تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ح أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، وأبو القاسم غانم ابن محمّد بن عبد الله ـ إجازة.

ثم أخبرني أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا الحسن بن أحمد قالوا : أنبأنا أبو نعيم ، قالا : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نمير ، حدّثنا حفص بن غياث (١) ، عن الأعمش ، حدّثنا أبو الزناد قال :

كان يعدّ فقهاء المدينة أربعة : سعيد بن المسيّب ، وعبد الملك بن مروان ، وعروة بن الزبير ، وقبيصة بن ذؤيب (٢).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا الحسين بن جعفر [ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار أخبرنا الحسين بن جعفر](٣) قالوا : أنبأنا الوليد بن بكر ، أنبأنا علي بن أحمد ، حدّثنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : قبيصة بن ذؤيب مدني تابعي (٤).

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، أنبأنا أبي أبو يعلى.

ح وأخبرنا أبو السعود بن المجلي (٥) ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.

قالا : أنبأنا أبو القاسم الصيدلاني ، أنبأنا أبو عبد الله العطار قال : قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أبو القاسم بن بشران.

ح وأخبرنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، وأبو القاسم غانم بن محمّد.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد البزّاز (٦) ، أنبأنا أبو علي الحداد ،

__________________

(١) في «ز» : عناب.

(٢) راجع المعرفة والتاريخ ١ / ٣٥٤.

(٣) الزيادة عن م ، وما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز».

(٤) تاريخ الثقات للعجلي ص ٣٨٨ رقم ١٣٧٧ وزيد فيه كلمة : ثقة.

(٥) الأصل وم و «ز» : المحلى ، تصحيف.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : البزار.

٢٦١

قالوا : أنبأنا أبو نعيم ، قالا : حدّثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا هاشم (١) بن محمّد ، حدّثنا الهيثم بن عدي قال (٢) : ومات قبيصة ابن ذؤيب الخزاعي سنة ست وثمانين.

أخبرنا (٣) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا علي ـ هو ابن المديني ـ قال : سمعت يحيى يقول :

فقهاء أهل المدينة عشرة : قلت ليحيى : عدّهم ، قال : سعيد بن المسيّب ، وأبو سلمة ابن عبد الرّحمن ، والقاسم ، وسالم ، وعروة ، وسليمان بن يسار ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وقبيصة بن ذؤيب ، وأبان بن عثمان أخل بالعاشر وهو خارجة بن زيد بن ثابت (٤).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا محمّد بن هبة الله بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن البراء ، قال : قال علي بن المديني : مات قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة ، ويكنى أبا إسحاق سنة ست وثمانين (٥).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٦) :

وفيها ـ يعني ـ سنة ست وثمانين مات قبيصة بن ذؤيب الخزاعي.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال : قال عمرو :

وفيها ـ يعني ـ سنة ست وثمانين مات قبيصة بن ذؤيب ، يكنى أبا إسحاق ، وذكر أن مصعب بن إسماعيل أخبره عن محمّد بن أحمد بن ماهان عن عمرو بذلك.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنبأنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، حدّثنا أبو حفص الفلاس قال :

__________________

(١) بالأصل : «هشم» والمثبت عن م و «ز».

(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٢١٤ ط دار الفكر.

(٣) كتب فوقها بالأصل : يقدم. والخبر التالي سقط من م و «ز».

(٤) تهذيب الكمال ١٥ / ٢١٤ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٨٣.

(٥) كتب فوقها بالأصل : إلى.

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٩٢ (ت. العمري).

٢٦٢

ومات قبيصة بن ذؤيب سنة ست وثمانين ، وكان معلّم كتاب ، ويكنى أبا إسحاق ، وهو من خزاعة.

وقال في موضع آخر بهذا الإسناد : وكان أبوه من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد (١) ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال :

سنة ست وثمانين فيها توفي قبيصة بن ذؤيب الخزاعي أبو إسحاق.

أخبرنا (٢) أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا أبو العلاء ، أنبأنا أبو بكر البابسيري ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسان ، حدّثنا أبي قال : وقبيصة ـ يعني ـ سنة [ست](٣) وثمانين ـ يعني ـ مات.

ح وأنبأنا ابن الأكفاني ، حدّثنا الكتّاني (٤) ، أنبأنا محمّد بن عبيد الله ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال :

وبلغنا أن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي توفي سنة ست وثمانين.

قرأنا على أبي غالب ، وأبي عبد الله ابني البنّا ، عن أبي الحسن (٥) بن مخلد ، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة (٦) ، ، أنبأنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قبيصة بن ذؤيب مات سنة سبع وثمانين (٧).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (٨) ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن أبي عمرو ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان ، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن بكار القرشي ، حدّثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا علي بن عبد الله التميمي قال : قبيصة بن ذؤيب أبو إسحاق الخزاعي ، مات سنة ست وثمانين.

__________________

(١) في م و «ز» : أنبا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد.

(٢) كتب فوقها في م : ملحق.

