موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ١

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ١

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٠٢

وفيات :

١ ـ توفيت رابعة ابنة أبي العباس أحمد ابن الخليفة المستعصم بالله زوجة الخواجة هارون ابن الصاحب شمس الدين محمد بن الجويني ببغداد ودفنت في تربة والدتها التي بمشهد عبيد الله. وقد مر ذكر أولادها.

٢ ـ توفي الخواجة شرف الدين هارون الجويني. ورد الخبر بعد ذلك أن السلطان أمر بقتل الخواجة هارون في حدود الروم. قيل كان قتله بعد وفاة زوجته رابعة المذكورة بسبعة أيام.

وقد نقلنا فيما سبق حادثة تزوجه برابعة وبيان أولاده منها ، وولايته على بغداد ... وكان مهذبا ، كاملا درس في عنفوان شبابه العلوم وحصل الفضائل والكمالات النفسية ويعد من المتبحرين في ضروب الفنون ، وتعلم الموسيقى من استاذه صفي الدين عبد المؤمن (١) ولأستاذه الموما إليه رسالة في الموسيقى سماها باسمه «الرسالة الشرفية» (٢) ...

٣ ـ توفي نجم الدين حيدر بن الايسر. وكان من أكابر المتصرفين ببغداد خدم في آخر وقته وكيل الديوان ببغداد. وكان حسن السيرة مشكورا في تصرفاته بلغ من العمر ٧٥ سنة.

٤ ـ جمال الدين ابن الدباب البابصري. محمد بن محمد بن علي ابن أبي الفرج بن أبي المعالي البغدادي البابصري أبو الفضل بن أبي الفرج بن أبي الحسن الحنبلي الواعظ جمال الدين المعروف بابن الدباب ويقال بن الزراد أيضا. سمع من جماعة ... وسمع منه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم وكمال الدين عبد الرزاق ابن الفوطي وأبو العلاء محمود وهذا الأخير ذكره في معجمه وقال : وكان من جملة المعدلين

__________________

الإسكندر قال في نزهة القلوب والصحيح أنه من عمل شابور بن أشك بن دارا وهو شابور الكبير ، أخرجه من الفرات وعمل له نحو ثلاثمائة قرية ... «ص ٤٦».

(١) ستأتي ترجمته في حوادث سنة ٦٩٣ ه‍.

(٢) دستور الوزراء مخطوطة ص ٢٥٨.

٣٨١

ببغداد وكان جده عرف بالدباب لأنه كان يمشي رويدا والدبيب المشي الرويد. وكان والده من أهل باب البصرة وهي مدينة المنصور. بغربي بغداد وبظاهرها جامع المنصور. وكان شيخا عالما ، زاهدا ، عابدا ، عارفا ثقة ، عدلا ، مكثرا ، مسندا ، صحيح السماع ، من بيت الحديث والزهد ... ولد بباب البصرة في ٢٣ ، أو ٢٤ من صفر سنة ٦٠٣ ه‍ وتوفي ليلة الخميس آخر يوم من سنة ٦٨٥ ه‍ (١).

٥ ـ العفيف ابن الزجاج. عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس بن راضي العلثي البغدادي أبو محمد بن أبي عبد الله الحنبلي المنعوت بالعفيف المحدث المعروف بابن الزجاج عم عبد الحميد بن أحمد المقدم ذكره من أهل المأمونية شرقي بغداد وكان شيخا ، عالما ، فقيها. محدثا ، مكثرا ، مفيدا ، زاهدا ، عابدا ، ابن بيت الحديث ، متبعا السنة ، شديدا على المبتدعة ، ملازما لقراءة القرآن والعبادة ...

كان مولده بالمأمونية في سنة ٦١٢ ه‍ توفي في طريق الحج سنة ٦٨٥ ه‍ ؛ (٢).

٦ ـ شرف الدين ابن الخطيب. هو علي بن عبد الله بن هبة الله بن المنصور بالله المنصوري ، أبو الحسين بن أبي محمد وأبي المنصور بن أبي القاسم المعدل الملقب شرف الدين ابن الخطيب فخر الدين أخو الجلال محمد. سمع من أبي الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة ، ومن اسماعيل بن يحيى المقري وسمع منه ابن الفوطي. وكان من اعيان المعدلين وخطيبا بجامع السلطان أيام الخلفاء. مولده في المحرم سنة ٦٢٤ ه‍ وتوفي سنة ٦٨٥ ه‍.

__________________

(١) منتخب المختار.

(٢) منتخب المختار.

٣٨٢

حوادث سنة ٦٨٦ ه‍ (١٢٨٧ م)

والي العراق قتلغ شاه

ذيول التبدلات في حكومة العراق :

في السنة الماضية كان الأمير أروق قتل جماعة من الحكام (بالعراق). وفي هذه السنة جعل عوضهم الملك (ناصر الدين) قتلغ شاه ابن سنجر مملوك علاء الدين صاحب الديوان فسأل إبعاد سعد الدولة ابن الصفي الحكيم اليهودي عنه وأن يكف يده عن الحكم معه فأجيب إلى ذلك فأقام سعد الدولة في الأردو على قاعدة الأطباء هناك فاتفق له القرب من السلطان ارغون والخلوة وحصل له ما لم يخطر بباله فكشف له أمور العراق وعرفه جميع الأحوال ثم أخذ في الطعن على الأمير بوقا وأخيه أروق وبين له وجوه ارتفاقهما من الممالك فتغير قلبه عليهما.

