تاريخ مدينة دمشق - ج ٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١
٢

ذكر من اسم أبيه محمود [من الأحمدين] (١)

٢٥٩ ـ أحمد بن محمود بن الأشعث

ويقال ابن محبوب بن الأشعث

أبو علي المعدّل

المتولي لعمارة المسجد الجامع بدمشق من قبل القضاة.

له ذكر. وحدّث عن أبي الحارث أحمد بن سعيد ، وأبي الحسن محمّد بن حمد بن عمارة العطار.

روى عنه : أحمد بن الحسن بن أحمد الغسّاني.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم قالا : أنا أحمد بن علي بن زهير ، نا أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن القاسم بن الطيّان ، أنا أبو علي أحمد بن الأشعث المعدّل ـ بدمشق ـ نا أبو الحارث أحمد بن سعيد ، نا أبو النضر إسماعيل بن عبد الله البغداذي ، نا عبد الله بن بكر السّهمي ، نا سنان بن ربيعة ، عن ثابت البناني ، عن عبيد بن عمير ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من مسلم يبتلى ببلاء في جسده إلّا كتب الله له كلّ عمل صالح كان يعمله في صحته ومرضه» [١٣٨٢].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المرّي الحافظ قال : قرئ لأبي علي أحمد بن محمود بن الأشعث القيّم بجامع دمشق أمينا من قبل القاضي على حجر في المأذنة الغربية كتاب

__________________

(١) زيادة اقتضاها السياق للإيضاح.

٣

باليونانية ففسر بالعربية فإذا عليه مكتوب :

لما كان العالم محدثا والحدث داخل عليه وجب أن يكون له محدث ، وكانت الضرورة تقود إلى التعبّد لمحدثه لا كما ذكر ذو اللحيين وذو السنّين وأشباههما. فلما دعت الضرورة إلى عبادة هذا الخالق بالحقيقة تجرّد لإنشاء البيت ، وتولى النفقة عليه محبّ الخير تقربا منه إلى منشئ العالم ومبتدئه وإيثارا لما عنده وذلك في سنة ألفين وثلاثمائة لأصحاب الاصطوان. فليذكر كل من دخل هذا البيت للصّلاة فيه العاني به.

وذكر أبو نصر بن الجبّان [حديثا] (١) آخر قال فيه ، قرأ رجل يوناني لأبي علي أحمد بن محمود بن الأشعث فذكر مثله. وقال في سنة ألفين (٢) وثمانمائة ونسخته من أبي علي بن الأشعث ـ من نسخة بخطه ـ في سنة خمس وستين وثلاثمائة.

٢٦٠ ـ أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل

أبو الحسن الهروي (٣)

قدم دمشق سنة (٤) تسع وسبعين ومائتين.

وروى عن الحسن بن علي الحلواني (٥) ، ومحمّد بن علي الصنعاني (٦) أبي وهب ـ (٧) بن موسى الفروي ، ومحمّد بن يحيى بن الطريش الفندي ، وهناد بن السري ، ومحمّد بن [يحيى الذهلي] (٨) ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، وأبي بكر أحمد بن محمّد بن أبي بكر السالمي المدني ، ـ (٩) ، وعبد الرّحمن بن يحيى الحرّاني ، ومحمّد بن عوف ، ومحمّد بن حميد الرازي ، ويزيد بن سنان (١٠) وسمع (١١) بدمشق : زكريا بن يحيى السّجزي.

روى عنه أبو عبد الله بن مروان ، وأبو علي محمّد بن محمّد بن آدم ، وأبو

__________________

(١) مطموسة بالأصل ولعل الصواب أثبتناه وفي م : في موضع آخر.

(٢) مكانها مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

(٣) مكانها مطموس بالأصل والمثبت عن م ومختصر ابن منظور ٣ / ٢٩٦ وتهذيب ابن عساكر ٢ / ٩٠.

(٤) مكانها مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

(٥) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى حلوان ، (انظر معجم البلدان).

(٦) مكانها مطموس بالأصل. وفي م : هارون بن موسى الغروي.

(٧) مكانها مطموس بالأصل. وفي م : هارون بن موسى الغروي.

(٨) ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالأصل والمستدرك عن تاريخ بغداد ٥ / ١٥٦ وم.

(٩) اسم طمس بالأصل وفي م : وأحمد بن محمد بن أبي بزة.

(١٠) مكانها مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

(١١) مطموسة بالأصل ولعل الصواب أثبتناه وفي م : في موضع آخر.

٤

القاسم بن أبي العقب ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو علي محمّد بن هارون [بن شعيب] (١) وأبو عبد الله محمّد بن سعيد بن عقبة ، وجعفر بن محمّد الكندي ، وعبد الرّحمن بن حنس (٢) [وأبو] (٣) الميمون بن راشد.

أخبرنا أبو محمّد عبد [الكريم بن] (٤) حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم ، ومحمّد بن محمّد بن [عبد] (٥) حميد بن خالد قالا : نا أبو (٦) الحسن أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل الهروي ، نا الحسن بن علي الحلواني ، نا يزيد بن [هارون ، نا] (٧) قتيبة بن سعيد ، نا حمّاد مولى بني أمية ، عن جناح مولى الوليد بن عبد الملك ، عن واثلة [بن الأسقع] (٨) ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خير شبابكم من تشبّه بكهولكم ، وشرّ كهولكم [من تشبّه] (٩) بشبابكم» [١٣٨٣].