(٣) زيادة عن م و «ز» ، للإيضاح.

(٤) الأصل : «الكتاني» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٥) في «ز» : الحسين ، تصحيف.

(٦) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : «حرفه» تصحيف.

(٧) تهذيب الكمال ١٥ / ٢١٤.

(٨) الأصل : الكناني ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

٢٦٣

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأنا محمّد بن القاسم ، أنبأنا ابن أبي خيثمة ، أنبأنا المدائني (١) قال : مات قبيصة بن ذؤيب سنة تسع وثمانين (٢) ، وسمعت يحيى يقول : سنة سبع.

٥٦٩٩ ـ قبيصة بن زيد

أرسله أبو موسى الأشعري من أذرح من ناحية دومة الجندل إلى علي بن أبي طالب يدل برسل أبي موسى إلى علي.

له ذكر في ترجمة الحارث بن مالك (٣).

٥٧٠٠ ـ قبيصة بن ضبيعة بن حرملة العبسي الكوفي (٤)

من وجوه الشيعة.

قدم به دمشق مع حجر بن عدي ، وقتل معه بعذراء (٥).

وحدّث عن حذيفة بن اليمان.

روى عنه : سالم بن أبي الجعد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسين ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ، واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا البخاري قال (٦) :

قال عمر بن عبد الوهّاب (٧) : حدّثنا معتمر بن سليمان عن أبيه ، عن منصور ، عن

__________________

(١) بالأصل : «المديني» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٢١٤.

(٣) راجع ترجمة الحارث بن مالك في كتابنا تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا ١١ / ٤٧٠ رقم ١١٥٤ وقد مرّ فيه : معبد بن قبيصة بن زيد.

(٤) ترجمته في الجرح والتعديل ٧ / ١٢٥ والتاريخ الكبير ٧ / ١٧٦ تاريخ الطبري ٥ / ٢٦٧ وطبقات ابن سعد ٦ / ٢٣١ وتاريخ خليفة ص ٢١٣.

(٥) عذراء : قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان معروفة ، وإليها ينسب مرج (معجم البلدان).

(٦) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ١٧٦.

(٧) هو من شيوخ البخاري في غير الصحيح ، راجع تهذيب التهذيب ٧ / ٤٧٩.

٢٦٤

سالم ، عن قبيصة [بن ضيعة](١) ، عن حذيفة بن اليمان قال : لو لم تذنبوا أو تخطئوا لجاء الله بقوم يذنبون ويخطئون يغفر لهم يوم القيامة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسين ، أنبأنا يوسف بن رباح ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة : قبيصة بن ضبيعة العبسي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم (٢).

ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمّد ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

قالا : حدّثنا محمّد بن سعد قال (٣) :

في الطبقة الأولى من أهل الكوفة : قبيصة بن ضبيعة العبسي ـ زاد ابن الفهم : روى عن علي بن أبي طالب ، وكان قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي (٤) الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسين ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنبأنا أبو بكر الشيرازي ، أنبأنا أبو الحسن المقرئ ، أنبأنا أبو عبد الله البخاري قال (٥) : قبيصة بن ضبيعة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله (٦) الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي.

قالا : أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٧) :

__________________

(١) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن التاريخ الكبير ، وهي مستدركة فيه بين قوسين.

(٢) زيد بعدها في «ز» ، وقد استدركت هذه الزيادة على هامش م : وحدّثنا عمي رحمه‌الله ، أنا أبو طالب يوسف ، أنا الجوهري قراءة.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ٢٣١.

(٤) في م : البرسي.

(٥) التاريخ الكبير ٧ / ١٧٦.

(٦) كتب فوقها في م : مساواة.

(٧) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١٢٥.

٢٦٥

قبيصة بن ضبيعة العبسي ، روى عن حذيفة ، وروى معتمر عن أبيه عن منصور ، عنه : سالم ، عنه : لو لم تذنبوا.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن أبي محمّد الكتّاني (١) ، أنبأنا أبو الحسين الميداني ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا أبو عبد الله بن أحمد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن جرير قال (٢) : قال هشام بن محمّد : قال أبو مخنف : حدّثني المجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، وزكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق قال :

وجدّ (٣) زياد في طلب أصحاب حجر فأخذوا يهربون منه ، ويأخذ من قدر عليه منهم ، فبعث إلى قبيصة بن ضبيعة بن حرملة العبسي صاحب الشرطة ـ وهو شداد بن الهيثم ـ فدعا قبيصة قومه ، وأخذ سيفه ، فأتاه ربعي بن خراش بن جحش العبسي ورجال (٤) من قومه ليسوا بالكثير ، فأراد أن يقاتل ، فقال له صاحب الشرطة : أنت آمن على دمك ومالك ، فلم تقتل نفسك؟ فقال له أصحابه : قد أومنت ، فعلام تقتل نفسك وتقتلنا معك؟ قال : ويحكم! هذا الدعي بن العاهرة ، والله لئن وقعت في يده لا أفلت منه أبدا أو يقتلني قالوا : كلّا فوضع يده في أيديهم ، فأقبلوا به إلى زياد ، فلما دخلوا عليه قال زياد : وحيّ عبس تعزّوني على الدين ، أما الله لأجعلن لك شاغلا عن تلقيح الفتن ، والتوثّب على الأمراء قال : إنّي لم آتك إلّا على الأمان ، قال : انطلقوا به إلى السجن.

