تاريخ مدينة دمشق - ج ٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١
٢

ذكر من اسمه أرطأة

٥٨٣ ـ أرطأة بن زفر بن عبد الله بن مالك بن شدّاد

ابن ضمرة بن عقفان بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة بن غيظ

ابن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض

ابن ريث بن غطفان ، ويقال : ابن زفر بن جزء بن شداد (١)

ويعرف بابن سهية (٢) ، وهي أمه ، وهي بنت زامل بن مروان بن زهير بن ثعلبة بن خديج (٣) بن أبي جشم بن كعب بن عوف بن عامر بن عوف ، شيبة (٤) بن كلب ، وكانت لضرار بن الأزور ثم صارت إلى زفر وهي حامل ، فجاءت بأرطأة على فراش زفر.

وذكره المدائني فيمن ينسب إلى أمه من الشعراء فقال : هو أرطأة بن زفر بن شداد ، ويقال : أرطأة بن زفر بن عبد الله بن مالك بن شداد بن غطفان بن أبي حارثة ، ويقال : ابن شداد أبو الوليد المرّي الغطفاني شاعر قديم وفد على معاوية بن أبي سفيان ، وعلى عبد الملك بن مروان ، ويقال إن بني عقفان بن حنظلة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس دخلوا في بني مرة بن نشبة فقالوا : بنو عقفان بن أبي حارثة بن مرة.

قرأت على أبي منصور بن خيرون ، عن أبي محمد الجوهري ، وأبي جعفر بن

__________________

(١) ترجمته في الوافي بالوفيات ٨ / ٣٤٨ والأغاني.

(٢) بالأصل «شهية» وفي م : سمعية والمثبت عن الأغاني والوافي.

(٣) الأغاني : حديج.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور : «عوف بن شيبة» وفي الأغاني : سبية من كلب.

٣

المسلمة ، عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال (١) : أرطأة بن سهية (٢) المريّ وسهية أمه ، وأبوه زفر بن عبد الله بن شداد بن ضمرة بن عقفان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان. وقيل : هو زفر بن جزء بن شداد وسهية بنت زامل (٣) بن مروان بن زهير بن ثعلبة بن خديج بن أبي جشم بن كعب بن عمرو بن عامر بن سحمة بن كلب بن وبرة ، وكانت أخيذة من كلب ، وأرطأة يكنى أبا الوليد وكان في صدر الإسلام ، أدركه عبد الملك بن مروان شيخا كبيرا ، يقال : أتت عليه ثلاثون ومائة سنة ، فأنشد عبد الملك (٤) :

رأيت المرء تأكله اللّيالي

كأكل الأرض ساقطة الحديد

وما تبغي المنيّة حين تأتي

على نفس ابن آدم من مزيد

وأعلم أنها ستكرّ حتّى

توفّي نذرها بأبي الوليد

فارتاع عبد الملك وتغير وجهه وقدّر أنّه أراده ، لأن عبد الملك يكنى أبا الوليد. فقال : يا أمير المؤمنين إنما عنيت نفسي (٥).

وله يرثي ابنه [عمرو](٦) :

وقفت على قبر ابن ليلى (٧) ولم يكن

وقوفي عليه غير مبكى ومجزع

هل أنت ابن ليلى إن نظرتك رائح

مع الركب أو غاد غداة غد معي

على الدهر فاعتب (٨) إنه غير معتب

وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع

__________________

(١) سقط من معجم الشعراء المطبوع.

(٢) بالأصل شهية بالشين المعجمة ، وتقدم أن سهية بالسين المهملة أمه. وقد صححت في كل مواضع الترجمة.

(٣) في ألقاب الشعراء وكناهم لابن حبيب ص ٢٩ : «رامل».

(٤) الأبيات في الأغاني ١٣ / ٣١.

(٥) زيد في الأغاني : وكان أرطأة يكنى أبا الوليد ، فسكّن عبد الملك ، وثم استعبر باكيا.

(٦) ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني ١٣ / ٤٠ وبالأصل «أبيه» والمثبت «ابنه» عن الأغاني ، والأبيات فيها من عدة أبيات.

(٧) الأغاني : ابن سلمى.

(٨) في الأغاني ١٣ / ٣٩ عن الدهر فاصفح.