قال وأنا تمام بن محمد ، نا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب ، حدّثني [أبو عبد الله] (١٠) محمّد بن يحيى بن منده الأصبهاني ـ بأصبهان ـ حدّثني محمّد بن عثمان بن كرامة ، نا عبد (١١) بن عنبسة ، عن حمّاد مولى بني أميّة ، عن جناح فذكره. بإسناد مثله.

أخبرنا أبو الحسن (١٢) علي بن المسلّم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر بن الجندي ، نا أبو القاسم [علي بن يعقوب بن] (١٣) أبي العقب ، نا أبو الحسن

__________________

(١) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن م ..

(٢) كذا وبعدها مطموس. وفي م : جيش الفرغاني.

(٣) مكانها مطموس والصواب ما أثبتناه. عن م.

(٤) مكانها مطموس بالأصل ، وما بين معكوفتين أثبت عن م.

(٥) مكانها مطموس بالأصل. والمثبت عن م.

(٦) مكانها مطموس بالأصل ، والصواب ما أثبت ، فهو صاحب الترجمة.

(٧) مكانها مطموس بالأصل ، وزيادة عن م.

(٨) مكانها مطموس ، والمثبت عن م.

(٩) مكانها مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

(١٠) ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالأصل والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ١٨٨.

(١١) مطموس بالأصل وفي م : عبيد الله بن مولى عن عنبة.

(١٢) مكانها مطموس بالأصل ، والصواب ما أثبت وقد مرّ كثيرا.

(١٣) ما بين معكوفتين مطموس مكانه بالأصل ، وما أثبت عن م وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٨.

٥

أحمد محمود الهروي ـ الشيخ الصّالح ـ بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري ، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله (١) عبد بن أحمد الهروي ـ إجازة ـ أنا أبو بكر (٢) عبد الله بن محمّد المر (٣) بن محمّد بن يونس البزار قال : أحمد بن محمود بن مقاتل الشيخ الصالح أبو الحسن [رحل في طلب] (٤) الحديث ثلاثا وثلاثين [مرة] (٥). قدم دمشق طالب علم سنة تسع وسبعين ومائتين. [روى عنه أبو] (٦) الميمون بن راشد ، وأبو علي الحسن بن حبيب الحصائري ، وأبو الهيدام غيلان بن (٧) المازني ، وأبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي ، وأحمد بن محمّد بن يونس الهروي البزار.

وذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي : أنه مات سنة إحدى وثلاثمائة.

٢٦١ ـ أحمد بن محمود (٨)

حدّث عن الوليد بن مسلم.

روى عنه ابنه عبد الله.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، عن أبي سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم الأبهري ، أنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن الحسين بن سعيد بن ماهان النجيرمي ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضرّاب ، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي ، نا عبد الله بن أحمد بن محمود الدمشقي قال : سمعت أبي يقول : سمعت الوليد بن مسلم يقول : سألت مالك بن أنس عن حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أكل وهو صائم وهو ناسي (٩)

__________________

(١) مطموس بالأصل. وفي م : بن محمد بن عبد الرحمن الشيرازي ، أنا أبو ذر.

(٢) مطموس بالأصل. وفي م : أبو بكر محمد بن.

(٣) مطموس بالأصل. وفي م : المزكي ، أنا أبو إسحاق أحمد بن محمد.

(٤) ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وزيدت عن م.

(٦) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت اقتبسناه مما سبق أثناء الترجمة.

(٧) مطموس بالأصل. ومكانه في م : زفر بن جبر.

(٨) زيد في مختصر ابن منظور ٣ / ٢٩٦ الدمشقي.

(٩) كذا بالأصل ، والصواب «وهو ناس» كما في مختصر ابن منظور.

٦

فليتم صومه ، فإنما هو رزق ساقه الله إليه» [١٣٨٤].

فقال مالك : الحديث صحيح ، ولكن عنى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم النافلة لا الفريضة أما سمعت إلى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلّا الله ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحجّ البيت (١)» [١٣٨٥] وكل من ترك شيئا من هذا ناسيا فعليه القضاء. وإنما الحديث في التطوع لا في الفريضة.

قال الوليد : فذكرت ذلك للأوزاعي ، فقال : صدق مالك.

٢٦٢ ـ أحمد بن محمود أبو بكر الرسعني (٢)

حدّث عن : أبي عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني (٣).

روى عنه : أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علي بن جعفر العين زربي (٤).

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، عن جده أبي عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد ، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علي بن جعفر المعروف بابن الفاثوري ـ في داريا ـ أنا أبو بكر أحمد بن علي بن الفرج الجمال (٥) الصّوفي ، وأبو بكر أحمد بن محمود الرسعني (٦) قالا : أنا أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني ـ بحلب ـ نا عمي أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي ، نا أبو عمير عيسى بن محمّد النحاس الرّملي ، نا سوار بن عمّارة ، عن زهير بن محمّد بن عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«اقتلوا الفاعل والمفعول به» (٧) [١٣٨٦].

__________________

(١) في المختصر : وحج البيت وصوم رمضان.

(٢) في بغية الطلب لابن العديم ٣ / ١١٢٦ «الرسعيني» والمثبت في الأصل مثل المختصر والأنساب وهذه النسبة بدون «ياء» إلى رأس عين بلدة من ديار بكر ، وفي اللباب : وليست من ديار بكر وإنما هي من أرض الجزيرة بينها وبين حران يومان.

