موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٩

١
٢

٣
٤

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه.

(وبعد) إذا كان محاكاة الحوادث والأوضاع عينا وحرفيا شأن القرود ، فيها تعطيل للدماغ ، وانقياد أعمى ، وتفقد فعالية الفكرة ، وتهمل الرأي على حد (المقلد أعمى وإن كان بصيرا) .. فإن الاختيار وحسن الانتقاء يربي السجايا ، ويحرك الشعور ، ويسوق إلى التدبر والتأمل ، ويقوي العقل ويمرنه .. والتاريخ بوجه عام كفيل بتحقيق هذا الغرض ، وفي تاريخ القطر خاصة تدريب لمعرفة حياة المجتمع وسيرته ، وما أحدث من تقلبات ، أو ترك من آثار ، أو اعتور من وقائع ...

والعراق من أهم الأقطار في كافة حالاته ، وتعاقب عصوره لما تنوع فيه من حوادث ... وفي صفحاته هذه ... كشف عن مألوفه ، وعرض لما جرى أيام (التركمان) حتى بدو العهد العثماني .. ولما كان الصق بنا فالانتفاع به أولى ، والاستفادة منه أكبر للدواعي الكثيرة في التلقف والأخذ ... والوثائق المشعرة بتلك الأوضاع على ندرتها تشير إلى ما هنا لك ، وفيها كفاية لتفهم الحالة وتطوراتها ووفاء بتعيين المجرى ... ولا يعنينا أمر الغرائب ، ولا إيراد المؤنس اللاذ ، وإنما

٥

نتناول ما وقع خلال المدة ، وفيها من الحوادث ضروب ينجلي فيها الغامض ، وكلها تدعو للاستبصار والتنبه لما تعاقب من كوارث أو ألمّ من نكبات ، أو عرض من هدوء وطمأنينة ... مما وصل إلينا خبره ، أو تيسرت معرفته ...

ولا نقصد هنا أن نأسف للغابر ، ولا نتوجع للنوائب أو نكثر البكاء والعويل على ما جرى من مضاضة ... وإنما نحاول أن نقف على الحالة ، ونستظهر علاقتنا وننتفع من نتائجها مهما كانت قاسية ، فليس بعد العلم مستعتب ، ولا تعذر أمة بجهل ... وقد قيل

من لم تفده عبرا أيامه

كان العمى أولى به من الهدى

ونرى في هذه المراجعات التاريخية تعويدا للأمة في تقوية شعورها ، وتنظيما لحياتها الحرة ، تقرأ في سطور الأنباء ما يؤدي بها حتما إلى ما تتطلبه من أغراض اجتماعية ، وما ترغب في تعيينه من خطط نافعة ... وفي هذه الحالة لا نريد أن نأبه لما شاع بين ظهرانينا من تلقيات وتلقينات من شأنها أن تثبط العزم ، وتسدل الستار على الماضي ... فالتاريخ خلاصة ارتباط مكين لحاضرنا بماضينا ، فلا ينبغي أن يؤدي بنا قصر النظر إلى الوقوف عند حالات العصر الحاضر مما لا يأتلف والمعرفة الحقة ... إذ لم تهمل أمة تاريخها بوجه ، والانتباه الصحيح إنما يأتي من طريقه وحوادث قطرنا أقرب إلى تفهمنا ، وخير معين لمعرفة النظام والإدارة المستقرة ، أو الثورات والزعازع ... ومنها ندرك إدارة الحكومات في شدتها وقسوتها ، أو لينها وإغضائها ....

وهكذا نشاهد المجرى ، وتتجلى لنا النفسيات الاجتماعية والفردية ، وفيها من التهالك في سبيل الحرص ضروب ، ومن المغامرات تحقيقا للأماني والأحلام أنواع ... والأوضاع من جراء ذلك مضطربة

٦

في حالتي الخمول والنشاط ، أو الشر والخير ... ومنها نتبصر السياسة العامة ، وتنكشف خبايا القطر ووقائعه والثقافة فيه ، أو الحياة الاجتماعية ...

هذا. وأسأل الله العون فيما قصدت.

المراجع

ما زلنا ولا نزال نشكو من قلة المدونات ، ونعد التفصيلات ناقصة ، والوقائع مبعثرة ، ونود بتلهف أن نقف على ما يبصر أكثر فنلتمس ما يجلو الغامض ، فلم نظفر إلا بالإجمال ... وقد مر من المراجع السابقة ما يمتد إلى هذه الأيام ، وبينها المعاصر أو القريب منه ...