قال أبو مخنف (٥) : وجاء وائل بن حجر ، وكثير بن شهاب فأخرجا القوم عشية ـ يعني ـ حجرا وأصحابه وسار معهم صاحب الشرطة حتى أخرجهم من الكوفة ، فلما انتهوا إلى جبانة عرزم (٦) نظر ابن ضبيعة العبسي إلى داره وهي في جبانة عرزم (٧) فإذا بناتة مشرفات ، فقال لوائل بن حجر وكثير : ائذنوا (٨) إليّ فأوصي أهلي ، فأذنا له ، فلما دنا منهن وهنّ يبكين ، سكت عنهن ساعة ثم قال : اسكتن فسكتن ، فقال : اتّقين الله ، واصبرن ، فإنّي أرجو من ربي في وجهي هذا

__________________

(١) الأصل : الكناني ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٢) الخبر في تاريخ الطبري ٥ / ٢٦٦ (ت. أبو الفضل إبراهيم).

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ الطبري : وجه.

(٤) بالأصل : ورجاله ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وتاريخ الطبري.

(٥) راجع تاريخ الطبري ٥ / ٢٧٠.

(٦) بالأصل : عزرم ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وتاريخ الطبري.

(٧) بالأصل : عزرم ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وتاريخ الطبري.

(٨) في الطبري : ائذنا لي.

٢٦٦

إحدى الحسنيين ، إمّا الشهادة فهي السعادة ، وإما الانصراف إليكن في عافية. إن الذي كان يرزقكنّ ويكفيني مئونتكن هو الله ـ وهو حيّ لا يموت ـ أرجو أن لا يضيعكنّ وأن يحفظني فيكنّ ، ثم انصرف فمرّ بقومه وجعل قومه يدعون الله له بالعافية ، فقال : إنه لمما يعدل عندي خطر ما أنا في هلاك قومي ، يقول : حيث لا ينصرونني ، وكان رجاء أن يتخلّصوه.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا ابن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (١) :

سنة إحدى وخمسين فيها قتل معاوية حجر بن عدي ومن معه محرز بن شهاب ، وقبيصة بن حرملة العبسي (٢) ، وذكر سواهم.

وذكر غير خليفة أنّ قتلهم كان سنة ثلاث وخمسين.

٥٧٠١ ـ قبيصة العبسي

أحد بني رواحة.

رسول معاوية إلى علي بن أبي طالب إلى المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا (٣) أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس ، أنبأنا أبو بكر بن سيف (٤) ، أنبأنا السّري بن يحيى ، أنبأنا شعيب بن إبراهيم ، حدّثنا سيف بن عمر التميمي ، عن محمّد وطلحة قالا :

حتى إذا كان في الثالث من الأشهر من مقتل عثمان في صفر دعا معاوية برجل من بني عبس ثم أحد بني رواحة يدعى قبيصة ، فدفع إليه طومارا مختوما عنوانه من معاوية إلى علي ، فقال له : إذا دخلت المدينة فاقبض على أسفل الطومار ثم أوصاه بما يقول وسرّح رسول علي معه ، فخرجا ، فقدما المدينة في ربيع الأول لغرّته ؛ فلمّا دخلا المدينة رفع العبسي الطومار كما أمره ، وخرج الناس ينظرون إليه فتفرقوا إلى منازلهم ، وقد علموا أنّ معاوية معترض. ومضى الرسول حتى يدخل على علي ، فدفع إليه الطومار ففضّ خاتمه ، فلم يجد في جوفه

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢١٣ (ت. العمري).

(٢) الذي في تاريخ خليفة : قبيصة بن ضبيعة بن حرملة القيسي.

(٣) في «ز» : «أنا عبد الرّحمن بن العباس» وفي م كالأصل.

(٤) الخبر رواه الطبري في تاريخه ٤ / ٤٤٣ (ت. محمد أبو الفضل إبراهيم).

٢٦٧

كتابا فقال للرسول : ما وراءك؟ قال : آمن أنا؟ قال : نعم ، إنّ الرسل آمنة لا تقتل ، قال : ورائي أنّي تركت قوما لا يرضون إلّا بالقود قال : ممن؟ قال : من خيط نفسك ، وتركت ستين ألف شيخ يبكي تحت قميص عثمان ، وهو منصوب لهم ، قد ألبسوه منبر دمشق ، فقال : أمني يطلبون دم عثمان؟ ألست موتورا كترة عثمان؟ اللهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان ، نجا والله قتلة عثمان إلّا أن يشاء الله ، فإنه إذا أراد أمرا أصابه. أخرج قال : وأنا آمن ، قال : وأنت آمن.

