موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ١

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ١

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٢

فتناولها وأكلها فوجد طعمها قد صار لذيذا وكانت الأرض ملحا. ومن ثم صار يوضع الملح في الطعام فهو أول مكتشف له. عاش ٢٤٠ سنة.

وخلفه ابنه (ايليجه خان) ثم خلف هذا ابنه (ديب باقوي خان) ومضت له أيام سعيدة وهنيئة. ثم صار ابنه (قويرخان) فحكم بالعدل. ومن ثم توفي فأعقبه في حكمه (النجه خان). وهذا دام ملكه طويلا.

وكان أولاد يافث إلى حكومة ألنجه خان هذا على (دين الحق) أي (ديانة التوحيد) (١). وفي زمنه عمرت المملكة ونال هؤلاء ثروة وغنى فأبطرهم ذلك واعتادوا أن يتخذوا هياكل لأعز أولادهم سواء كان الكبير منهم أو الصغير أو أيا كان محبوبا لديهم فيحفظونه في بيوتهم تذكارا لمن يموت منهم. فيقولون هذه صورة فلان ويقبلونها ويمسحون بوجهها وما ماثل من أنواع التلطف وإظهار الحب كما أنهم اعتادوا أن يضعوا أمام الهياكل اللقمة الأولى من اكلاتهم ويمسحون وجوههم وعيونهم بها وينحنون لها إلى الأرض (يسجدون). وبهذه الوسيلة ودون أن يشعروا عبدوا الاصنام وتظاهروا بعبادتها ....

وهذا وغيره في الأمم الأخرى مما دعا علماء الأديان إلى القول بأن الأديان في الأصل موحدة ثم طرأ عليها الفساد وداخلها الشرك وعبادة الاصنام كما أن التدقيقات الدينية ومراجعة نصوص الديانات لكل

__________________

(١) قال في تلفيق الأخبار يعتقدون بالله ووحدانيته وكانوا يعظمون الكواكب والأجرام السماوية ولا تصح بوجه نسبتهم إلى الوثنية مطلقا ، أو إلى الوثنية الشامانية ، أو إلى البوذية ، أو إلى عبادة الشمس والكواكب وسائر الأجرام العلوية ، أو إلى عدم الديانة مطلقا ومثل هذه الأقوال نسبة الاويغور إلى النصرانية النسطورية ...

فالوضع لم يكن بهذه المبالغة ... وإنما المعروف أنهم يعتقدون بإله واحد وبعضهم يعظم الكواكب أو الأجرام لا بدرجة العبادة ، وأن النصرانية دخلت أولئك ولكن لا بالوجه المعروف للنصارى اليوم ، ولذا حينما رأوا الإسلامية لم يترددوا في اعتناقها ، ووثنيتهم هكذا يقال عنها ... فإنها لم تتمكن منهم ...

٦١

أمة تؤدي الباحث إلى أن الأصل التوحيد مما يقطع فيه بأن الدين الحق يتضمن الإيمان بمبدع الكائنات وأنه واحد لا شريك له ... وعلى كل حال اكتفي بذكر من نال الرئاسة وقام ببعض الأمور من الأولاد والأحفاد وهكذا.

المغول والتتر :

إن النجةخان قد ترك ولدين توأمين أكبرهما اسمه (تتر) أو (تاتار) أو (تتار) واللفظان الأول والأخير هما المعروفان في الأكثر ... والأصغر يقال له (مغول) وأحيانا يلفظ في التواريخ العربية (مغل) فقسم النجه خان ملكه بين ولديه المذكورين. وعلى هذا القول أن منشأ انقسام الترك يبتدىء من هذين. والظاهر أن قدم الانفصال بين هذين القومين المنتسبين إلى فصيلة الترك أدى إلى هذا القول. ويحكى أنهما عاشا لمدة عيشة هادئة. فلم يتنافرا ولا حصل بينهما خصام. ويلاحظ أن التباعد والافتراق لمدة طويلة هو الذي أدى إلى اختلاف في اللغتين أو بالتعبير الأصح أن كل قبيلة منهما يظن أنها انفصلت عن الأخرى من مدة طويلة بحيث تباعدت الواحدة عن الثانية ولا كبعد العبرية عن العربية أو السريانية عنهما كما أن الاشتراك ظاهر والأخوة النسبية من طريق اللغة والسحنات متوضحة ولذا نرى علماء العرب لا يسمونهم في الأكثر إلا بالتتر ويقولون (طاغية التتر) عن جنگيز وحكومة التتر ووقائع التتر ... فلم يفرقوا بين التتر والمغول. وقد أشار في جامع التواريخ أن لغتهم في الأصل واحدة ...

ولا ينكر أن اللغة تباعدت ولكنها أبعد مما بين تيمور ودمير أي التفاوت بين التركية الحديثة والتركية القديمة أو تركية الاستانة وتركية تركستان ... أو هي قريبة منهما. فالمقاربة في الأصل اللغوي واضحة. فاللغة طورانية النجار وإن احتاج التفاهم إلى ترجمان. وكذا

٦٢

يقال عن المسموع والمحفوظ أنهما أقارب ...