(٣) الأذني : بفتح الألف والذال هذه النسبة إلى أذنة وهي من مشاهير البلدان بساحل الشام عند طرسوس.

(٤) زيد في بغية الطلب لابن العديم : «المعروف بابن الفاثوري».

(٥) ابن العديم : الحبال.

(٦) ابن العديم : الرسعيني ، بإثبات الياء.

(٧) انظر الحديث في كنز العمال ٥ / ١٣١٢٥ و ١٣٦٤٦.

٧

٢٦٣ ـ أحمد بن مخلد بن ناصح

أبو الحسن العذري (١)

حدّث عن سليمان بن عبد الرّحمن.

روى عنه إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان القنطري.

٢٦٤ ـ أحمد بن مدرك بن زنجلة

أبو عبد الله ـ ويقال : أبو جعفر ـ الرازي

سمع بدمشق دحيما ، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان ، وهشام بن عمّار ، وعطّاف بن قيس الزاهد ، وبغيرها : أيّوب بن عروة الكوفي ـ نزيل الري ـ وحرملة بن يحيى التجيبي ، وقتيبة بن سعيد ، وأبا تميلة (٢) يحيى بن واضح المروزي.

روى عنه : الفضل بن شاذان ، ومحمّد بن عياش بن بسام ، وأبو الحسن محمّد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازيون ، وعبد الجبّار بن أحمد السّمرقندي ، وزكريا بن يحيى الساجي ، وأبو عبد الله محمّد بن إسحاق الأصبهاني المسوحي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، نا أبي أبو الحسين ، نا أبو عبد الله محمّد بن أيّوب بن يحيى بن الضريس ، وأبو عبد الله عبد الوهّاب بن مسلم بن زرارة ، وأبو عبد الله أحمد بن مدرك بن زنجلة الرازيون.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا تمام بن محمّد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله ، وعقيل بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان.

قالا : أنا أبو الحسين أحمد بن الجنيد الرازي ، نا أبو عبد الله محمّد بن أيّوب ، وأبو محمّد عبد الوهّاب بن مسلم أخي محمّد بن مسلم بن وارة ، وأبو عبد الله أحمد بن مدرك بن زنجلة الرازيون قالوا : نا أيّوب بن عروة الكوفي ـ وكان يسكن الري ـ أنا أبو

__________________

(١) سقطت ترجمته من المختصر لابن منظور.

(٢) ضبطت عن التبصير ١ / ٢٠٣.

٨

مالك الجنبي (١) ـ زاد الفقيه : الكوفي ، واسمه ـ وقالا : عمرو بن هاشم ، نا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا نكاح إلّا بولي» زاد (٢).

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة ، أنا أبو الحسن الفأفاء.

ح قال : وأنا ابن منده ، أنا أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني ـ إجازة ـ قالا : أنا ابن أبي حاتم (٣) ، قال : أحمد بن مدرك أبو عبد الله من قرية بيستا (٤) ، روى عن عطّاف بن قيس الزاهد ، ودحيم ، وعبد الله بن [ذكوان. روى] (٥) عنه الفضل بن شاذان ، ومحمّد بن عباس بن بسام. سألت أبي عنه فقال ... (٦).

أخبرنا أبو زكريا بن منده ـ إجازة ـ وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله ، أنا أبو سعيد بن يونس ، قال : أحمد بن مدرك يكنى أبا جعفر من أهل الري ، قدم مصر وحدّث ، توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين.

٢٦٥ ـ أحمد بن مستور (٧)

ولي إمرة دمشق من قبل الحسن بن أحمد القرمطي المعروف بالسيد (٨) ، يوم الثلاثاء لأربع وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان من سنة إحدى وستين وثلاثمائة فأقام (٩) بها إلى رجب من سنة اثنتين وستين ثم اعتلّ علة طويلة ، ثم خرج في آخر رجب

__________________

(١) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى جنب قبيلة من اليمن ، ينتسب إليها جماعة من حملة العلم. وذكر المبرد في كتاب مختصر نسب عدنان وقحطان أن جنبا عدة قبائل (ست قبائل ، ذكرهم السمعاني في الأنساب).

(٢) بالأصل مطموس مقدار كلمتين. والذي في مختصر ابن منظور : لا نكاح إلّا بولي وشاهدين.

(٣) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ٧٦.

(٤) كذا بالأصل والجرح والتعديل ، وفي معجم البلدان والأنساب : بيستى ، قال السمعاني : هي قرية من قرى الري فيما أظن.

(٥) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، وأثبتت اللفظتان عن الجرح والتعديل.

(٦) كذا بالأصل ، وبياض في الجرح والتعديل.

(٧) كذا بالأصل غير منقوطة ، والمثبت عن م وفي تهذيب ابن عساكر ٢ / ٩١ : «مسور».

(٨) مكانها مطموس بالأصل والمثبت عن م.

(٩) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.

٩

إلى [جهة طبرية] (١) واستخلف على دمشق [رجلا من] (٢) وجوه بني كلاب ، فأقام الكلابي إلى النّصف من شهر رمضان سنة اثنتين وستين. ومات أحمد بن مستور (٣) عند طبرية في رجب.

٢٦٦ ـ أحمد بن مسعود المقدسي

قيل إنه دمشقي

حدّث عن عمرو بن أبي سلمة.