وقد عثرنا على مراجع أخرى جديدة لم يسبق نشرها والكثير منها مما يتعلق بهذا العهد إلا أن المدونات الخاصة بالعراق تكاد تكون مفقودة ، أو مجهولة الخبر ومندثرة الأثر ، أو مهملة في بطون خزائن الكتب ، فهي محدودة الفائدة ... ولكن الحصول على المدونات المعاصرة لهذه الفترة مما خفف نوعا وألقى بعض البصيص من النور على ظلام بعض الحوادث ...

كان العراق في هذه الأيام قد شغل بنفسه ، وألهاه أمره أن يلتفت إلى تدوين الحوادث بصورة متتابعة ، أو دونت ففقدت ... والمؤرخون في الخارج لم يثبتوا في غالب الأحيان إلا القليل إما لاعتباره مجاورا ، أو قريبا مما ساعد على الكشف عن بعض المهمات ... وعلى كل لا نقول إننا استكملنا العدة ، فلا يزال الأمر في حاجة إلى التتبع ، ولا تزال الوثائق الجديدة تظهر كل يوم ، والأمل غير مقطوع ... وهذه بضاعتنا ، وجملة وثائقنا نذكر المهم منها مما حصلنا عليه أثناء السياحة ، أو في وطننا المحبوب ... وإليك أيها القارىء وصفها :

٧

١ ـ مجموعة تواريخ التركمان :

وهذه تتعلق بأولاد دلغادر (١) ، وسائر إمارات التركمان ، وتبتدي حوادثها من سنة ٧٠٠ ه‍ ـ ١٣٠٠ م إلى سنة ٨٥٠ ه‍ ـ ١٤٤٦ م جمعها مؤلفها من تاريخ عقد الجمان ، ومن إنباء الغمر في أبناء العمر وغيرهما. وكان سبب جمع هذه الوقائع يعقوب شاه المهمندار ، جمعها له أبو الفضل محمد بن بهادر المومني الشافعي المتوفى سنة ٨٧٥ ه‍ ، وهو تلميذ ابن حجر. قال ومن هذه السنة ذيل الأمير يوسف ابن الأمير الكبير تغري بردي مدة (٢٥) سنة أعانه الله على ذلك ... إلا أن المؤلف لم يتمكن من إلحاق ما ذكر ... كتبت باللغة العربية في ١٠٦ ورقات ثم ذكر فيها كتاب (تاريخ يشبك) أمير من أمراء مصر ، كان نائب الشام ثم تسلطن في مصر ، وبعده نرى ملخصا في (تاريخ تيمور) منقولا من ابن حجر.

وهذه المجموعة بحذافيرها مهمة جدا لموضوعنا ، وفيها بيان علاقات التركمان بالمجاورين ، فتعرض لوقائع البارانية والبايندرية وسائر أمراء الترك المعاصرين بتفصيل ، فلم تقف عند دولة دلغادر ... والمؤلف لم يذكر اسمه في أول المجموعة ، وإنما عرف من خلال سطورها ، ولم ينقل من أحد عينا ، وإنما لخص وجمع ، فهي تأليف في الحقيقة ... وخير أثر لمعرفة العلاقات الدولية في عصرها ... ولا تخلو من التعرض للوقائع الخاصة ...

٢ ـ ديار بكرية :

من المراجع النادرة ، والمعاصرة ، كان يظن أنها مفقودة ، وهي في تاريخ دولة البايندرية (آق قوينلو) في ديار بكر. أولها («تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ

__________________

(١) سماها القرماني في كتابه أخبار الدول (الدولة الغادرية) ، وجدها المسماة به (ذو الغادر) وفي تواريخ الترك تدعى (ذو القدرية).

٨

الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، حمدي كه آشعه شوارق جمالش منازع رباع أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم منور سازد ... الخ» ا ه. من تأليف أبي بكر الطهراني الأصفهاني كتبت باللغة الإيرانية. قال في مقدمتها إنه عاقته عوائق كثيرة وكانت آماله تغيرها الأحوال النفسية حتى صادف الوقت المرهون أيام أبي النصر والظفر ، غياث السلطنة ... بريد حسنا الطويل ...

وهذا الكتاب سماه مؤلفه ب (ديار بكرية) وحروفها تعين تاريخ تأليفها وهو سنة ٨٧٥ ه‍ ـ ١٤٧٠ م ، وأفاد أنه كان مشغولا في التدريس ، وفي مجالس عديدة ، وله تلامذة ، ولكنه انصرف لتأليف هذا الكتاب وتخلص له.