التتر :

إن تتر خان حكم مدة طويلة ثم مات فخلفه أعقابه من نسله :

١ ـ ابنه بوقاخان. وهذا طال حكمه.

٢ ـ «يلنجه».

٣ ـ آدلي. وكان مشغولا بالملاهي والملاذ.

٤ ـ «آتسز». قضى عمره بالصيد.

٥ ـ «اردو» سلك طريق والده.

٦ ـ «بايدو».

ويحكون أنه إلى زمن بايدو لم يقع ما يكدر الصفو والألفة بين المغول والتتر أو يشوش بينهما. فكان كل منهما حاكما في جهته. ولكن (بايدو) المذكور كان شابا طائشا لا يفكر في عواقب الأمور. وفيه خفة وتسرع. ففتح حربا بينه وبين المغول وهاجم مملكتهم. وقد هلك هو في هذه الحرب.

ثم خلفه ابنه سوينج خان. وفي زمنه استعرت نيران الحروب لدرجة أنها ولدت اعتقادا مؤداه أن مياه جيحون لو صبت عليها لما أطفأتها. وفي كل هذه الحروب والمقارعات كان النصر حليف المغول. وكان سوينج خان معاصرا لإيلخان المغولي. وقد تغلب المغول على التتر في زمنه فاستعان بقرغيزخان ودامت الحرب عشرة أيام. وفي هذه كانت الغلبة لجهة المغول ...

ثم تداولوا في الأمر فأصبحوا وقد تركوا مواشيهم وأثقالهم خدعة وفروا. فطمع اعداؤهم وظنوا أنهم هربوا فتابعوهم في هزيمتهم وتقدموا نحوهم. ولكنهم لم يشعروا إلا وقد رجعوا عليهم وعادوا الكرة. وكان

٦٣

الأمر مدبرا ليلا فنكلوا بهم واستولوا على خيامهم ولم يدعوا منهم كبيرا إلا قتلوه ولا صغيرا ولا امرأة إلا اسروهما. ومن ذلك الحين قضي على المغول. وانهزم من بقي فأخذوا بعض المواشي معهم وذهبوا وراء الجبل بحيث لا يصل إليهم احد. وأضاعوا الطريق (المضيق) فلم يتيسر لهم العودة إذ إنه كان لا يمكن لأحد المرور منه إلا منفردا كما يأتي فبقوا هناك تائهين نحو أربعمائة سنة تكاثروا في خلالها وتيسر لهم الخروج فخرجوا وحاربوا التتر فتغلبوا عليهم وأخذوا بثأرهم ومحوا الكثير من قبائل التتر كما أن بعض قبائل التتر لحقت بهم وصارت تعد منهم مع أنها خارجة عنهم وصار الكل بمثابة قبيلة واحدة للائتلاف الحاصل. وسيأتي في بحث المغول الكلام عن حروبهم.

وفي هذا الأوان سكن التتر قرب جورجيت. وهي أراضي واسعة وفيها المدن والقرى حتى مشى عليهم أوغوزخان واستظهر عليهم. وقد اشتهروا باسم (تتر) قديما. وكانوا عدة قبائل وكل قبيلة تعيش مستقلة عن الأخرى. وأهم قبائلهم يقطن قرب الخطا (خيتاي) في الأماكن المسماة (بويور ـ ناور). وهم تابعون لسلاطين خيتاي. وأحيانا يعصون عليهم. وقد هاجموهم مرة بجيش جرار فأخضعوهم.

وأكثر هذه القبائل تقيم قرب نهر آنقارا موران على شواطئه. ولهم مدن في تلك الأنحاء وقرى عدا سكنى البادية.

ومن قبائلهم :

١ ـ أويرات. وهذه أطاعت لجنگيز.

٢ ـ بولغاچين

٣ ـ كيره موجين كانتا متنافرتين وهما قريبتان من القرغز وقد دخلتا في طاعة جنگيز.

٦٤

٤ ـ لوله نكون.

٥ ـ أوراسوت.

٦ ـ كدره موچين.

٧ ـ نايمان.

٨ ـ كرايت.

٩ ـ أونغوت.

١٠ ـ خيتاي. وهؤلاء منهم السود انفصلوا من قومهم وذهبوا إلى قرغز ولكنهم سلبوهم أموالهم ففروا منهم ورحلوا إلى محل يقال له (ايميل) فبنوا مدنا وأقاموا هناك وتكاثروا حتى صاروا قبيلة كبيرة بلغت أربعين ألف بيت. ويقال إن هذه القبيلة هاجمتها قبيلة الجورجيت فدمرتها وحكمتها سنة ٥١٣ ه‍ ففر من الخيتاي قبيلتان التحقنا بالقرغز.

١١ ـ توقاق. قبيلة لا يعرف أنها من أي قبيلة من قبائل الترك أي من نوع القبائل المتحيرة (١) عند العرب ...