٤

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ـ قراءة ـ أنا أبو العباس بن قبيس ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي محمد بن القاسم ، نا علي بن بكر ، نا أحمد بن بكر ، نا الرياشي ، نا حنظلة أبو غسان ، نا أبو المنذر هشام بن محمد بن السّائب ، عن محرز بن جعفر مولى أبي هريرة قال : دخل أرطأة بن سهية المرّي على عبد الملك بن مروان وقد أتت عليه ثلاثون ومائة سنة فقال له عبد الملك : ما بقي من شعرك يا أرطأة؟ قال : والله يا أمير المؤمنين ما أطرب ولا أغضب ولا أشرب ولا يجيئني الشعر إلّا على هذا ، غير أني الذي أقول :

رأيت المرء تأكله اللّيالي

كأكل الأرض ساقطة الحديد

وما تبقي (١) المنية حين تأتي

على نفس ابن آدم من مزيد

وأعلم أنها ستكرّ حتى

توفّي نذرها بأبي الوليد

فارتاع عبد الملك وكان يكنى بأبي الوليد ، فقال أرطأة : إنما عنيت نفسي يا أمير المؤمنين وكان يكنى أبا الوليد : قال عبد الملك وأنا والله سيمرّ بي الذي يمر بك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكار ، حدثني عمي مصعب بن عبد الله ومحمد بن الضّحاك ، عن أبيه أن أرطأة بن سهية المري قال (٢) :

رأيت المرء تأكله الليالي

كأكل الأرض ساقطة الحديد

وما تجد المنية حين تأتي

على نفس ابن آدم من مزيد

وأعلم أنها ستكر حتى

توفّي نذرها بأبي الوليد

قال الزبير : سرق أرطأة البيت الثاني من زبّان بن منظور بن سيار ، قال زبّان :

لئن فجّعت بالقرناء يوما

لقد متّعت بالأمل البعيد

وما تجد المصيبة فوق نفسي

ولا نفس الأحبّة من مزيد

خلقنا أنفسا وبني نفوس

ولسنا بالسّلام ولا الحديد

__________________

(١) في رواية الأغاني : وما تبغي.

(٢) الأبيات في نسب قريش لمصعب الزبيري ص ١٦١.

٥

فبلغت عبد الملك كلمة أرطأة فأشخصه إليه ، وقال له : ما أنت وذكري في شعرك؟ فقال : إني (١) عنيت نفسي ، أنا أبو الوليد ، فسل عن ذلك ، فأفلت منه فانصرف إلى أهله وقال (٢) :

إذا ما طلعنا من ثنيّة لفلف (٣)

فبشّر (٤) رجالا يكرهون إيابي

وأخبرهم (٥) إن قد رجعت بغبطة

أحدّد أظفاري وأصرف نابي

وإني ابن حرب لا يزال يهرّني (٦)

كلاب عدوّ أو يهرّ كلابي

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوه (٧) ، أنا محمد بن أحمد اللّنباني (٨) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أخبرني العباس بن هشام الكلبي ، عن أبيه ، عن أبي مسكين ح.

قال : وأنا أبو عبد الله بن الأعرابي قال : وأخبرني عمر بن بكير ، عن علي بن محمد ، عن أبي عبد الرّحمن العجلي ، عن إسماعيل بن سيار قال : مات ابن لأرطأة بن سهية المرّي ، مرة غطفان فأقام على قبره حولا يأتيه كل غداة ، فيقول : يا عمرو ، إن أقمت حتى أمسي هل أنت رائح معي؟ ويبكي ، وينصرف ويأتي القبر عند المساء فيقول : يا عمرو ، إن أقمت حتى أصبح ، هل أنت غاد معي ، ويبكي وينصرف ، فلما كان عند رأس الحول تمثل شعر لبيد فقال :

__________________

(١) نسب قريش : إنما.

(٢) الأبيات في نسب قريش ص ١٦٢ والأغاني ١٣ / ٣٧.

(٣) لفلف : بلد تجاه برد من حرة ليلى ، وهي من أداني ديار بني مرة (معجم ما استعجم).

(٤) في الأغاني : فخبر.

(٥) صدره في الأغاني :

وخبرهم أني رجعت بغبطة

(٦) الأغاني ونسب قريش : تهرني ... تهر كلابي.

(٧) ضبطت عن التبصير.

(٨) بالأصل «اللبناني» بتقديم الباء ، والصواب ما أثبت بتقديم النون عن م ، وهذه النسبة إلى لنبان محلة كبيرة بأصبهان وذكره السمعاني باسم أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللنباني سمع كتب أبي بكر بن أبي الدنيا عنه ، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد بن يوه.

له ترجمة في سير الأعلام ١٥ / ٣١١ وكناه «أبا الحسن» أحمد بن محمد ...».

٦

إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما

ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر (١)

ثم ترك قبره ومضى وقال (٢) :

وقفت على قبر ابن ليلى (٣) فلم يكن

وقوفي عليه غير مبكى ومجزع

هل أنت ابن ليلى إن نظرتك رائح

مع القوم أو غاد غداة غد معي

فما كنت إلّا والها بعد زفرة

على شجوها بعد الحنين المرجّع (٤)