كان قد بقي اسم السلطان خاليا لأجل إملائه بمداد أحمر فلم يتيسر ولكن مطاوي الكتاب تدل على ذلك ، وقد ذكر المؤرخون أنه كتب تاريخا لأيام السلطان المشار إليه ، فلم نشك في اسم الملك ، وعدد أسماء آبائه وأجداده ، مما يجعل الأمر واضحا.

جاء في كتاب حبيب السير (١) : «وفي أيام الأمير أبي النصر حسن بك من حكومة آق قوينلو ، كان المولى أبو بكر الطهراني من أهل التأليف ، وهو معاصر له ، كتب تاريخا في وقائع أيامه وفي أحواله إلا أنني لم يقع نظري عليه ... وعده من الكتب المفقودة ، وكنت آمل الاطلاع عليه ، والوقوف على مندرجاته ، فهو من أقدم الوثائق التي لا يستهان بها ، فلما رأيته فرحت به ، ولم يخب فيه الظن ، لما وجدت فيه من المطالب عن بعض الأمور ، والبيان الشافي عنها ... فكان خير مرجع ، وأجل أثر.

__________________

(١) هذا الكتاب (حبيب السير) منه نسخة محفوظة في مكتبة بايزيد العامة برقم ٤٩٧٧ مذكورة باسم (عالم آرا) وليس بصواب.

٩

عثرت على هذه النسخة في مكتبة الأستاذ العالم الجليل محمد أحمد المحامي في البصرة ، تفضل علي بمطالعتها ، وبنسخة منقولة منها قدمتها إلى الأستاذ الفاضل السيد مكرمين أستاذ التاريخ في جامعة استانبول ... فكان فضل الأستاذ المحامي كبيرا في هذه المساعدة للتاريخ. وله الشكر الجزيل.

وهذه النسخة قديمة ، وليس فيها تاريخ ، والظاهر أنها كتبت في أيام المؤلف أو أنها النسخة الأصلية ، ولا تقتصر فائدتها على تاريخ العراق ، ولا تاريخ إيران بل تفيد أكثر لتاريخ ديار بكر وما والاها ، وعليها عولنا في تصحيح كثير من النصوص التاريخية ... وقد رأيت علماء الأتراك يعتقدون أن هذا الأثر قد فقد ، ولما أخبرت الأستاذ مكرمين عن وجوده سر سرورا كبيرا ...

٣ ـ عالم ارآي أميني : (تاريخ البايندرية)

هذا من الكتب المهمة أيضا ، والوثائق النفيسة جدا لعصر التركمان ، تكلم في تاريخ السلطان يعقوب من ملوك آق قوينلو فهو مكمل ل (ديار بكرية) المذكورة ومنه ـ على ما نعلم ـ النسخة الوحيدة في مكتبة فاتح. مخطوطة في مجلد واحد ، خطها نفيس ، وكذا ورقها ... مسجلة برقم ٤٤٣١.

وفيها كانت عناية المؤلف كبيرة في التحرير ، وإظهار المقدرة في البيان والتعبير ، فكاد يغطي المعنى بحجاب سميك من الألفاظ الأدبية ... بالغ في تصنيعها ، وتجاوز الحد في السجع فشوش الغرض الأصلي من تدوين الوقائع فصارت لا تعرف بسهولة بل نراها قد بعدت عن الغرض بمراحل ...!

ولما كان الغرض مصروفا إلى معرفة حقائق ثابتة عن هذه الحكومة وإدارتها ، والعلوم ودرجة حمايتها والأمم ووضعها ... مما نحتاجه

١٠

لتدوين (تاريخ العراق) ... رأينا هذا التاريخ من المراجع القيمة لتاريخ (آق قوينلو) والحكومات المعاصرة لها ، فلا يستغنى عنه بوجه ، ولو لم نقف عليه لتألمنا لفقدانه واستكبرنا ضياعه ... وعلى كل فائدته كبيرة ، وفيه ما ليس في غيره ...

تقف حوادثه عند سنة ٨٩٥ ه‍ ـ ١٤٩٠ م وأكثر المؤلف من ذكر الشعر والمديح ... إلا أن هذا لم يفقد هذا الأثر مزاياه التاريخية.

ولما تكلم على السلطان يعقوب وذكر نسبه قال : إنه لا يرى ضرورة لسرده كله فهو مذكور في (الديار بكرية) ، وأحال الأمر إليها ... فهو مكمل لها ، ومتمم لحوادثها كما تقدم ... فالعثور عليه غنيمة لا تقدر في بيان حالة العصر ...!

