أَيِسْتُ مِنْكَ : إِنْ عُوفِيتَ حَمَلْتُ إِلَيْهِ مِنْ مَالِي عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ (١) ، فَحَمَلْتُهَا إِلَيْهِ ، وَهذَا خَاتَمِي عَلَى الْكِيسِ ، وفَتَحَ الْكِيسَ الْآخَرَ ، فَإِذَا فِيهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ ، فَضَمَّ إِلَى الْبَدْرَةِ بَدْرَةً أُخْرى (٢) ، وأَمَرَنِي بِحَمْلِ ذلِكَ إِلَيْهِ ، فَحَمَلْتُهُ ، ورَدَدْتُ السَّيْفَ والْكِيسَيْنِ ، وَقُلْتُ لَهُ : يَا سَيِّدِي ، عَزَّ عَلَيَّ (٣) ، فَقَالَ لِي : « ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (٤) ». (٥) ١٣٢٥ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِّ ، قَالَ : قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ (٦) :
إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام كَتَبَ إِلَيْهِ (٧) : « يَا مُحَمَّدُ ، أَجْمِعْ أَمْرَكَ ، وخُذْ حِذْرَكَ (٨) ». قَالَ : فَأَنَا فِي جَمْعِ أَمْرِي ـ و (٩) لَيْسَ أَدْرِي مَا كَتَبَ بِهِ (١٠) إِلَيَّ ـ حَتّى ورَدَ عَلَيَّ رَسُولٌ حَمَلَنِي مِنْ مِصْرَ مُقَيَّداً ، وضَرَبَ (١١) عَلى كُلِّ مَا أَمْلِكُ ، وكُنْتُ فِي السِّجْنِ ثَمَانَ (١٢) سِنِينَ.
ثُمَّ ورَدَ عَلَيَّ مِنْهُ فِي السِّجْنِ (١٣) كِتَابٌ فِيهِ : « يَا مُحَمَّدُ ، لَاتَنْزِلْ فِي نَاحِيَةِ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ ». فَقَرَأْتُ الْكِتَابَ ، فَقُلْتُ : يَكْتُبُ إِلَيَّ بِهذَا وأَنَا فِي السِّجْنِ ؛ إِنَّ هذَا لَعَجَبٌ! فَمَا
__________________
(١) في « ف » : + « من مالي ».
(٢) في « ف » : « الاخرى » بدل « بدرةً اخرى ».
(٣) « عَزَّ عليّ » ، أي اشتدّ وعظم عليّ ما أمرني المتوكّل ، وما صدر منّي من دخولي دارك بغير إذنك وأخذي مالك. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٩٩ ؛ مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١٢١.
(٤) الشعراء (٢٦) : ٢٢٧.
(٥) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٠٢ ، بسنده عن الكليني مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٣٦ ، ح ١٤٤٩.
(٦) في الإرشاد : + « الرخجي ».
(٧) في حاشية « ف » : « إليّ ».
(٨) « الحِذْرُ » و « الحَذَرُ » : الاحتراز. وقال الفيّومي : « حَذِرَ حَذَراً من باب تَعِبَ ، واحتذر ، واحترز ، كلّها بمعنى تأهّب واستعدّ ». راجع : المصباح المنير ، ص ١٢٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٣٠ ( حذر ).
(٩) في « ب ، ج ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ « و ».
(١٠) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي. وفي المطبوع : ـ « به ».
(١١) يقال : ضَرَبَ على يده ، أي أمسك ، وكفّه عن الشيء ، وحَجَرَ عليه. قال المازندراني : « قوله : وضرب ... كناية عن نهب أمواله ومنعه من التصرّف فيها ». راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٤٥ ( ضرب ).
(١٢) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « ثماني ».
(١٣) في « ف » : « في السجن منه ».