متى لا يجده ينصرف (٥) لطياتها

من الأرض أو يرجع (٦) لإلف فتربع

على الدهر فاعتب (٧) إنه غير معتب

وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكار ، حدّثني عمّي مصعب بن عبد الله ، أنشدني أبي لأرطأة بن سهية المرّي أبياتا مدح فيها ثابت بن عبد الله بن الزّبير على الدال ، فقلت لعمي : ما أعدّ أحدا يتقدّمني في معرفة شعر أرطأة بن سهية ، ولا أعرف هذه الأبيات ، ثم وجدت بعد ذلك في كتب إبراهيم بن موسى بن حديق (٨) وكان من الفقهاء العباد الفصحاء الرواة للآثار والأخبار والشعر : قال أرطأة بن سهية المرّي يمدح ثابت بن عبد الله بن الزبير فقال :

__________________

(١) البيت في ديوان لبيد ط بيروت ص ٧٩ من قصيدة يخاطب ابنته لما حضرته الوفاة ، مطلعها :

تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما

وهل أنا إلّا من ربيعة أو مضر

(٢) الأبيات في الأغاني ١٣ / ٤٠.

(٣) الأغاني : ابن سلمى.

(٤) البيت في الأغاني ١٣ / ٣٩.

وكائن ترى من ذات بث وعولة

بكت شجوها بعد الحنين المرجّع

(٥) الأغاني : لا تجده تنصرف ، وطياتها بدون تشديد الياء ، وقد نص صاحب اللسان (طوى) على تخفيف هذا الجمع في الشعر ، في قول الأعشى :

أجد بتيا هجرها وشتاتها

وحب بها لو تستطاع طياتها

أراد طيّاتها فحذف الياء الثانية.

(٦) الأغاني : تعمد.

(٧) الأغاني : عن الدهر فاصفح.

(٨) رسمها غير واضح بالأصل وفي م : صديف والمثبت عن مختصر ابن منظور ٤ / ٢٣٤.

٧

رأيت مخاضي أنكرت عبداتها

محل أولي الخيمات من بطن أرثدا (١)

إذا راعياها أورداها شريعة

أعاما على دمن الحياض وصرّدا

ولو جارها ابن المازنيّة (٢) ثابت

لروّح راعيها وندّا وأوردا

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ـ ونقلته من خطه ـ أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن سبيخت ، نا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي أنشدنا ثعلب عن ابن الأعرابي لأرطأة بن سهية المرّي :

وإني لقوّام لدى الضّيف موهنا

إذا أعذر السير النجيل المواكل

دعا فأجابته كلاب كثيرة

على ثقة مني بأني فاعل

وما دون ضيفي من تلاد تحوزه

لي النفس إلّا أن تصان الحلائل

٥٨٤ ـ أرطأة بن المنذر بن الأسود بن ثابت

أبو عدي السّكونيّ الحمصيّ (٣)

حدّث عن عبد الله بن بسر ، وأبي الأحوص حكيم بن عمير ، والمهاصر بن حبيب ، وأبي عبد الله رزيق الألهاني (٤) ، وخالد بن معدان ، وحفص بن عمر بن ثابت الأنصاري ، وضمرة بن حبيب ، وغيلان بن معشر المقرائي (٥) ، وأبي عون عبد الله بن أبي عبد الله ، وليث بن أبي سليم ، وداود بن أبي هند ، ومجاهد بن جبر ، وسعيد بن المسيّب ، وعطاء بن أبي رباح ، وعبد الرّحمن بن غانم الأشعري ، وكثير بن مرّة ، وأبي عامر الألهاني ، وكثير بن الحارث ، وعبد الله بن دينار البهراني (٦).

__________________

(١) أرثد اسم واد بين مكة والمدينة (ياقوت) وذكر عجزه بدون نسبة.

(٢) أم ثابت مازنية واسمها : تماضر بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن مازن بن فزارة (نسب قريش ص ٢٣٩).

(٣) ترجمته في الوافي بالوفيات ٨ / ٣٤٧ وتهذيب التهذيب ١ / ١٢٨.

(٤) الألهاني ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى ألهان بن مالك. ذكره السمعاني وترجم له ترجمة قصيرة.

(٥) المقرائي بضم الميم وقيل بفتحها ، وسكون القاف هذه النسبة إلى مقرى قرية بدمشق. وترجم له السمعاني في الأنساب ، وبالأصل وم «عيلان» والمثبت عن الأنساب.

(٦) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى بهراء قبيلة من قضاعة نزلت أكثرها حمص ، مدينة بالشام.

٨

روى عنه عصام بن خالد ، وبقية بن الوليد ، وعبد الله بن المبارك ، وأبو حيوة سريح (١) بن يزيد ، ومعاوية بن صالح الحمصي ، ومسكين بن بكير ، وأبو اليمان البهراني ، وعقبة بن علقمة ، وأبو مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي ، وأبو سليمان عتبة بن السكن الفزاري ، وأسد بن عيسى رفغين ، ومبشّر بن إسماعيل الحلبي ، والجرّاح بن مليح البهراني ، وإسماعيل بن عياش ، وعبد القاهر بن ناصح العابد ، وأبو المغيرة الخولاني ، وأشعث بن شعبة ، ومحمد بن كثير المصّيصي.