ولما وصل قتلغ شاه إلى بغداد قسط على الناس أموالا على سبيل القرض وثقل عليهم في استيفائها فنفرت الناس منه فبينما هو على ذلك وردت الأخبار بوصول الأمير (أردوقيا) وسعد الدولة لتصفح أحوال العراق. ثم إنهما وصلا واجتمعا بالأمير أروق فكان أول ما اعتمداه إسقاط ما قرر على الناس من القرض. ثم أصلحا حال العراق واسترفعا حسابه وجمعا المال من وجهه وتوجهوا جميعا إلى السلطان فأنهى إليه سعد الدولة ما فعل أروق وقتلغ شاه بالرعية وما صار إليهما من الأموال فأمر باستخراج ذلك من قتلغ شاه فعاد سعد الدولة إلى بغداد واستصحبه معه. فكان وصول الأمير اردوقيا في المحرم هو وسعد الدولة ابن الصفي اليهودي إلى بغداد وحضرا عند الأمير أروق وعرضا عليه ما معهما من الفرامين فأمر أن ينادى في بغداد أن يحضر إلى الديوان كل من معه فرمان وبايزة (١). فلما حضروا أخذوا ذلك منهم وعزل ناصر

__________________

(١) يريد هنا بالفرمان اليرليغ وقد مضى القول عنه وعن البايزة ...

٣٨٣

الدين قتلغ شاه عن الحكم ببغداد وأعيد أمر الإشراف بالعراق إلى سعد الدولة ...

وتقدم بإعادة ما أخذ من الرعية في السنة الحالية من القرض. ثم طولب (ولاة الأعمال) و(الضمناء) بما عليهم من البقايا وضويقوا على ذلك فأدوا أموالا كثيرة وضرب عز الدين عبد العزيز الإربلي ناظر الكوفة فباع أملاكه فلم يقم بما عليه. وكان مريضا فمات من تواتر الضرب والعقاب.

وضرب الزين الحظائري عميد بغداد ودوشخ فأدى بعض ما قرر عليه وأخذ مجد الدين إسماعيل بن الياس ودوشخ ووكل في داره فأدى مالا كثيرا وباع أملاكه وأسبابه وقام بما تخلف عليه من ضمان الحلة فلما تكاملت الأموال في الخزانة توجه الأمير اردوقيا بها إلى السلطان واستصحب سعد الدولة معه فعين شرف الدين محمد بن أحمد السمناني (صاحب ديوان العراق) ورتب سعد الدولة ابن الصفي الحكيم مشرفا عليه فوصلا بغداد وصحبتهما ناصر الدين قتلغ شاه مطالب بما عليه من الأموال. ورتب فخر الدين مظفر بن الطراح صدرا في الحلة عوضا من مجد الدين إسماعيل بن الياس. وسيأتي الكلام على باقي الإدارات في السنة التالية ولنرجع إلى بقية حوادث هذه السنة ٦٨٦ ه‍.

وقائع أخرى :

وفي هذه السنة طولب نجم الدين أحمد كاتب الجريد بالحساب ودوشخ على بقايا وجبت عليه. فلما عرف من نفسه العجز عما يطلب منه وخشي من العقاب قتل نفسه وكان شابا حسن الصورة.

وفيها أيضا عقد ضمان الأعمال الحلية على مجد الدين إسماعيل ابن الياس إضافة إلى نيابة الديوان والحكم في بغداد. وكان ذلك سببا لذهاب أمواله وأملاكه.

٣٨٤

غارة الأعراب :

وفي هذه السنة دخلت العرب يوم الجمعة إلى الجامع (بالمحوّل) (١) فأخذوا ثياب كل من كان فيه. ثم قصدوا (ناحية الحارثية) (٢) وكبسوها ليلا وأخذوا ما قدروا عليه وقتلوا جماعة من اهلها. فلم يزل شحنة العراق يفحص عنهم حتى ظفر بأكثرهم وضرب أعناقهم وبنى رؤوسهم في قبة عند الجسر وجعل وجوههم ظاهرة ليعتبر بهم كل مفسد. وهنا لم يسم القبيلة المهاجمة.

وقوع برد في نيسان :

ووقع في نيسان برد كثير كبار اتلف الزروع في أعمال بغداد. قال الشيخ ظهير الدين الكازروني في تاريخه : حكى لي (قاضي طريق خراسان) أن جماعة شهدوا عنده أنهم رأوا في (ناحية الخوزية) من أعمال (براز الروز) (٣) بردا كبارا فيه بردة عظيمة كالرجل النائم ... والمبالغة ظاهرة ...

في هذه السنة كثر اهتمام العوام بقتل السباع وجرى بينهم فتن كثيرة وحروب بين أهل المحال فأنكر الديوان ذلك وتقدم بمنع حرب السباع لإطفاء الفتنة ومنعوا عن الخروج بعد ذلك لقتل السباع.

