وعن منصور بن يونس عمّن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام : « من صلّى صلاة فريضة وعقّب إلى أخرى فهو ضيف الله ، وحقّ على الله أن يكرم ضيفه » (١).
قلت : الخلق كلّهم أضيافه فوجه تخصيص هذا صرف همّته ، وتوجيه كلّيته إليه ، فله بذلك مزيد استحقاق عليه.
وعن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام : « الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة » (٢).
قلت : هذا مختصّ بصلاة النافلة على معنى أنّ الدعاء بعد الفريضة أفضل عن الصلاة نافلة بدله ، وأنّ الدعاء بعد الصلاة أفضل من الصلاة المجرّدة عن الدعاء ، فتكون الأفضليّة لمجموع الصلاة والدعاء على الصلاة بغير دعاء. ولا يبعد أن يقال : إنّ أفضليّة الدعاء على الصلاة الواجبة من حيث إنّه متبرّع به ، ولا حرج ولا عقاب في تركه ، فكان مشكورا عند الله أكثر من الملزم به.
وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام : « من سبّح تسبيح فاطمة عليهاالسلام قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر له ، ويبدأ بالتكبير » (٣).
وعن صالح بن عقبة عن أبي جعفر عليهالسلام : « ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة عليهاالسلام » (٤).
وروي عن الباقر عليهالسلام : « لتسبيح فاطمة عليهاالسلام في كلّ يوم دبر كلّ صلاة أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم » (٥).
وروى الصدوق عن الإمام الصادق عليهالسلام : « المؤمن معقّب ما دام على وضوء » (٦).
__________________
(١) التهذيب ٢ : ١٠٣ / ٣٨٨ ؛ الكافي ٣ : ٣٤١ / ٣ ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء.
(٢) التهذيب ٢ : ١٠٣ / ٣٨٩ ؛ الكافي ٣ : ٣٤٢ / ٥ ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء. الفقيه ١ : ٢١٦ / ٩٦٢.
(٣) التهذيب ٢ : ١٠٥ / ٣٩٥ ؛ الكافي ٣ : ٣٤٢ / ٦ ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء.
(٤) التهذيب ٢ : ١٠٥ / ٣٩٨ ؛ الكافي ٣ : ٣٤٣ / ١٤ ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء.
(٥) التهذيب ٢ : ١٠٥ / ٣٩٩ ؛ الكافي ٣ : ٣٤٣ / ١٥ ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء. والرواية فيهما عن أبي عبد الله عليهالسلام.
(٦) الفقيه ١ : ٣٥٩ / ١٥٧٦.