ووفد على عمر بن عبد العزيز ففرض له في جبلة (٢).

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا محمد بن خريم (٣) بن محمد بن مروان ـ بدمشق ـ نا هشام بن عمّار ، نا معاوية بن يحيى الأطرابلسي ، نا أرطأة بن المنذر قال : سمعت غيلان بن معشر قال : سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : لقد توفي رجل على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يجدوا له كفنا فقالوا : يا نبي الله إنا لم نجد له كفنا قال : «التمسوا في مئزره» فوجدوا دينارين فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كيّتان ، صلّوا على صاحبكم» [٢٠٦٠].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد حدثني زياد بن أيوب ، نا مبشّر بن إسماعيل ، عن أرطأة قال : سمعت ضمرة بن حبيب قال : سمعت سلمة بن نفيل السّكوني يقول : بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ قال قائل : يا رسول الله هل أتيت بطعام من السّماء؟ قال : «أتيت بطعام بمسخنة» (٤) قال : فهل كان فيها فضل عنك؟ قال : «نعم» قال : فما فعل به؟ قال : «رفع إلى السماء وهو يوحي إليّ أني غير لابث فيكم إلّا قليلا ، ولستم لا بثين بعدي إلّا قليلا ، وستأتوني أفنادا يتبع بعضكم بعضا ، وبين يدي السّاعة موتان شديد ، وبعده سنوات الزلازل» [٢٠٦١].

__________________

(١) تهذيب التهذيب : شريح.

(٢) في الوافي : في خيله.

(٣) بالأصل «حريم» والصواب ما أثبت عن التبصير ، ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٤٢٨ وفيها : محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك بن مروان «وفي م أيضا : حريم».

(٤) المسخنة : برمة شبه النور (القاموس).

٩

أخبرناه عاليا أبو علي الحداد ـ في كتابه ـ ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ، نا أبو المغيرة ، نا أرطأة بن المنذر السّكوني حدثني ضمرة بن حبيب قال : سمعت سلمة بن نفيل السّكوني يقول : كنا جلوسا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ قال قائل : يا رسول الله هل أتيت بطعام من السماء ، قال : «نعم» ، قال : وبما ذا؟ قال : «بمسخنة» قال : فهل كان فيها فضل عنك؟ قال : «نعم» ، قال : فما فعل به قال : «رفع وهو يوحي إليّ أني مكبوت غير لابث فيكم ولستم بلابثين بعدي إلّا قليلا ، بل تلبثون حتى يقولوا أمتي ، وتأتوني أفنادا يتبع بعضكم بعضا وبين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل» [٢٠٦٢].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب ، أنا الحسن بن علي اللّبّاد ، وأبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن الطرائفي ـ قراءة عليهما ح.

وقرأت في سماع جدّ جدي أبي محمد عبد العزيز بن الحسين الصائغ من أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم المقرئ قالوا : أنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا جعفر بن محمد الكندي ، أنا أحمد بن عبد الرحيم بن فضيل ، نا جنادة بن مروان ، نا أبو عفيف ، عن أبي مرّ ، عن المازني قال : قال لي أرطأة ـ زاد النسيب أو قال : حدثني أرطأة ـ لما فرض لي عمر بن عبد العزيز في جبلة (١) قال : يا فتى إني أحدثك بحديث كان عندنا من (٢) المخزون : إذا توضأت عند البحر (٣) فالتفت إليه وقل : يا واسع المغفرة اغفر لي ، فإنه لا يرتدّ إليك طرفك حتى يغفر الله ذنوبك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ح.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري ، أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، أنا العباس بن العباس بن محمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : أرطأة بن المنذر أبو عدي.

أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم

__________________

(١) كذا بالأصل وم ومختصر ابن منظور ، وتقدم لفظه في الوافي : خيله.

(٢) في الوافي : من العلم المخزون.

(٣) في الوافي : السحر.

١٠

الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : أرطأة بن المنذر يكنى أبا عدي.

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا عبد الله بن عتاب بن محمد ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا علي بن الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة قال ـ : سمعت محمود بن إبراهيم بن محمد بن سميع يقول : في الطبقة الخامسة : أرطأة بن المنذر أبو عدي.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ـ واللفظ له ـ ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الحسين بن الطّيوري ، وأبو الفضل بن خيرون وأبو الغنائم بن النّرسي ، قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال (١) : أرطأة بن المنذر السّكوني الشامي ، سمع ضمرة بن حبيب ، سمع منه عصام بن خالد ، قال أحمد : كنيته أبو عدي وسمع غيلان المقرائي (٢) ، وأبا عون ، وأبا الحجاج.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو عدي أرطأة بن المنذر السّكوني ، عن ضمرة بن حبيب. روى عنه عصام بن خالد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم ، أنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم ، أنا الخصيب بن عبد الله بن محمد ، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أنا أبي أبو عبد الرّحمن ، أنا إبراهيم بن يعقوب قال : سمعت أبا اليمان يقول : كنت أشبّه أحمد بن حنبل بأرطأة بن المنذر أبي عدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / قسم ٢ / ٥٧.