الحج :

في هذه السنة حج الناس وعادوا طيبين وأخبروا بأمن الطريق ورخص الأشياء في مكة والمدينة ...

__________________

(١) بلدة صغيرة تبعد ساعتين عن بغداد في الجانب الغربي منها وهي على نهر عيسى وبساتينها متصلة ببساتين بغداد وكانت فيها عمارات جميلة أيام العباسيين ... كذا في نزهة القلوب لحمد الله المستوفي ص ٤٣.

(٢) الآن مقاطعة زراعية وليس فيها قرية.

(٣) هي بلد روز المعروفة.

٣٨٥

حوادث سنة ٦٨٧ ه‍ (١٢٨٨ م)

إتمام التبدلات الإدارية :

في هذه السنة تمت التبدلات والوقائع الملحقة بها مما يتعلق بالإدارة بالوجه المار ...

تركات المسلمين والتوريث :

في صفر هذه السنة وصل بغداد جماعة من اليهود من أهل تفليس وقد رتبوا ولاة على تركات المسلمين. فأجروا الأمر على أن لا يورثوا ذوي الأرحام. فأنكر الأمير أروق ذلك وأمر أن يعمل بمذهب (الإمام الشافعي) (رض) كما كان يعمل قديما. فاتفق وفاة بعض العوام وقد خلف ابن عم له فأنكر النواب نسبه وختموا على تركته. فاستغاث واستنصر بالعوام فاجتمع معه خلق كثير ووقعت فتنة أوجبت خوف النواب من القتل فاختفوا وتحصنوا في بيوتهم فنهب العوام دكاكين اليهود من المخلطين وغيرهم فكفهم الديوان عن ذلك فخرج النواب من بغداد متوجهين إلى بلادهم فصادفهم الأكراد في الجبل فقتلوهم.

تزوج :

في هذه السنة تزوج مبارك شاه ابن الشيخ نظام الدين محمود شيخ المشايخ بابنة فخر الدين ابن الخواجة نصير الدين الطوسي على صداق عشرة آلاف دينار وحضر العقد قاضي القضاة عز الدين ابن الزنجاني.

مدرسة النظامية :

ورتب نجم الدين محمد بن أبي العزيز مدرسا بالنظامية حيث توفي مدرسها نور الدين عبد الغني المعروف بأبي البيان الحلبي إضافة إلى القضاء وخلع سعد الدولة عليه. فلما ألقى الدرس قال : هذه بضاعتنا ردت إلينا.

٣٨٦

وقوف العراق :

وفيها كفت يد صدر الدين وإخوته أولاد الخواجة نصير الدين الطوسي عن النظر في وقوف العراق. وأعيد الأمر فيها إلى حكام بغداد.

ثم عاد الأمر إليهم سنة ٦٨٨ ه‍.

الحج :

حج في هذه السنة من العراق خلق كثير وأخبروا بتعذر الأقوات وعدم الأشياء هناك.

١ ـ وفاة برهان الدين النسفي :

هو الشيخ برهان الدين محمد بن محمد بن محمد النسفي الحنفي المنطقي صاحب التصانيف. قال ابن الفوطي : هو شيخنا المحقق ، المدقق العلّامة الحكيم ، له التصانيف المشهورة ، كان في الخلاف والفلسفة أوحد ، متع بحواسه ، وكان زاهدا وقد لخص تفسير الإمام فخر الدين ، قدم بغداد حاجا سنة ٦٧٥ واشتغل عليه هارون بن الصاحب ، مولده تقريبا سنة ٦٠٠ وتوفي ببغداد سنة ٦٨٧ ه‍. كذا في الوافي بالوفيات (ج ١ ص ٢٨٢) والملحوظ هنا أن النقل كان عن ابن الفوطي وفي الاصل المنسوب إلى ابن الفوطي لم يتعرض لهذا الحادث ، والظاهر أنه منقول عن كتب أخرى له ... والنسفي المذكور يسمى تفسيره (الواضح) كما في كشف الظنون في مادة (مفاتيح الغيب) تفسير الرازي وترجمته في الجواهر المضية ، والفوائد البهية ...

٢ ـ نور الدين المالكي :

عثمان بن إبراهيم بن يعقوب بن عبد الملك الآمدي المالكي أبو عبد الله بن أبي إسحق الملقب نور الدين استنابه القاضي بدر الدين محمد بن علي الرقي الحنفي في الحكم والقضاء بالجانب الغربي ودرس بالعصمتية مجاور مشهد عبد الله (كذا) وكان ورعا ،

٣٨٧

متدينا ، توفي في الخامس عشر من ربيع الأول سنة ٦٨٧ ه‍.

٣ ـ عثمان بن مسعود الواسطي :

عثمان بن مسعود الواسطي أبو عمرو المالكي الملقب نور الدين. قال ابن الفوطي سمع من شيخنا سراج الدين الشارمساحي وهو مفيد الطائفة المالكية بالمدرسة المستنصرية توفي في ذي القعدة سنة ٦٨٧ ه‍ ودفن بمقبرة معروف (١).