روى عنه سليمان الطبراني.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن مسعود الدمشقي (٤) ، نا عمرو بن أبي سلمة ، نا صدقة بن عبد الله ، عن الأوزاعي ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أبلى خيرا فلم يجد إلّا الثناء فقد شكره ، ومن كتمه فقد كفره ، ومن تحلّى بباطل [فهو كلابس] (٥) ثوبي زور» [١٣٨٧].

كذا وقع في الأصل ، وقد روى عنه في غير موضع فقال : المقدسي.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، [نا أبو] (٦) نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن مسعود المقدسي ، نا عمرو بن أبي سلمة ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر ، أن رجلا أتاه فقال : بم أهلّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : أهلّ بالحج ، وانصرف عنه ، ثم جاءه من العام المقبل فقال : بم أهلّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : ألم تأتني عام أوّل؟ قال : بلى ، ولكن أنس بن مالك زعم أنه قرن (٧) ، فقال ابن عمر : إن أنسا كان يتولج على النساء مكشفات الرءوس ، وإني كنت تحت ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمسني لعابها ، أسمعه يلبي بالحج.

__________________

(١) ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

(٢) مطموس بالأصل وما بين معكوفتين عن م.

(٣) كذا بالأصل غير منقوطة ، وفي تهذيب ابن عساكر ٢ / ٩١ «مسور».

(٤) قسم من اللفظة مطموس ، والصواب ما أثبت من اسمه في بداية الترجمة.

(٥) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل والمثبت عن م.

(٦) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والزيادة عن م.

(٧) عن مختصر ابن منظور وبالأصل «فرق».

١٠

أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة (١) ، أنا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن مسعود المقدسي الخياط ـ ببيت المقدس ـ سنة أربع وسبعين ومائتين. فذكر حديثا.

٢٦٧ ـ أحمد بن مسلمة بن جبلة بن مسلمة بن أوفى

ابن خارجة بن حمزة بن النعمان صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

أبو العبّاس العذري

حدّث عن أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري.

روى عنه : أبو بكر أحمد بن عبد الله بن البرامي ، وأبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث العبدري ، نا أبو العباس أحمد بن مسلمة العذري ، نا أحمد بن عبد الله الدمشقي ، نا زكريا بن إبراهيم الخصّاف ، عن السّليط بن سبيع ـ وكان من بني عامر ـ قال : كنت تاجرا وكان أكثر تجارتي في البحر ، فركبت من ذلك إلى بلاد الصين ، فأتيت على راهب من رهبان الصّين كان على دين عيسى بن مريم ـ عليه‌السلام ـ وكان مؤمنا ، فناديته : يا راهب ، فأشرف من صومعته فقال : ما تشاء قلت : من تعبد؟ قال : الذي هو خلقني وخلقك ، قلت : يا راهب فعظيم هو؟ قال : نعم يا فتى عظيم في المنزلة ، قد حوت عظمته كل شيء ، لم يحلل بنفسه في الأشياء فيقال منها ، ولم يعتزل فيقال ناء عنها ، قلت : يا راهب فأين الله من محل قلوب العارفين؟ قال : يا فتى إن محل قلوب العارفين لا يغرب (٢) عن الله بعد إذ علم أنها إليه مشتاقة ، قلت : يا راهب فما الذي قطع بالخلق عن الله؟ قال : حبّ الدنيا لأنها أصل المعاصي ومنها تفجرت ، ولم تصل بهم إلى إبطال تركها قلة معرفة. ولتركها ثلاث منازل :

فأولها منزلة ترك الحرام من القول والفعل والعزائم ، والرضا بما جلّ من ذلك أو

__________________

(١) بالأصل : «ربدة» والمثبت والضبط عن التبصير.

(٢) في مختصر ابن منظور ٣ / ٢٩٨ لا تعزب.

١١

دقّ حتى تطيع (١) الله فيمن عصاه فيك ، وتعتزل الصديق والعدو فعند ذلك تتفجر ينابيع الحكمة من قلبك ، وتدع الهوى بنور الإيمان عليك.

والمنزلة الثانية : ترك الفضول من القول والمقال والمثال حتى ترحم من ظلمك ، وتصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، فعند ذلك تقاد بحلاوة ـ يعني ـ طاعة الله عزوجل ، وبعزم الإرادة ، وترتبط بحبل الطاعة.

والمنزلة الثالثة : ترك العلو والرئاسة واختيار التواضع والذلّة ، حتى تصير مثل مملوك لسيده ، وبامراج النظر تطلعت للنفس إلى فضول الشهوات فأظلم القلب ولم ير جميلا فيرغب فيه ، ولا قبيحا فيأنف منه ، وبضبط النظر ذلّت النفس عن فضول الشهوات ، فانفتح القلب فأبصر جميلا يرغب فيه ، وانكشف العقل فأبصر.

قلت : يا راهب فأيما العقل؟ قال : أوّله المعرفة وفرعه العلم وثمرته السنة ، قلت :

يا راهب متى يجد العبد حلاوة الإيمان والأنس بالله؟ قال : إذا صفا الودّ ، وجادت المعاملة ، قلت : يا راهب متى يصفو الود؟ قال : إذا اجتمعت الهموم فصارت في الطاعة. قلت : يا راهب متى تخلص المعاملة؟ قال : إذا اجتمعت الهموم فصارت واحدة.