(٢) كذا بالأصل ، وفي التاريخ الكبير : «المقرئي» تحريف ، والمقرائي نسبة إلى مقرى من قرى دمشق ، وقد تقدم بحثها في أول الترجمة.

١١

الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال : سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم فقال : ثور (١) وجرير وأرطأة كلّ هؤلاء ثقة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة قال (٢) : قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم : من الثّبت بحمص؟ قال : صفوان (٣) وبحير وحريز (٤) وثور (٥) وأرطأة ، قلت : فابن أبي مريم؟ قال : دونهم.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألت يحيى بن معين ، عن أرطأة بن المنذر كيف حديثه؟ فقال : هو ثقة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز [بن أحمد](٦) ، أنا تمام الرازي ، أنا جعفر بن محمد بن جعفر ، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل طبقة وبعضهم أجلّ من بعض : أرطأة بن المنذر.

أخبرنا أبو عبد الخلّال ـ في كتابه ـ أنا عبد الرّحمن بن مندة ، عن حمد بن عبد الله الأصبهاني ، قال ابن مندة : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد قالا : أنا ابن أبي حاتم (٧) ، نا محمد بن حمويه بن الحسن قال : سمعت أبا طالب قال : قال أحمد بن حنبل : أرطأة بن المنذر ثقة ثقة ، قال : وسئل أبي ، عن أرطأة بن المنذر؟ فقال : لا بأس به.

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة ١ / ٣٩٨.

(٢) كذا بالأصل وم انظر ما سنلاحظه في خبر أبي زرعة.

(٣) هو صفوان بن عمر بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي ، ترجمته في سير الأعلام ٦ / ٣٨٠ وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٢٩ وبحير هو بحير بن سعيد السحولي ، أبو خالد الحمصي ، (تهذيب التهذيب ١ / ٢٦٦).

(٤) بالأصل : «وجرير» خطأ والصواب ما أثبت عن تاريخ أبي زرعة وتهذيب التهذيب ١ / ١٢٨ وهو حريز بن عثمان ، أبو عثمان الرحبي الحمصي ترجمته في سير الأعلام ٧ / ٧٩ (٣٥).

(٥) هو ثور بن يزيد ، أبو يزيد الكلاعي الحمصي ، ترجمته في سير الأعلام ٦ / ٣٤٤.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه وبجانب اللفظتين كلمة صح.

(٧) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ٣٢٧.

١٢

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا محمد بن هبة بن الحسن بن منصور ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السّماك ، أنا محمد بن أحمد بن البراء قال : قال علي بن المديني ـ وسئل عن أرطأة : روى عنه عبد القدوس ، روى عن ضمرة بن حبيب حديث سلمة بن نفيل عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل أتيت بطعام؟ فقال : لا أعرفه ، مجهول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا جدي أبو محمد ، نا أبو علي الأهوازي ، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، أنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا ، نا أحمد بن نصر بن شاكر بن أبي رجاء ، نا عبد الوهاب ، نا أبو عبد الرّحمن الأعرج قال : لم أر أرطأة بن المنذر قط يسعل ولا يعطس ولا يبزق ولا يحكّ شيئا من جسده ولا يضحك قال : وإنما عرف موته حين حضره الموت أنه حك هذا عند أنفه قال : فقال أصحابه : حكّ أبو عدي ، قال : فكأن جلساءه أيسوا منه حين حكّ. اسم أبي عبد الرّحمن هذا عيسى بن يزيد.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر بن الجندي (١) ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، نا أبو الليث السّلم بن معاذ ، نا أبو علي بن أبي منصور ، حدّثني علي بن عاصم ـ من ولد مسلمة بن عبد الملك ـ حدّثني سعيد بن عثمان الأطرابلسي ، نا أبو علي الجمحي ، عن أبي مطيع ـ يعني معاوية بن يحيى ـ أن شيخا من أهل حمص خرج يريد المسجد وهو يرى أنه قد أصبح ، فإذا عليه ليل طويل. فلما صار تحت القبة سمع صوت جرس الخيل على البلاط ، فإذا فوارس قد لقي بعضهم بعضا.

قال بعضهم لبعض : من أين قدمتم؟ قالوا : أولم تكونوا معنا؟ قالوا : لا ، قالوا قدمنا من جنازة البديل خالد بن معدان ، قالوا : وقد مات؟ ما علمنا بموته ، قال : فمن استخلفتم بعده؟ قالوا : أرطأة بن المنذر فلما أصبح الشيخ حدّث أصحابه فقالوا : ما علمنا بموت خالد بن معدان ، فلما كان نصف النهار قدم البريد من أنطرطوس (٢) يخبر بموته.