٤ ـ كمال الدين ابن المخرمي :

محمد بن المبارك بن يحيى بن المبارك بن علي بن المبارك بن علي بن الحسين بن بندار البغدادي ، أبو نصر بن أبي سعد بن أبي الفضل بن أبي سعد الملقب كمال الدين ابن الصاحب فخر الدين المعروف بابن المخرّمي. سمع من أبي محمد الحسن بن علي بن الأمير السيد الدرة ، وأبي حفص عمر بن محمد السهروردي ، وعبد اللطيف بن محمد بن القبيطي ... وسمع منه أبو الفضل عبد الرزاق ابن الفوطي واجاز لشيخنا احمد بن محمد الكازروني. ولد في بغداد سنة ٦٠٩ ه‍ وتوفي في ٢٥ من شهر رمضان سنة ٦٨٨ ه‍ ودفن بجنب غرفة معروف الكرخي (٢).

حوادث سنة ٦٨٨ ه‍ (١٢٨٩ م)

التمغات وعميد بغداد :

في هذه السنة تقدم الملك شرف الدين السمناني صاحب ديوان العراق بإعادة الزين عميد بغداد إلى التمغات بعد أن استوفى ما عليه من بقايا الضمان بالضرب والعذاب.

__________________

(١) منتخب المختار.

(٢) منتخب المختار.

٣٨٨

تبدلات إدارية في العراق أيضا :

في هذه السنة عزم الملك شرف الدين السمناني صاحب ديوان العراق على التوجه إلى الأردو. فقصد سعد الدولة المشرف عليه مشهد موسى بن جعفر عليه السّلام وزار ضريحه الشريف وأخذ المصحف متفائلا به فخرج له : يا بني اسرائيل قد انجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المنّ والسلوى فاستبشر بذلك وأطلق للعلويين والقوام مائة دينار. فلما وصلوا إلى حضرة السلطان عزل الملك شرف الدين ورتب سعد الدولة صاحب ديوان الممالك وأمر السلطان بقتل بغانوين (بوقا) فقتل هو وأولاده وأصحابه وكان الأمير أروق أخوه في ديار بكر فأنفذ إليه من قبض عليه ثم قتله. وكان ذلك لتغير نياتهما في طاعته.

ثم إن سعد الدولة رتب في العراق أخاه فخر الدولة ومهذب الدولة نصر ابن الماشعيري ورتب معهما جمال الدين علي الدستجرداني كاتبا فوصلوا إلى بغداد وقرروا قواعد أعمالها.

ثم وصل تقدم سعد الدولة بالقبض على الزين الحظائري ضامن التمغات ومجد الدين إسماعيل بن الياس واستيفاء ما عليهما من الأموال في ثلاثة أيام ثم قتلهما بعد ذلك فقبض عليهما ووكل بهما وعوقبا بالضرب وغيره وأخذ كل مالهما من مال وملك. ثم قتل الزين ظاهر سوق بغداد في العشرين من جمادى الآخرة وقتل مجد الدين يوم الأربعاء في الثاني والعشرين منه تحت دار الشاطيا ، وسلمت جثته إلى أولاده. وكان قتله آخر النهار وهو صائم فطلب ماء فلما أتي به نظر إلى الشمس وقد قرب غروبها فلم يشربه. وقال للسياف اضرب ضربة واحدة فقال له نعم.

كان رحمه الله تعالى من محاسن الزمن عالما فاضلا أديبا جوادا سخيا كريما يكتب خطا جيدا ويقول الشعر ...

٣٨٩

الوالي قتلغ شاه

قتل قتلغ شاه :

ثم قتل الملك ناصر الدين قتلغ شاه الصاحبي في تبريز وحملت جثته إلى بغداد فدفنت في رباط كان قد عمره مجاور قبر سلمان الفارسي (رض) وجعل فيه جماعة من الفقراء ووقف عليهم عدة نواح بواسط وغيرها. وكان يحب الفقراء ويواصلهم. وبنى في البصرة لما كان واليا فيها رباطا وحماما ووقف الحمام وغيره عليه. وبنى في المأمن الذي عمله الصاحب علاء الدين في أعمال واسط مدرسة.

قتل منصور بن علاء الدين الجويني :

ثم قتل منصور بن علاء الدين صاحب الديوان ببغداد في رجب ودفن في تربة والدته ...

عزل ونصب :

وفي هذه السنة عزل نور الدين الصياد من واسط ورتب عوضه الملك نور الدين عبد الرحمن بن تاشان.

قتل والي الموصل :

إن الوالي مسعود البرقوطي كان قد ألقي القبض عليه وأمسك عليه مع الأمير أروق وذلك أن السلطان أرسل جندا مع الأمير بيتمش فقتلهما مع أصحابهما وقبض على تاج الدين بن مختص وأوسعه ضربا وغرمه خمسين ألف دينار.

ثم أثار بيتمش اضطهادا على النصارى الذين تظاهروا بالتصحب لمسعود وقتل منهم كثيرا في الموصل وإربل وما جاورها من القرى.

ثم ولي الموصل وسعى في توطيد الأمن إلا أنه في هذه السنة هوجمت سنجار وما والاها من عصابات سورية فعاثوا في القرى ثم إن

٣٩٠

أمير الموصل أدركهم عند الخابور واسترد منهم بعض المنهوبات (١).