المغول :

المغول. ويقال لهم عند الغربيين مونغول ويلفظهم العرب (مغول ومغل) وجاءت في تواريخ كثيرة بهذين اللفظين والغالب يسمون بالمغول ويقال إن أصل هذه اللفظة مونغول أو (مونغ أول) فتغيرت على لسان العوام (مون) بمعنى الغم والغائلة و(أول) الرجل البسيط فيكون معناها البسيط المضطرب. ولا يعول على أمثال هذه التحليلات كثيرا (٢) أولهم

__________________

(١) هي القبائل التي لا يعرف بالتحقيق أصلها الذي ترجع إليه من قحطاني أو عدناني ..».

(٢) شجرة الترك ص ١٧.

٦٥

مغول خان. وآخرهم إيل خان. ويقال إن مغول خان استمرت حكومته طويلا. ثم خلفه أكبر أولاده (قاراخان). وهذا حكم في جميع مملكته المسماة اليوم (أولوطاغ). وفي زمنه صار المغول جميعهم كفارا حتى أنهم لم يكن فيهم من يعرف الله تعالى. ثم خلفه ابنه اوغوز خان.

اوغوز خان (نبي الترك)

وهذا ابن قاراخان من زوجته الكبيرة. أعطاه الله ما شاء من جمال. ويحكى عنه أنه بقي ثلاثة أيام بلياليها لا يرضع ثدي أمه. وكانت أمه في كل ليلة من هذه الليالي ترى رؤيا يدعوها فيها ابنها إلى الدين الحق وإلا فلا يمتص ثديها. أما أمه فإنها لم تعاند في مخالفة ابنها بل آمنت بوحدانية الله تعالى. ولذا أخذ يرضع ثديها. ولكن أمه لم تبح بسرها هذا لأحد.

والناس كانوا في السابق على (دين التوحيد) إلا أنهم اغتنوا أيام النجه خان فاستأسرتهم الثروة وأبطرهم الغنى فنسوا الله وصاروا كفارا حتى أنهم بلغوا من ذلك أنهم إذا سمعوا بأحد أقاربهم قد اعتقد بالله قتلوه في الحال.

ثم إن هؤلاء القوم كانوا قد اعتادوا أن لا يسموا المولود إلا بعد مضيّ سنة على ولادته ، فما لم يحل الحول لا يدعونه باسم. وحينئذ أراد قاراخان أن يضع لابنه اسما عند بلوغه الحول واتخذ له ضيافة أذيع خبرها. فلما احتشد الجمع قال الأب يخاطب الحاضرين : «إن ابني بلغ عاما كاملا فماذا ترون أن أسميه؟!» وقبل أن يجيبوا ويبدوا رأيهم نطق الولد قائلا «اسمي اوغوز» وحينئذ صاروا في حيرة مما سمعوا وشهدوا. قالوا : (لما كان الصبي اختار لنفسه هذا الاسم فلا يرجح عليه اسم آخر أحسن من هذا. فعرف بهذا الاسم. وقد أخذ العجب والاستغراب مأخذهما من الجماعة لما نطق به وهو في المهد. لذا تفاءلوا به خيرا

٦٦

وأن يكون ذا دولة عظيمة وعمر طويل وحياة سعيدة هنيئة مع سعة ملك.

أما الصبي فإنه نطق (الله! الله) ولكن السامعين صرفوا ذلك إلى أن الصغير لا يعلم ما يقول ، لأن لفظة الجلالة (الله) عربية ولم تكن معروفة لدى أحد من المغول. ومع هذا صاروا يعتقدون أنه خلق صالحا وسيكون له شأن. ولذا جرى لفظ الجلالة على لسانه وقلبه.

ثم إن والده زوّجه بابنة عمه (اوزخان). ولما خلا بها دعاها إلى القول بأن للخلق خالقا هو الله وأن تعتقد به وأنه واحد ، لا شريك له فلا تخرج عن أمره فلم تقبل. فهجرها ولم يتصل بها. فأعلموا أباه أنه لا يحبها وأنه لم يقربها من حين تزوجها إلى اليوم ... فزوجه بابنة عمه الآخر وهو : (كوزخان) فحملها على الاعتقاد بالله وأنه واحد أحد فلم توافق فترك مضجعها أيضا ...

وبعد سنة خرج للصيد. ولما رجع ووصل إلى شاطىء نهر هناك رأى نساء كثيرات يغسلن أثوابا فرأى بينهن ابنة عمه (كورخان) فدعاها لجانبه وباح لها بسره بعد أن أخذ عليها المواثيق أن لا تفشي سره فآمنت بما آمن به ووافقته على طريقته ...

ثم أن اوغوز خان أخبر أباه وطلب أن يعقد له عليها فأجرى احتفالا عظيما وتزوجها. مضت سنون وأعوام على تلك الحادثة. ثم إنه ذهب أوغوزخان إلى الصيد لمحل بعيد. فدعا قاراخان جميع زوجات ابنه فسألهن عن سبب حبه لزوجته الأخيرة دونهن فلم تقبل الوسطى أن تفشي أمره فتقدمت الكبرى وقالت إن ابنك يعتقد بإله واحد ويحاول أن يسوقنا إلى هذا المعتقد ويكرهنا عليه. فلم نقبل ذلك منه. ولذا يحبها دوننا.

