لِلْحُسَيْنِ عليهالسلام : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، لَتَلِدَنَّ (١) لَكَ مِنْهَا خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَوَلَدَتْ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهالسلام ، وكَانَ يُقَالُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهالسلام : ابْنُ الْخِيَرَتَيْنِ ، فَخِيَرَةُ اللهِ مِنَ الْعَرَبِ هَاشِمٌ ، ومِنَ الْعَجَمِ فَارِسُ (٢) ». (٣)
ورُوِيَ : أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ قَالَ فِيهِ :
وَإِنَّ غُلَاماً بَيْنَ كِسْرى (٤) وهَاشِمٍ |
|
لَأَكْرَمُ مَنْ نِيطَتْ (٥) عَلَيْهِ التَّمَائِمُ (٦) |
١٢٧٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ (٧) ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ
__________________
(١) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي والبصائر : « ليلدنّ » ، ولكن ما جاء « ولد » لازماً بهذا المعنى ، و « تلدنّ » أيضاً لا يناسب قوله : « لك منها ». فالصحيح ـ كما في البصائر ـ : « ليولَدَنّ » أو ما يأتي. قال في مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٥ : « لتلدنّ لك ، كأنّه تمّ الكلام ، وقوله : « منها خير أهل الأرض » جملة اخرى. ولم يذكر المفعول به في الاولى ؛ لدلالة الجملة الثانية عليه ». ويحتمل كون « تلدنّ » مخاطباً لا مغايبة و « خير » منصوباً. وإسناد الولادة إلى الرجل صحيح كما يقال : والد ووالدة.
(٢) في شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٣٢ : « قوله : ومن العجم فارس ، ضبط بكسر الراء وفسّر بفارس بن فهلو ».
(٣) بصائر الدرجات ، ص ٣٣٥ ، ح ٨ ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن أحمد ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله الخزاعي الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦٢ ، ح ١٣٨٤.
(٤) « كسرى » ـ بفتح الكاف وكسرها ـ : لقب ملوك الفرس ، وهو معرّب خُسْرَوْ. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٠٦ ( كسر ).
(٥) « نِيطَتْ » ، أي عُلِّقت. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٦٥ ( نوط ).
(٦) « التَمائمُ » : جمع تَمِيمَةٍ ، وهي خَرَزاتٌ ـ جمع خَرَزَة ، وهو ما ينظم في السِلْك ـ كانت العرب تعلقّها على أولادهم يتّقون بها العين في زعمهم ، فأبطلها الإسلام. النهاية ، ج ١١ ، ص ١٩٧ ( تمم ).
الوزن : بحر طويل. والقائل : أبوالأسود الدؤلي ، واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني ؛ من التابعين ، رسم له أميرالمؤمنين عليهالسلام شيئاً من اصول النحو ، فكتب فيه أبوالأسود وأخذه عنه جماعة ، سكن البصرة في أيّام عمر ، وولي إمارتها في خلافة أمير المؤمنين ٧ وشهد معه صفّين. وهو أوّل من نقّط المصحف نُقَط الإعراب ، وتوفّي سنة ٦٩ ه ، وله ديوان مطبوع ، ولم يوجد البيت في ديوانه الذي جمع العلاّمة الشيخ محمّد حسين آل يس ، ولا في ديوانه الآخر ، جمع عبدالكريم الدجيلي. المناقب لابن شهر آشوب ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ؛ تهذيب تاريخ ابن عساكر ، لعبد القادر بدران ، ج ٧ ، ص ١٠٤ ؛ خزانة الأدب ، ج ١ ، ص ١٣٦ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ٣ ، ص ٢٣٦ ؛ دائرة المعارف الإسلاميّة ، ج ١ ، ص ٣٠٧.
(٧) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص ٣٥٣ ، ح ١٥ ، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبدالله بن