ذكر المؤلف اسمه في الصفحة الأولى من الورقة ٣١ أنه فضل الله بن روزبهان بن فضل الله الجنجي الأصفهاني الملقب بأمين المعروف ب (خواجه ملا) ، ومن ثم عرف الكتاب بتاريخ (عالم آراي أميني) ، وفي الغلاف جعل عنوانه (تواريخ سلطان يعقوب) ، وصدره بدوبيت ... ، ومن مطاوي الكتاب يعرف أن المؤلف من أهل العرفان ، وله اطلاع في المعقولات ، وسرد تفصيل ترجمته في ورقة ٣٢ فما يليها ، ومما ذكره أنه قد ذهب للحج ، ومر بالمدينة والشام ومصر ، ودرس العلوم العقلية وعلوم الحديث ، وحصل علوما جمة ... ثم رجح طريق الرياضة بعد العناء الشديد ، والتحصيل المديد وكان قد كتب قصة (حي بن يقظان) باللغة الإيرانية بشكل ملائم ، وقدمها للسلطان يعقوب باسم (كتاب بديع الزمان) (١) ، فيه ذكر أنه كتب كتابه هذا أيام ابنه الأمير بايسنقر وبأمره ، وجعله في وضع أدبي نظير (جهانكشاي جويني) (٢). وهذا التاريخ هو

__________________

(١) ورد في كشف الظنون عند الكلام على عالم آرا المذكور.

(٢) هذا الكتاب تم طبعه بمطبعة بريل في ليدن من بلاد هولانده سنة ١٣٥٥ ه‍

١١

الذي عبر عنه صاحب (جامع الدول) بتاريخ البايندرية وفي كشف الظنون أنه تاريخ فارسي مختصر لدولة البايندرية ... ألفه للسلطان يعقوب ، ثم أتمه لأبي الفتح بايسنقر ، وبعد أن بين المؤلف خصائص كتابه المذكور شرع في المقصود ... وذكر في آخره نبذة في التصوف ...

كتبت هذه النسخة في سنة ٩٢٧ ه‍ بقلم يوسف المروي (المروزي) ، وهو أقرب إلى آخر حوادثه ، خطه جميل جدا ، بتعليق ، وأوراقه ٢٢٤ وكان من أنفس ما طالعناه أو اطلعنا عليه في دور الكتب باستانبول لما يعود لهذا العهد.

وللمؤلف الفاضل سياحة إلى بخارى تسمى (مهماننامه بخارى) منها نسخة مخطوطة في مكتبة نور عثمانية باستانبول ، وهي سياحة لها قيمتها ...

٤ ـ لب التواريخ :

تاريخ فارسي ، في مجلد واحد ، يبحث من أوائل التاريخ إلى أيام الحكومة الصفوية قدمه لأحد أمرائهم أبي الفتح بهرام ميرزا الحسني الصفوي ، أفرد مباحث من كتابه في حكومتي (قرا قوينلو) ، و (آق قوينلو) وسائر حكومات الترك والمغول في إيران ، ومباحثه مختصرة إلا أنها تحوي لب الحوادث وصفوتها ، فيصلح أن يكون مرجعا ، ومطالبه تكاد تزيد على الغياثي من بعض الوجوه ، ويوافقه في كثير منها خصوصا ما يتعلق بالحكومات المذكورة ، وسوف نناقش المخالفة ، وننوه بالزيادة ،

__________________

١٩٣٧ م بتصحيح الأستاذ الكامل الميرزا محمد بن عبد الوهاب القزويني وعلق عليه حواشي نافعة وجعل له فهارس مفيدة طبعته لجنة تذكار جب وكان الجويني من ولاة بغداد راجع المجلد الأول من تاريخ العراق وسنتعرض له في التاريخ العلمي والأدبي.

١٢

ونعين نقاط الموافقة فيما هو ملتبس أو مشكوك فيه ، ونراه يذكر التواريخ ويعين الوقائع بذكر السنة والشهر واليوم ... مما نقطع بأنه معتنى به كثيرا ، عندي نسخة مخطوطة كتبت عام ١٢٠٧ ه‍ بخط واضح ، ومؤلفه كما جاء في كشف الظنون الأمير يحيى بن عبد اللطيف القزويني المتوفى سنة ٩٦٠ ه‍ صنفه في عهد الصفوية المعاصرين له. فرغ من تأليفه سنة ٩٤٨ ه‍.

تهم مطالعته كثيرا ، وهو خلاصة الخلاصة ، أو كما دعاه مؤلفه (لب التواريخ) ، ومنه نسخة في مكتبة ولي أفندي عليها حواش مفيدة ، كتبت سنة ٩٩٧ ه‍ ورقمها ٢٤٤٤ وأخرى في مكتبة نور عثمانية ، وفي هذه الأيام طبع في إيران ، وهذه الطبعة لا تخلو من أغلاط عديدة ...