وعلى هذا دعا قراخان اعيانه وأمراءه وعقد مجلسا (كنگاش) وتفاوض فكانت النتيجة أن قرروا لزوم القبض عليه في الصيد وأن يقتل.

٦٧

فأعطى والده الأوامر الصارمة ... لتنفيذ ما قرروا.

ولما سمعت زوجة اوغوز الصغرى بذلك بادرت بسرعة في ايصال الخبر إليه وإعلامه بما جرى فعرفته بالأمر. أما اوغوزخان فإنه طير الخبر إلى اعوانه وأعلمهم بما عزم عليه والده من أنه يريد قتله وقال لهم : من كان يحبني فليتبعني ومن اختار أبي فليلتحق به. وقد تبع القسم الأكبر أباه ولم يبق معه إلا القليل. ولكن لحق به أكثر ابناء اعمامه مما لم يخطر ببال أحد فسماهم (اويغور) أي المؤتلفين معه (الأنصار والأعوان). ومعنى ذلك أنهم صاروا ألصق الناس به وأكثرهم تفاديا في سبيله.

وحينما اشتبكوا في القتال كان النصر حليف اوغوزخان وقد فر خصومه. وفي أثناء الحرب أصاب قاراخان والد اوغوزخان سهم طائش فأرداه قتيلا. وحينئذ جلس اوغوزخان على تخت أبيه.

وإثر ذلك دعا قومه إلى الدين الحق فمن دخل في دينه نجا ومن تخلف حاربه وأسر أولاده. وكانت قبائل أخرى لأمراء آخرين تتجمع عليه فمن تبعه سلم ومن ناوأه التحق بأولئك. فصار يضايقهم ويقاتلهم سنة بعد سنة فيظفر بقسم منهم كل حين إلى أن استولى على الكل.

إن الذين لم يدينوا بدينه فروا إلى التتر ولجأوا إليهم. وكان التتر آنئذ يسكنون قرب جورجيت كما تقدم فقاتلهم اوغوزخان فكان النصر حليفه. فحصل على غنائم تفوق الحصر حتى أنه لم يجد من الدواب ما يحملها فاتخذ بعض رجاله العربة وتسمى (قانق). وللآن تسمى القبيلة التي اخترعتها بقبيلة (قانقلي).

إن اوغوزخان كافح لمدة طويلة حتى أطاعه الجميع من التتر. وكذا اكتسح الأقوام المجاورة كالأفغان والغور ولم يغلب إلّا في جهة الهند. وبعد نحو ١٧ سنة أعاد الكرة عليهم فانتصر وقتل ملكهم

٦٨

(ايت باراق) واستولى على مملكتهم.

ثم إنه أرسل قائده المسمى (قبچاق) إلى الروس والأولاح والمجر فأذعنوا له. وأما من لم يذعن للدين الحق منهم فقد قتله وأسر النساء والأطفال. ولا تزال الأماكن التي استولوا عليها تسمى صحراء قبچاق (دشت قيپچاق) ولا يوجد فيها أحد غيرهم.

وكذا حارب تركستان (التتر) فضبط سمرقند وبخارا وسيرام وبلخ وعين لها ولاة كما أنه ضبط غور وبعدها استولى على كابل وغزنة. وتقدم إلى الهند فضبط كشمير وغنم غنائم وفيرة جدا وعاد إلى وطنه مغولستان.

وبعد سنة تأهب لحرب ايران فأصابه عناء من جراء ذلك لضياعه الطريق. وفي هذه الأثناء لم يحكم ايران (شاه كبير) إذ كان (كيومرث) قد توفى ولحد ذلك التاريخ لم يتخذ هوشنك ملكا.

أما العرب فكانوا طوائف وقبائل لكل قبيلة أو عشيرة رئيس لا تعرف سواه ولا جامعة هناك تجمع القبائل وتوحد بينها ولما كانت حال ايران بهذا الوضع استولى اوغوزخان على خراسان ثم على العراق وآذربيجان وارمينية والشام ومصر. وقد اكتسح بعض هذه الممالك حربا والقسم الآخر اذعن له بلا جدال ولا حرب وعين ولاة يقال لهم (داروغا) وهؤلاء ضباط عسكريون أوما يسمى اليوم (بالحاكم العسكري).

ولما حصل على هذا الظفر عاد لمملكته بسرور واحتفال عظيمين لا مزيد عليهما. وقد وسعوا ذلك أيضا ببعض الخرافات بل إن هذه الوقائع مما يبعد وقوعها من شخص أو قوم إلا شذوذا ...