وبعد هذا ولي الموصل أمين الدولة أخو سعد الدولة وبقي حاكما بها إلى أيام نكبة اليهود بعد قتلة سعد الدولة إلا أنه لم يبين تاريخ حكومته في الموصل بالضبط.

وفيات :

١ ـ توفي عز الدين علي بن عفيجة ودفن تحت قدمي سلمان الفارسي وكان من أكابر المتصرفين ببغداد.

٢ ـ توفي بهاء الدين عبد الوهاب ابن قاضي دقوق ودفن في مدرسة بناها على شاطىء دجلة بباب الأزج. وكان ذا مال وجاه من أكبر التناة بالعراق.

٣ ـ توفي صفي الدولة سليمان ابن الجمل النصراني كاتب السلة ببغداد.

حوادث أخرى :

في هذه السنة غلت الأسعار ببغداد وحج من بغداد خلق كثير.

حوادث سنة ٦٨٩ ه‍ (١٢٩٠ م)

شغب في بغداد على سعد الدولة : (اليهود)

فيها سطر ببغداد محضر كتب فيه أعيان الناس يتضمن الطعن على سعد الدولة يتضمن آيات من القرآن وأخبارا نبوية أن اليهود طائفة أذلهم الله تعالى ، ومن حاول إعزازهم أذله الله عز وجل فعرف سعد الدولة

__________________

(١) تاريخ الموصل ص ٢٤٣.

٣٩١

بذلك ، فلما وصل المنفذ به أخذه منه وعرضه على السلطان أرغون فحكمه في كل من كتب فيه فتأنى في مؤاخذتهم واستعمل الحزم وحاذر عاقبة العجلة لكنه تقدم بصلب جمال الدين ابن الحلاوي ضامن تمغات بغداد فصلب بباب النوبي وثيابه عليه وسلم إلى أهله بقية النهار.

عزل :

وفيها عزل نجم الدين بن أبي العز البصري ونجم الدين عبد الله القوساني وعفيف الدين ربيع الكوفي من القضاء ببغداد.

الحج : (ونهب العرب):

وحج من العراق في هذه السنة خلق كثير وعادوا من بعض الطريق وقد نهبهم العرب.

بقايا أولاد شمس الدين الجويني

في هذه السنة سأل السلطان عمن تخلف من أولاد شمس الدين محمد الجويني صاحب الديوان فأخبر بهم فأمر بقتلهم. وكان في تبريز منهم مسعود وفرج الله فقتلا ودفنا في تربة أبيهما ، أما مسعود فإنه كان قد أعرس منذ ليال ، وأما فرج الله فإنه كان صبيا في المكتب فلما أخرج ليقتل توهم أنهم يريدون تأديبه لئلا ينقطع عن المكتب فجعل يقول بالفارسية والله ما بقيت أنقطع عن المكتب فرقت له الناس ، وكان أخوهما نوروز في الروم فسارت الايلچية إليه فقتل هناك.

حوادث سنة ٦٩٠ ه‍ (١٢٩١ م)

وقائع عراقية ـ والي بغداد :

في هذه السنة انحدر مهذب الدولة ابن الماشعيري إلى واسط وقبض على ملكها نور الدين عبد الرحمن تاشان وطوقه بالحديد ونفذه

٣٩٢

إلى بغداد على أن يقتل بها ويحمل رأسه إليه.

وسبب ذلك أنه تحدث على السكر أن سعد الدولة قد قتل فلما وصل بغداد وكل به في دار النيابة ثلاثة أيام. فلما كان اليوم الثالث وصلت الايلچية من أردو (بايدو) ودخلوا بغداد ليلا وحضروا عند جمال الدين الدستجرداني كاتب العراق وعرفوه أن السلطان أرغون توفي وأن الأمراء قتلوا سعد الدولة (١) قبل وفاة السلطان وأنه قد فوض أمر العراق إليه وأمر بالقبض على فخر الدولة أخي سعد الدولة فاتفق مع الايلچية وبعض الأمراء وشحنة بغداد وقبضوا على فخر الدولة في ربيع الآخر وأحضروا الملك نور الدين عبد الرحمن وأخرجوه من السجن وتقدموا إليه بالانحدار إلى واسط والقبض على مهذب الدولة وحمله إلى بغداد.

فانحدر بقية الليل وقبض عليه وطوقه وأنفذه إلى بغداد.

ولما قبض على فخر الدولة نهب (الكلحية) (٢) وعوام بغداد داره وأدؤر اليهود كافة وأخذوا أموالهم ودام ذلك ثلاثة أيام. فركب جمال الدين في جماعة من الجنود والكلحية ومنعوا العوام عن ذلك وحبسوا جماعة منهم وقتلوا نفرين فسكنت الفتنة.

وقد فصل صاحب (تاريخ وصاف) ما جرى على اليهود من الوقائع والانتقام منهم على ما قام به سعد الدولة وأعوانه مما لا محل للإطناب في البحث عنه ...