٥ ـ منتخب التواريخ مظفري :

فارسي. تأليف الميرزا إبراهيم خان المستوفي الشيباني الملقب بصديق الممالك في مجلد واحد كتبه أيام مظفر الدين شاه القجاري ، ونوه بتقديمه إليه ، وهو مختصر جميل ، طبع في إيران على الحجر عام ١٣٢٣ ه‍ وتم في سنة ١٣٢٤ ه‍ وبعدها أعيد طبعه في سنة ١٣٤٤ ه‍ على الحجر أيضا.

وفي أوله بيان عن المؤلف ، وأنه ولد في كاشان ، وتقلب في مناصب عديدة وبذل مساعي عظيمة في سبيل هذا الكتاب فأتمه سنة ١٣٢٢ ه‍. ومن نظر في هذا الكتاب قدر جهود مؤلفه وأتعابه في سبيل تحرير وقائعه ... حالة أن المؤلف اكتفى بالنقل عينا من كتاب لب التواريخ بلا تصرف وزاد قليلا أو نقص ، لم يبد أي ملاحظة أو إشارة إلى الأخذ ، ثم أضاف إليه ما حدث بعد ذلك فأتم حوادثه ... من غيره فلم يتكلف مؤونة التصرف وهو منتخب بكل معنى الكلمة.

هذا ما علمناه عن هذا التاريخ وفيه فصول تتعلق بموضوعنا

١٣

(حكومات التركمان) وكأنه نسخة أخرى من كتاب لب التواريخ تصلح لتصحيح ما هناك للتثبت من بعض الأعلام.

٦ ـ أحسن التواريخ :

رأيته في مكتبة نور عثمانية وقد قيل على غلافه إنه ذيل مير خواند وأنه الجلد الحادي عشر والثاني عشر وليس بصواب فهو كتاب مستقل لا علاقة له بغيره أوله : حمد وسپاس وشكربي قياس بحاكمى كه ... الخ وفيه أنه تأليف حسن سبط الأمير سلطان روملو. قال في مقدمته إنه يشتمل على بعض أحوال سلاطين الروم ، وأكثر ملوك الجغتاي ، وقراقوينلو ، وآق قوينلو ، وآق قرمان ، ومشاهير العلماء والشعراء المعاصرين .. فهو من نوع كتاب (تواريخ التركمان) إلا أن مباحثه منتظمة وحوادثه مطردة على السنين وفيها تفصيل لا يكاد يوجد في غيرها ... ، يبتدىء من سنة ٨٠٧ ه‍ ـ ١٤٠٥ م من ابتداء سلطنة شاه رخ ، توسع في الوقائع ولم أر أوسع منه إلا أنه لا يعتمد عليه في السنين التي يذكرها للوقائع ، وقد ناقشتها في محلها ... فإذا كان (لب التواريخ) يضبط الوقائع فهذا يوضحها والمؤلف يكتب رأسا ، ولا يبدي نقلا من كتاب كأنه قد شاهد الوقائع ... مما هو غير مألوف الكثيرين والغمز المذكور أعلاه لا ينقص قيمته وهو لا يتحامل على ملك ولا يستعمل ألفاظا بذيئة كما هو شأن غيره من مؤرخين عديدين يطعنون بالمعاصر لأسباب يطول شرحها ... ، فهو عذب اللسان ، يتكلم بكل وقار ، وكأنه يقص وقائع كان قد رآها أو نقلها كما سمعها ... فهو على كل حال من أمهات الكتب وأصولها التي يجب أن يعول عليها. والنسخة خالية من التواريخ والظاهر أنها نسخة المؤلف أو مكتوبة عليها ... وتقف حوادثه عند سنة ٩٨٥ ه‍.

وفي مكتبة ولي أفندي في استانبول نسخة منه برقم ٢٣٧٠ وليس

١٤

فيه عناوين مكتوبة وإنما أبقيت بياضا بأمل أن تحرر بمداد أحمر ... وبهذا كانت نسخة نور عثمانية أولى بالمراجعة وأحق بالاعتماد ... صالحة أن تكون مرجعا ...

وقد علمت مؤخرا أنه طبع في كلكته سنة ١٩٣١ م لحساب الجمعية الشرقية في بارودا من بلاد الهند مع ترجمته سنة ١٩٣٤ م.