ويحكى أنه كان لأوغوزخان ستة أولاد وزع عليهم ممالك ومدنا ونصحهم بنصائح نافعة. وبعد أن حكم ١١٦ سنة [لعل هذه السنين أقل

٦٩

من سنتنا المعروفة وعلى كل حال فيها نظر] توفي. وكان وزيره ووكيله ابرقيل خوجا من اويغور. وكان عالما عاقلا ومدبرا. عمر طويلا وبقي وزيره مدة حياته. وعلى كل حال لا يخلو عصره من اساطير. بل هو مملوء بها وقد عده بعض المؤرخين من الاشخاص الخياليين وأنه لا وجود له. ولعل وجوده يصادف زمن السمريين والعيلاميين ويقال عنه إنه هو الذي ألف مجلس الشورى المسمى (قورلتاي) وكان بمقام مجلس الأمة أي أنه لم يكن من اختراع جنگيز. وهو الذي جعل الأمة ضباطا (نوكر) (وجندا).

ثم خلفه ابنه گون خان :

وهذا لم يخالف الوزير المذكور وأبان له أنه موافق على كل ما يراه حسنا. وكان يذكر وصايا أبيه بأن لا يخالف إخوته وأن الخلاف مدمر الممالك وموجب لضياعها واستيلاء الأجانب عليها. وبناء على وصية الوزير فرّق الأموال والذهب الموروث على إخوته. وحكم هذا ٧٠ سنة (كذا).

ثم خلفه أخوه (آي خان) وكان عالما عدلا وحكمه صارم مشى على نصائح أبيه ووزيره. ثم حكم حفيده ييلديز خان وهو خير ملك. وبعده ابنه منكلي خان وكان ملكا فاضلا وقد خلفه (دكزخان) (وهذا جد السلجوقيين). حكم كثيرا وعمر طويلا. وقد أعطى في حياته الملك إلى ابنه (ايلخان) لما رأى نفسه قد طعن في السن ولم يطق القيام بأعباء الملك فقضى بقية أيامه في العبادة والطاعة.

إن ايلخان هذا كان معاصرا إلى (سوينج خان) الملك التاسع من ملوك التتر فحدث بينهما الحرب والنضال العنيفان فكان النصر حليف ايلخان. وحينئذ استعان سوينج خان بقرغزخان فأعانه كما تقدم واتخذ خدعة حربية بأن فر من أمامه حتى أخرجه من الحصار بإظهار أنه كسر

٧٠

فعاد الكرة ودمرهم واستولى على مواطنهم وخيامهم ولم يدعوا كبيرا إلا قتلوه وأسروا صغارهم وسبوا نساءهم ومن ذلك الحين قضى على المغول.

وإثر هذه الوقعة رجع ايلخان إلى وطنه وقد قتل ابناؤه وبقي أصغرهم وهو (قييان) وكان تزوج في هذه السنة. وكذا كان تزوج ابن بنته وهو (نكون) ففر هؤلاء مع نسائهما وأخذا معهما بعض المواشي من بقر وغنم وإبل وخيل ولجأوا إلى محل بعيد وراء الجبل المسمى (أركنه قوي) (١).

وقد تكررت في تواريخ عديدة بهذه الصورة. وقال في لغة جغتاي : «اسم جبل في تركستان كان سكنه قيان دنكوز ، وسد بابه سونج خان. ثم فتح هذا السد وانتشروا في العالم» أي انهم تاهو في هذا الجبل مدّة كبني اسمائيل في ارض التيه ثم ظهروا .. وجاء في (ترك بيو گلري) تفصيلات اساطيرية ، وحكايات خرافية عنه ، وحلل صاحب الكتاب المذكور لفظها إلى معان كلها لا تتجاوز الحدس والتخمين .. ولكنه ضبط اللفظ بالوجه المشروع فلم يبق محل للتردد فيه (٢).

تكاثروا هناك ولم يصلهم أحد فأضاعوا الطريق (تاهوا) وكان لا يسع أكثر من واحد فعاشوا وراءه بأرض خصبة واسعة. وبعد اربعمائة سنة أقاموها وتكاثروا خلالها اتخذوا طريقا للخروج. وحينئذ حاربوا التتر فانتصروا عليهم وأخذوا بثأرهم ومحوا من عصاهم من التتر وأطاع الباقون. فصارت طوائف المغول هي الغالبة حتى أن بعض القبائل التترية التي لحقت بهم وعاشت معهم عادت تعتبر منهم وإن كانت خارجة عن جذمهم كما مرّ.

__________________

(١) وفي تلفيق الأخبار جاء بلفظ «اركنة قون».

(٢) ترك بيوكلري ص ٣٨ وما يليها. ولغة جغتاي ص ١٠ وفي الملحق تعليق : وردت بلفظ اركنة قوي ، والأكثر ارگنه قون ، وهو الصواب.

٧١

المغول الثانية :

إن قبائل المغول هذه تكونت في اركنة قون. لأن قييان بن أيل خان وابن اخته (نكون) تكاثروا هناك فصار يسمى أولاد قييان باسمه وأولاد نكون باسم (دورلگن) أو (دورليگن).