قلت : يا راهب عظني وأوجز. قال : لا يراك الله حيث يكره. قلت : زدني من الشرح لأفهم. قال : كل حلالا ، وارقد حيث شئت. قلت : يا راهب لقد تحلّيت بالوحدة. قال : يا فتى ، لو ذقت طعم الوحدة لاستوحشت لها (٢) من نفسك ، الوحدة رأس العبادة ، ومؤنسها الفكرة. قلت : يا راهب فما أشدّ ما يصيبك في صومعتك من هذه الوحدة؟ قال : يا فتى ليس في الوحدة شدّة ، الوحدة أنس المريدين. قلت : يا راهب ما أشدّ ذلك عليك؟ قال : تواتر الرياح العواصف في الليل الشاتي. قلت : تخاف أن تسقط فتموت؟ فتبسم تبسما لم يفتح فاه ولكن أشرق وجهه وقال : يا فتى هل العيش إلّا في السقوط ، وما أشبهه من أسباب الموت؟ قلت : فلم يشتد ذلك عليك إن كان كذلك؟ قال : يا فتى أما والله إذا اشتدت عليّ الريح وعصفت ذكرت عند ذلك عصوف الخلق في

__________________

(١) عن المختصر ، وبالأصل : «لصع».

(٢) المختصر : إليها.

١٢

الموقف مقبلين ومدبرين لا يدرون ما يراد بهم ، حتى يحكم الله بين عباده ، وهو خير الحاكمين. وصاح صيحة أفزعتني من شدتها : يا طول موقفاه! قلت : يا راهب بما تقطع الطريق إلى الآخرة؟ قال : بالسهر الدائم ، والظمأ في الهواجر. قلت : يا راهب فأين طريق الراحة؟ قال : في خلاف الهوى. قلت : يا راهب متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال : عند أوّل قدم يضعها في الجنّة. قلت : يا راهب لقد تخليت عن الدنيا ، وتعلّقت في هذه الصومعة؟ قال : يا فتى إنه من مشى على الأرض عثر ، ففررت فرار الأكياس من فخ الدنيا ، وخفت اللصوص على رحلي ، فتعلقت في هذه الصومعة ، وتحصنت بمن في السماء من فتنة من في الأرض ، لأنهم سرّاقون للعقول ، وتخوفت أن يسرقوا عقلي ، وذلك أن القلب إذا صافى صديقه ضاقت به الأرض ، وإذا أنا تفكرت في الدنيا تفكرت في الآخرة وقرب الأجل ، فأحببت الرجل إلى رب لم يزل. قلت : يا راهب فمن أين تأكل؟ قال : من زرع لم أتولّ بذاره ، من بيدر اللطيف الخبير ، ثم قال : يا فتى إن الذي خلق الرحا هو يأتيها بالطحين ، ثم أشار بيده إلى رحا ضرسه. قلت : يا راهب كيف حالك في هذا الدنيا؟ قال : كيف حال من يريد سفرا بعيدا بلا أهبة ولا زاد ، ويسكن قبرا بلا مؤنس ، ويقف بين يدي حكم عدل؟

ثم أرخى عينيه فبكى قلت : يا راهب ما يبكيك؟ قال : يا فتى (١) حقا أقول لك ، ذكرت يوما [مضى] (٢) من أجلي لم يحسن فيه عملي ، أبكاني قلة الزاد وبعد المعاد ، وعقبة هبوط إلى جنة أو إلى نار. قلت : يا راهب فلو تحولت من هذه الصومعة وخالطتنا ، فإن عندنا رهبانا يخالطونا ويعاشرونا. قال : هيهات يا فتى كم من متعبد لله بلسانه معاند له بقلبه ، يقاد إلى عذاب السعير ، ذاك زاهد في الظاهر ، راغب في الباطن ، حسن القول ، خبيث المعاملة ، مشارك لابناء الدنيا لا [ ] (٣) أو يفر من جوار إبليس. قلت : استغفر الله. قال : يا فتى سرعة اللسان بالاستغفار من غير بلوغ توبة الكذابين ، ولو علم اللسان مما يستغفر [الله] (٤) لجف في الحنك. يا فتى ، إن الدنيا منذ ساكنها الموت لم تقرّ بها عين ، كلما تزوجت الدنيا بزوج طلقها الموت. فالدنيا من

__________________

(١) في المختصر : يا بني.

(٢) زيادة عن م.

(٣) سقطت من الأصل وم ومكانها بياض في المختصر ، وفي تهذيب ابن عساكر يبعد أو يفر.

(٤) الزيادة عن م.

١٣

الموت طالقة لم تقض عدّتها بعد ، فمثلها مثل الحية ليّن مسّها والسمّ في جوفها ، يحذرها رجال ذوو عقول ، ويهوي إليها الصبيان لقلة عقولهم ، وتضرعهم بمرارة عيشهم ، وكدرة صفوها. يا فتى ، كم من طالب الدنيا لا ينال حاجته ولم يبلغ أمله ولم يدركها ، ومدرك لها إدراك فيه مرارة عيشها وكدر صفوها.

