم يغلبه على عنانه حتى يأتي به

__________________

(١) البيت الأول في الإصابة ٣ / ٢٤٠.

(٢) الكمي : الشجاع المتكمي في سلاحه.

(٣) الزيادة بين معكوفتين عن م و «ز».

(٤) كذا بالأصل وم ، و «ز» : «يختل الراجل».

٣٥٥

سالما ، ولم أر راكبا مثل الحارث بن قموم البهري أنه حلل بعيره وبرقعه ثم ركب الكراديس ففرّق بينهما ، فإذا أبصر بالفارس انحطّ عليه فعانقه ثم قتله ، ثم وثب على بعيره من قيام.

قال : وحدّثنا سيف ، عن عبد الله بن سعيد بن ثابت بن الجذع ، عن عمرة بنت عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة عن عائشة أم المؤمنين قالت : كان القعقاع هو الذي فتح على الناس رمى مشافر الفيول يوم القادسية ، فلما خرقوها بالنبال ارتدعت ، ولما تقطعت مشافر فيلتهم ، .... (١) أحجما ثم انصرف الأعور منها نحو المدائن ، واتّبعته الفيول عليها ركبانها لا يملكون منها شيئا وبقي الأعمى منها متلددا بين (٢) الصفين.

٥٧٤٠ ـ قعقاع بن فضالة الباهلي

من عشيرة قتيبة بن مسلم أمير خراسان ، كان القعقاع بخراسان فهرب من أبي مسلم فصار إلى بني أمية بالشام ، وخرج مع عبد الله وعبيد الله ابني مروان إلى أرض المغرب (٣) بعد قتل مروان ، فقتل ببلاد السودان مع عبيد الله بن مروان ، له ذكر.

__________________

(١) كلمتان غير واضحتين وصورتهما بالأصل : «و؟؟؟ افذما» وفي م : «وقيل افذما» وفي «ز» : «وفيل؟؟؟ نا».

(٢) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز».

٣٥٦

[ذكر من اسمه](١) قعنب

٥٧٤١ ـ قعنب بن ضمرة

 ـ وهو قعنب بن أم صاحب ـ الفزاري

شاعر قدم على الوليد بن عبد الملك.

ذكره المدائني فيمن ينسب إلى أمه من الشعراء.

قرأت بخط الخطابي الشاعر لقعنب بن ضمرة وهو ابن أم صاحب (٢) :

أتيت الوليد فألفيته

كما قد علمت عييّا بخيلا

عيي القضاء بطيء العطاء

لا يرسل الخير إلّا قليلا

قعدت الوليد وابقا له

كثيل القعود أبى أن يبولا

فليت لنا خالدا بالوليد

وعبد العزيز بيحيى بديلا

أنحن قعدنا بأبنائنا

أم القوم (٣) أكرم منك (٤) فحولا

فإن تمنعوا ما بأيديكم فلن

تمنعوني إذا أن أقولا

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) بالأصل هنا : حاجب ، والمثبت عن م و «ز».

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : القول.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : منكم.

٣٥٧

ذكر من اسمه قنان

٥٧٤٢ ـ قنان (١) بن دارم

ابن أفلت بن ناشب بن هدم (٢) بن عوذ بن غالب

 ابن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان

 ابن سعد (٣) بن قيس عيلان بن مضر بن نزار العبسي (٤)

له صحبة.

وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح دمشق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة ، حدّثنا محمّد بن سعد (٥) ، أنبأنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي ، حدّثني أبو الشّغب (٦) عكرشة بن أربد العبسي ، وعدّة من بني عبس ، قالوا :

وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسعة رهط من بني عبس فكانوا من المهاجرين الأولين منهم : ميسرة بن مسروق ، والحارث بن الربيع ، وهو الكامل ، وقنان بن دارم ، وبشر بن الحارث بن

__________________

(١) قنان بنون خفيفة (تقريب التهذيب) ، وفي «ز» : قنّان ، ضبط قلم.

(٢) ضبطت بالقلم بالكسر ثم سكون عن «ز».

(٣) الأصل : سعيد ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز» ، وانظر جمهرة ابن حزم ص ٢٤٨.

(٤) ترجمته في الإصابة ٣ / ٢٤١ وأسد الغابة ٤ / ١١١ والاستيعاب ٣ / ٢٨٤ (هامش الإصابة). طبقات ابن سعد ١ / ٢٩٥.