ومن هاتين القبيلتين تفرعت قبائل فأهمل اسمهما الأصلي. فمن قبيلة قييان تفرعت طائفة (قورلاس) وهي الأكثر نفوسا. وبيدها كانت السلطة والرياسة فهي منها الأمراء. ولكن لم يعرف اسماء رؤسائهم أو امرائهم أو كما يقولون (خاناتهم) ومن هذه الطائفة يقصون أن قد ظهرت امرأة تدعى (الانقووا) قد ولدت ثلاثة بنين اثنين منهم من زوجها الأول قبل أن يتوفى والآخر ولدته دون أن يتصل بها امرؤ. وسيأتي تفصيل الخبر عند ذكر ملوكهم في هذا الزمن.

كبر هؤلاء وتكاثر نسلهم ومن الابن الأخير تكونت طائفة يقال لها (نيرون) ومعناه النسل الطاهر. وسبب تسميتهم أن المغول يعتقدون أنهم خلقوا من نور.

إن جد جنگيزخان الثالث من هذه الفرقة وهو (قابول خان) قد ولد له ستة بنين كلهم اشتهروا بالشجاعة والبطولة. وصاروا يسمون (قييات) ومعناه السيول المنحدرة من الجبال.

وكان أكبر أولاد قابول خان (نارتان خان) وابنه يسمى (يه سو كه ي بهادرخان) وهو والد جنگيزخان وقد ولد اشهل العيون. ويقال له في لغتهم (بورجاغين) ولذا يقول جنگيزخان نحن نسل بورجاغين يه سوكه ي بهادر. وبهذه الصورة تجدد اسم قييات (جمع قييان) فصار يطلق على أولاد قابول خان فتكررت التسمية به.

وليس في الوسع احصاء قبائل المغول وتعدادهم كما يقول صاحب شجرة الترك وأشهرهم :

٧٢

١ ـ مركيت أو مكريت. وهذه حاربت جنگيزخان وتغلبت عليه وقد اسرته مرة ثم اطلقته بفداء.

٢ ـ ايكراس.

٣ ـ آلقنوت ، وهما أخوان. فصار كل منهما جد قبيلة. وإن أم جنگيز منهم.

٤ ـ قارنوت.

٥ ـ قورلاس.

٦ ـ ايلجيگن هما أخوان فصارا لقب قبيلتين.

٧ ـ اورماووت. ويقال لها اويماووت. ومن هذه تفرعت قبيلة (قونقومار) سميت باسم أحد افرادها وكان يلقب بهذا اللقب ومعناه كبير الأنف. ومن هذه القبيلة تولد (مينكيليك ايچيگه). واللفظ الأول من هذه الكلمة وصفه أبوه به والثاني يعني الجد وهو دليل الاحترام. كان زوج أم جنگيز. وسيأتي الكلام عنه.

٨ ـ ارلات.

٩ ـ باداي.

١٠ ـ قيشاق هذان أخوان فصار كل منهما لقب طائفة. ومما يحكى عن أحدهما (باداي) أنه كان يرعى قطعان سيده (بيكه) أحد بيكات أونغ خان وكان هذا قد اكتشف اغتيالا دبر على جنگيز فأخبره به هو وأخوه

دون أن يشعر احد فنالا مكانة عنده وحصلا على امتياز ولقب (ترخان).

١١ ـ اويشان.

١٢ ـ سولدوس. اوسلدوز والنسبة إليه سلدوزي (١).

__________________

(١) الظاهر أن أمراء اللّر من هؤلاء أو انهم حلوا في الموقع المسمى باسمهم فكان من سكانه ولاة اللّر وأمراؤهم.

٧٣

١٣ ـ ايلدور كيت.

١٤ ـ كيتكيتلر.

١٥ ـ دوريان.

١٦ ـ بارين.

١٧ ـ سوقوت (أولاد الخادمة).

١٨ ـ كورلوت.

١٩ ـ بارقوت.

٢٠ ـ جويرات (جاجيرات).

٢١ ـ بابا اوت. ولها فروع كثيرة جدا.

٢٢ ـ جلاير. وهذه قبيلة قديمة ، ونفوسها كثيرة فلما تحاربوا مع الخيتاي اجتمعوا وكونوا نفوسا وفيرة. فصارت خيامهم ٧٠ (كورن) و[الكورن ألف خيمة]. ولهم شعب كثيرة وكل واحدة مستقلة عن الأخرى. ففي بعض الأيام هاجمهم الخيتاي على حين غفلة فأنزلوا عليهم ضربة قاضية وأسروا الباقين منهم. ولم يبق منهم إلا قبيلة (چابولغان). وهذه عاشت عيشة بدوية وعلى البصل البري.

ففي هذا الأوان قد مات الجد السابع لجنگيزخان «دوتومينين». وكان له تسعة أولاد وأمهم «مونولون» وأكبر الأولاد قايدوخان. وهذا خطب بنتا فكان ذاهبا إلى صهره وقرب دار أبي الأولاد صحراء واسعة كان يتطارد فيها أولاده ويصيدون فيلعبون على ظهور الخيل. ولهذه الأرض بصل بري كثير.