فخرج العبسي وصاحب السبائية ، وقالوا : هذا الكلب وافد الكلاب ، اقتلوه ، فنادى : يا آل مضر ، يا آل قيس ، بالخيل والنبل ، إنّي أحلف بالله ليردّنّها عليكم أربعة آلاف حصي ، فانظروا كم الفحولة والركاب ، وتغاووا (١) عليه ، ومنعته مضر ، وجعلوا يقولون له : اسكت ، ويقول : والله لا يفلح هؤلاء أبدا ، ولقد أتاهم ما يوعدون. فيقال له : اسكت ، فيقول : لقد حلّ بهم ما يحذرون. انتهت والله أعمالهم ، وذهبت ريحهم.

فو الله ما أمسوا من يومهم ذلك حتى عرف الذلّ فيهم.

__________________

(١) تغاووا عليه : تجمعوا.

٢٦٨

[ذكر من اسمه] [قتادة]

٥٧٠٢ ـ قتادة بن قطبة العبسي

ويقال قطبة بن قتادة ، يأتي بعد.

٥٧٠٣ ـ قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر

 ـ واسمه كعب (١) ـ بن الخزرج بن عمرو ـ وهو النبيت ـ بن مالك بن الأوس

 أبو عبد الله ـ ويقال : أبو عمرو ، ويقال : أبو عثمان ،

ويقال : أبو عمر ـ الأنصاري الظّفري (٢)

شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

روى عنه أخوه لأمه أبو سعيد الخدري ، ومحمود بن لبيد ، وابنه عمر ، وعبيد بن حنين ، وعياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح.

وقدم البلقاء من أعمال دمشق غازيا مع أسامة بن زيد حين وجهه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل موته ليغير على أهل أبنى (٣).

__________________

(١) في المعجم الكبير : كعب ظفر.

(٢) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١٥ / ٢٣٥ وتهذيب التهذيب ٤ / ٥٤٣ الإصابة ٣ / ٢٢٥ رقم ٧٠٧٦ وأسد الغابة ٤ / ٨٩ وطبقات ابن سعد (الفهارس العامة).

والتاريخ الكبير ٧ / ١٨٤ والجرح والتعديل ٧ / ١٣٢ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٢٥١ ، العبر ١ / ٢٧ وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣٣١ والاستيعاب ٣ / ٢٤٨ (هامش الإصابة).

(٣) ابنى بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر : موضع بالشام من جهة البلقاء. قال ياقوت : وفي كتاب نصر : ابنى قرية بمؤتة (معجم البلدان).

٢٦٩

وقد ذكرت ذلك في ترجمة سلمة بن أسلم بن حريش (١).

وخرج مع عمر بن الخطّاب إلى الشام في خرجته التي رجع فيها من سرغ (٢) وكان على مقدمته.

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد ، أنبأنا أبو الطّيّب عبد الرزّاق بن عمر ابن موسى بن شمة ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ـ إجازة ـ أنبأنا محمّد بن الحسن (٣) بن قتيبة ، حدّثنا عيسى بن حمّاد ، أنبأنا الليث ، عن يحيى ، عن القاسم بن محمّد ، عن ابن خبّاب.

أنّ أبا سعيد الخدري قدم من سفر ، فقدّم إليه أهله لحما من لحوم الأضحى (٤) فقال : ما أنا بآكله حتى أسأل ، فانطلق إلى أخيه لأمّه ـ وكان بدريا ـ قتادة بن النعمان فسأله عن ذلك فقال : إنه قد حدث بعدك أمر نقضا لما كانوا نهوا عنه ، من أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام.

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن ، قالا : أنبأنا أبو سعد محمّد ابن الحسين بن أحمد الفقيه ، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا أبو مسلم الحسن بن أحمد الحرّاني ، حدّثنا محمّد ابن سلمة الحرّاني ، حدّثنا محمّد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن أبيه ، عن جده قتادة بن النعمان قال (٥) :

كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق ؛ بشير (٦) وبشير ومبشّر ، وكان بشير رجلا منافقا ، وكان يقول الشعر يهجو أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وينحله (٧) بعض العرب ، ثم يقول : قال فلان كذا ، وقال فلان كذا ، فإذا سمع أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذاك الشعر قالوا : والله ما يقول هذا الشعر إلّا الخبيث ، وقال :

__________________

(١) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق (٢٢ / ٣ رقم ٢٦٠٧) ط الدار.

(٢) سرغ : أول الحجاز ، وآخر الشام (معجم البلدان).

(٣) في «ز» : الحسين.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : الأضاحي.

(٥) أخرجه الترمذي في سننه (٤٨) كتاب تفسير القرآن ، (٥) باب ، حديث رقم ٣٠٣٦.

(٦) في صحيح الترمذي : بشر ، وبشير ومبشر.

(٧) أي ينسبه إلى بعض العرب.