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء ، وأبو محمد بن صابر قالا : أنا

__________________

(١) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى الجند ، أي العسكر ، ذكره السمعاني ، وترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٤٠٠ (٢٦٣).

(٢) انطرطوس ، بلد من سواحل بحر الشام (معجم البلدان) وهي اليوم : طرطوس.

١٣

أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو علي الحسن (١) بن شهاب بن الحسن العكبري ـ إجازة ـ نا أبو عبد الله عبيد الله (٢) بن محمد بن بطّة ، نا أبو محمد جعفر بن نصير الخوّاص ، نا أبو العباس أحمد بن مسروق الطوسي ، نا محمد بن الحسين ، نا إبراهيم بن عيسى ، نا بقية ، عن أرطأة بن المنذر ـ وكان من الحكماء ـ قال : لا يزال العبد متعلّما ما كان في الدنيا ، فإذا قال : قد اكتفيت فهو أجهل ما يكون بأمر الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشّاشي ، نا أبو بكر بن أبي داود ، نا كثير بن عبيد ، نا بقية بن الوليد ، عن أرطأة بن المنذر قال : آية المتكلف ثلاث : يتكلم فيما لا يعلم ، وينازع من فوقه ، ويتعاطى ما لا ينال.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وعلي بن الحسن بن سعيد قالا : نا وأبو النجم بدر بن عبد الله الشّيحي (٣) ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا هلال بن المحسن الكاتب ، أنا أحمد بن محمد بن الجرّاح ، نا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي (٥) ، نا أحمد بن محمد التاحي (٦) قال : سمعت عبد الله بن الفرج يقول : ـ وكان عبد الله بن الفرج يغشاه بشر بن الحارث لزهده وفضله ـ قال أرطأة بن المنذر : احذروا الدّنيا لا تسحركم فهي ـ والله ـ أسحر من هاروت وماروت.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان (٧) الرزاز ، أنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد الله الطناجيري ح.

وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو علي الحسن بن سعيد الدمشقي ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي ،

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥٤٢ (٣٦٢).

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥٢٩ (٣٨٩).

(٣) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى شيحة وهي قرية من قرى حلب.

(٤) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١ في ترجمة عبد الله بن الفرج.

(٥) قوله : «حدّثني أبي» سقط من تاريخ بغداد.

(٦) رسمها غير واضح بالأصل وفي م : اليتاخي والمثبت عن تاريخ بغداد. كذا. وفي م : اليتاخي.

(٧) بالأصل وم «يبان» والمثبت عن الأنساب «الرزاز» ومشيخة ابن عساكر.

١٤

قالا : أنا أبو حفص بن شاهين ، نا محمد بن هارون بن حميد ، نا الوليد بن شجاع ، نا بقية بن الوليد قال : قال لي أرطأة بن المنذر لأن يكون يكون لي ابن فاسق (١) من الفساق أحبّ إليّ من أن يكون صاحب هوى.

ذكر محمد بن عبد الله بن جعفر الوراق ، أخبرني أبو عبد الله محمد بن يوسف الهروي ، نا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي ، نا أبو يوسف محمد بن عبيدة المددي قال : سمعت أبا عبد الرّحمن الأعرج يذكر قال : خلا بأرطأة ـ يعني ابن المنذر ـ رجل غريب فلزمه أياما ، ثم خلا به في بستان له فقال له : يا أبا عدي قال : فقال له : لبّيك ، قال : ألست تعلم أن من أسماء الله تعالى الغفور؟ فمتى سمّي الغفور بعد أن عملت الذنوب أو قبل أن تعمل؟ قال : فبلغ ذلك الأوزاعي فكان يتعجب ويقول : لقد لقن حجته.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنا علي بن موسى بن الحسين بن السّمسار ، أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر ، نا إبراهيم بن مروان ، نا العباس بن الوليد ، أنا عقبة قال : كنت عند أرطأة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس : ما تقولون في الرجل يجالس أهل السّنة ويخالطهم ، فإذا ذكر أهل البدع قال : دعونا من ذكرهم لا تذكروهم ، قال : يقول أرطأة : هو منهم لا يلبس عليكم أمره قال : فأنكرت ذلك من قول أرطأة ، قال : فقدمت على الأوزاعي وكان كشّافا لهذه الأشياء إذا بلغته ، فقال : صدق أرطأة والقول ما قال هذا ينهى عن ذكرهم ومتى يحذروا ، إذا لم يشادّ بذكرهم.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ـ في كتابه ـ أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي (٢) ـ قراءة ـ أنا محمد بن المظفّر بن موسى ، أنا بكر بن أحمد بن حفص (٣) ، نا أحمد بن محمد بن عيسى قال : وأبو عدي أرطأة بن المنذر بن الأسود السّكوني حدّث عن عبد الله ، بلغني أنه مات سنة ثلاث وستين ومائة ، وفي خبر آخر : أنه مات سنة ست وخمسين ومائة.

__________________

(١) بالأصل وم «فاسقا».