أما القبيلة المسماة چابولغان فإنها اصابتها مجاعة فحفرت الأرض وأكلت بصلها فصارت الأرض لا تصلح للطراد فشكوا ذلك لأمهم

٧٤

فغضبت من ذلك وركبت فرسها فرأتهم يحفرون فأمرت بضربهم. وحينئذ اجتمع الجلاير فصارت معركة قوية قتل فيها منهم بضعة أشخاص أما من الجهة الأخرى فقتلت أمهم مونولون مع قسم من خدمها. وعلى هذا هاجم الجلاير خيامها ونهبوها. وقد وصل إلى يدهم ثمانية من أولادها فقتلوهم جميعا ونهبوا ما عندهم ، وغنموا غنائم كثيرة.

ولما عاد قايدوخان من صهره وسمع بما جرى ... جمع أقاربه وقبائله وعساكره وأرسل إلى الجلاير يسألهم عن فعلتهم هذه. وحينئذ عدوا من اشتبك بهذه الوقعة فكانوا خمسمائة فأمسكوهم بنسائهم وأولادهم وسلموهم إلى قايدوخان ترضية له وقالوا له : «اصنع بهم ما شئت!».

وعلى هذا تشاور قايدوخان مع اقاربه وقبيلته فقال أحد الحضار :

«إن دماءكم لا تكافأ بدماء هؤلاء. فالأولى أن تستخدموهم موالي لكم مدى بقاء نسلهم.». فاستصوب الجميع هذا الرأي وحسنوه فعمل بموجبه. فتكاثر نسلهم. وصاروا يسمون ابناء قييان إذ كان معتادا أن يسمى القن باسم سيده على حد ما هو معروف عندنا من القول المشهور (مولى القوم منهم).

وعند ما حكم جنگيز وصار ملكا عظيما اتصل باقي الجلاير بهؤلاء وصاروا مثلهم يحملون اسم ابناء غلمان مغول قييان. فبقوا خدما له ولنسله إلى عشرة بطون أو أحد عشر بطنا. وكان يستخدم لكل (تورة) (ألف بيت) عشرة إلى عشرين من خيام الجلاير.

وأصل نسب الجلاير أنهم من نسل المغول من أولاد نكون من قبيلة (دور ليگين).

٧٥

سلاطين المغول :

لما كان المغول في اركنة قون تكاثروا هناك ومن (قييان) و(نكون) تكونت عدة قبائل. وأكثر هذه الطوائف (قبيلة قورلاس). وهذه نصبت عليها اميرا (پادشاه) فصار يحكم عليها جميعها ولكنه لم يعلم اسمه. ولا عرف الملوك الذين خلفوه.

وحين خرجوا من اركنة قون كان ملوكهم بالتوالي :

١ ـ برته چينه.

٢ ـ قوي مارال.

٣ ـ بيچين قييان.

٤ ـ نيماج.

٥ ـ قيچي مه ركه ن.

٦ ـ قوجوم بورول.

٧ ـ بوكه بندون.

٨ ـ سام سائوجي.

٩ ـ فاليماجو.

١٠ ـ تيمور طاش.

١١ ـ مينكيلي هوجا.

١٢ ـ يولدوز.

فهؤلاء الأمراء (يادشاه) الواحد ابن الآخر. تعاقبوا بهذا الترتيب. ولهذا الأخير ولدان توفيا قبله ، لأحدهما ابن اسمه (دو بون بايان). وللآخر بنت اسمها قووا فتزوج الولد من البنت. ولما توفي يلدوزخان خلفه :

١٣ ـ دو بون المذكور. وهذا قبل أن يصل إلى ٣٠ عاما من العمر

٧٦

توفي وله ولدان أحدهما وهو الكبير (بلكوداي) والصغير (بوكجه داي) ولا يتجاوز عمرهما السابعة والسادسة. وفي بعض النسخ يسمون (بولگونوت وبوكونوت).

وصاية الأم (الانقووا) وحكومتها :

ونظرا لصغر الولدين صارت أمهما وصيا عليهما. فزاولت شؤون القبيلة ... متربصة أن يكبر أولادها ويتولوا الحكم. وفي خلال ذلك طلب منها إخوة زوجها وغيرهم أن يتزوجوها فلم تقبل معتذرة بأنها تدير أمور القبيلة إلى أن يبلغ ابناؤها أشدهم ولا ترغب بسوى ذلك. مضت بضع سنوات على ذلك ولكنها ـ كما يحكى ـ في ليلة وقت السحر رأت نورا من أعلى الخيمة قد دخل عليها ثم تمثل لها بشرا سويا أبيض الوجه أصفر الشعر أشهل العينين. فحاولت أن توقظ النساء حولها فتصيح إلا أنها أحست بأن لسانها قد أمسك وأرادت أن تنبه من حولها فترفسه برجلها فلم يتيسر لها ذلك ومع هذا كانت تملك عقلها. فتقرب منها ذلك النور واتصل بها ثم خرج لم تبيّن ذلك لأحد بل كتمته خشية أن لا تصدق. وبعد خمسة أيام أو ستة ظهر عليها ذلك الشخص ثم صار يتردد عليها فحملت منه من أول ليلة. ثم بعد بضعة أشهر ظهرت عليها علائم الحبل فسألوها عن السبب فقالت :

«لو أردت زوجا لحصل بسهولة. وقد صرت أميرة برغبة القبيلة. ولكني لم أعدل أحدا بقومي ولا بأولادي. ولم آت امرا منكرا. وإنما جاء النور فتمثل لي رجلا. وإذا أراد الله أن لا يخذلني ولا ينالني خجل فسوف تظهر قدرته وسترون الولد عند الولادة هذا ولله الحكم».