ولما وصل مهذب الدولة إلى بغداد حبس في دار النيابة أياما فسأل من جمال الدين أن ينقل إلى حجر البر فنقل وأحضر بعد أيام إلى الديوان وسئل عن الأموال فقال :

__________________

(١) جاء في تاريخ وصاف أنه قتل في سلخ صفر سنة ٦٩٠ ه‍ «ص ٣٤٥ ج ٢».

(٢) لم يعرف ما يراد بهذا اللفظ ولعله اسم قبيلة من قبائل تركستان والنسبة إليها كلجية بالجيم ... والنسخة الأصلية من الفوطي غير منقوطة.

٣٩٣

ـ أما مال الديوان ففي الخزانة. وأما ما يخصني فأنت تعلم أني لم أجمع مالا ...!

فأمر بضربه فضرب ثم أقعد وسئل فلم يعترف بشيء غير الظاهر فأمروا بقتله فضرب بالسكاكين والسيوف وكان بالاتفاق في الديوان نجار قد جاء متفرجا ومعه فاس فضربه عدة ضربات ثم قطع إربا إربا وتناهبه العوام فتعمم نفاط بمصرانه وطافوا به في شوارع بغداد ودروبها ثم أحرق بباب جامع الخليفة ما عدا رأسه فسلخ وحشي تبنا وطيف به في جانبي بغداد وحمل إلى واسط فعلق على جسرها.

وقتل من اليهود شاب يعرف بابن فلالة وقطعت أعضاؤه ... وطافوا به سحبا في دروب بغداد ثم أحرق بباب جامع الخليفة أيضا.

فلما سكنت الفتنة وخرج اليهود على عادتهم في معايشهم أشاع طائفة من العوام أن الحكام قد فسحوا في نهبهم فسارع الأشرار والسفل والشطار في ذلك ونهبوا دورهم ودكاكينهم فركب جمال الدين في جمع من الكلحية وكفهم عن ذلك ولم يبق بلد من بلاد العراق إلا وجرى فيه على اليهود من النهب مثل ما جرى في بغداد حتى أسلم منهم جماعة ثم عادوا بعد ذلك. ثم طولب فخر الدولة وجماعة من أعيان اليهود بالأموال وضويقوا وعوقبوا عليها فادعوا أن أموالهم نهبت من دورهم وأرسل بايدو إلى الموصل من قبض على أمين الدولة أخي سعد الدولة وكان حاكما بها واعتمد معه مثل ما اعتمد مع أخيه فخر الدولة. حكى أن فخر الدولة مظفر بن الطراح حرض جمال الدين الدستجرداني على قتل مهذب الدولة وقال إن ترك لا يؤمن وخوفه من عاقبة الحال حتى أنه أوعز إليه بأن (عجل بقتله قبل أن يقتلك).

سعد الدولة واليهود :

إن سعد الدولة هذا توصل إلى السلطان من طريق الطب وشرح له

٣٩٤

أحوال بغداد ، وبعد أن اقتنع منه مكنه من العراق فحصل له أموال طائلة ... وعده من الناصحين له والمخلصين لمصالحه فصارت بيده خزائن المغول ونال كل سلطة وصار قوله الفصل فعين إخوته ولاة في بغداد والموصل .. وتسلط اليهود في المملكة المغولية .. حتى إن الشعراء والأدباء قد بالغوا في مدحه وقدموا له القصائد مملوءة بالثناء ، وفي خلال سنتين بلغ ما مدح به من الشعر مجلدا وأن أحد مقربيه جمعها له قال وصاف وفي بغداد نسخة منه. وقد اشترك في مدحه كثيرون من عرب وعجم ... وقد قيل فيه أبيات وقصائد متفرقة لم تدخل في المجموعة ومما قيل فيه :

لا زلت يا مولى الزمان وأهله

في الناس رب مواهب ومنائح

سعد السعود لكل داع مخلص

ولكل من يشناك سعد الدابح

وقد أضر بالمسلمين وبنفقات جوامعهم وأوقافهم فتألم الكل منه ... ومما قيل من التألم منه ومن توقع زواله :

يهود هذا الزمان قد بلغوا

مرتبة لا ينالها فلك

الملك فيهم والمال عندهم

ومنهم المستشار والملك

يا معشر الناس قد نصحت لكم

تهودوا قد تهود الفلك

فانتظروا صيحة العذاب لهم

فعن قليل تراهم هلكوا

وقد جرى على اليهود من المصاب عند قتله والوقيعة بهم ما لا

٣٩٥

يحصيه قلم ، أو يسعه كتاب (١) ...

وفاة السلطان أرغون خان

وسلطنة كيخاتوخان

وفاة وجلوس :

كان قد توفي السلطان أرغون في ٦ ربيع الأول سنة ٦٩٠ ه‍ فأرسل الأمراء إلى كيخاتوخان (٢) وكان بالروم يعرفونه وفاة أخيه فسار إليهم وجلس على التخت يوم الأحد ٢٣ رجب ٦٩٠ ه‍ وكان حدث خلاف بين الأمراء قبل القطع في اختيار كيخاتوخان (٣).

ترجمة السلطان أرغون :

كان قد جلس على سرير الملك في ٧ جمادى الأولى سنة ٦٨٣ ه‍ بالوجه المشروح (٤) ...