واعلم يا فتى أن شدة الحساب ومعاينة الأهوال مع الحمل الثقيل سيثقل اليوم على المسرفين بما عملوا ومرحوا في الأرض بغير ما أمروا. يا فتى ، اجتناب المحارم رأس العبادة وسيعلم المتقون بما صبروا على سجع (١) الدنيا والطريق والظمأ في الهواجر ، والقيام على الأقدام في ظلم الدجى ، وإجاعة الأكباد وعري الأجساد ، وذلك أن الله عدل في قضائه سابق في مقاله ، أن لا يضيّع أجر المحسنين. قلت : يا راهب إني لأريد لنفسي شيئا من المطعم والمشرب فلا يكفيني حتى تتوق نفسي إلى أكثر من ذلك. قال : يا فتى إن نواصي العباد في يد الله عزوجل وقبضته فلا يجوزون من ذلك إلى غيره ، قد قسم أرزاقهم وفرغ من آجالهم ، تدبير الله عزوجل في مطعمه ومشربه أحرى ألّا يجريه تدبير لنفسه. قلت : أوه ضربت فأوجعت وشددت فأوثقت. قال : بل أطعمت وأشبعت ، ووعظت فنفعت. قلت : يا راهب بما يستعان على الزهد في الدنيا؟ قال : بتقصير الأمل ، وذكر الموت ، والمداومة على العمل. قلت : يا راهب فمتى (٢) ترحل الدنيا عن القلب ، وتسكن الحكمة الصدر؟

فصاح صيحة خرّ مغشيا عليه ، ومكث ساعة كذلك ، ثم أفاق من غشيته فقال لي : كيف قلت؟ قال : فأعدت عليه القول. فقال : لا والله ، لا ترحل الدّنيا عن القلب وأنت منكب على القراريط والفلوس تتلذذ بالنظر إلى كثرتها ، وتستعين بكسب الحرام على جمعها ، وأنت تحب النظر إلى هؤلاء وأشار بيده إلى الخلائق ، ثم قال : لا ترد موارد السباع الضارية المنقطعة عن الخلائق في الكهوف وأطراف الجبال الشواهق الصم الصلاب. يقول المسيح عيسى بن مريم : لا ينال العبد منال الصّدّيقين ودرجة المقربين ، ويعرف في الملكوت الأعلى حتى يترك امرأته أرملة عن غير طلاق ، وصبيانه يتامى من غير موت ، ويأوي إلى مرابض الكلاب ، فعند ذلك يعرف في الملكوت الأعلى وينال

__________________

(١) في اللسان (سجع) : السجع : الاستقامة.

(٢) عن المختصر وبالأصل «فما».

١٤

الدرجة الخامسة من درجات العارفين. وأما قولك متى تسكن الحكمة الصدر؟ حتى يراك الله وقد أعتقت رقبتك من أن تكون مملوكا لامرأتك وأجيرا لولدك. قلت : يا راهب فما أوّل قيادة القلب إلى الزهد في الدنيا والرّضا بالقسم؟ قال : بإماتة الحرص وبذبح حنجرة المطعم ، فإن كثرة المطعم تميت القلب كما يموت البدن. قلت : يا راهب فأكون معك وأقيم عليك؟ قال : وما أصنع بك؟ وأي أنس لي فيك؟ ومعي عاطي الأرزاق ، [و] (١) قابض الأرواح يسوق إليّ رزقي في وقته ، ولم يكلفني حمله ولا يقدر على ذلك أحد غيره.

ثم قال لي : يا فتى طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره ، كما لا يجوز فيكم الشريف (٢) كذا لا يجوز كلامكم إلّا بنور الإخلاص ، كم من صلاة قد زخرفتموها بآية من كتاب الله كما تزخرف الفضة السّوداء بالبيضاء للناظرين إليها حتى ينظروا بنور الإخلاص لا فساد لها ، عند إصلاح الضمائر تكفير الكبائر ثم قال : يا فتى إن العبد إذا أضمر على ترك الآثام أتاه القنوع. ثم قال : يا فتى ربما استنظرني (٣) الفرج من مجلسي إلى الصّلاة ، ولربما رأيت القلب يضحك ضحكا ، وأهل الليل في ليلهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم ، يا فتى همة العاقل النجاة والهرب ، وهمّة الأحمق اللهو والطرب. ثم قال : يا فتى إذا أضمر العبد على الزهد في الدنيا تعلق قلبه في الملكوت الأعلى ، نظر إلى الدنيا بعين القلّة فنظره إلى ما فيها عبرة وسكوته عن القول مغنم وذلك عند ما ينال الدرجة السادسة. قلت : يا راهب ، فما أول الدرجات التي يقطع فيها المريدون وهي باب الإرادة؟ قال : رد المظالم إلى أهلها ، وخفة الظهر من التبعات ، فإن العبد لا تقضى له حاجة وعليه مظلمة لا تبعة. قلت : يا راهب ، ما أفضل الدرجات؟ قال : الصبر على البلاء ، والشكر على الرخاء ، وليس فوق الرضا درجة وهي درجة المقربين. ثم عاد بالكلام على نفسه فأقبل يعاتبها وهو يقول : ويحك يا نفس ، ما إن أراك في تقلبك ومثواك أثبت إلّا الفرار من الحق والموت يقفوك ، فأين تفرين ممن أنت له عاصية وهو إليك محسن ثم قال : إلهي وسيدي أنت الذي سترت عيوبي ، وأظهرت محاسني حتى كأني لم أزل أعمل بطاعتك. إلهي أنا الذي أرضيت عبادك بسخطك فلم تكلني إليهم

__________________

(١) الزيادة عن المختصر.