٧ ـ جامع الدول :

تأليف درويش أحمد بن لطف الله المولوي المتوفى سنة ١١١٣ ه‍ ـ ١٧٥١ م ويعرف ب (منجم باشي) ، أوله : أحمد الله حمد مفكر في مخلوقاته الخ. ذكر في مقدمته مراجع كثيرة جدا ، ومن جملة ما اعتمده (تاريخ البايندرية) ، وهو (تاريخ عالم آراي أميني) ، ويبعد أن يكون (الديار بكرية) لأنها غير معروفة في تلك الأنحاء ... وهو في مجلدين ضخمين الأول منهما يصل إلى آخر الخلفاء ، والثاني في ذكر الدول والملوك القديمة والإسلامية ، وفيه تفصيل زائد جدا عن حكومات كثيرة ، وبينها البريديون (حكام خوزستان والبصرة) ، و (المشعشعون) وغيرهما ... ويقف عند حوادث سنة (١٠٨١ ه‍) ـ ١٦٧٠ م وهو من أوسع الكتب ، وفيه مزيد إيضاح عن البارانية والبايندرية ، وقد جمع ما لم يجمعه غيره من وقائع هذه الحكومات إلا أنه لم يدون عن العلماء ، ولا عن الثقافة ولو بوجه عام ... منه نسخة في مكتبة بايزيد العامة في مجلدين أحدهما برقم ٥٠١٩ وصفحاته ١٣٣٤ وثانيهما برقم ٥٠٢٠ وصفحاته ١٢١٤ كتب باللغة العربية. ومراجعه كثيرة بين عربية وفارسية وتركية. والمؤلف أفرد لكل حكومة مبحثا فلا تطرد وقائعه بصورة متوالية ... والكتاب منه نسخ عديدة في مكتبات استانبول وغيرها ، ويعد من خير المراجع وأوسعها ، جمع مطالب كثيرة ... وتفصيله نافع ...

١٥

٨ ـ تاريخ الجنابي : (العيلم الزاخر في أخبار الأوائل والأواخر)

رأيت نسخة منه في نور عثمانية في استانبول برقم ٣٠٩٩ و ٣١٠٠ وأخرى في سراي طوپقپو بمكتبة السلطان أحمد الثالث ونسخ عديدة في سائر المكتبات كتب باللغة العربية أوله :

«أشرف كلام يتضوع نشر رياه ، وأحسن مقال يتفوح طيبه وشذاه حمد صانع قادر لا يعبد سواه الخ». تأليف الشريف أبي محمد مصطفى ابن السيد حسن ابن السيد سنان ابن السيد أحمد الحسني الهاشمي القرشي الشهير ب (جنابي) المتوفى سنة ٩٩٩ ه‍ ـ ١٥٩٠ م ، كتبه أيام السلطان مراد ابن السلطان سليم بن السلطان سليمان القانوبي. قال في مقدمته :

«جمعته من مؤلفات كثيرة ... وأوردت اسم الكتاب الذي نقلت عنه الكلام ، إما قبل النقل ، وإما عقيب الفراغ عند ذكر المرام ، ليكون ذلك على صحة هذا دليلا ، ولئلا يجد عائب يعيب إلى كتابي هذا سبيلا ... (إلى أن قال) : وما اثبت في هذا الكتاب إلا ما صح عندي نقله ، وثبت أصله ، حتى تركت النقل عن بعض الكتب المشهورة لشيوعه بين العلماء بأنه في نقله كحاطب ليل». ا ه. ومثل بالسيوطي ، وأنه ينقل عن تاريخ المفرطي (في نسخة القرطبي) وهو ممن اشتهر بالكذب ... وهكذا حكى وقائع آق قيوينلو في سعة وبسط زائد ... نقل عنها من تاريخ دولتشاه (من الوثائق المعاصرة) ، ومن تاريخ عبد الباسط الحنفي المصري ، ومما سمعه من العالم أبي الفضل بن إدريس التبريزي الدفتري (هو ابن إدريس البدليسي صاحب هشت بهشت) ... وللمؤلف كتب تاريخية عديدة وله شعر في التركية والعربية (١) ...

__________________

(١) عثمانلي مؤلفلري ج ٣ ص ٣٩ وكشف الظنون ونفس الأثر.

١٦

اختصر هذا الكتاب القرماني المذكور سابقا (١) ... فرغ من اختصاره يوم السبت مستهل المحرم سنة ١٠٠٨ ه‍ (٢).