(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦ تحت عنوان : وفد عبس.

(٦) الأصل : «الشعب» وفي م : «شعيب» والمثبت عن «ز» ، وابن سعد.

٣٥٨

عبادة ، وهدم بن مسعدة ، وسباع بن زيد ، وأبو الحصن بن لقمان ، وعبد الله بن مالك ، وفروة ابن الحصين بن فضالة ، فأسلموا ، فدعا لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخير ، فقال : «ابغوني رجلا يعشركم أعقد لكم لواء» [١٠٥٦٥] فدخل طلحة بن عبيد الله فعقد لهم لواء ، وجعل شعارهم يا عشرة.

قال (١) : وأنبأنا ابن سعد (٢) ، أنبأنا محمّد بن عمر ، حدّثني عمّار بن عبد الله بن عيسى (٣) الديلي عن عروة بن أذينة الليثي قال :

بلغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ عيرا لقريش أقبلت من الشام فبعث بني عبس في سرية وعقد لهم لواء فقالوا : يا رسول الله كيف نقسم غنيمة إن أصبناها ونحن تسعة؟ قال : «أنا عاشركم» ، وجعلت الولاة اللواء الأعظم لواء الجماعة ، والإمام لبني عبس ، ليست لهم راية [١٠٥٦٦].

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن [سعد](٤) قال :

في الطبقة الرابعة :

قنان بن دارم بن أفلت بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس ، وهو أحد السبعة (٥) الذين وفدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان مع خالد بن الوليد في وقائعه بالشام فأبلى فيها.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، قالا : حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمّد الدولابي (٦) ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن عبد الغفار ، أنبأنا إسحاق بن عمار (٧) بن حنش بن محمّد بن حنش ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي المصّيصي ، حدّثنا عبد الله بن ربيعة القدّامي ، حدّثني فروة بن لقيط عن أدهم بن محرز الباهلي ، عن أبيه محرز بن أسيد قال :

ثم إنّ أبا عبيدة أمر خالد بن الوليد ، فسار حتى مرّ ببعلبك وأرض البقاع ، فغلب على

__________________

(١) القائل : الحارث بن أبي أسامة.

(٢) الخبر في طبقات ابن سعد ١ / ٢٩٦.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي ابن سعد : عبس.

(٤) كلمة مشطوبة بالأصل ، وكتب فوقها علامة تحويل إلى الهامش ، والمثبت عن هامش الأصل وم و «ز».

(٥) بالأصل : السبعة ، والمثبت عن م و «ز».

(٦) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م و «ز».

(٧) بالأصل : عفان ، والمثبت عن م و «ز».

٣٥٩

البقاع ، وأقبل قبل بعلبك حتى نزل عليها ، فخرج إليه منهم رجال ، فأرسل إليهم فرسانا من المسلمين نحوا من خمسين ، أرسل : ملحان بن زياد الطائي ، وقنان بن دارم العبسي ، فحملوا عليهم حتى أقحموهم الحصن ، فلما رأوا ذلك بعثوا في طلب الصلح ، فأعطاهم ذلك أبو عبيدة ، وكتب لهم كتابا (١).

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال :

قنان بن دارم بن أفلت العبسي أحد التسعة العبسيين الذين وفدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأسلموا (٢).

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) :

وأما قنان بنون مكررة فهو قنان بن دارم بن أفلت العبسي أحد التسعة العبسيين الذين وفدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٥٧٤٣ ـ قنان بن سفيان

ذكره أبو محنف لوذ بن يحيى فيمن استشهد يوم أجنادين من المسلمين.

٥٧٤٤ ـ قنان بن أبي قنان

أخو طلحة بن أبي قنان.

له ذكر ، ولا أعلم له رواية.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة قال في ذكر الاخوة من أهل الشام قال : أخوان : طلحة بن أبي قنان ، وقنان بن أبي قنان.

٥٧٤٥ ـ قوّاد مولى سليمان بن عبد الملك

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه أبو هارون المغيرة بن المغيرة الرملي ، ورجاء بن أبي سلمة.

__________________

(١) الإصابة ٣ / ٢٤١.

(٢) أسد الغابة ٤ / ١١١.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٧٦.

٣٦٠