وفي الفوطي : «كان ملك السلطان أرغون نحو ثماني سنوات وكان عادلا محمود السيرة رؤوفا بالرعية» وفي ابن خلدون أنه كان قد عدل عن دين الإسلام. وأحب دين البراهمة من عبادة الأصنام وانتحال السحر والرياضة ، ووفد عليه بعض سحرة الهند فركب له دواء لحفظ صحته

__________________

(١) وصاف ج ٢ ص ٢٣٨ و ٢٦٠ وقد ساق هذا الشعر في معرض الكلام على اليهود لأحد شعراء بغداد وإنما ذكرناه للدلالة على التذمر ... ولوصاف نفسه قصيدة عارض بها تلك القصيدة بالوزن والقافية ذم بها اليهود وهي طويلة نكتفي بالإشارة إليها فهي تصور مصرعهم ...

(٢) ورد تصحيف في اسمه ، منهم من قال «كيغاتو» ومنهم غير ذلك والصحيح كيخاتو خان.

(٣) تاريخ وصاف ج ٢ ص ٢٣٨.

(٤) تاريخ وصاف ص ١٣٧ م ـ ٤٤.

٣٩٦

ودوامها فأصابه منه صرع فمات ...

وفي الشذرات : تملك بعد عمه الملك أحمد وكان شهما مقداما ، كافر النفس شديد البأس ، سفاكا للدماء عظيم الجبروت. هلك في هذا العام فيقال إنه سمّ فاتهمت المغل (المغول) وزيره سعد اليهودي بقتله فمالوا على اليهود قتلا ونهبا وسبيا ...

وفي دائرة المعارف الإسلامية : «استوزر أرغون بوكاي (بوقا) الذي يدين له بالعرس إلى عام ١٢٨٩ م (٦٨٧ ه‍) وفي هذا العام صرف هو وجلال الدين السمنان ثم قتلا. وفي غضون الأعوام التالية كانت إدارة البلاد في يد الوزير سعد الدولة ... وفي أثناء مرض أرغون ...

قتل ... وكان أرغون كأسلافه متسامحا كما كان شعوره طيبا نحو المسيحيين ، وواصل أرغون المفاوضات التي بدأها آباقا مع الدولة الأوروبية ... للاشتراك في محاربة مصر ...» ا ه (١).

وقد ترجمه آخرون كثيرون وهو في الحقيقة كانت إدارته بيد الأمراء فهو مسيّر لا مخيّر وليس له من الأمر شيء ، وأن قتله أو سمه أسهل الأمور وقد مر من وقائعه في العراق ما يبصر بصحة ترجمته يضاف إلى ذلك أنه قتل الوزير شمس الدين الجويني وأولاده وغياث الدين كيخسرو صاحب بلاد الروم ... وليس فيها ما يشعر بالمدح والإطراء ، أو يبين عن عدل وروية بل كما قلت كان ألعوبة بيد الأمراء ، تابعا لمقاصدهم ومنقادا لتدابيرهم وهم أنفسهم يمثلون الحكم من خير أو شر ولو لا علي ناق وقيام الأمراء عليه لما وصل إلى الحكم (٢) ... ومن ثم سارت أمور

__________________

(١) ص ٦٢٦ وبوكاي ورد في وصاف وغيره «بوقا» ، وفي الفوطي «بغا».

(٢) جاء في وصاف أنه «اليناق» ، وفي دائرة المعارف الإسلامية «آل يناق» وهو غير صحيح وفي الفوطي «على ناق» مخفف من «علي ايناق» ومعنى «ايناق» مقرب السلطان وخاصته أو نديمه الادنى كما جاء في فرهنك وصاف وفي ص ٢٤٥ من نفس تاريخ وصاف ج ٢ ولغة جغتاي ص ٦٢.

٣٩٧

المغول على هذه الطريقة تتدهور ، واستولى عليهم أمراؤهم وتحكموا فيهم ... وأوضاعها تابعة لروحية المتغلبين وسلوكهم ...

ورود علي بن علاء الدين الجويني :

وفي هذه السنة وصل مظفر الدين علي بن علاء الدين عطا ملك الجويني صاحب الديوان إلى بغداد حيث اتصل به قتل سعد الدولة وكان قد هرب لما قتل أخوه منصور والتجأ إلى بعض مشايخ العرب بالسيب. ثم توجه إلى تبريز وتزوج ببكى ابنة أرغون آغا التي كانت زوجة عمه شمس الدين. ثم جاء إلى بغداد وهي صحبته وقد استخلصت له بعض أملاك أبيه وصار بسببها ذا جاه ثم قتل بعد ذلك.