٩ ـ كتاب وجيز الكلام في الذيل على كتاب الذهبي دول الإسلام :

للشيخ محمد بن عبد الرحمن السخاوي صاحب الضوء اللامع ، أوله : الحمد لله العالم بما كان وما يكون الخ. رأيته في مكتبة كوبريلي رقم ١١٨٩ وتنتهي حوادثه في سنة ٨٩٥ ه‍ ـ ١٤٩٠ م وابتداؤه سنة ٧٤٥ ه‍ ـ ١٣٤٤ م. والكتاب فيه خروم ، وأكلته الأرضة من أماكن مختلفة ، وهو مهم خصوصا القسم الأخير منه ...

والأصل تاريخ دول الإسلام للذهبي المطبوع في الهند ورأيت نسخة منه في مكتبة كوبريلي مؤرخة في سنة ٧٤٢ ه‍ ـ ١٣٤٣ م والنسخة مهمة جدا ، وصالحة للطبع وجيدة ، مكتوبة في حياة مصنفها ... وفي مكتبات استانبول نسخ عديدة منه ...

١٠ ـ المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي :

تأليف أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي المؤرخ المعروف المتوفى سنة ٨٧٤ ه‍ ـ ١٤٧٠ م (٣) أوله : الحمد لله مدبر الدهور الخ. وهو من أجل الآثار وأعظمها فائدة ، وأجمعها مادة ... قال في مقدمته إنه حملته الرغبة ، ولم يكن بأمر أو طلب من سلطان أو أمير ، أو من أحد أعيان الزمان ، ولا مكلف لتأليفه وإنما جعله لنفسه ... وابتدأ فيه من أوائل الدولة التركية من المعز إيبك ، وصرح في بعض المواطن أنه

__________________

(١) راجع تاريخ العراق ج ٢.

(٢) كشف الظنون.

(٣) ترجمته في الضوء اللامع ج ١٠ ص ٣٠٥ وفيها نقد كتابه هذا ... وترجمته أيضا في بدائع الزهور لابن إياس ج ٢ ص ١١٨.

١٧

بدأه ب (سنة ٦٥٠ ه‍) ـ ١٢٥٢ م كتبه على طريقة الخطيب البغدادي في تاريخه (تاريخ بغداد) وابن خلكان والصفدي في الوافي بالوفيات وذكر الأشخاص المشاهير من علماء وأمراء على ترتيب حروف الهجاء إلى آخر أيامه ، فتابع الكثيرين من العلماء في ترتيبهم هذا ، ومنه نقل صاحب الشذرات ، وجعله مرجعا ... والملحوظ أن هذا المؤرخ يتحامل على حكومات التركمان (قراقوينلو وآق قوينلو) تحاملا شديدا وله الحق في كثير من المواطن ... وإن كان أساس ذلك هو العداء الحاصل بين مصر وبين هؤلاء ... ولكن مطالبه جليلة ، ومباحثه قيمة جدا ... ويعد من أتم المراجع لهذه العصور. ترجم المقريزي المتوفى سنة ٨٤٥ ه‍ ١٤٤١ م قال : وكان يرجع إلى قولي فيما أذكره من الصواب ويغير ما كتبه أولا في مصنفاته ... منه نسخة نفيسة في مكتبة (نور عثمانية) في استانبول برقم ٣٤٢٨ وهذه النسخة تمتاز في أنها نقلت من نسخة كتبها تلميذه أحمد بن حسين التركمان الحنفي الشهير ب (المرجي) وتاريخ تحريرها في ١٦ جمادى الأولى سنة ١٠٢٣ (١٦١٤ م) ورأيت منه نسخة في دار الكتب ب (سراي طوپقپو) باستانبول

١١ ـ حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور :

في مجلد واحد رأيته في مكتبة أيا صوفيا برقم ٣١٨٥ أوله : الحمد لله مدبر الدهور الخ. وهو من تأليف أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي أيضا جعله ذيلا على السلوك للمقريزي ، وأثنى عليه فقال : «أتقن من حرر تاريخ الزمان وأضبط من ألف في هذا الشأن ، وأجل تحفة اخترعها ، وعمدة ابتدعها ، كتابه المسمى بالسلوك في معرفة دول الملوك. قد انتهى فيه إلى أواخر سنة ٨٤٤ ه‍ ـ ١٤٤١ م ...