٢٧٠

أوكلما قال الرجال قصيدة

أضمّوا ، وقالوا : ابن الأبيرق قالها (١)

قال : وكانوا أهل بيت فاقة وحاجة في الجاهلية والإسلام ، وكان الناس إنّما طعامهم بالمدينة التمر والشعير ، وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة (٢) ابتاع الرجل منها فخصّ به نفسه ، فأمّا العيال فإنّما طعامهم التمر والشعير ، فقدمت ضافطة من الشام فابتاع عمي رفاعة حملا من الدّرمك (٣) فجعله في مشربة له ، وفي المشربة سلاح له : درعان ، وسيفاه ، وما يصلحهما فعدي عليه من تحت الليل ، فنقبت المشربة ، وأخذ الطعام والسلاح ، فلما أصبح أتى عمي رفاعة فقال : ابن أخ ، تعلم أنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه ، فنقبت مشربتنا ، فذهب طعامنا وسلاحنا ، قال : فتحسبنا (٤) في الدار وسألنا ، فقيل لنا : قد رأينا بني الأبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نراه إلّا بعض طعامكم ، قال : وقد كان بنو الأبيرق قالوا : ونحن نسأل في الدار ، والله ما نرى صاحبكم إلّا لبيد بن سهل ، رجل منا له صلاح وإسلام ، فلما سمع ذلك لبيد اخترط سيفه وقال : أنا أسرق؟ والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبيّننّ هذه السرقة ، قالوا : إليك عنا أيها الرجل ، فو الله ما أنت بصاحبها! فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها ، فقال لي عمّي : يا بن أخ ، لو أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكرت ذلك له ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله إنّ أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمّي رفاعة ابن زيد ، فنقبوا مشربة له ، وأخذوا سلاحه وطعامه ، فليردوا سلاحنا ، وأمّا الطعام فلا حاجة لنا به ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سأنظر في ذلك» ، فلما سمع ذلك بنو أبيرق أتوا (٥) رجلا منهم يقال له أسير بن عروة ، فكلموه في ذلك ، واجتمع إليه ناس من أهل الدار ، فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا رسول الله إنّ قتادة بن النعمان وعمّه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بيّنة ولا ثبت. قال قتادة : فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكلمته ، فقال : «عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة ، على غير ثبت ولا بيّنة» قال : فرجعت ، ولوددت أني خرجت من بعض مالي ، ولم أكلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في

__________________

(١) كذا ورد هنا شعرا ، وفي سنن الترمذي : قالوا : والله ما يقول هذا الشعر إلّا هذا الخبيث ، أو كما قال الرجل ، وقالوا : ابن الأبيرق قالها.

(٢) الضافطة : الضفاط هم القوم الذين يجلبون الميرة والطعام إلى المدن ، وقديما كانوا من الأنباط يحملون إلى المدينة الدقيق والزيت وغيره (هامش الترمذي).

(٣) الدرمك : الدقيق الحواري.

(٤) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : فتحسسنا.

(٥) بالأصل : «أتو» والتصويب عن م ، و «ز».

٢٧١

ذلك ، فأتاني عمي رفاعة ، فقال : يا بن أخي ، ما صنعت؟ فأخبرته ، ما قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : الله المستعان ، فلم يلبث أن نزل القرآن (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) بني أبيرق (وَاسْتَغْفِرِ اللهَ) أي مما قلت لقتادة (إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ) أي بني أبيرق (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً) أي لو أنهم استغفروا الله غفر لهم (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) قولهم للبيد : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ) يعني أسيرا وأصحابه (وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ ، وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ، وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)(١).

فلما نزل القرآن أتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالسلاح ، فرده إلى رفاعة ، قال قتادة : فلما أتيت عمي بالسلاح قال : يا بن أخي ، هو في سبيل الله. قال : فعرفت أن إسلامه كان صحيحا.

فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين فنزل على سلافة بنت سعد بن شهيد (٢) فأنزل الله ـ عزوجل ـ فيه (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ، وَساءَتْ مَصِيراً إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً)(٣) فلما نزل على سلافة رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعر ، فأخذت رحله فوضعته على رأسها ، ثم خرجت به فرمته في الأبطح ، ثم قالت : أهديت إليّ شعر حسان ، ما كنت تأتيني بخير.

رواه الترمذي عن أبي مسلم.

__________________

(١) سورة النساء ، الآيات من ١٠٤ إلى ١١٤.

(٢) في سنن الترمذي : سلافة بنت سعد بن سمية.

(٣) سورة النساء ، الآيتان ١١٥ و ١١٦.

٢٧٢

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي ، قالا : أنبأنا أبو طاهر الباقلّاني ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون ـ قالا : أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي ، أنبأنا أبو حفص الأهوازي ، حدّثنا خليفة قال (١) :

ومن كعب وهو ظفر بن الخزرج بن النبيت بن مالك بن أوس : قتادة بن النعمان بن زيد ابن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرج ، أمه أنيسة بنت أبي (٢) حارثة ، ويقال : أنيسة بنت قيس ابن مالك من بني النجار ، وهو أخو أبو سعيد الخدري لأمّه ، ومات سنة ثلاث وعشرين ، وصلّى عليه عمر بن الخطّاب ، وهو عقبي ، شهد بدرا ، روى : «كلوا لحوم الأضاحي وادخروه».