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦٤٩ (٤٤٠).

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٣٠٨ (١٤٨).

١٥

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (١) ، حدثني أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السّكوني الحمصي في سوق البزّ (٢) قال : غزوت جبلة سنة أربع وستين ومائة ، ومات أرطأة ـ يعني ابن المنذر ـ قبل ذلك بسنة (٣).

٥٨٥ ـ أرطأة الفزاري

والد عدي بن أرطأة ، وزيد بن أرطأة ، دمشقي

حكى عنه ابنه عدي.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي ـ في كتابه ـ ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطيوري ، وأبو الغنائم بن النّرسي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني ـ قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (٤) : أرطأة الفزاري ، قال لي هلال بن بشر ، نا أبو عتاب سهل ، نا إياس بن دغفل ، نا الحسين (٥) ، حدّثني عدي بن أرطأة أن أباه حدّثه أنه كان من قومه رجل يشتم فسكت ونفض ثوبه.

قال : وحدّثني مخلد ، نا حجّاج بن محمد ، نا مبارك بن فضالة ، عن بكر بن عبد الله المزني ، عن عدي بن أرطأة : كان رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا زكّى قال : اللهم لا تؤاخذني بما يقولون.

كذا ذكر البخاري ، وهذا الحديث غير الأول.

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ١ / ١٥٢.

(٢) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل «البر».

(٣) يعني سنة ١٦٣ ، نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب عن يعقوب بن سفيان ١ / ١٢٨.

(٤) التاريخ الكبير ١ / قسم ٢ / ٥٨.

(٥) عند البخاري : «الحسن» وهو الصواب ، وانظر تهذيب التهذيب ١ / ٢٤٥ ترجمة إياس بن دغفل وفيها روى عن الحسن البصري.

١٦

ذكر من اسمه أرقم

٥٨٦ ـ أرقم بن أرقم السّلميّ

له ذكر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره ، عن أبي علي الأهوازي ، أنا أبو علي الحسن (١) بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه ـ فيما أجازني ـ أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو الدحداح ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، نا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي (٢) ، نا صدقة بن خالد ، نا يزيد بن أبي مريم ، عن أبي عبيد الله قال : دخلت المسجد يوما فإذا برجلين جالسين فمشيت نحوهما ، فأشار إليّ أحدهما فجلست بين أيديهما ، فإذا هما قد تقنّعا برداء أحدهما ، وقد بكيا حتى كادت أعينهما أن تخرج ، فقالا : لا ترق على ما ترى من بكائنا ألا إنما أبكانا ، إنّا كنا في قوم أصبحنا اليوم في غيرهم ، وذلك على عهد معاوية بن أبي سفيان ـ رضي‌الله‌عنهما ـ وإذا هما : أرقم بن أرقم السّلمي وأبو مسلم الجليلي (٣).

٥٨٧ ـ أرقم بن شرحبيل الأوديّ الكوفيّ

أخو هزيل بن شرحبيل (٤)

سمع ابن مسعود وابن عباس وصحبه إلى الشام.

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥٥٨ (٤١٠).

(٢) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى الفراديس ، وهو موضع بدمشق. وله في الأنساب ترجمة قصيرة.

(٣) ضبطت عن التبصير ٢ / ٥٥٢ وفيه : أبو مسلم الجليلي ، من جبل الجليل باليمن ، تابعي.

وفي القاموس : كأمير قوم باليمن ، منهم أبو مسلم الجليلي التابعي ، أو من ذي الجليل واد بها.

(٤) له ترجمة في تهذيب التهذيب ١ / ١٢٨.

١٧

روى عنه أبو قيس الأودي ، وعبد الله بن أبي السّفر ، وأبو إسحاق السّبيعي ، وأخوه هزيل (١) بن شرحبيل.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، نا أبو علي الحسن بن علي بن يحيى الشّعراني ، نا سعيد بن عبدوس بن أبي زيدون ، نا محمد بن يوسف الفريابي ، نا إسرائيل ، نا أبو إسحاق عن أرقم بن شرحبيل قال : سافرت مع ابن عباس من المدينة (٢) إلى الشام فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرض مرضه لذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال : «ادعوا لي عليا» قال : أراه قالت عائشة : شك محمد ، ألا ندعو لك أبا بكر؟ قال : «ادعوه» ، قال : فقالت حفصة : ألا ندعو عمر؟ قال : «ادعوه» ، قالت أم الفضل : ألا ندعو العباس؟ قال : «ادعوه» فلما حضروه رفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسه لم ير عليا سكت فلم يتكلم وقال عمر : قوموا بنا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلو كانت له إلينا حاجة ذكرها حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، ثم قال : «ليصلّ بالناس أبو بكر» فتقدم أبو بكر ليصلي بالناس ، فرأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من نفسه خفّة فخرج بين رجلين فلما أحسه الناس سبّحوا ، فذهب أبو بكر يتأخر فأشار إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مكانك» واستتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حيث انتهى أبو بكر من القراءة ، وأبو بكر قائم ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس ، فأتمّ أبو بكر برسول الله وأتمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأبي بكر ، فما قضى الصّلاة حتى ثقل جدا ، فخرج يهادي بين رجلين وإنّ رجليه لتخطّان بالأرض ، فمات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يوص [٢٠٦٣].

أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام الرازي ، أنا أحمد بن سليمان ، نا بكار بن قتيبة ، نا بكر بن بكار ، نا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أرقم بن شرحبيل قال : سافرت مع ابن عباس من المدينة إلى الشام ، فسألته أوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمّا مرض مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال : «ليصلّ للناس أبو بكر» ، فتقدم أبو بكر فصلّى بالناس ، ووجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من نفسه خفّة ، فانطلق يهادي بين رجلين ، فلما أحس أبو بكر سبّحوا به فذهب أبو بكر يتأخر فأشار النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مكانك» فاستفتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حيث انتهى أبو بكر من القراءة ،

__________________

(١) هزيل بالتصغير ، بضم الهاء وفتح الزاي (تقريب التهذيب).

(٢) زيد بعدها في مختصر ابن منظور ٤ / ٢٣٧ : فسألته : أوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟.

١٨

وأبو بكر قائم ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس ، فأتمّ أبو بكر بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأتمّ الناس بأبي بكر ، فما قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى ثقل جدا ، فخرج يهادي بين رجلين ، وإن رجليه لتخطّان في الأرض. فمات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يوص.

مختصر رواه وكيع بن الجراح ، وحجّاج بن محمد ، عن إسرائيل ، ورواه ابن أبي السفر ، عن أرقم فزاد في أسناده : العباس [٢٠٦٤].

أخبرناه أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمة (١) الخلّال ، أنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، نا خلف بن سالم المخزومي ، نا يحيى بن آدم ، نا قيس ، نا عبد الله بن أبي السفر ، عن أرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس ، عن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في مرضه : «مروا أبا بكر يصلي بالناس» ، فخرج أبو بكر فكبّر ، ووجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم راحة فخرج يهادي بين رجلين ، فلما رآه أبو بكر تأخر فأشار إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مكانك» ثم جلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى جنب أبي بكر فاقترأ من المكان الذي كان أبو بكر بلغ من السورة! [٢٠٦٥].

ومن عالي حديثه :

ما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، نا أبو بكر الشّافعي ، نا محمد بن يونس بن موسى القرشي ، نا عبد الله بن رجاء ، نا قيس بن الربيع عن عبد الله بن أبي السّفر ، عن أرقم بن شرحبيل ، عن عبد الله بن عباس ، عن العباس بن عبد المطلب قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده نساء فيهن أسماء ، وهي تدق سعطة لها فقال : «لا يبقى أحد في البيت ، شهد الله الألدّ ، وإني قد أقسمت أن يميني لم تصب العباس» [٢٠٦٦].

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، عن أبي الحسين بن الطّيوري ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي بن الكوفي ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلّال ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدثني

__________________

(١) ضبطت بالفتح وتثقيل الميم عن التبصير ١ / ٤٦٢ وذكره باسم : «عبد الرحمن بن عمر بن حمة الخلال» وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٨٢ (٤٧).

١٩

جدّي ، نا أبو النضر هاشم بن القاسم ، نا شعبة ، عن أبي قيس قال : سمعت هزيل بن شرحبيل قال : كان بأخي الأرقم بن شرحبيل حكّة فذهب يحتكّ فمسّ ذكره ، فقال ابن مسعود : اقطعه ، يمازحه ثم قال : إنما هو بضعة منك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة : هزيل بن شرحبيل سمع من عمرو ، وأخوه الأرقم بن شرحبيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن اللّالكائي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد بن السّماك ، أنا محمد بن أحمد بن البراء قال : قال علي بن المديني : أرقم بن شرحبيل ، روى عنه أبو إسحاق ، روى عن ابن عباس : «مروا أبا بكر فليصلّ بالناس» لم يرو عنه غير أبي إسحاق ؛ أرقم من أصحاب عبد الله.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا ابن سعد قال : في الطبقة الأولى من أهل الكوفة قال : الهزيل بن شرحبيل الأودي روى عن عبد الله ، وعلي ؛ وأخوه الأرقم بن شرحبيل الأودي.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (١) ، قال : الأرقم بن شرحبيل الأودي سمع من عبد الله ولا نعلمه ، روى عن علي شيئا قال : وروى عنه أخوه هزيل بن شرحبيل. وكان ثقة قليل الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور الكيلي قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : ـ أنا محمد بن الحسن بن أحمد ، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط العصفري قال : ومن أود بن سعد العشيرة : هزيل والأرقم ابنا شرحبيل ،

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٦ / ١٧٦ ـ ١٧٧.

٢٠