(٢) المختصر ، وبالأصل «الزيف».

(٣) في المختصر : استطربني الفرح.

١٥

وأمددتني بقوّتك. إلهي وسيّدي إليك انقطع المريدون في ظلم الدجى وباكروا الدلج في ظلم الأسحار يرجون رحمتك ، وسعة مغفرتك. اللهمّ أسكني في درجة المقرّبين ، واحشرني في زمرة العارفين. فإنك أجود الأجودين وأكرم الأكرمين يا مالك يوم الدين.

٢٦٨ ـ أحمد بن مطرّف

أبو الحسن السّبتي (١) القاضي

قدم دمشق وحدّث بها : عن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي المالكي ، وأبي يحيى بن أبي ميسرة ، وهشام بن علي السيرافي ، وجعفر بن محمّد بن سوار النيسابوري ، وعلي بن محمّد بن سهل ، وأحمد بن عبيد الله النرسي.

روى عنه أبو هاشم المؤدب ، وعلي بن أحمد بن محمّد بن يوسف السّامري [و] (٢) أبو الحسن بن الرفاء.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء ـ سنة ست وثمانين وأربعمائة ـ أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي ، أنا القاضي أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن الرفاء ـ بسرّ من رأى ـ نا القاضي أبو الحسن أحمد بن مطرف ، نا جعفر بن محمّد ، نا أحمد بن نصر ، أنا يعلى بن عبيد نا سفيان ، عن أبي حمزة ، عن الحسن ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصدّيقين والشهداء» [١٣٨٨].

أخبرنا أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلواذاني ـ إجازة ـ أنا أبو الحسين بن حسنون النرسي ، أنا جدي لأمي علي بن أحمد بن محمّد بن يوسف ، نا القاضي أحمد بن مطرف ، نا أبو جعفر أحمد بن صالح الوراق الرازي ، وأبو العباس عبد الرّحمن بن محمّد الظهراني ، قالا : نا سلمة بن شبيب ، نا عبد الله بن إبراهيم المدني ، نا عبد الله بن أبي بكر ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لله عمودا من نور يوم القيامة (٣) بين يديه ، فإذا قال

__________________

(١) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى السبت ، وهو أوّل يوم من الأسبوع ، وسبتة مدينة من بلاد المغرب من بلاد العدوة على ساحل البحر (الأنساب).

(٢) زيادة اقتضاها السياق للإيضاح.

(٣) قوله «يوم القيامة» سقط من المختصر.

١٦

العبد : لا إله إلّا الله ، اهتز ذلك العمود فيقول الله عزوجل : اسكن ، فيقول : كيف أسكن ولم تغفر لقائلها. قال : فيقول : إنّي قد غفرت له فيسكن عند ذلك» [١٣٨٩].

أخبرني أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي عن (١) أبي الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر ، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني ـ إجازة ـ نا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلمي ، نا أبو الحسن أحمد بن مطرف القاضي السّبتي ـ قدم علينا ـ نا علي بن الحسين بن الجنيد قال : سمعت سهل (٢) الخياط يقول : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : لو لا أن السنة جرت بأبي بكر ما قدمنا على عمر أحدا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) : أحمد بن مطرف [أبو الحسن] (٤) القاضي السبتي حدّث بسرّ من رأى عن أبي يحيى بن أبي ميسرة (٥) المكي ، وهشام بن علي السيرافي ، وجعفر بن محمّد بن سوار النيسابوري. روى عنه علي بن أحمد بن محمّد بن يوسف السامري ، وذكر أنه سمع منه في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.

٢٦٩ ـ أحمد بن معاوية بن وديع المذحجي (٦)

روى عن الوليد بن مسلم ، وأبي معاوية يمان الأسود ، والحرّ بن وسيم العابد ، وأبي سليمان الداراني ، وعبد الله بن وهب ، وسليمان الخوّاص.

روى عنه : محمّد بن وهب بن عطية ، وأحمد بن أبي الحواري ، والقاسم بن عثمان الجوعي الدمشقيون.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ـ إملاء ـ أنا عمر بن أحمد السّمسار ، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن عمرو النقاش ، أنا أبو عبد الله يحيى بن محمّد بن أبي عيسى الناقد ، نا سعيد بن عثمان الخياط ، نا أحمد بن أبي الحواري قال :

__________________

(١) بالأصل «بن» والصواب «عن» قياسا إلى سند مماثل انظر المطبوعة ٧ / ١٣٩.

(٢) كذا بالأصل بدون تنوين.

(٣) تاريخ بغداد ٥ / ١٧١.

(٤) الزيادة عن تاريخ بغداد.

(٥) عن تاريخ بغداد وبالأصل : «مسرة».

(٦) ترجم له في الأنساب (المذحجي).

١٧

سمعت أحمد بن وديع قال : قال أبو سليمان : من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة ومن وعظه على رءوس الخلائق فإنما يريد الشنعة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثني عبد العزيز بن أحمد [نا أحمد] (١) بن أبي الحواري ، قال : سمعت أحمد بن وديع.

أنا (٢) عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، أنا أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد اللهبي ، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الدّرفس ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أحمد بن وديع.