فاعتقد حتى اعداؤها بصدق قولها. لأنهم يعلمون صحة لهجتها وأنها لا تكذب وأنها طاهرة الذيل. ثم إنهم شاهدوا النور يدخل خيمتها. فتحقق لهم صدق ما نطقت به.

٧٧

وإن ابناء الانقووا :

١ ـ (بو ـ قوق ـ قاتاغين). وهو أكبرهم. ومن أولاده قبيلة تسمى بهذا الاسم.

٢ ـ (بوسقين جالجي). وبهذا الاسم قبيلة تنسب إليه.

٣ ـ (بودانجار موناق). وهذا صار خانا عليهم.

١٣ ـ (بودانجار موناق) المذكور. فجنگيزخان وكثير من قبائل المغول من نسله وتنسب إليه. وإن القبائل التي تفرعت من هؤلاء الثلاثة يقال لها (نيرون) ومعناه الأطهار الأصل. لأن المغول يعتقدون أن هؤلاء ولدوا من نور. ولهذا ولدان (بوقا) وهو الأكبر و(توقا) وهو الأصغر وقد خلفه ابنه الأكبر :

١٤ ـ بوقا. ولم يعرف عن الصغير شيء. فلم يدر هل له ذرية أو ليس له. وأما الأكبر فخلفه :

١٥ ـ دوتوم ـ مه نين خان. ولهذا تسعة أولاد قتل الجلاير ثمانية منهم وبقي الأكبر فخلف أباه في الخانية وهو :

١٦ ـ قايدوخان. ولهذا ثلاثة أولاد. أكبرهم (باي سونقور) وأوسطهم (چارقا ـ له ن ـ قوم) ومنه تكونت قبيلة تايجوت. وقد تحارب (بارغو قايدي) من امراء هذه القبيلة مع جنگيز كثيرا.

و(جاوچين) وهو الابن الثالث ومنه تفرعت قبيلتا چاجوت وايرته كين.

وقد خلف قايدو في حكومته ابنه الأكبر :

١٧ ـ باي سونقور. وكان عاقلا مدبرا وعادلا. وقد تبعته قبائل كثيرة. ثم خلفه :

١٨ ـ تومه نه. وحكم هذا على جميع قبائل نيرون سنين عديدة. ونالت مملكته في أيامه ثراء وراحة. ولهذا تسعة أولاد تكون من كل منهم قبيلة أو قبيلتان فأكثر. وهؤلاء :

٧٨

(أولهم) چاقسو وله ثلاثة أولاد : (نرتاقين) و(اوروت) و(مانقوت) فتفرعت منهم ثلاثة قبائل عرفت بهذه الأسماء.

(وثانيهم) ياريم شير بوقانجو صار جد قبيلة عرفت باسمه.

(وثالثهم) قاجولي ومنه تولد ابن اسمه (ايرومجي) أو ارده مجي بارولاس فقبيلة بارولاس منه. وأن (آقساق تيمور) من هذه القبيلة [ويقال له تاراغاي أوغلي تيمور ، أمير تيمور ، تيمور كوركان] ويعرف عندنا بتيمور لنك.

(ورابعهم) سام قاجون. وإن قبيلة ادور كين من نسله.

(وخامسهم) بات كه لكي. ومنه قبيلة بودات.

(وسادسهم) قابول خان. وأن جنگيزخان مع قبائل كثيرة من نسله.

(وسابعهم) اودوربايان. ومنه قبيلة كيقوم.

(وثامنهم) بولجا دوغلان. ومنه قبيلة دوغلات.

(وتاسعهم) چنتاي. ومنه قبيلة ييسوت. وهؤلاء مشهورون بالشجاعة ومنهم چبه چنتاي الذي أمره جنگيزخان بتعقيب سلطان محمد خوارزمشاه وأعطاه ثلاثين ألف مقاتل وهو الذي أسر أولاد خوارزمشاه وضبط خزائنه واكتسح جميع ايران وآذربيجان وكرجستان حتى وصل إلى داغستان والچركس وذلك في خلال أربع سنوات وعاد إلى جنگيز.

وبعد وفات الملك خلفه ابنه.

١٩ ـ قابول خان. وهذا له ستة أولاد خلفه منهم :

٢٠ ـ به رتان. ولهذا أربعة أولاد. ومن أولاده تكونت قبيلة قييان وقد خلفه ابنه :

٢١ ـ يسوكي. وله خمسة أولاد أكبرهم (جنگيزخان) وكان سماه

٧٩

٨٠