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد (٣) قال :

في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا : قتادة بن النعمان بن زيد ، أحد بني ظفر ، ويكنى أبا عمر ، والأنصار يكنونه أبا عبد الله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد قال (٤) :

في الطبقة الأولى من بني ظفر : واسمه كعب بن الخزرج بن عمرو ، وهو النبيت بن مالك بن أوس (٥) : قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر ، وأمه أنيسة بنت قيس ابن عمرو بن عبيد بن مالك بن عمرو بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجّار من الخزرج ، قال محمّد بن عمر : وكان قتادة يكنى أبا عمرو (٦) ، وقال عبد الله بن محمّد بن عمارة الأنصاري : يكنى أبا عبد الله ، قال محمّد بن عمر : وقد شهد قتادة بن النعمان العقبة مع السبعين من الأنصار في روايته ورواية موسى بن عقبة ، وأبي معشر ، ولم يذكره محمّد بن إسحاق في كتابه

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ١٤٨ رقم ٥٢٦.

(٢) كلمة «أبي» سقطت من طبقات خليفة.

(٣) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٤٥٢ ـ ٤٥٣.

(٥) في «ز» ، وابن سعد : الأوس.

(٦) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : «يكنى أبا عمر ، وعند غير ابن معروف : يكنى : أبا عمرو» وفي ابن سعد : يكنى أبا عمر.

٢٧٣

فيمن شهد العقبة ، وكان قتادة من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد بدرا وأحدا ، وشهد أيضا الخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانت معه راية بني ظفر في غزوة الفتح ، وقد روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر ، أنبأنا أبو علي المدائني ، أنبأنا أبو بكر بن البرقي قال في تسمية أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الأنصار ممن شهد بدرا : قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب ـ قال ابن إسحاق : وكعب ظفر ـ بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس ، شهد العقبة وبدرا ، وتوفي سنة ثلاث وعشرين صلى عليه [عمر](١) فيما ذكر بعض أهل الحديث ، وهو أخو أبو سعيد الخدري لأمّه ، جاء عنه أربعة أحاديث.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد ابن خيرون : ومحمّد بن الحسن ـ أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن المقرئ ، أنبأنا البخاري قال (٢) :

قتادة بن النعمان الظّفري الأنصاري المديني له صحبة ، قال إسحاق بن محمّد : حدّثنا إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير ، عن عمارة بن غزيّة ، عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود ابن لبيد عن قتادة بن النعمان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء» [١٠٥٣٤].

أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ، وأبو عبد الله بن عبد الملك ، قالا : أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنبأنا حمد (٣) ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي.

قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٤) :

__________________

(١) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م ، و «ز».

(٢) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ١٨٤ ـ ١٨٥.

(٣) في «ز» : أحمد ، تصحيف.

(٤) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١٣٢.

٢٧٤

قتادة بن النعمان الظّفري أخو أبو سعيد الخدري لأمه ، يكنى أبا عمر (١) ، والأنصار يكنونه أبا عبد الله ، مات وهو ابن خمس وستين ، صلى عليه عمر ونزل في قبره ، روى عنه محمود بن لبيد ، وابنه عمر ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر الطبري.

قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال (٢) :

قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب بن الخزرج الظفري ، وظفر هو كعب بن الخزرج ، حدّثناه عمرو ، عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد قال :

قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري لأمّه سكن المدينة ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

أخبرتنا (٣) أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنبأنا أحمد بن محمود الثقفي ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنبأنا محمّد بن جعفر المنبجي ، حدّثنا عبيد الله بن سعد ، حدّثنا عمّي يعقوب عن أبيه عن أبي (٤) إسحاق ، حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرّحمن بن جابر ، عن أبيه قال : قلت لقتادة (٥) يا أبا عمرو (٦).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصّفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو عمر ـ ويقال : أبو عبد الله ، ويقال : أبو عمرو قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرج الظّفري (٧) الأنصاري ، وأمّه أنيسة بنت أبي حارثة (٨) ، ويقال : أنيسة

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الجرح والتعديل : عمرو.

(٢) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٣٢٠.

(٣) كتب فوقها في الأصل وم : ملحق.

(٤) الأصل : ابن ، والمثبت عن م و «ز».

(٥) في «ز» : لعبادة ، تصحيف.

(٦) كتب فوقها بالأصل : إلى.

(٧) في «ز» : «المظفر بن الأنصاري» تصحيف.

(٨) بالأصل : جارية ، والمثبت عن م ، و «ز».