حوادث أخرى :

في هذه السنة أحبست الغيوث حتى انقضاء بعض شباط فاجتمع الناس عند قاضي القضاة عز الدين ابن الزنجاني ثم خرجوا إلى مقبرة معروف (ر) يوم الخميس ٢٧ صفر واجتمعوا في باب المدرسة البشيرية ونصب هناك كرسي خطب عليه العدل شمس الدين ابن الهنايسي خطيب جامع الخليفة ثم تضرع الناس وسألوا الله عز وجل أن يعمهم برحمته وأكثروا من البكاء والاستغفار وعادوا. ثم خرجوا يوم الجمعة إلى ظاهر سور بغداد يتقدمهم شيخ المشايخ نظام الدين محمود راجلا مستكينا وكذلك قاضي القضاة واجتمعوا وراء جامع السلطان وخطب الخطيب المذكور ، ثم تلاه الشيخ شهاب الدين عبد المحمود ابن السهروردي فأرخت السماء عزاليها وتواترت الغيوم فدخلوا بغداد وقد توحلت الطرق ودام نزول الغيث ثلاثة أيام ثم سكن وزادت دجلة بعد ذلك وانتفع العالم بما عمهم من لطف الله ورحمته.

٣٩٨

وفاة الألفي :

في هذه السنة توفي الملك المنصور قلاوون الألفي بالقاهرة وعمره (٨٠) سنة ودفن في مدرسة بناها سماها المنصورية ... وعلاقته مع أصل حكومة المغول إلا أن الغوائل والاتهامات لأمراء العراق كانت تسمع باهتمام ... وتصدق في الغالب دون حاجة إلى برهان ...

وفيات

١ ـ الصفي ابن المالحاني : محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن القاسم بن إبراهيم المرزبان البغدادي المقري ، أبو عبد الله بن أبي محمد الشافعي الزاز (غير منقوطة) المنعوت بالصفي المعروف بابن المالحاني. سمع من أبي الحسن محمد بن أحمد القطيعي ، ومن أبي الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة ، وسمع من إبراهيم بن محمود بن الخير. وأجاز له إبراهيم بن إسماعيل وداود بن معمر بن الفاخر ، وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن أبي ياسر القطيعي المواقيتي ، وأبو الفتح أحمد بن علي بن الحسين الغزنوي ... وحدث ، سمع منه الإمام أبو العلاء الفرضي وذكره في معجمه وقال : من أهل بغداد كان شيخا ثقة جليلا حسنا ١ ه‍ ... وقال ابن الفوطي : سمع عليه بالأنبار وكان صديق والدي كثير الترداد إليّ. مولده في شهر رمضان سنة ٦١٦ ه‍ ببغداد .. وتوفي يوم الأربعاء ٢٦ من صفر سنة ٦٩٠ ه‍. ودفن بالشونيزية. أجاز لأبي محمد عبد العزيز بن القادر البغدادي (١).

٢ ـ شرف الدين العباسي : هو عبد الرحمن بن محمد بن أبي البدر ابن الأنجب القرشي الهاشمي العباسي شرف الدين بن أبي عبد الله البغدادي الحنبلي المعدل. سمع من جماعة. كان شيخا مقربا ، ثقة

__________________

(١) منتخب المختار.

٣٩٩

جليلا عالما ، عدلا ، صحيح السماع. سمع منه عبد الأحد بن سعد الله ابن نجيح بالمظفرية شرقي بغداد. مولده في رمضان سنة ٦١٥ ه‍ وتوفي بالبيمارستان العضدي يوم الاثنين ١٠ رجب سنة ٦٩٠ ه‍.

٣ ـ الشمس بن سعد بن مظفر البغدادي : محمد بن سعد بن المظفر البغدادي أبو عبد الله وأبو الخير ويكنى أبا سعد المنعوت بالشمس. سمع من الأعز بن العليق ، ومن أبي الفضل محمد بن علي بن أبي السهل المقري ومن أبي بكر محمد بن سعيد بن الخازن ، ومن المؤتمن يحيى بن أبي السعود نصر ابن القميرة. وحدث ، وسمع منه أبو العلاء الفرضي وذكره في معجمه .. وقال : من أهل بغداد كان شيخا ، زاهدا ، عارفا ، عابدا. حسن السمت من بيت التصوف ، وكان شيخ رباط الأخلاطية غربي بغداد ا ه ... مولده في حدود سنة ٦٢٩ ه‍. توفي ليلة السبت ٥ شوال سنة ٦٩٠ ه‍ ودفن في الشونيزية إلى جانب والده (١).

حوادث سنة ٦٩١ ه‍ (١٢٩٢ م)

في إدارة العراق : (ولاية العراق)

في هذه السنة أمر السلطان كيخاتوخان بإنفاذ أميرين هما ساطي وبكتمر إلى العراق لتصفح الأعمال وعمل الحساب. فقدما بغداد فقام جمال الدين الدستجرداني بين ايديهما فأقاما شهورا واعتمدا ما أمرا به ثم عادا فمات ساطي وولده ونساؤه جميعا في أيام قلائل. وجمع جمال الدين مال العراق ثم وجهه وحصل سلاحا كثيرا وتوجه بذلك إلى حضرة السلطان فأنعم عليه وأقره على (ولاية العراق) ورتب معه رفيقين هما أثير الدين التستري ابن أخت مجد الدين محمد ابن الأثير وتاج الدين علي تاشان وسيرهم جميعا مع أمير اسمه (نيطاق) فكانوا بالعراق إلى آخر السنة.

__________________

(١) منتخب المختار.

٤٠٠