قال : قال أبو معاوية ـ يعني الأسود ـ إخواني كلهم خير مني ، قيل له : يا أبا معاوية وكيف ذاك؟ قال : كلهم يرى لي الفضل على نفسه ، ومن فضّلني على نفسه فهو خير مني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي ، أنا أبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن باكويه (٣) الشيرازي ، نا عبد الواحد بن بكر ، نا أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة ، نا محمّد بن شيبة ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا أحمد بن وديع قال : قال أبو معاوية : وكيف ذاك (٤)؟ قال : كلهم يرى لي الفضل لي الفضل على نفسه ، ومن فضّلني على نفسه فهو خير مني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلّاف في كتابه ، وأخبرني عنه أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري وأبو القاسم بن السّمرقندي.

ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن المسلمة ، قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، نا إبراهيم بن الجنيد ، نا عون بن إبراهيم ، حدثني أحمد بن أبي الحواري ، حدثني أحمد بن وديع ، عن الوليد بن مسلم قال : كانت امرأة من التابعين

__________________

(١) زيادة اقتضاها السياق للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.

(٢) سقط «ح» حرف التحويل من سند إلى سند ووجودها ضروري.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت والضبط عن التبصير ١ / ٥٧.

(٤) كذا وردت العبارة وجاء الخبر مبتورا ، انظر الرواية السابقة المتقدمة.

١٨

تقول : اللهمّ أقبل بما أدبر من قلبي ، وافتح ما أقفل منه حتى تجعله هنيئا مريئا (١) لذكرك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلصي (٢) ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري ، نا أحمد بن يوسف بن خالد الثعلبي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا أحمد بن وديع ، عن أبي معاوية الأسود قال : القرآن وحشي إذا تحدث وقرئ نفر القرآن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن هشام الكندي ، نا أبو زرعة الدمشقي في تسميته أصحاب الوليد وابن شعيب وغيرهم أحمد بن وديع.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أبو الحسن الفأفاء.

ح قال ابن منده : وأنا أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني ـ إجازة ـ.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٣) : أحمد بن معاوية بن وديع المذحجي. روى عن الحرّ بن وسيم العابد. روى عنه محمّد بن وهب بن عطية الدمشقي ، وأحمد بن أبي الحواري ، والقاسم بن عثمان الجوعي. وروى هو عن أبي معاوية الأسود ، والوليد بن مسلم.

٢٧٠ ـ أحمد بن المعلّى بن يزيد أبو بكر الأسدي

ختن دحيم ، قاضي دمشق نيابة عن أبي زرعة محمد بن عثمان القاضي.

حدّث عن يزيد بن عبد الله بن زريق ، ودحيم بن هشام ، وهشام بن عمّار ، وهشام بن خالد ، وأبي جعفر حماد بن المبارك الصّنعاني ، وسليمان بن عبد الرّحمن ،

__________________

(١) بالأصل «هنيا مريا» والمثبت عن المختصر.

(٢) كذا ، ومرّ كثيرا بـ «ابن المخلص».

(٣) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ٧٦ وذكره في موضع آخر باسم «أحمد بن وديع».

١٩

وعثمان بن إسماعيل الهذلي ، والعباس بن عثمان ، ومحمود بن خالد ، وصفوان بن صالح ، وأبي بكر محمّد بن عبد الله بن بكار القرشي ، والوليد بن عتبة ، وإسماعيل بن أبان ، وأحمد بن عبد الواحد عتود ، ويحيى بن موسى بن هارون القرشي ، وعمران بن يزيد بن أبي جميل ، وعبد الحميد بن بكار البيروتي ، وعبد الله بن يزيد بن راشد القرشي ، ومحمّد بن تمام اللخمي ، ومحمّد بن الجليل الخشني ، وعمرو بن محمّد بن الغاز ، وعبد الغفار بن عبد الرّحمن بن نجيح ، وعبد الله بن عبد الجبّار الخبائري (١) ، وشعيب بن شعيب بن إسحاق ، ومحمّد بن روح الهاشمي ، وإبراهيم بن العلاء الزبيدي ، زبريق (٢) ، وأحمد بن أبي الحواري ، والقاسم بن عثمان الجوعي (٣) ، ومحمّد بن المصفّى الحمصي ، والعباس بن الوليد بن مزيد ، وأبي حاتم الرازي.

روى عنه : أبو الميمون بن راشد ، وأبو عبد الله بن مروان ، وأبو القاسم بن أبي العقب ، وأبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة ، وخيثمة بن سليمان وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو إسحاق بن سنان ، والحسن بن حبيب ، وعمّار بن الحرز بن عمرو بن عمّار الجسريني (٤) ، وأبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم بن شلحويه ، وإسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي ، ومحمّد بن يوسف الهروي ، وأبو عبد الرّحمن النسائي في تصانيفه ، وأبو عوانة الإسفرايني.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي ، نا هشام بن عمّار ، نا الوليد بن مسلم ، ح.

قال : وأنا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة ، نا أبي ، نا إسماعيل بن عياش.

قالا : نا صفوان بن عمرو عن حميد بن عبد الرّحمن المرّي ، عن عبادة بن الصامت أن رجلا سأله عن هذه الآية : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)(٥)

__________________

(١) هذه النسبة إلى خبائر ، بطن من الكلاع (الأنساب).

(٢) ضبطت عن تقريب التهذيب وفيه : المعروف بابن زبريق.

(٣) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى الجوع.

(٤) هذه النسبة إلى جسرين من قرى غوطة دمشق.

(٥) سورة يونس ، الآية : ٦٤.

٢٠