٢٧٥

بنت قيس من بني النجار ، أخو أبي سعيد الخدري لأمه عقبيّ شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حديثه في أهل الحجاز ، مات سنة ثلاث وعشرين ، وصلى عليه عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال :

قتادة بن النعمان الظّفري الأنصاري بدري ، يكنى أبا عثمان ، ويقال : أبو عمر ، روى عنه أخوه أبو (١) سعيد الخدري ، ومحمود بن لبيد ، وعمر ابنه ، وعبيد بن حنين ، وعياض بن عبد الله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل المقدسي ، أنبأنا مسعود بن ناصر ، أنبأنا عبد الملك بن الحسن ، أنبأنا أبو نصر البخاري قال (٢) :

قتادة بن النعمان بن زيد أبو عمرو (٣) ، ويقال : أبو عبد الله الظّفري الأنصاري المدني ، وهو أخو أبو سعيد الخدري لأمّه ، شهد بدرا ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه أبو سعيد الخدري في باب شهود الملائكة بدرا.

قال محمّد بن يحيى الذهلي : قال يحيى بن بكير : مات سنة ثلاث وعشرين ، وصلى عليه عمر ، سنّة خمس وستون ، ونزل في قبره أبو سعيد الخدري ومحمّد بن مسلمة ، والحارث بن خزمة (٤) ، وقال أبو عيسى مثل قوله إلى وصلّى عليه عمر ، ولم يذكره غيره ، وقال الواقدي نحو ابن بكير إلى آخره.

أنبأنا أبو علي الحداد قال : قال لنا أبو نعيم الحافظ :

قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب ، وكعب هو الذي يسمى ظفر بن الخزرج أخو أبي سعيد الخدري لأمّه ، يكنى أبا عثمان ، وقيل : أبو عمر ، شهد بدرا وأحدا والمشاهد ، سقطت حدقتاه وأصيبت عيناه ، فردّهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبصق فيهما فعادتا تبرقان ، صلى مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ليلة ظلماء فأضاءت له عصاه ، فمشى في ضوئها (٥) حتى بلغ منزله ،

__________________

(١) في «ز» : أبي.

(٢) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٢٣.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي كتاب الجمع بين رجال الصحيحين : أبو عمر.

(٤) في م : «خزيمة.» وفي «ز» : «خزفة» كلاهما تصحيف ، والصواب ما أثبت ، راجع الاستيعاب.

(٥) الأصل ، و «ز» ، وم : ضوءها.

٢٧٦

روى عنه أخوه أبو سعيد ، وابنه عمر بن قتادة ، ومحمود بن لبيد ، وعبيد بن حنين ، وعياض ابن عبد الله بن أبي سرح ، توفي سنة ثلاث وعشرين ، وصلّى عليه عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا ثابت بن بندار.

قالا : أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان ، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، أنبأنا العباس بن العباس ، أنبأنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : سمعت ابن عيينة يقول : قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري لأمّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني صالح بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : سمعت ابن عيينة يقول : قتادة بن النعمان بدري ، أخي أبي سعيد لأمّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثنا عمرو بن خالد ، وحسان بن عبد الله ، وعثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود عن عروة في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية من بني ظفر ـ واسم ظفر كعب بن الخزرج : ـ قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر ابن سواد بن كعب بن الخزرج ، وقد شهد بدرا.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ـ لفظا ـ وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ـ قراءة ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو محمّد (١) بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا محمّد بن عائذ ، أخبرني الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني ظفر من بني سواد بن كعب ـ واسم كعب ظفر : قتادة بن النعمان بن زيد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، حدّثنا علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي بمصر ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدّثنا محمّد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن الزهري في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني ظفر : قتادة بن النعمان.

__________________

(١) في «ز» : محمود.

٢٧٧

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن عتاب ، أنبأنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد العقبة الثانية من بني ظفر : قتادة بن النعمان يشك فيه. وفي تسمية من شهد بدرا من بني ظفر : قتادة بن النعمان.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزّرّاد ، حدّثنا عبيد الله بن سعد الزهري ، حدّثنا عمّي عن أبيه ، عن ابن إسحاق قال :

في تسمية من شهد بدرا من بني ظفر ثم من بني سواد بن كعب : قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأنا شجاع المصقلي ، أنبأنا ابن مندة ، أنبأنا عبد الله بن جعفر البغدادي ، حدّثنا عبد الرحيم بن أحمد البرقي في كتاب المغازي ، حدّثنا عبد الملك بن هشام (١) ، حدّثنا زياد بن عبد الله ، عن محمّد بن إسحاق.

في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني سواد (٢) بن كعب ، واسم كعب ظفر : قتادة بن النعمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا عيسى (٣) بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني ابن الأموي ، حدّثني أبي ، حدّثنا ابن إسحاق فيمن شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر من بني سوادة (٤) بن ظفر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حيّة ، أنبأنا محمّد بن شجاع ، أنبأنا محمّد بن عمر قال (٥) :

في تسمية من شهد بدرا من بني ظفر من بني سواد بن كعب : قتادة بن النعمان بن زيد.

