ومنها : مرفوعة زرارة وقد رواها محمّد بن علي بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي في كتابه غوالي اللئالي عن العلاّمة رحمهالله مرفوعاً إلى زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام فقلت : « جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيّهما آخذ؟ فقال : يازرارة خذ بما إشتهر بين أصحابك ودع الشاذّ النادر. فقلت : ياسيّدي إنّهما معاً مشهوران مرويّان مأثوران عنكم. فقال : خذ بما يقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك. فقلت : إنّهما معاً عدلان مرضيّان موثّقان. فقال : انظر إلى ما وافق منهما مذهب العامّة فاتركه وخذ بما خالفهم فإنّ الحقّ فيما خالفهم ، قلت : ربّما كانا معاً موافقين لها أو مخالفين فكيف أصنع؟ فقال : إذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك واترك ما خالف الاحتياط. فقلت : إنّهما معاً موافقان للاحتياط أو مخالفان له فكيف أصنع؟ فقال : إذن فتخيّر أحدهما فتأخذ به ودع الآخر » (١).
وقد نقلها الشيخ الأعظم رحمهالله في رسائله ولكن بتفاوت مع ما ورد في غوالي اللئالي في مواضع كثيرة ( عشرة مواضع ) لكنّها غير مؤثّرة في المقصود.
والمهمّ إشكالها السندي أوّلاً : من ناحية عدم كون الإحسائي معاصراً للعلاّمة رحمهالله فلابدّ أنّه نقله من كتابه مع أنّه قد يقال : إنّه لم يجدها المتتبّعون في كتب العلاّمة رحمهالله ، واحتمال أخذه من بعض تلاميذه أيضاً لا يفيدنا لأنّه مجهول لنا.
وثانياً : من ناحية الارسال بين العلاّمة رحمهالله وزرارة بسقوط وسائط كثيرة لفصل طويل بينهما.
قال صاحب الحدائق ( فيما حكى عنه ) : أنّ الرواية لم نقف عليها في غير كتاب العوالي مع ما عليها من الارسال وما عليه الكتاب المذكور من نسبة صاحبه إلى التساهل في نقل الأخبار والاهمال وخلط غثّها بسمينها وصحيحها بسقيمها كما لا يخفى على من لاحظ الكتاب المذكور ( انتهى ).
وقد ذكر شيخنا الأنصاري رضوان الله عليه في بعض كلماته في مباحث الشهرة : ( في مباحث الظنّ ) « أنّه قد أشكل في سند هذا الخبر من ليس دأبه الإشكال ... » والظاهر أنّه ناظر إلى كلام الحدائق.
__________________
(١) غوالي اللئالي : ج ٤ ، ص ١٣٣ ؛ وفي المستدرك : ج ١٧ ، ص ٣٠٣.