ولم يأت بعده من نعوّل عليه في هذا الفن ، ولا من يرجع إليه إلا الشيخ الإمام ... بدر الدين محمود العيني (صاحب عقد الجمان) ،

١٨

فأردت أن أعلم حقيقة أمره في هذا المعنى ، ونظرت فيما يعلقه في تلك الأيام ، فإذا به كثير الغلطات والأوهام وذلك لكبر سنه واختلاط عقله وذهنه ، بحيث إن الشخص لا يمكنه الفائدة من ذلك إلا بعد تعب كبير ، لاختلاف الضبط ، وعدم التحرير. فلما رأيت ذلك أحببت أن أحيي هذه السنة بكتابة تاريخ يعقب موت الشيخ تقي الدين المقريزي (يوم ١٨ رمضان سنة ٨٤٥ ه‍ ـ ١٤٤٢ م) وجعلته كالذيل ... رتبته على السنين» ا ه ابتدأ فيه من أول سنة ٨٤٥ ه‍ وقال : ولم أسلك فيه طريق الشيخ المقريزي في تطويل الحوادث في السنة وقصر التراجم في الوفيات بل أطنبت في الحوادث وأوسعت في التراجم ، لتكثر الفائدة من الطرفين ، وما وجدته مختصرا من التراجم في التعليق فراجع فيه كتابنا المسمى ب (المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي) فإني هناك شفيت الغلة ، وأزحت العلة ا ه ...

انتهى المؤلف بحوادث سنة ٨٦٠ ه‍ ـ ١٤٥٦ م وكتبه تلميذه محمد بن أحمد بن محمد الطندتاي الشافعي سنة ٨٦١ ه‍ ـ ١٤٥٧ م ونقلت منها هذه النسخة في سنة ٨٩٨ ه‍ ـ ١٤٩٢ م.

١٢ ـ التبر المسبوك في ذيل السلوك :

هو لشمس الدين محمد السخاوي في مجلد ضخم. رأيته في مكتبة أيا صوفيا برقم ٣١١٣ أوله : الحمد لله العالم من القدم بما كان وما يكون ، والحاكم بما انبرم في كل حركة وسكون الخ. وهذه النسخة ملكية ومهمة ، مشكلة ، وحروفها كبيرة وواضحة ، وتتم في سنة ٨٥٠ ه‍ ـ ١٤٤٦ م وهي الجلد الأول ، كتبه أبو الفضل السنباطي الأعرج عام ٨٨٠ ه‍ ـ ١٤٧٥ م في منزل مؤلفه ... وغالبها لا يتعرض لحوادث ما هو خارج عن مصر والشام ...

١٩

١٣ ـ تاريخ مطلع السعدين :

تأليف كمال الدين عبد الرزاق بن جلال الدين إسحاق السمرقندي المتوفى سنة ٨٨٧ ه‍ ـ ١٤٠٢ م وأوله : حسن مطلع أنوار أخبار در افتتاح مقال ، ولطف مظهر آثار أخيار در إيضاح مبدأ ومال الخ. ألفه لأبي المغازي السلطان حسين بهادر المعروف ب (حسين بايقرا) من آل تيمور ... وكتب في منتصف جمادى الآخرة سنة ٨٧١ ه‍ ـ ١٤٦٦ م في مجلد ضخم مرتب على السنين ، وهو مهم جدا ، ودون باللغة الفارسية. منه نسخة في دار كتب أيا صوفيا برقم ٣٠٨٦ وفي مكتبات أخرى ... ولا يتعلق بأنحاء العراق منه إلا ما حصل استطرادا ، وهو مهم للعلاقة بالمجاورة ، ومؤلفه من رجال العلم والثقافة ، وقد انتدب لمهمات ذات شأن كسفارته إلى ملك الصين فكتب بذلك رسالة ، ترجمت إلى اللغة التركية وطبعت باسم عجائب اللطائف (١) ...

١٤ ـ تاريخ الغفاري :

منه نسخة في مكتبة ولي أفندي رقم ٢٣٩٧ ، ألفه أحمد بن محمد القاضي المشتهر بالغفاري أيام أبي المظفر شاه طهماسب بهادر خان. ووقف به عند حوادث سنة ٩٧٣ ه‍ ـ ١٥٦٥ م. كتب في ربيع الأول سنة ٩٩٠ ه‍ ـ ١٥٨٢ م. والكتاب سهل الإفادة ومختصر ، تكلم على البارانية (قراقوينلو) ، وعلى البايندرية (آق قوينلو) ثم ذكر الصفويين والعثمانيين إلى أن انتهى بحوادث كتابه ... وهو من المراجع المعتبرة القريبة بهذا العهد.

١٥ ـ بدائع الزهور :

تأليف العلامة المؤرخ محمد بن إياس الحنفي المصري طبع ببولاق

__________________

(١) اسلامده تاريخ ومؤرخلر ص ٣٩٧ ونفس التاريخ ...

٢٠