__________________

(١) سيرة ابن هشام ٢ / ٣٤٣.

(٢) في «ز» : أبو عيسى.

(٣) فوقها في م ضبة ، وبالأصل : «سوا» ثم بياض ، والمثبت عن «ز».

(٤) كذا بالأصل ، و «ز» ، وم هنا : «سواده» وفوقها في م : ضبة.

(٥) مغازي الواقدي ١ / ١٥٨.

٢٧٨

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنبأنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمّد القاضي البستي ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن المظفر البكري ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، حدّثنا مالك بن إسماعيل ، حدّثنا ابن الغسيل ، حدّثني عاصم بن عمر ابن قتادة بن النعمان عن جده قتادة أنه أصيبت عينه يوم بدر ، فسالت حدقتيه على وجنته ، فأراد القوم أن يقطعوها ، فقال : نأتي نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نستشيره في ذلك ، فجئناه فأخبرناه الخبر ، فأدناه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منه ، فرفع حدقته حتى وضعها موضعها ثم غمرها (١) براحته وقال : «اللهم اكسه جمالا» ، فمات وما يدري من لقيه (٢) أيّ عينيه أصيبت [١٠٥٣٥].

قال (٣) : وأنبأنا البيهقي ، أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدّثنا محمّد بن غالب ، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدّثنا عبد الرّحمن بن سليمان بن الغسيل ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن أبيه ، عن قتادة بن النعمان.

أنه أصيبت عينه يوم [بدر](٤) فسالت حدقته على وجنته ، فأرادوا أن يقطعوها ، فسألوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «لا» ، فدعي (٥) به ، فغمز حدقته براحته فكان لا يدرى أيّ عينيه أصيبت.

وفي الروايتين جميعا عن ابن الغسيل : أن ذلك كان يوم بدر ، فالله أعلم [١٠٥٣٦].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا : أنبأنا أبو يعلى ، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد ـ زاد ابن حمدان : الحمّاني (٦) ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن أبيه ، عن جدة قتادة بن النعمان وفي حديث ابن حمدان : عن أبيه ـ يعني ـ عن قتادة بن النعمان.

__________________

(١) الأصل : غمرها ، والمثبت عن م و «ز».

(٢) كذا بالأصل ، وم ، وفي «ز» : من نفسه.

(٣) القائل : أبو عبد الله محمد بن الفضل ، شيخ ابن عساكر.

(٤) سقطت من الأصل واستدركت عن م ، و «ز».

(٥) كذا بالأصل ، والكلمة مطموسة في م ، وفي «ز» : فدعا به.

(٦) رسمها بالأصل : «الحنانى» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

٢٧٩

أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فسألوا ـ وقال ابن حمدان : فسأل ـ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فدعا به ـ وفي حديث ابن حمدان : فقال : «لا» ، فدعا به فغمز حدقته براحته فكان لا يدرى أي عينيه أصيبت [١٠٥٣٧].

رواه البغوي عن الحمّاني فلم يذكر عمر بن قتادة في إسناده.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أبو الحسين بن النّقور ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثنا يحيى الحمّاني ، حدّثنا عبد الرّحمن (١) بن الغسيل ، حدّثني عاصم ابن عمر بن قتادة ، عن قتادة بن النعمان.

أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها ، فقالوا : لا ، حتى نستأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاستأمروه فقال : «لا» ثم دعي (٢) به ، فوضع راحته على حدقته ثم غمزها فكان لا يدرى (٣) أي عينيه ذهبت.

قال : وأنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثنا أحمد بن منصور ، حدّثنا يعقوب بن محمّد الزهري (٤) ، حدّثنا إبراهيم بن جعفر ، عن أبيه ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن جده قتادة ابن النعمان.

أنه سالت عينه على خده يوم بدر ، فردّها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكانت أصح عينيه ، قال عاصم فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال :

تلك المكارم لا قعبان من لبن

شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (٥)

وروي من وجوه أخر أنّ ذلك كان يوم أحد.

أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة (٦) ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني (٧) ، حدّثنا الوليد بن حمّاد الرملي ، حدّثنا عبد الله بن الفضل بن عاصم بن عمر بن

__________________

(١) بالأصل : عبد الله ، تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز».

(٢) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : دعا به.

(٣) بالأصل : يدري ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) من هذا الطريق روي في الإصابة ٣ / ٢٢٥.

(٥) البيت في الاستيعاب ٣ / ٢٤٩ (هامش الإصابة) ، وأسد الغابة ٤ / ٩٠ والإصابة ٣ / ٢٢٥ وفي الاستيعاب : «فعادت» بدل «فعادا».

(٦) بالأصل : «ربذه» وفي م : «زنده» وفي «ز» : «زيده» جميعه تصحيف.

(٧) رواه الطبراني في المعجم الكبير ١٩ / ٨ رقم ١٢.

٢٨٠